🌴المشاركون:
عبدالله الرستم ( الردة عن الالحاد ١-٥)
كاظم الخليفة (مدخل الى بنية الاعتقاد ١-٢)
مهدي الرمضان (تعريفات وفروقات الايمان والدين)
صلاح الهاجري (ارجوحة ادلة الايمان وادلة الالحاد )
🌷🌷🌷🌷🌷🌷🌷🌷🌷
الردة عن الإلحاد (1)
عبدالله الرستم
لا يمكن لنا التحدث في رِدِّةٍ عن الإلحاد ما لم نستنطق دلالة المصطلح ومدى واقعيته من ثقافتنا التي ينبغي أن تكون مبنية على أسسٍ متينة، فبوجود الإلحاد ومفاهيمه وغاياته التي يرتكز عليها، نستطيع التوصل إلى وجود حالةٍ عكسية تتحدث عن (ردة عن الإلحاد)، وبدون ذلك لا يمكن لنا الوصول إلى كنه هذا المصطلح الذي يستأنس به بعض البشر من حيث إنه يشكّل في ذاتهم الوهمية أنه حالة من عقلانية ما يدّعون أو يوصَمُون به وهنا بداية الكارثة.
وقبل أن نتحدث عن (الردة عن الإلحاد) علينا أن نتحدث عن (الردة عن الإسلام) ومصاديقها، وكذلك عن (الردة عن المذاهب) ومصاديقها، وكما تفضل الأخ/ كاظم الخليفة حول رؤية غوستاف لوبون من أن العقيدة منشأ نفسيٌ ليس له صلة بالعقل، لذا هل بإمكاننا التعبير عن هذه التحوّلات النفسية أو الفكرية من أنها ردة أم أنها حالة طبيعية تُصيب الإنسان الذي يقع فريسة الأفكار أو رحمة الأفكار المتصارعة في ميدان العقل الجمعي والفردي؟!
كرؤية أوليّة أُحيل أن الرِدَّة أو التحوّل من معتقد إلى آخر، لها أسباب ووسائل ونتائج (أهداف) والتي منها: سياسية، اجتماعية، اقتصادية، نفسية ...الخ، وليس باستطاعتي التخمين وترتيب الأثر على أي تحوّل/ردة ما لم تتكوّن لديّ القرائن والدلائل على ردة فلان أو تحوّله. المسألة التي ينبغي استيعابها هي: فهم هذا التحوّل/ الردّة قبل إطلاق الحُكم؛ لنستجلي حقيقة الأمر من منابعها، ولعل هذا يحيلنا إلى حدث تاريخي وقع في العام الحادي عشر للهجرة، والذي تم استخدامه عبر قنوات رسمية لغرض تمكين أشخاص من استلام زمام الأُمور، أو لأسباب أخرى.
🌴🌴🌴🌴🌴🌴🌴🌴🌴
🌿 عبدالله الرستم 🌿
الردة عن الإلحاد (2)
يستحضرني في مسائل الردة/التحوّل اسم عَلمٍ من الأعلام الذين كتبوا في ميدان الفِرَق والمذاهب، وهو (أبو الحسن علي بن إسماعيل الأشعري ت 330هـ)، والذي كان أوّل أمرهِ معتزلياً ثم تحوّل عن ذلك إلى سيفٍ مسلطٍ عليهم بفضحهم ونشر معايبهم كما يقول، وهذا في تصوري المبدئي خلاف العقل والإيمان، فالمعتزلة تبقى فرقة إسلامية لها أدواتها في كيفية التعاطي مع الموروث الإسلامي وهي في حقيقة الأمر ليست فرقة، بل هي جزء من المكوّن الإسلامي الذي ارتأى طريقة في التعاطي مع بعض القضايا المرتبطة بهويّته الإسلامية، ولا يكفي قول الأشعري هذا حتى أتى مترجموه ليرفعوا من مكانته ويروا أن من قَدَحَ فيه فقد بسط لسان السوء في جميع أهل السنة!!.
لا أنكر ما ذكرته أعلاه من تحوّل الأشعري أو ردّته، بل ما أنكره هو النتيجة التي وصل لها وهي: فضح معايب المعتزلة والوقيعة فيهم، ومن كانت نتيجة تحوّله هكذا فسامحه الله، أفلا بسط القول في مناقشة آرائهم وتفنيدها دون صعود المنبر وإخبار القاصي والداني بأنه تحوّل من كذا إلى كذا؟!
إذاً .. الردة عن الإلحاد أو عن أي ملّة أو مذهب لها تاريخها وأسبابها لتصل إلى هذه المرحلة، ويبقى لدي ضبابية دلالة المصطلح الذي يستأنس من يوصم به وكأنها حالة عقلية متقدمة له، في حين أن الإلحاد والذي من ضمن مصاديقه عدم الإيمان بإله هو معتقد في حد ذاته؛ لأنه استأنس بهذه النتيجة التي تُسمى عقيدة الإلحاد، وسنبقى في حلقة العقيدة التي لا يمكن لأي إنسان أن يخرج منها ليصف نفسه بالإلحاد، ودونك المناظرات التي جرت بين الإمام الصادق عليه السلام ومعاصريه من أتباع الملل والنحل ومنهم الملاحدة، فإنهم في اعتقادهم ذلك كادوا يقولون أن الإمام الصادق عليه السلام هو الله سبحانه وتعالى، وذلك لقوّة الحج والبراهين التي يمتلكها الصادق (ع).
فالمسألة في نظري: هي حالة من التوهمات والصراع النفسي الذي يصيب الإنسان ليقول أنه ملحد، ذلك أنه ربما لم تصل له الفكرة بطريقة واضحة فاعتنق الإلحاد ليقال عنه بأنه يعيش حالة من التعقل المتقدم، وفي تصوّري أنه يعيش في مرحلة بحث عشوائي قد يصل إلى بر الأمان وقد لا يصل.
🌴🌴🌴🌴🌴🌴🌴🌴🌴🌴
🌿 عبدالله الرستم 🌿
الردة عن الإلحاد (3)
مع ما ذكرته أعﻻه ﻻزلت أتذكر ما قرأت في وقت مضى حول مناظرات الإمام الصادق (ع) وبعض مناظرات الإمام الرضا (ع) مع المخالفين من أصحاب الملل والنحل والمذاهب ومنهم المﻻحدة.
وأتذكر كتيّباً للشيخ/ محمد حسن آل ياسين، تحدث فيه عن الإلحاد ناصحاً شاباً حول التثقيف مع رد الإشكاﻻت حول الإلحاد، إلا أني أضعت التخليص الذي دوّنته، وكذا رده - الشيخ آل ياسين - على جﻻل العظم، وبعض الكتب التي نسيت اسمها، ما أقف عنده في هذه العجالة هو (الحوار) الذي يُراد له الوصول إلى الحقيقة وليس إطﻻق الأحكام، فالملحد إن صح أن هناك ملحد، ينبغي أن يجلس معه من هو أهلٌ لفهم الأطروحات والإشكاﻻت المختلفة التي يصدرها دون علمٍ أو بعلمٍ غير ممنهج.
أقول ما قلته؛ ﻷني أنهجُ نهج قادتي - عليهم السﻻم - في تفعيل لغة الحوار مع كل اﻷطياف التي نلتقي فيها، فالملحد - أقولها مجازاً - وأي شخص آخر نختلف معه في أي فكرة، إذا كان قلبه يتسع للحوار فإن فجوةً بحجم السماء والأرض ستنخفض تدريجياً، وليس بالضرورة أن أقنعه أو يقنعني، بل من خﻻل النقاش والحوار العلمي الجاد نصل إلى مجموعة من نقاط الاشتراك التي بدورها ستقضي على أهم عنصر وهو الفجوة المفتعلة والتي من خﻻلها صنعها الملحد ونظيره.
🌴🌴🌴🌴🌴🌴🌴🌴🌴
🌿عبدالله الرستم 🌿
الردة عن الإلحاد (4)
التقيت مع مجموعة من مدّعي (الحوار، والرأي الآخر، وحرية التفكير، ووووالخ)، فانكشف لي ما وراء الستار من أن بعضهم لديه قناعة معلّبة، ولم ألتقي ملحداً، إلا أنّي ومن خﻻل إيماني أنه إن كان هناك من يُسمّي نفسه ملحداً فإن طاولة الحوار مع المتمكنين كفيلة بأن يرتد عن الإلحاد أو يصرّ على إلحاده من خﻻل حفظه معلومات وإشكاﻻت قديمةٍ أراد أن يؤمن بها وكفى، ولم يبحثها بحثاً علمياً.
نعم .. أقولها (أراد أن يؤمن بها وكفى)؛ إما لهروبٍ من الواقع المرير الذي يعيشه جراء الصراعات السياسية والمذهبية، أو لتأثيراتٍ خارجية من خﻻل استماعه لبعض المحاضرات ونحو ذلك مما له شأن في هذا الميدان.
تابعت برنامج (المسامح كريم) والذي جعل ملحداً يرتد عن إلحاده، حيث كانت البدايات نقاشات مع أصدقائه في الإله ونحو ذلك، فاكتشفت أمّه أن ابنها يقرأ في كتب الإلحاد وصرّح بأنه ألحد، فطردته أمّه ﻹلحاده وعاد إلى أحضانها بعد سنة ونيّف بعد أن ارتد عن إلحاده، وشرح طريقة إلحاده وأنها أفكار نشأت في خضم الجلسات الشلليّة وكفى. ﻻ أتصور أنه ارتداد عن الإلحاد، بل لم يكن إلحاداً بالمعنى الدقيق، إنما نقاشات شللية واستحسان لأفكار يُزعم أنها عقﻻنية تجعل من أفرادها يتركون الصﻻة والعبادات، وأتصور أنه فراغ روحي عند بعضهم يجعله في دوّامة من الأفكار المتموّجة قد تقوده إلى تخبطات من هنا وهناك ليخوض كغيره الصراعات العقلية والتي قد ينجو منها وربما ﻻ ينجو.
🌴🌴🌴🌴🌴🌴🌴🌴🌴
🌿 عبدالله الرستم 🌿
الردة عن الإلحاد (5)
الصراعات السياسية منشأ خصب لﻹلحاد والردة عن الإلحاد، فمن يقرأ التاريخ اﻻجتماعي في العراق ومصر سيكتشف أن هناك تحوّﻻت في مجال الفكر إما سلباً أو إيجاباً، ومنها دخول موجة الإلحاد والمذاهب الفكرية المختلفة، وهو ما دعى فيلسوفاً كبيراً مثل د/ زكي نجيب محمود من خﻻل قراءاته المتنوعة في مجاله، أن يرى أن الخﻻص لهكذا صراعات هو اعتناق المنهج اﻻعتزالي، حيث إنه منهج عقليٌ يخدم حالتنا الفكرية الراهنة.
لذا .. شخصياً ﻻ أستغرب من دخول بعض العرب موجة التشكيكات (الإلحاد) أو غيرها من المذاهب من خﻻل هذه الصراعات المذهبية والدينية، حيث العشوائية في إصدار الفتاوى والتخبطات في التحليﻻت الدينية تجعل بعض الواعين من المثقفين أن يتركوا عباءة التديّن ويختاروا مذهباً ثقافياً أو دينياً أو غير ذلك وقد يكون الإلحاد أحدها، ولعل من يعنيه الأمر فعليه بمتابعة الكتب التي تصدر خﻻل الفترة الراهنة (العراق، مصر، اليمن، تونس .. وربما غيرهم).
حقيقة ﻻ ألوم من يترك عباءة التديّن، وذلك جراء لهث الديني خلف مصالحه وأطماعه وتسييس بعض المواقف لصالحه تحت عباءة التديّن.
نعم .. سيعيش صراعات فكرية وسياسية وتنكشف له جليّة الحال بعد فترة من الزمن، وفي آخر اللحظات قد يعود إلى أحضان التديّن الإسﻻمي أو يبقى معتزلياً أو مكانٍ يحطّ أعباء عثرات الزمن ليستريح بعد جولةٍ طويلة، إلا أنه لن يكون مرتداً عن الإلحاد، بل هو انكشاف الحقائق أمامه من خﻻل تجربته في حياته.
🌷🌷🌷🌷🌷🌷🌷🌷
تعريفات و فروقات: الإيمان Faith و الدين Religion
🌟مهدي الرمضان
يلتبس فهم و استيعاب كثيرا من القضايا المهمة لدينا بسبب فقدان التعريف الجامع المانع لها ليزيح الضبابية عن معنى المفاهيم فالتعريف المتفق عليه يحدد معالمها و يخرج ما لا يمت لها بصلة من اذهان المتلقي و يضع منصة معيارية ينطلق منها الجميع في دراستها و بحثها بتوسع و ثقة.
هذه محاولة لتعريف مفهومي "الإيمان" و "الدين" و سرد أهم الفروقات كما اراها بينهما. لست أدّعي كمال إحاطتي التامة بالمعنى لأي من المفهومين على سعتهما و لم اصل في فهمي القاصر لعمق ماهيتهما و كنههما. إنما هي محاولة قد تفيد في توضيح المفهومين والفرق بينهما.
١/ ألإيمان:
هو التسليم الوجداني النهائي الناجز بكامل الإرادة وبقناعة وثقة ذاتية تامة بمبدأ ما مع ما يترتب على ذلك من استعداد لجعل المبدأ اولوية في البقاء و الديمومة حتى ولو اقتضى الحال التضحية بالذات كثمن.
رحلة الإيمان بخالق و إله هي تجربة وجدانية ومعاناة ذاتية لا بد لإكتمالها أن يمر بها المرء منفردا وقد يكتنفها او يسبقها حالة شك ولكنه يصل في النهاية وفي لحظة تجلي يقيني خاطفة كومضة للإيمان التي لا عودة بعدها لشك او تردد. واهم ما يتميز به الإيمان الحق اولا عدم حاجته لمنطق عقلي يبرره ثانيا امتزاج حالة الإيمان بهوية المؤمن وصعوبة فصلهما عن بعضهما ثالثا قدرة المرء إذا شعر بالخطر كتمانه إيمانه وعدم إظهار غيره عليه.
الإيمان بحد ذاته لا يتطلب من المؤمن اية ممارسة عدى عن التسليم الوجداني التام.
٢/ الدين (الإسلامي مثلا):
هو خارطة طريق سماوية يحملها رسول مبعوث من الله سبحانه لأهل الارض وتحوي مناسك عبادات وتعليمات وارشادات وترسم منهج حياة مادية و روحية متوازنه للبشر تنظم حياتهم ليتبعوا طريق الخير فيما بينهم و يساهموا مجتمعين في إعمار الدنيا ولترشدههم لطريق النعيم و الخلود الأبدي في آخرتهم.
الدين يتطلب من المرء بالضرورة اشهار و إعلان ظاهري لإعتناقه ذلك الدين و يستتبعها إلتزامه بالإيمان بالخالق وبالقيام بعبادات وممارسات و مسلكيات و تطبيق إجراءات يفرضها الدين عليه تأتي غالبا على صيغة إفعل كذا و لا تفعل كذا.
يستحيل إجبار المرء بدون قناعه منه على الإيمان الوجداني ولكن يمكن إجباره ظاهريا بدون قناعة منه على اعتناق الدين.
الإيمان حالة وجدانية تامة لا تقبل القسمة أو التجزئة فلا يوجد واقعا نصف مؤمن أو نصف ملحد.
ولعل من الفروقات بين الإيمان والتديّن ان قد يكون المرء مؤمنا بوجود رب خالق ولكنه غير متديّن.
في المقابل, يتدرج التدين بتدرج نوعية و قوة تمسك المتدين بمنهج الدين و ممارسة عباداته فيوجد متدين قوي و آخر أقل تدين.
تحياتي
🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸
ارجوحة ادلة الإيمان و ادلة الإلحاد
🌟صلاح الهاجري
لو تأملنا ادلة الفريقين من المؤمنين بضرورة وجود خالق لهذه الحياة من جهة و ادلة الملحدين الذين ينكرون وجود الخالق من جهة اخرى ..للاحظنا ان المؤمنين يملكون ادلة منطقية تثبت وجود الخالق لكن في المقابل الملحدين لا يملكون دليلا واحدا على صحة دعواهم.. و ما يطرحونه من حجج ما هو تشكيك في ادلة المؤمنين او محاولة التهرب من الأتيان ولو بدليل واحد على صحة دعواهم .
التشكيك في ادلة المؤمنين يتلخص في امرين الأول هو استحالة رؤية الخالق،
فالملحدين يعتبرون استحالة الرؤية دليل على عدم وجود الخالق بينما الحقيقه ان استحالة الرؤية ليست دليلا على ذلك فهناك اشياء كثيرة في الحياة نؤمن بها بالرغم من استحالة رؤيتها مثل الهواء، الكهرباء، الذرة، الأشعة الفوق بنفسجية و تحت الحمراء... فمن الممكن اثبات وجود تلك الأشياء من خلال اثرها ، وكذلك ممكن اثبات وجود الخالق من خلال مخلوقاته و ما فيها من دقة و اتقان و توازن...
اما الأمر الثاني فهو محلولة التشكيك في دليل العلية و الذي يقولون فيه بأن كل مخلوق او مصنوع لابد له من خالق
فيطرحون هذا السؤال ...من خلق الخالق ؟
و ما ذلك السؤال عبارة عن مغالطة كبيرة ...فما ينطبق على المصنوع لا ينطبق على الصانع ، فعلى سبي المثال : لو صنعنا دمية نحركها بالخيوط فهل نحن نحتاج الى من يحركنا بالخيوط نحن ايضا؟ فالله الخالق هو من وضع قانون السببيه في هذه الحياة فينطبق على مخلوقاته و لا ينطبق عليه سبحانه ، و يدعم هذا القول النظرية النسبية لإينشتاين و تجربة قطة شرودنجر الشهيرة التي تثبت ان القوانين والضوابط في وسط ما لا يمكن تطبيقها على اوساط اخرى بنفس الكيفية.
كما ان عندهم خلط كبير بين الأدلة على وجود الخالق و بين محالولة معرفة ماهية ذلك الخالق، اما الأدلة على وجود خالق لهذا الكون و العناية به فهي واضحة من خلال الدقة و الإتقان و التوازن في هذه الحياة و يدعم ذلك ملايين الأبحاث العلمية في كافة المجالات التي كلما اكتشفت خاصيه في هذه الحياة ظهر لها الإعجاز و التماسك و الترابط و التوازن بين مختلف المخلوقات و الأجزاء في هذه الحياة ، و كلما حاول العلم الإجابة عن سؤال حول ظاهرة من الظواهر الموجودة في هذه الحياة جدت له عشرات الأسئلة....
اما محاولة معرفة خصائص وصفات الخالق فهذا لن نستطيع ان ندركه بعقولنا القاصرة... لذا احتجنا للنبوة التي اتت بالمعجزات كبرهان على الأشياء التي تفوق عقولنا ...و تفوق عالمنا الذي نعيش فيه .
اما محاولة الملحدين إستعمال بعض النظريات التي تحاول ان تفسر بداية الحياة و نشأتها مثل نظرية دارون او نظرية الإنفجار الكبير الذي خرج منه المجموعة الشمسية فقد فاتهم ان تلك النظريات لم تنفي و جود الخالق بل و لا تتعارض مع فكرة وجود خالق لهذا الكون و هذه الحياة .
وفي الختام نلاحظ ان المؤمنين يملكون ادلة منطقية على دعواهم و هناك تشكيك في ادلتهم ، بينما الملحدين لا يملكون ولا دليلا واحدا على دعواهم... فأي الكفتين ارجح؟
🌿🌿🌿🌿🌿🌿🌿🌿
مدخل الى بنية الاعتقاد (١)
🌟كاظم الخليفة
موضوع الإلحاد أو النزوح منه باتجاه الدين موضوع يرجعنا إلى شروط الأعتقاد وبنيته، وهي عوامل يتداخل فيها النفسي بالفكري والعاطفي أيضاً. لذا سأحاول مقاربته من هذه الزاوية بشكل موجز، مع وعد بالتوسع فيه لاحقاً إن سمحت الظروف
[١] "مدخل إلى بنية الاعتقاد"
قراءة موجزة في كتاب الآراء والمعتقدات للفيلسوف الفرنسي غوستاف لوبون.
كيف تستقر الآراء والمعتقدات الدينية والسياسية؟ ولماذا نشاهد في كثير من المتصفين بسمو المدارك اعتقادهم بالخرافات والأباطيل؟ وما هي علة عجز العقل عن تغيير عقائدنا العاطفية؟ وهل هناك فرق بين المعتقد والمعرفة؟ قد يمكن إدراك السبب في انتشار الدين المسيحي بين من يعدهم بسعادة أبدية من العبيد والمحرومين من طيب العيش، ولكن ما هي القوى الخفية التي كانت تحمل الشريف الروماني على التجرد من أمواله، وتعريضه نفسه للعذاب في سبيل دين جديد ترفضه العادة، ويأباه العقل، وتحرمه القوانين؟
هذه الأسئلة وغيرها التي تصب في اتجاه فحص بنية الاعتقاد لدى الفرد، يضعها غوستاف لوبون في مقدمة كتابه المهم "الآراء والمعتقدات".
فالفيلسوف الفرنسي الذي انشغل بالعقل الجمعي وسيكلوجية الجماهير، يعود ثانية ليُفَصّل في بنية العقل الفرد، ثم ليفسر نزعة الاعتقاد لديه مخالفاً في الكثير ممن سبقوه من الفلاسفة كديكارت وباسكال في اعتبارهم أن الاعتقاد منشئه هو العقل. يخالفهم لوبون ويرجع الاعتقاد إلى (مصدر لا شعوري يُكره الإنسان على تصديق فكر أو رأي أو تأويل أو مذهب جزافاً، وأن العقل غريب عن تكوين المعتقد، ولا يأخذ العقل في تبرير المعتقد إلا بعد أن يتم تكوينه)!؟
فالمعتقد في نظر غوستاف لوبون هو كناية عن إلهام لا شعوري ناشئ عن علل بعيدة من إرادتنا، أما المعرفة فهي (اقتباس شعوري "عقلي" قائم على الاختبار والتأمل).
فالمعرفة هي عنصر الحضارة الأساسي، وهي العامل الكبير في ارتقائها المادي، وأما المعتقد فهو الذي يرسم وجهة الأفكار ومن ثم وجهة السير. فمصدر المعتقدات الا شعوري وغير الإرادي يمنحها قوة عظيمة، فلذلك يرى لوبون، أنه كانت للمعتقدات سواء أكانت دينية أو سياسية أو اجتماعية شأن كبير في التاريخ على الدوام، إذ لا تلبث المعتقدات بعد أن تصير عامة، أن تصبح قطوباً جاذبة تجتذب حواليها كيان الشعوب، وتطبع سمتها على كل عنصر من عناصر حضارتها. من هنا يصح تسمية الحضارات القديمية باسم المعتقد الذي تنتمي إليه كالحضارة البوذية والحضارة المسيحية والحضارة الاسلامية.
للحديث بقية،،،
🌴🌴🌴🌴🌴🌴🌴🌴🌴
🌟كاظم الخليفة
[٢] "مدخل إلى بنية الاعتقاد"
يرى غوستاف لوبون في الإنسان أنه "كائن عقائدي"، بمعنى أنه يحتاج إلى الإيمان والاعتقاد دوماً، لان الاعتقاد هو عنصر نفسي مسيطر كاللذة والألم. وأن روح الإنسان تمقت الشك ولاتطيق الارتياب، وإذا تطرق الشك إلى قلب الرجل فذلك لأجل محدود. فالإنسان يحتاج إلى إيمان ديني أو سياسي أو اخلاقي يهيمن عليه، ويكفيه عناء التفكير. وإذا تداعى معتقد فذلك ليحل مكانه معتقد آخر.
أخيراً، يقول لوبون أن لا حول للعقل إزاء هذه السنة القاهرة التي لا تتبدل، وهي حاجة الإنسان إلى الاعتقاد من حيث كونها لاإرادية وأصيلة في النفس البشرية. لذلك فإن نفسية المؤمنين لم تتطور ولو قليلاً منذ القديم، فالمشاعر التي هي أسس النفس الحقيقية حافظت على ثباتها ورسوخها منذ معابد الفراعنة بالرغم من تقدم الذكاء والعقل العلمي المعاصر.
هذا هو الاستعراض الكلي للكتاب عزيزي القارئ، فإذا كنت تكتفي بهذه المعلومات فلا حاجة لك بمتابعة باقي الحلقات من هذه السلسلة، لأنها ستكون أكثر إيغالا في تبيان منشأ الاعتقاد النفسية والعاطفية..، حيث يتناولها الفيلسوف غوستاف لوبون من زوايا عدة وفي أبواب تحمل العناوين التالية:
- المعتقد والمعرفة
- ميدان الآراء والمعتقدات
- أنواع المنطق المسيرة لآرائنا ومعتقداتنا
- العراك بين أنواع المنطق
- آراء الأفراد ومعتقداتهم
- آراء الجموع ومعتقداتها
- انتشار الآراء والمعتقدات
- حياة المعتقدات
- مباحث تجريبية في تكوين المعتقدات وما ينشأ عنه من حوادث غير شعورية.
هذه المقدمة لا تشبع حاجة الباحث الجاد المعرفية، لكنها تعتبر محفزة على التفكير وعوناً في وعي الذات أولاً، ثم فهم الآخر وتقبله.
نلتقي لاحقاً لنفصل بنية الاعتقاد كما نظر لها غوستاف لوبون، وتقبلوا فائق مودتي واحترامي.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق