المشاركون:
- المثقفات الجدد (1،2،3) أمينة الحسن
- حوار في البديهيات ، مهدي الرمضان
- صراع فكري، عماد بوخمسين
- لم أقرأ للمثقف الجديد ، أمين الغافلي
- المثقف وحتمية الصراع، حيدر موسى
- ما جدوى أن تكون مثقفا؟ حسين الملاك
- مثقف جديد أو لا ؟ بالنسبة لمن .. طارق العزيز
- كيف وجدت نفسي مثقفا جديدا؟ طارق العزيز
- المثقفون الجدد، علي النحوي
المثقفات الجدد (1/3) رؤية عامة
أمينة الحسن
يمر المجتمع المعاصر في الوقت الحاضر بعدة تحولات على
المستوى الفكري و الثقافي ، و قد برزت العديد من الأسماء الشابة ذكورا و إناثا في
محاولة لنقد الموروث الديني تارة ، و النقد المجتمعي تارة أخرى ، و هم الآن يعيشون
تحت مجهر الآخرين فالبعض يراقب ساحتهم و البعض الآخر يحارِب ، و هناك من يحفز و
يوجه ، و يوجد من ينتقد . إن الحراك الحاضر ما هو إلا حالة طبيعية مرت بها العديد من الأجيال السابقة على
مستوى الأفراد و المجتمعات ، هناك الكثير من القضايا تصدت لها جماعات محددة ،لكن
الانفتاح الجديد على جميع الأصعدة فرض مشاركة فئات جديدة في الفعل الفكري و
الثقافي داخل المجتمع.
تتضارب الآراء حول تعريف المثقف و دوره و آليات تقييم
نتاجه ، و لكن ما يزال يمارس فعله الذاتي في الكتابة و البحث و طرح الأسئلة و
مناقشتها و محاولة الوصول إلى فضاء يسع ما يشغل فكره.
و الحراك النسوي في الثقافة الجديدة ليس بعيدا عما يحدث
في جانب الرجال – رغم القلة عددا – إلا أن ما يقدمنه من مقالات تطرح إشكاليات
دينية ، و اجتماعية ، و إنسانية تحيط بهن ، تنبئ بوعي كبير للدور التنموي و
التنويري للمرأة داخل مجتمعها ، و كيف بإمكانها أن تصنع الفرق .
إن المقالات الصحفية – على سبيل المثال - التي تنشر
يوميا في الصحافة المحلية ، بأقلام نساء شابّات يحملن رؤيتهن و أفكارهن الخاصة
يمهد الطريق أمامهن و أمام غيرهن لنشاط فكري و ثقافي يمكن من خلاله إنتاج دراسات و
أبحاث خاصة بالمرأة و المجتمع في مجالات عدة ، تسهم في تعزيز حضور المرأة المعاصرة
في الفضاء العام و إمكانية استمرارية الوعي في الجيل اللاحق في مجالات غير مطروقة
سابقا.
تُطرح على المرأة المثقفة الكثير من الأسئلة مثل غيرها
من المثقفين ، و تواجه ما يواجهون و ربما أكثر بقليل نظرا لظروف المرأة في المجتمع
التقليدي ، و الذي بدأت تتجاوزه شيئا فشيئا رغم ما يحيط بها من اتهامات و أحاديث
ينطبق بها القاصي و الداني ، و ليس أمامها سوى أن تتعايش في هذه المرحلة مع كل
معطياتها و حيثياتها كما هي ، و ليس عليها أن تدخل في حرب لإقناع الآخر بوجودها أو
ما تحمله من فكر ، بقدر ما يجب عليها أن تعمل و تنجز و تعزز من قدراتها و تواصل
تبادلها الفكري مع الأخريات و الآخرين من جميع الفئات و ستحقق ما تصبو إليه
تدريجيا ، فالصدام الظاهر على الساحة هو ما كان قديما مع نساء تجاوزن السائد في
مجتمعاتهن لتنتهي المجتمعات و بقين هنّ بفكرهن و إنجازاتهن.
المثقفات
الجدد (2/3) من البيت إلى تويتر
وسائل التواصل الاجتماعية
أثرت في الحياة الواقعية الاجتماعية و الفكرية و الثقافية في المجتمع على الأفراد
جميعا ، الكل يمكنه أن يكتب و يحلل و ينتقد كيفما يشاء ، و لذا صار لزاما أن نعرف
من هو الصوت الحقيقي من المزيف في ذاك الزحام. فنرى المثقف الحقيقي المنصف المناضل
، و نرى المثقف اللين ، و المتثقف على سبيل نجاة ، و المثقف الجاهل ، و المثقف
اللا مثقف*.
المرأة – بشكل عام – وجدت
متنفسا و مساحة حرّة افتراضية لم تتوفر لها في محيطها الواقعي ، رغم ما تمتلكه من
إمكانيات سواء عن طريق قراءاتها و جهودها الذاتية ، أو من خلال المجال العلمي
الأكاديمي . و ابتداء من عالم المنتديات إلى عالم تويتر اليوم ، بعدما كانت آرائها
حبيسة البيت و القريبات و الصديقات أصبحت تتراقص عبر الأثير. و بدأت صدمة المجتمع
التقليدي تظهر حين برزت أصوات نسائية واعية و مثقفة تحمل فكرا نيرا ، نساء و فتيات
يناقشن جميع القضايا و الموضوعات الحديثة ، يكتبن و يحللن ، يقبلن و يرفضن ما يرد
عليهن من أفكار و رؤى في الدين و المجتمع و التربية و الفلسفة و الأدب و الفنون و
حتى السياسة و الاقتصاد .
قد يبدو الفعل الثقافي و
الفكري للمرأة محدودا في الفضاء العام و الإعلام ، و على مستوى القضايا الكبرى أو
المصيرية و الحقوقية ، و لكنه حاضرا في كل بيت امرأة مثقفة جديدة – إذا أخذنا
بالاعتبار أن الثقافة كما يرى علماء الأنثروبيولوجيا و الاجتماع أنها سلوك تعلمي
يكتسبه الأفراد ، و عبارة عن سلوك مكتسب يمكّن من التعايش داخل المجتمع الواحد ، و
في سياق آخر يرد تعريف الثقافة قدرة الإنسان على التغيير و الإنجاز -
و هذا أمر محمود ، و لهن
أدوارهن الفردية التي تؤثر في المجتمع ككل من خلال بناء الأسرة ، و تعزيز القيم
الإنسانية و الاجتماعية و النفسية ، و هذه رؤية شمولية للمخرجات النهائية التي نود
أن نراها يوما.
الجدير بالذكر أن المثقفات
الجدد هن فئة معدودة بين النساء، يفترض بهن أن يكن قائدات ، و يحملن مشعلا في
المقدمة أو في المؤخرة لا يهم الموقع ، بقدر أهمية تحريك المياه الراكدة أو
تنقيتها من الشوائب على الأقل ، فليس كل مثقفة و كل واعية و كل عارفة يجب عليها أن
تكون قائدة أو منجزة على المستوى العام ، فالتوجهات تختلف و الأهداف تختلف ، فهناك
مثقفات وجدت فيهن سيماء العالمات و لكنهن مقتنعات تماما بان دورهن في نقطة محددة
إخترنّها و لا يرغبن في المضي أكثر ، مثلما وجدت أخريات يرينّ بأن لهن الحق في
الحديث بصوت مرتفع و الصراخ و العويل في كل شاردة و واردة.
تويتر الآن في كل دقيقة تُضخ
فيه آلاف التغريدات من نساء آراهن مثقفات بشكل أو بآخر ، متفاعلات مع محيطهن ،
ينتقدن الأفكار و يطالبن بحقوق ، (رغد الفيصل ) أشهر من نار على علم عبر تويتر و
هي الآن مبتعثة للدراسات العليا ، جريئة ، مندفعة ، حصدت آلاف المتابعات و الإشارات
إلى تغريداتها حتى في الصحافة ، و ليس ببعيد أن تقود غدا جيلها من الفتيات أو
تختفي لسبب أو آخر – كما حدث مع غيرها في مراحل ما –
و مثيلات رغد كثيرات : Fattima\Liberalis و ميساء الشامخ ، هالة الدوسري ، وداد منصور ، رغد عبدالعزيز
....... و قائمة طويلة من الأسماء التي عرفتها عبر تويتر تعبر عن حالة نوعية جديدة
في المجتمع لا تستحق أن تؤد مرة أخرى بعد وأد الجاهلية .
المثقفة الجديدة مازالت في
مرحلة التكوين الجنيني برأيي - و رغم مآخذنا على بعضهن - ستمر بمخاض عسير و ستولد
من رحم المأساة لتخرج معافاة و قوية و قابلة للمواجهة و التغيير.
المثقفات الجدد (2/3)
من البيت إلى تويتر
أمينة الحسن
وسائل التواصل الاجتماعية أثرت في الحياة الواقعية الاجتماعية و
الفكرية و الثقافية في المجتمع على الأفراد جميعا ، الكل يمكنه أن يكتب و يحلل و
ينتقد كيفما يشاء ، و لذا صار لزاما أن نعرف من هو الصوت الحقيقي من المزيف في ذاك
الزحام. فنرى المثقف الحقيقي المنصف المناضل ، و نرى المثقف اللين ، و المتثقف على
سبيل نجاة ، و المثقف الجاهل ، و المثقف اللا مثقف*.
المرأة – بشكل عام – وجدت متنفسا و مساحة حرّة افتراضية لم تتوفر
لها في محيطها الواقعي ، رغم ما تمتلكه من إمكانيات سواء عن طريق قراءاتها و
جهودها الذاتية ، أو من خلال المجال العلمي الأكاديمي . و ابتداء من عالم
المنتديات إلى عالم تويتر اليوم ، بعدما كانت آرائها حبيسة البيت و القريبات و
الصديقات أصبحت تتراقص عبر الأثير. و بدأت صدمة المجتمع التقليدي تظهر حين برزت
أصوات نسائية واعية و مثقفة تحمل فكرا نيرا ، نساء و فتيات يناقشن جميع القضايا و
الموضوعات الحديثة ، يكتبن و يحللن ، يقبلن و يرفضن ما يرد عليهن من أفكار و رؤى
في الدين و المجتمع و التربية و الفلسفة و الأدب و الفنون و حتى السياسة و
الاقتصاد .
قد يبدو الفعل الثقافي و الفكري للمرأة محدودا في الفضاء العام و
الإعلام ، و على مستوى القضايا الكبرى أو المصيرية و الحقوقية ، و لكنه حاضرا في
كل بيت امرأة مثقفة جديدة – إذا أخذنا بالاعتبار أن الثقافة كما يرى علماء
الأنثروبيولوجيا و الاجتماع أنها سلوك تعلمي يكتسبه الأفراد ، و عبارة عن سلوك
مكتسب يمكّن من التعايش داخل المجتمع الواحد ، و في سياق آخر يرد تعريف الثقافة
قدرة الإنسان على التغيير و الإنجاز -
و هذا أمر محمود ، و لهن أدوارهن الفردية التي تؤثر في المجتمع ككل
من خلال بناء الأسرة ، و تعزيز القيم الإنسانية و الاجتماعية و النفسية ، و هذه
رؤية شمولية للمخرجات النهائية التي نود أن نراها يوما.
الجدير بالذكر أن المثقفات الجدد هن فئة معدودة بين النساء، يفترض
بهن أن يكن قائدات ، و يحملن مشعلا في المقدمة أو في المؤخرة لا يهم الموقع ، بقدر
أهمية تحريك المياه الراكدة أو تنقيتها من الشوائب على الأقل ، فليس كل مثقفة و كل
واعية و كل عارفة يجب عليها أن تكون قائدة أو منجزة على المستوى العام ، فالتوجهات
تختلف و الأهداف تختلف ، فهناك مثقفات وجدت فيهن سيماء العالمات و لكنهن مقتنعات
تماما بان دورهن في نقطة محددة إخترنّها و لا يرغبن في المضي أكثر ، مثلما وجدت
أخريات يرينّ بأن لهن الحق في الحديث بصوت مرتفع و الصراخ و العويل في كل شاردة و
واردة.
تويتر الآن في كل دقيقة تُضخ فيه آلاف التغريدات من نساء آراهن
مثقفات بشكل أو بآخر ، متفاعلات مع محيطهن ، ينتقدن الأفكار و يطالبن بحقوق ، (رغد
الفيصل ) أشهر من نار على علم عبر تويتر و هي الآن مبتعثة للدراسات العليا ، جريئة
، مندفعة ، حصدت آلاف المتابعات و الإشارات إلى تغريداتها حتى في الصحافة ، و ليس
ببعيد أن تقود غدا جيلها من الفتيات أو تختفي لسبب أو آخر – كما حدث مع غيرها في
مراحل ما –
و مثيلات رغد كثيرات : Fattima\Liberalis و ميساء الشامخ ، هالة الدوسري ، وداد منصور
، رغد عبدالعزيز ....... و قائمة طويلة من الأسماء التي عرفتها عبر تويتر تعبر عن
حالة نوعية جديدة في المجتمع لا تستحق أن تؤد مرة أخرى بعد وأد الجاهلية .
المثقفة الجديدة مازالت في مرحلة التكوين الجنيني برأيي - و رغم
مآخذنا على بعضهن - ستمر بمخاض عسير و ستولد من رحم المأساة لتخرج معافاة و قوية و
قابلة للمواجهة و التغيير.
المثقفات الجدد (3/3) من أنتن ؟
إن حضور المرأة كفكر و روح و بشكل واسع من خلال منتديات
و مواقع الإنترنت – كما أسلفت سابقا- و الذي أصاب المجتمع التقليدي بصدمة أو دهشة
، بعد أن وضعها داخل إطار محدد يقنن لها توجهاتها و التزاماتها تجاه الأسرة و
المجتمع حتى نسي إمكانياتها الكبيرة التي يمكن أن تؤثر في صميم التنمية الفكرية و
الثقافية و الحضارية .
و حين ذكرت نماذج شابه ملفتة عبر تويتر لا يعني أنني
اكتفيت من شرح العملية الثقافية النسوية المعاصرة و ما يجب أن تكون عليه. إن
الشابات المعاصرات التواقات للتغيير و محاربة العرف الاجتماعي و المطالبة بحقوق
اجتماعية و مدنية ما هو إلا إشارة نرصد من خلالها توجهات الجيل الجديد من نساء
الحاضر و المستقبل .
لا المقالات الصحفية و لا التغريدات اليومية عبر تويتر
و لا خطابات العتب و الصراخ عبر الفيس بوك هو من يشكل الهوية الثقافية للمرأة أو
المرتكز الذي عليها الإنطلاق منه ، هناك بعض النساء السعوديات لهن اسهامات ثقافية
\أدبية و علمية و مشاركات اجتماعية ، و لكن مازال ينقصنا – رغم وجود اصدارات شديدة
الندرة - إنتاج الدراسات النسوية المتعلقة بالجوانب الفكرية و الثقافية التي تقدم
أسس أصيلة يمكن من خلالها للمثقفات الشابات أن يدركن مسيرة الوعي النسوي و دوره في
الماضي و الحاضر و استشراق المستقبل للبيئة المحيطة بهن بشكل خاص . فالدراسات في
المغرب العربي – على سبيل المثال – في التاريخ و الفلسفة و الأديان التي عكفن
عليها باحثات مغربيات بالإشتراك مع نخبة من نساء من أنحاء العالم جديرة بان يحتذى
بها ، ليس آخرها النساء و الأديان – الذي أتمنى أن يترجم إلى العربية قريبا –
لنتمكن من الاستفادة من الرؤية الجديدة التي قدمنّها مجموعة من باحثات المغرب و
عددا من دول متفرقة . المرأة في الوقت الحالي بعد أن وصلت إلى مراتب علمية و مهنية
متقدمة فهي مؤهلة لدراسة أوضاعها و وضع الأيديولوجيات الاجتماعية ، و السياسية، و
الاقتصادية ،و الثقافية المتعلقة بها ، و بما يحيطها تحت مجهرها الخاص ، تحدد
هدفها ، و تختار توجهاتها بتأني و عناية و قراءة عميقة ليعرف الآخرين من هي و ماذا
تريد !؟
إن المثقفات المعاصرات اليوم يختلفن باختلاف ما يدفعهن
ناحية قضايا ما لن أستطيع حصرهن جميعا في بضعة أسطر و لكننا نعيش مع مثقفات من
ثلاث فئات على الأغلب :
- المثقفات الاستعراضيات : و يطيب لي أن أسميهن "
مثقفات الموضة" ، شغلهن الشاغل إبراز آرائهن فيما يخالف السائد أيا كان ، فهي
تقدم كل ما من شأنه استفزاز المجتمع أو الرأي العام .
- المثقفات "الظلاميات" : يكتبن و يتحدثن حول كل ما يسيء و يقهر النساء ، إظهار صورة النساء الواقعات تحت وطأة الجهل و الظلم و السيطرة من قبل الآخرين ( وخاصة الذكور) ، و تصعيد الأزمة بين الموروث الديني و المرأة ، و افتعال حرب غبراء بينها وبين مجتمعها ، و اعتبار بعض أدوارها الحقيقية استعبادا ، و تهميش تلك الأدوار بشكل أو بآخر.
- المثقفات الإبداعيات : و هن الأقل حضورا في الفضاء العام ، حيث يسعين لصنع التوازن بين القيم التقليدية و المعاصَرة ، و محاولة تفكيك مشكلات المرأة في المجتمع ، و طرح حلول و تقديم قراءات للواقع و المستقبل الذي ينتظر المرأة و دورها الفعّال. و هن يشاركن بإنتاج أعمال أدبية و ثقافية ، و المشاركة في العديد من الأمسيات و المحافل الأدبية و الثقافية و الاجتماعية .
إنه من المهم أن تشتغل المرأة المثقفة في الوقت الراهن على إنتاج ثقافي و فكري جاد و رصين ، كي لا تضيع الجهود الحقيقية ، ألا يكون الإعلام بجميع وسائله و ما فيه هو صوتها و صورتها فقط ، بل أن تقدم منجزا للساحة المعاصرة يمكن للمجتمع و للمؤسسات المختلفة ، أن تعول عليه في استمرارية و تنقيح الواقع الذي تتشابك فيه كل القضايا و المعطيات ، و رصدا للمرحلة التي تعتبر مرحلة فاصلة تحمل متغيرات كثيرة و متعددة . و مهما كانت العوائق الموجودة حاليا ، و التي لا نتجاهل تأثيرها في الحراك النسوي ، إلا أن الواقع لن يتغير إذا ما سلمنا بها دون التسليم بإرادة التغيير و أهمية المبادرة من النساء أنفسهن بعد أن يكشفن عن توجهات و إرادة واعية و واضحة للمضي نحو العالم الرحب و سيجدن حتما أن كل الأسوار تتساقط أمامهن شيئا فشيئا. إن تحديد خط السير سيسهل الكثير من الخطوات بدلا من التخبط الواضح لدى مجموعة من المثقفات الشابات و غيرهن في واقعنا.
- المثقفات "الظلاميات" : يكتبن و يتحدثن حول كل ما يسيء و يقهر النساء ، إظهار صورة النساء الواقعات تحت وطأة الجهل و الظلم و السيطرة من قبل الآخرين ( وخاصة الذكور) ، و تصعيد الأزمة بين الموروث الديني و المرأة ، و افتعال حرب غبراء بينها وبين مجتمعها ، و اعتبار بعض أدوارها الحقيقية استعبادا ، و تهميش تلك الأدوار بشكل أو بآخر.
- المثقفات الإبداعيات : و هن الأقل حضورا في الفضاء العام ، حيث يسعين لصنع التوازن بين القيم التقليدية و المعاصَرة ، و محاولة تفكيك مشكلات المرأة في المجتمع ، و طرح حلول و تقديم قراءات للواقع و المستقبل الذي ينتظر المرأة و دورها الفعّال. و هن يشاركن بإنتاج أعمال أدبية و ثقافية ، و المشاركة في العديد من الأمسيات و المحافل الأدبية و الثقافية و الاجتماعية .
إنه من المهم أن تشتغل المرأة المثقفة في الوقت الراهن على إنتاج ثقافي و فكري جاد و رصين ، كي لا تضيع الجهود الحقيقية ، ألا يكون الإعلام بجميع وسائله و ما فيه هو صوتها و صورتها فقط ، بل أن تقدم منجزا للساحة المعاصرة يمكن للمجتمع و للمؤسسات المختلفة ، أن تعول عليه في استمرارية و تنقيح الواقع الذي تتشابك فيه كل القضايا و المعطيات ، و رصدا للمرحلة التي تعتبر مرحلة فاصلة تحمل متغيرات كثيرة و متعددة . و مهما كانت العوائق الموجودة حاليا ، و التي لا نتجاهل تأثيرها في الحراك النسوي ، إلا أن الواقع لن يتغير إذا ما سلمنا بها دون التسليم بإرادة التغيير و أهمية المبادرة من النساء أنفسهن بعد أن يكشفن عن توجهات و إرادة واعية و واضحة للمضي نحو العالم الرحب و سيجدن حتما أن كل الأسوار تتساقط أمامهن شيئا فشيئا. إن تحديد خط السير سيسهل الكثير من الخطوات بدلا من التخبط الواضح لدى مجموعة من المثقفات الشابات و غيرهن في واقعنا.
حوار في البديهيات
مهدي الرمضان
ربما من السذاجة ان
يتحاور احد حول البديهية ولكن بعض المجتمعات جل حواراتهم وخلافاتهم تتمحور حول
البديهيات.
كيف؟
الزمن هو البعد الرابع الذي لا فكاك لنا منه فهو تيار يشير سهمه لجهة واحدة ولا يتوقف عن المسير نحو المستقبل.
الزمن هو البعد الرابع الذي لا فكاك لنا منه فهو تيار يشير سهمه لجهة واحدة ولا يتوقف عن المسير نحو المستقبل.
المجتمعات التي وجهت
بوصلتها ثقافيا وعملاتيا بنفس إتجاه سهم الزمن نشرت اشرعة مراكبها في إتجاه رياح
الزمن فنقلها معة لمولنئ الازدهار والرفاهية. بعض المجتمعات لا زالت لا تقر وتحاور
في هذه البديهية وتوجه بوصلتها للخلف بعكس سير التاريخ والزمن وتصرف جل جهودها في
التغني بالماضي التليد متغافلة عن الحاضر ومتناسية المستقبل فهي لن تجد بين ايديها
في النهاية سوى البديهيات ليتصارع حولها جيل شبابها مع جيل شيبها.
مجتمع يكرر ترديد عبارات "الله لا يغير علينا" ويمشي على منهج "ليس في الإمكان أفضل مما كان" لن يتوقف عن الحوار في بديهية التغيير بحجة التمسك بالثوابت الإجتماعية ولن ينثني عن الإصرار على عدم الإقرار بعامل الزمن.
مجتمع يكرر ترديد عبارات "الله لا يغير علينا" ويمشي على منهج "ليس في الإمكان أفضل مما كان" لن يتوقف عن الحوار في بديهية التغيير بحجة التمسك بالثوابت الإجتماعية ولن ينثني عن الإصرار على عدم الإقرار بعامل الزمن.
المجتمعات التي لا
تساير وتيرة الزمن وتوازيه في إنطلاقته لابد انها ستتقهقر والتحجج بالخصوصية هو
احد اخطر مهددات التوازي مع مسيرة التاريخ و سبب رئيسي للتخلف عن الركب الحضاري
البشري.
من البديهي والمفروغ
منه في مجتمع يضم ستون بالمائة من افراده من الشباب ممن هم دون الثلاثين من العمر
ان يكون لهم الأولوية على الاقل في الاستماع لاصواتهم ناهيك عن تلبية تطلعاتهم
الغير منازعة في صنع مستقبلهم وتحقيق احلامهم ولكن هذه البديهية لا زالت مركز حوار
ساخن للبعض.
بديهية لا يزال يحاور
فيها البعض في حق جيل من الشباب بما اكتسبه من معرفة وبما حصله من علوم رفعت قوى
التمكين لدية ان يفسح له الطريق ليحقق ذاته ويساهم بعطاءاته.
هذا الجيل من الشباب بدأ يتململ ويتضجر من واقع ثقافي لا يأخذه في الحسبان ولا يريد ان يقر له بحق التفكير والحديث والتوجس خيفة على مستقبله والاهتمام بهمومه.
في ظني ان هذا الجيل من الشباب يمتلك من الإمكانيات والطاقات ما يمكنّه من صنع مستقبل مجتمعنا إن اعطي الفرصة و وضعت فيه الثقة ومهد له السبيل وتلك للاسف بديهية لا يزال البعض يحاور في صحتها وسلامتها بدليل حرمانهم حتى من ارتياد ودخول المجمعات التجارية ومحاصرتهم في سكنهم كعزاب.
هذا الجيل من الشباب بدأ يتململ ويتضجر من واقع ثقافي لا يأخذه في الحسبان ولا يريد ان يقر له بحق التفكير والحديث والتوجس خيفة على مستقبله والاهتمام بهمومه.
في ظني ان هذا الجيل من الشباب يمتلك من الإمكانيات والطاقات ما يمكنّه من صنع مستقبل مجتمعنا إن اعطي الفرصة و وضعت فيه الثقة ومهد له السبيل وتلك للاسف بديهية لا يزال البعض يحاور في صحتها وسلامتها بدليل حرمانهم حتى من ارتياد ودخول المجمعات التجارية ومحاصرتهم في سكنهم كعزاب.
فكأنما المجتمع لا
يريد ان يقر بهم ولا بزال يحاور بديهية انهم موجودون على قيد الحياة بيننا.
المثقف وحتمية الصدام
حيدر موسى
يشغل
المثقف دورا هاما في محور العملية الاصلاحية عبر محاولة سبر اغوار الازمات المحيطة
بمجتمعاتها، فالمثقف ليس مجرد انسان كتبت له فرصة التعلم وشغف القراءة والقدرة على
التعبير كما يظنه الاكثرين، انما هي شخصية متحررة من وهم القيود التي تكبل بها
المجتمعات ذاتها، وهي تعمل جاهدة على توعية الجماهير وتحريك المفاصل الساكنه التي
تحد من عملية التجديد والتطور الثقافي المحققة لعملية النهوض.
تبدو
لي ان حتمية الصدام ملازمه للمثقفين في ظل الدور الذي يلعبونه، خاصة مع الشيوخ
الثلاث : شيخ الدين وشيخ القبيلة وشيخ السياسة. لان المثقف يعمل على تعرية
المكتسبات الوهمية التي ينالها هؤلاء في ظل عملية الادلجة او الغسيل التي تتعرض
لها الشعوب عبر الازمنة المتراكمة. وبالتالي الحديث عن دور سهل وخالي من المواجهة
للمثقف ليست واردة في المجتمعات التي بنت كياناتها اساسا على التقديس والتصنيم
للشخوص وللافكار.
من
اين يبدأ الاصلاح، قد تكون احد اهم الاسئلة التي شغلت بال النخبة، واذا ما كان سبب
ازمة التخلف التي نعيشها دينية ام سياسية. واضح من تتبع الساحة الجدلية ان الديني
يعمل جاهدا لدفع المثقف ناحية السياسي، في حين يزج السياسي بالمثقف ليكون في
مواجهة الديني. وبرأيي الشخصي الاستقلالية اهم سمة يجب ان تلازم المثقفين. اتفهم
البعض صعوبة ان يضع نفسه في مواجهة مدفعين: مدفع السياسي ومدفع الديني، بحيث يجد
نفسه منفردا لا ناصرا له ولا معين امام غضب الجماهير القطيعية المواليه لكل طرف،
لكن من المهم ان لايكون منحازا في ترسيخ الديكتاوريات ولا في تصنيم المقدسات،
فكلاهما خطر يهدد اسس العملية التنويرية. لينطلق كل مثقف من حيث يشاء في نقد
الجمود وليضع في الاعتبار ان الصدام سيكون حتما قاسي، مع الاخذ بالحسبان اهمية
التفريق بين عمليتن مختلفتين: عملية النقد وعملية ردات الفعل التي تأخذ ببعض
المثقفين الى جوانب هامشية في سلم الاولويات.
غـضـب
فـكـري
عماد
بوخمسين
قليل من الأفراد يصلون
لنتائج قد تناقض ما ورثوه من معتقدات دينية بعد رحلة بحث و مساءلة فكرية مضنية. من
ينقلب على موروثاته الدينية و يظن في نفسه أنه اكتشف الحقيقة، فإنه يمرّ بتغيّرات
نفسية ضرورية كجزء من التحوّل الفكري الذي يعيشه. هذه التغيّرات النفسية تتكوّن من
ثلاث مراحل:
1. مرحلة البحث المستمر و التشكيك و المساءلة.
2. مرحلة الغضب و التبشير
بالفكرة الجديدة. و هي المرحلة الأصعب، فهي تشبه ردة الفعل المشوبة بشيء من
الانتقام، و هذه حالة لا شعورية تفرض نفسها على ذلك الباحث أو المثقّف و يظهر
أثرها في كتاباته بدون أن يتعمّد ذلك. و هذا هو موضوع المقال.
3. مرحلة النضوج و العودة
للهدوء و التصالح مع الواقع.
من الصعب أن تشعر بأنك مخدوع و مسمّم لسنين طويلة بأفكار بالية أو مكذوبة... و مع تنامي الشعور بالخديعة و ازدياد الاقتناع بالأفكار الجديدة ، يبدأ الإناء يفيض بما فيه، و يدخل المرء في صِدام مع مجتمعه أو أياً كان المسؤول، كرجل الدين مثلاً، الذي يعتقد أنه خدعه و لقّنه الأباطيل...
فكأنه يقول: لماذا استغللتم
طفولتي لتلقيني وجهة نظر واحدة و لم أُعْطَ الفرصة للإختيار؟ هذا الشعور يُـشعل
دوامة من الحنق و النقمة تسيل مع الكلمات التي يكتبها هذا الباحث أو ذلك المثقّف،
حتى لو لم يتعمّد ذلك.
و لنأخذ بعض النماذج
القريبة. في بداية الثمانينات ظهر محمد التيجاني السماوي الذي بدأ رحلة بحث انتهت
بتغيير مذهبه، و قام بإصدار الكتاب تلو الآخر في مهاجمة مذهبه القديم. و في الجهة
المقابلة نرى أحمد الكاتب الذي وصل إلى بعض النتائج الخطيرة في أبحاثه و لم يألُ
جهداً في نشرها في كتبه و محاوراته. ثم كمثالٍ أخير هناك حسن فرحان المالكي، و
هجومه على معتقده السابق الذي لا يزال...
لا أحكم هنا على الأساتذة
الأفاضل الذين ذكرتهم في مثالي أعلاه بالصواب أو الخطأ في ما وصلوا إليه، فكل شخص
له حرية المعتقد و الوصول للنتائج التي ترضيه، و إنما أستشهد بهم على شراسة
الإنقلاب على الموروث و ظهور ذلك في لغتهم المنطوقة أو المكتوبة و الأسباب العميقة
لخطابهم الحاد.
إن ما يجمع الشخصيات الثلاثة
المتناقضة أعلاه شيئان: أولاً: الإنقلاب على الموروث نتيجة بحث عميق و بمجهودات
شخصية و تصنيف ذلك الموروث على أنه باطل في بعض أجزائه أو كله. ثانياً: يحمل كل
واحد منهم رسالة نبيلة تتمثل في نشر النتائج التي توصّل إليها من أجل توعية الناس
(المخدوعين) و إرشادهم للحقيقة بشتى الطرق، هذا مع اختلاف النتائج لكلٍ منهم.
في رأيي أن هذين العنصرين
إذا اجتمعا فهما سيشكلان لغة الخطاب الحادة المستخدمة، و التي سيفهمها المنقلَب
عليهم (بفتح اللام) على أنها إساءة لعقائدهم و سخرية من رموزهم الدينية!.
نجد هذه الحالة تتكرر مع
العديد من الباحثين الدينيين المستقلّين بالذات في بداياتهم... المراحل الثلاث
تتكرر: مرحلة البحث، ثم مرحلة الغضب و التبشير، ثم أخيراً مرحلة الهدوء. فتراه
يوجه أقسى النقد لمنظومة الأفكار القديمة مصحوباً بلهجة صاخبة أو ساخرة. يستمر ذلك
لفترة... ثم بعد أن تكتمل الحاجة النفسية لذلك و يتم إشباعها، ينتقل لمرحلة الهدوء
و النضج، فيصبح الخطاب عندها أكثر دقةً و عمقاً في مفرداته.
إن الوعي بهذه المراحل
الثلاث مهم جداً للناقد و للمجتمع. مهم للناقد الجديد لكي يتجاوز مرحلة المبتدئ
بسرعة و يصل إلى مرحلة الخطاب الناضج الهادئ و الواعي الذي يحتاجه كل مجتمع في
سبيل التقدم. و كذلك مهم جداً للمجتمع المتلقي لكي يتمكن من استيعاب أبنائه و لا
يمارس عليهم ردة فعل خانقة تنفّرهم أكثر، فنصل في النهاية إلى طريق مسدود.
لم أقرأ للمثقف
الجديد
أمين الغافلي
لم
أقرأ للمثقف الجديد تنظيرا محكما في ماهية الدولة الحديثة.
لم أقرأ للمثقف الجديد تنظيرا محكما في اشكالية التشابك بين الديني والسياسي في الوطن العربي.
لم أقرأ للمثقف الجديد تنظيرا محكما في فشل تحقق الديمقراطية الليبرالية في الوطن العربي .
لم أقرأ للمثقف الجديد تنظيرا محكما في دوافع تصدي المجتمعات الاسلامية للعلمانية.
لم أقرأ للمثقف الجديد تنظيرا محكما في أسباب فشل التجربة الحزبية في الوطن العربي.
لم أقرأ للمثقف الجديد تنظيرا محكما لفشل التجربتين الاشتراكية والقومية في الوطن العربي ونجاح التجربة الرأسمالية .
لم أقرأ للمثقف الجديد تنظيرا محكما في الضرر الفادح الذي ألحقته الرأسمالية الغربية بالمجتمعات العربية.
لم أقرأ للمثقف الجديد تنظيرا محكما في التداعيات السلبية للعولمة الاقتصادية على المجتمعات العربية عامة والخليجية خاصة.
لم أقرأ للمثقف الجديد تنظيرا محكما لتأثير التقنية الحديثة على المجتمعات العربية.
لم أقرأ للمثقف الجديد تنظيرا محكما في علاقة القبيلة بالدين والسياسة في الخليج العربي.
لم أقرأ للمثقف الجديد تنظيرا محكما تأثير المدينة العربية الحديثة على الدين.
لم أقرأ للمثقف الجديد تنظيرا محكما في خصائص الفنون الحديثة (السينما ،المسرح،الشعر،الرواية،القصة).
لم أقرأ للمثقف الجديد تنظيرا محكما عن حاضر و مستقبل العلوم الإنسانية والطبيعية في الوطن العربي.
لم أقرأ للمثقف الجديد تنظيرا محكما في نشوء وتكون التنظيمات الارهابية الحديثة كداعش وخطورتها على الأمن العربي والدولي.
لم أقرأ للمثقف الجديد تنظيرا محكما في حاضر ومستقبل العلاقات العربية /العربية.
لم أقرأ للمثقف الجديد تنظيرا محكما لموقف المثقفين العرب الشباب من الديمقراطية والعلمانية .
لم أقرأ للمثقف الجديد تنظيرا محكما في أسباب تفجر الربيع العربي وأسباب فشله.
لم أقرأ للمثقف الجديد تنظيرا محكما عن حاضر ومسقبل الحركات الاسلامية في العالم الاسلامي.
لم أقرأ للمثقف الجديد تنظيرا محكما في أسباب فشل الحداثة العربية .
لم أقرأ للمثقف الجديد تنظيرا محكما لدور المناهج النقدية الغربية في تعزيز المقاربة الجديدة للتراث الاسلامي.
لم أقرأ للمثقف الجديد تنظيرا محكما يظهر مدى الاتفاق والاختلاف بين حوزات النجف وقم وكربلاء.
لم أقرأ للمثقف الجديد تنظيرا محكما عن موقفه من مناهج العلوم الحديثة.
أحترمك أيها المثقف الجديد ولكن لن أجاملك على حساب المعرفة.
لم أقرأ للمثقف الجديد تنظيرا محكما في اشكالية التشابك بين الديني والسياسي في الوطن العربي.
لم أقرأ للمثقف الجديد تنظيرا محكما في فشل تحقق الديمقراطية الليبرالية في الوطن العربي .
لم أقرأ للمثقف الجديد تنظيرا محكما في دوافع تصدي المجتمعات الاسلامية للعلمانية.
لم أقرأ للمثقف الجديد تنظيرا محكما في أسباب فشل التجربة الحزبية في الوطن العربي.
لم أقرأ للمثقف الجديد تنظيرا محكما لفشل التجربتين الاشتراكية والقومية في الوطن العربي ونجاح التجربة الرأسمالية .
لم أقرأ للمثقف الجديد تنظيرا محكما في الضرر الفادح الذي ألحقته الرأسمالية الغربية بالمجتمعات العربية.
لم أقرأ للمثقف الجديد تنظيرا محكما في التداعيات السلبية للعولمة الاقتصادية على المجتمعات العربية عامة والخليجية خاصة.
لم أقرأ للمثقف الجديد تنظيرا محكما لتأثير التقنية الحديثة على المجتمعات العربية.
لم أقرأ للمثقف الجديد تنظيرا محكما في علاقة القبيلة بالدين والسياسة في الخليج العربي.
لم أقرأ للمثقف الجديد تنظيرا محكما تأثير المدينة العربية الحديثة على الدين.
لم أقرأ للمثقف الجديد تنظيرا محكما في خصائص الفنون الحديثة (السينما ،المسرح،الشعر،الرواية،القصة).
لم أقرأ للمثقف الجديد تنظيرا محكما عن حاضر و مستقبل العلوم الإنسانية والطبيعية في الوطن العربي.
لم أقرأ للمثقف الجديد تنظيرا محكما في نشوء وتكون التنظيمات الارهابية الحديثة كداعش وخطورتها على الأمن العربي والدولي.
لم أقرأ للمثقف الجديد تنظيرا محكما في حاضر ومستقبل العلاقات العربية /العربية.
لم أقرأ للمثقف الجديد تنظيرا محكما لموقف المثقفين العرب الشباب من الديمقراطية والعلمانية .
لم أقرأ للمثقف الجديد تنظيرا محكما في أسباب تفجر الربيع العربي وأسباب فشله.
لم أقرأ للمثقف الجديد تنظيرا محكما عن حاضر ومسقبل الحركات الاسلامية في العالم الاسلامي.
لم أقرأ للمثقف الجديد تنظيرا محكما في أسباب فشل الحداثة العربية .
لم أقرأ للمثقف الجديد تنظيرا محكما لدور المناهج النقدية الغربية في تعزيز المقاربة الجديدة للتراث الاسلامي.
لم أقرأ للمثقف الجديد تنظيرا محكما يظهر مدى الاتفاق والاختلاف بين حوزات النجف وقم وكربلاء.
لم أقرأ للمثقف الجديد تنظيرا محكما عن موقفه من مناهج العلوم الحديثة.
أحترمك أيها المثقف الجديد ولكن لن أجاملك على حساب المعرفة.
تعقيب
عبدالله
الهميلي
يكفي الشباب المثقف والمثقف عموما محاولته الدائمة أن يكون ذاته لا غيره أن يفكر باستقلالية ويتحمل المسؤولية كاملة تجاه قناعاته لا يملي عليه أحد بها بل أكتشفها بذاته وعاش مخاضاتها
رغم وجاهة ماذكره الأستاذ أمين الغافلي من تساؤلات لكني أجد فيها تعالي على هموم المثقفين الشباب الذين حركوا الراكد في مجتمعاتهم وساهموا في إعادة قراءة مخرجات المجتمع الشيعي المحلي ، رغم أن الكثير من المثقفين أنغمسوا في أبراجهم التنظيرية من دون ملامسة هموم هذا المجتمع وهواجسه ، لايمكن أن ننكر الدور الإصلاحي الذي قام به المثقفون وعلى رأسهم نذير الماجد و علي النحوي ورفاقهما رغم أنهم دفعوا الضريبة كاملة ولازالوا كذلك
الخروج من ثقافة المجتمع السائد ونبذ السلوكيات اللاعقلانية والممارسات المموهة لابقصد إلغاءها وإنما تعريتها ونقدها من الداخل والخارج خطوة لم نجدها في مجتمعنا المحلي بشكل واضح وشجاعة إلا لدى هؤلاء المثقفين الجدد كما تسمونهم لانختلف على أهمية الدرس الأكاديمي والتنظير المنهجي لكن كل هذه المنهجيات التي ننادي بها لم تأتي من الفراغ بل ناجمة عن حالة الخروج من القطيع والسائد وإذا كنا نريد منهجيات لنقودات هذا المثقف الشاب لتكن من داخل بنية المجتمع ذاته وليس من تنظيرات غربية نحن نقرأها وأنبثقت من صميم تلك المجتمعات وأبدعتها من صراعاتها لندع هذا المثقف الشاب يعيش صراعاته ويبتكر رؤيته من صميم المجتمع وهمومه كما فعل الدكتور نادر كاظم من خلال هموم الحالة البحرينية وأمراض ذاكرتها لاشك في أهمية المنهجيات لدراسة الواقع ونقد الظاهرة الدينية والسياسية ولكن لن تفلح مالم تنطلق التنظيرات من داخل هذا المجتمع وصميم تطلعاته.
ما جدوى أن تكون مثقفا ؟
حسين الملاك
يحمل هذا
السؤال المتلازم لدور المثقف وفاعليته وإذا ما أخذنا هذا السؤال في سياقه التاريخي
فهو يحمل في طياته الإحساس بالإخفاق والإحباط إخفاق الدور وإحباط النتيجة.
فمنذ أن
تعرف العرب على عصر التنوير ورجاله عن طريق بعثاتهم العلمية وظلوا مأسورين بسحر
الحضارة وتراكمات التمدن ناظرين بعين المقارنة إلى واقعهم المأزوم بالتخلف المركب
والمعقد بحيث يصعب حلحلته والنهوض من جديد.
ومع ذلك
كله سعى رجال البعثات اللذين تأثروا بالتنوير في الغرب للبحث عن أسباب التخلف
وعلله ومنظرين لتجاوز المحنة بما أفاضت عليهم دراساتهم ورصدهم للغرب المتحضر من
فيوض العلم وأدوات المعرفة.
وظلت
المجتمعات الإسلامية والعربية تحديدا تقبع تحت وطأة التخلف والاستبداد من دون أن
نرى عصرا تنويريا بل أن تلك الظاهرة التي برزت كحراك فاعل يتموج من المثقفين العرب
الداعين للنهضة وعصر العلم سرعان وارتهم انتكاسة 67 وأخذت هذه الظاهرة تخبو وينطفئ
توهجها الذي كانت تعقد عليه أمال التنوير العربي والإسلامي مع طغيان المد السلفي
الذي حاربها بدعوى التغريب والعمالة بكل الأشكال والوسائل والسبل متمترسا بالذود
عن العقيدة في شيء من التجيير الاجتماعي وادلجة المعرفة مما سبب في القطيعة في
المثقف والمجتمع.
فأصبح
المثقف متشرنقا على ذاته ومتناغما مع أقرانه في عزلة بل قطيعة مع المجتمع المتوجس
من أي مثقف وما يحمله وكأنه من عالم آخر يريد أن يسلبه كل ما يملك من ثروات.
من هنا
تبرز الإشكالية في جدوى أن يكون الإنسان مثقفا.
وفي
الحقيقة أن الإشكالية ليست في الجدوى وإنما هي في القطيعة التي تشل دور المثقف
وتجعله خارج المسرح بحيث لا يمارس دورا حقيقيا على الواقع إذا ما تجاوزنا حالة
الشهودية على هذا الواقع وما يحمله رصده من نقد وتنظير ذا طابع علمي ولكنه لا يرقى
إلى ارض الواقع حيث الأثر والمؤثر.
المثقف
هو شخص واع يملك الرؤية الثاقبة والرأي السديد مهمته النقد والتصحيح يطرح رؤاه
ويناقشها بالأدلة والحجج متخذا من الحوار وسيلة لإقناع الجماهير اللذين يمثلون
قاعدة التغيير وأداته.
إلا أن
المثقف في العالم الإسلامي والعربي لا يمكنه أن يتغلغل في القاعدة الجماهيرية
المتوجسة منه ومن اطروحاته بسبب ما يشاع عنه من اللا دينية وكذلك العمالة للغرب
ومشاركته في المؤامرة على وطنه وأمته.
أذن
الإشكالية تكمن في هذا الاستوجاس كيف يمكننا اختراقه بحيث يكسب المثقف ثقة
الجماهير ؟
أتصور أن
المثقف يحمل لواء التغيير ويناضل من اجله متحملا الصعاب والتضحية من اجل مبدئه بلا
حدود حتى لو أدى ذلك إلى موته كما انه لا ينحرف عن رسالته أمام الإغراء ولا ينكمش
أمام التهديد والإقصاء بل يسعى جاهدا لتأدية دوره على أكمل وجه.
وعليه أن
ينتبه لما يحاك ضده وما يفترى عليه والتعامل معه بحكمة المدرك المقيم الذي يتمكن
من الاستقطاب والتحييد.
كما أن
عليه النزول إلى الجماهير وتكوين قاعدة يمكنها أن تخترق الواقع بكل اشكالياته
متخذة وضعا تصحيحيا بحيث ينعكس أثره على بقية المجتمع.
وعليه أن يعرف ظروف مجتمعه وخصوصياته ويدرسها دراسة موضوعية تحليلية تمكنه من تطبيق رؤاه وإصلاحاته.
وعليه أن يعرف ظروف مجتمعه وخصوصياته ويدرسها دراسة موضوعية تحليلية تمكنه من تطبيق رؤاه وإصلاحاته.
أما
بالنسبة لجدوى أن يكون الإنسان مثقفا فهي تتحصل بالوعي المنبثق من الذات المطلعة
والراصدة والمنعكس على المجتمع على شكل حركات إصلاحية تعتمد على التحرير والتنوير
ونزع الأمة من مدارج التخلف إلى مصاف التحضر والتمدن.
مثقف جديد أو لا ، بالنسبة لمن !؟
*طارق العزيز
كل فرد بأفكاره ومعتقداته هو
جزء ومكون لهذا المجتمع الذي يعيش في وسطه ، ولا يمكن أن يكون حرا دون أن يثق في
عقله وذاته وامكانياته، وإن أخطأ !
فهذا لا يعطي المبرر للاستنقاص من استقلاليته أو حريته الفردية ..
فهذا لا يعطي المبرر للاستنقاص من استقلاليته أو حريته الفردية ..
ولا ينبغي توظيف التنظير
الثقافي أو الديني وفوقية كل منهما في التغييب القسري لخيارات الأفراد وفرض نمط
فكري وعقائدي وسلوكي أوحد عليهم ..
فالسعي للسيطرة أو الوصاية
على المجتمع من أجل توجيهه كما نريد ، هي شكل من أشكال التخلف الاجتماعي القروي
الذي يتنافى مع الأسس المدنية التي تكفل للفرد استقلاليته وحريته بالاختيار
والتعبير وإن اختلفنا حول مستواه المعرفي أو الثقافي !
فلا يمكن لمجتمع مثل مجتمعنا أن ينعم بالحرية والاستقرار وحق الاختلاف الديني أو الفكري ، طالما إنه يمارس الوصاية والفوقية على حق الاختلاف والتعبير لأفراده ، ويفرض على الفرد سلوكيات معينة أو طريقة محددة بالتفكير والأساليب بحجة المثاقفة أو المنهجية !
فلا يمكن لمجتمع مثل مجتمعنا أن ينعم بالحرية والاستقرار وحق الاختلاف الديني أو الفكري ، طالما إنه يمارس الوصاية والفوقية على حق الاختلاف والتعبير لأفراده ، ويفرض على الفرد سلوكيات معينة أو طريقة محددة بالتفكير والأساليب بحجة المثاقفة أو المنهجية !
علينا التخلص من القيود
والضوابط والموانع التي تحد من الحيوية الفردية ، تحت أي عنوان كانت ، لأنها كفيلة
بشل المجتمع ككل ، وحبسه في حالة من الانغلاق السلبي والتقوقع المدمر ، ونؤمن أن
تعدد الأفكار والذهنيات وأشكال السلوك في المجتمع حالة صحية تعكس وعيا اجتماعيا
وليس عارا أو انفلاتا أو جهلا !
وإن دعم حق الاختلاف وحرية التعبير والاختيار، لا يتطلب اتفاقا بالرأي والتوجهات والمنهجيات ..
وإن دعم حق الاختلاف وحرية التعبير والاختيار، لا يتطلب اتفاقا بالرأي والتوجهات والمنهجيات ..
علينا السماح للأفراد
أن يثقوا بأنفسهم ، سواء كان اسمهم مثقفين جدد أو قدماء أو فقاعات أو أيا كانت تلك
التسمية ، وحده المستقبل المسؤول عن تحديد مكانتهم واسمهم وليس نحن ، فلا تشغلوا
أنفسكم بأثرهم لأنه ليس لكم ، ولا يجب أن تلمسوا ذلك الأثر اليوم !
اتركوا الأفراد يعيشون
تجربتهم الفكرية والتعبيرية بعيوبها وأخطائها ، وحسناتها وصوابيتها ..
شخصيا لا تعنيني التصنيفات
الحالية ( مثقف ، ليبرالي ، علماني ، إسلامي ، سفسطائي ، .. الخ )
ما يعنيني أن أكون صادقا مع نفسي وأعيش مرحلتي الفكرية والمعرفية وفق تجربتي ، استنقصني من استنقص أو استصغرني من استصغر ، فلست مسؤولا عن تغيير قناعات الناس المبنية تجاهي ، ولا أرى نفسي من خلالهم ، أنطلق من ذاتي ورؤيتي لنفسي ..
ما يعنيني أن أكون صادقا مع نفسي وأعيش مرحلتي الفكرية والمعرفية وفق تجربتي ، استنقصني من استنقص أو استصغرني من استصغر ، فلست مسؤولا عن تغيير قناعات الناس المبنية تجاهي ، ولا أرى نفسي من خلالهم ، أنطلق من ذاتي ورؤيتي لنفسي ..
كيف وجدت نفسي مثقفا
جديداً !
طارق العزيز
مع نهاية محور
"المثقفون الجدد" والذي استفدت منه كثيراً ، أجد نفسي عاجزا عن الحكم
على فئة متنوعة ومختلفة ، كما لا يمكنني الحديث باسمها ، ولم أدع يوما أني ضمن هذه
أو تلك من الفئات الاجتماعية أو الثقافية ..
لكن يمكنني الحديث عن
نفسي قليلا ، ومن الزاوية التي كانت سببا لاعتبار أحدهم أني أنتمي لهذه الفئة وآخر
لا يراني أنتمي ..
حين دخلت عالم تويتر
وبدأت "أغرد" إيمانا مني بحق حرية التعبير وأصالته ، وأن تعزيز ذلك الحق
وممارسته في المجتمع هدف بحد ذاته ..
كنت معجبا بهذا العالم
السريع والمختصر ،
وبدأ الناس بالتفاعل مع حسابي وممارسة حقهم أيضا بالتعبير عن رفضهم أو قبولهم لما أقول ، واختلافهم مع ما أطرح أو اتفاقهم ، وكان شيئا جميلا ومفيدا بالنسبة لي ، منهم من تواصل معي وتعرفت عليهم والتقيت بهم ..
وبدأ الناس بالتفاعل مع حسابي وممارسة حقهم أيضا بالتعبير عن رفضهم أو قبولهم لما أقول ، واختلافهم مع ما أطرح أو اتفاقهم ، وكان شيئا جميلا ومفيدا بالنسبة لي ، منهم من تواصل معي وتعرفت عليهم والتقيت بهم ..
زادت وتيرة الاختلاف ،
لم يكن الناس قد اعتادوا على التعبير بشكل لا يتوافق مع رغباتهم !
إلى أن تم نسيان ما أقول وأصبح المهم من أكون حتى أقول !
شعرت بحجم الشخصنة ، الاستنقاص والاستصغار والتهميش ، لكني كنت أتساءل ، مالذي يدعو شخص لا يراني شيئا لتخصيص جزء من وقته وجهده يكتب فيه بحسابي أني لا أساوي شيئا !؟
بدى لي أنها طبيعة الناس !
إلى أن تم نسيان ما أقول وأصبح المهم من أكون حتى أقول !
شعرت بحجم الشخصنة ، الاستنقاص والاستصغار والتهميش ، لكني كنت أتساءل ، مالذي يدعو شخص لا يراني شيئا لتخصيص جزء من وقته وجهده يكتب فيه بحسابي أني لا أساوي شيئا !؟
بدى لي أنها طبيعة الناس !
ومع انتشار ذلك الهجوم
وجدت نفسي في وسط يفترض أني طالب شهرة ! وكان غير مفهوم بالنسبة لي أن أسعى للشهرة
من خلال حسابي الخاص على تويتر !
فأنا لم أطلب من أحد متابعتي ولم أجبر أحدا على قراءة تغريداتي ، وممارسة حق التعبير مختلف عن السعي للشهرة ، ولا أعتبر السعي للشهرة منقصة أو عيب ، فالشهرة أمر يمكن توظيفه بشكل إيجابي ، لكن ذلك أمر مختلف لم أقم به ، بل العجيب أن من كان يتهمني بالسعي للشهرة هو من كان يشهرني بين معارفه وأوساطه ..
فأنا لم أطلب من أحد متابعتي ولم أجبر أحدا على قراءة تغريداتي ، وممارسة حق التعبير مختلف عن السعي للشهرة ، ولا أعتبر السعي للشهرة منقصة أو عيب ، فالشهرة أمر يمكن توظيفه بشكل إيجابي ، لكن ذلك أمر مختلف لم أقم به ، بل العجيب أن من كان يتهمني بالسعي للشهرة هو من كان يشهرني بين معارفه وأوساطه ..
وهذا مالاحظته من خلال
الكثير ممن تواصلوا معي حين سألتهم : مالذي دعاكم لمحادثتي وتقديم هذه الأسئلة
العديدة عن آرائي !؟ فكان الرد سمعنا بك من أحدهم يراك انسان سطحي محب للظهور
وللشهرة فأثار فينا الفضول حولك !
واليوم أجد نفسي بنظر
الآخرين إما متثيقف سطحي صاحب ثقافة زائفة ، أو ليبرالي مشوّه ، أو علماني مغفل ،
أو سفسطائي ، أو "ماخذ بنفسه مقلب" ، أو معقد نفسيا وعدائي ، وغيرها مما
سمعت وقيل لي ..
ومن باب الإنصاف ، هناك قلة اعتبروني شخصا إيجابيا ، وهم يستحقون كل الشكر والتقدير على ماقدموه من دعم وتشجيع يعكس مستوى تصالحهم مع الاختلاف وثقتهم بأنفسهم ..
ومن باب الإنصاف ، هناك قلة اعتبروني شخصا إيجابيا ، وهم يستحقون كل الشكر والتقدير على ماقدموه من دعم وتشجيع يعكس مستوى تصالحهم مع الاختلاف وثقتهم بأنفسهم ..
*مع ملاحظة أني لم أدع
يوما أي صفة أو تصنيف !
واليوم قد أشعر أحيانا
أن وضعي الاجتماعي معقد قليلا ، غير خالي من الخسائر ، ولا يمكنني إنكار صدمتي من
بعض المواقف غير المتوقعة ، أبرزها حين كنت بزيارة للأحساء منتظرا صديق العقل
والقلب ابو ريان في سيارته ، إلى أن ينتهي من واجب العزاء في إحدى الحسينيات ،
وإذا بمجموعة من الشبان المجهولين بالنسبة لي ، وقفوا عند السيارة و صرخ أحدهم :
هذا هو طارق الذي وصف أئمتنا بالبكتيريا -وذلك غير صحيح- ، فماذا عسانا أن نفعل به
!؟ فرد عليه آخر : لعنة الله عليه ، لعنة الله عليه ، لعنة الله عليه !
ولا أقصد الشكوى من
ذلك ولا اللوم ، فأنا أتحمل مسؤولية ذلك ، وأسعى لأن أكون نفسي ، ولست معنيا كثيرا
بنظرة الناس وتقييمهم ، فتلك النظرة بتصوري ضمن لعبة اسمها "الناس" ، و
لا أرغب أن أخسر نفسي كي أكسب بتلك اللعبة المليئة بالنفاق والأقنعة والكذب على
الذات قبل الناس !
كما أني أشعر بمستوى
عال من التصالح مع الذات والثقة بالنفس ، على الرغم من تعامل الكثير من الناس ..
لكن السؤال الذي يوجه
لي بكثرة ، لاسيما من أولئك الناس الذين لا يعتبرونني شيئا وبأني مجرد انسان سطحي
أو ناقص أو أو .. ، هو ماذا أريد !؟
وبالحقيقة لا أدري إن كنت مضطرا للإجابة عليهم ، لاسيما وأنه حين يطرحون هذا السؤال وبإلحاح تارة واستنكار تارة أخرى أو باستخفاف ..
فإن عقلي ينشغل بسؤال آخر !
وبالحقيقة لا أدري إن كنت مضطرا للإجابة عليهم ، لاسيما وأنه حين يطرحون هذا السؤال وبإلحاح تارة واستنكار تارة أخرى أو باستخفاف ..
فإن عقلي ينشغل بسؤال آخر !
لماذا يسألون شخصا
محدود الوجود والرؤية والفكر والثقافة كما يقولون ، عن ماذا يريد !؟
الناس طيبون طالما أنك
لا تختلف معهم وتتصرف حسب وصايتهم بشكل أو بآخر ، لكن وبشكل غير مقنع يشعرون
بالتهديد بمجرد مخالفتهم أو الخروج من وصايتهم ..
هم يحبون أن تفكر
بطريقتهم ، وأن تلبس كما يعجبهم ، وأن تتحكم بمظهرك بالاسلوب الذي يريحهم ، وأن
تتحدث بما يرغبون الاستماع اليه ، وأن تتدين وتعبد ربك حسب مفاهيمهم ..
عن نفسي قلتها عدة
مرات ، لا يعنيني إن كنت مثقفا جديدا أو قديما ، ولا إن كنت مؤثرا أو غير مؤثر ،
فتلك مسؤولية المستقبل ..
فيمكنهم تسميتي بما
يشاؤون شرط أن لا يلزموني بتسمايتهم ، ونقد طرحي كما يشاؤون لكن دون أن يقحموا
شخصي بانتقاداتهم ، فليقدسوا ما يشاؤون دون أن يجبروني على مقدساتهم ، و مع
تعبيرهم كما يريدون لكن لا يستخفوا بحرية التعبير في مجتمعاتهم ، ومع أن ينصحوا من
يريدون لكني ضد فرض وصايتهم ..
آملا أن نكون يوما ما
، مجتمعا حرا مبدعا لا يعبد الأعراف !
المثقفون الجدد
علي النحوي
علي النحوي
قرأت ماورد أعلاه ويبدو فعلا نحن بحاجة لمناقشة قضايانا
الواقعية ، ولعل موضوع الأسبوع في طليعتها ، ثم إن كثيرا من الآراء واقعية وذات
قيمة ، ولها ثقلها ومتفتقة من مثقفين واعين يعرفون كيف يقرؤون ماحولهم ويشخصونه .
اليوم لم تعد المنطقة تبعا لغيرها بحيث تقول : إيمان الحمد ليست شاعرة لأنها ليست بحجم نازك الملائكة ، أو عبدالعظيم الضامن ليس تشكيليا لأنه ليس بحجم رامبرنت أو بيكاسو ، اليوم المنطقة أصبحت تقدم أسماء في كل المجالات الثقافية ، والبعيد يشهد بذلك قبل القريب ، ومازالت المنطقة تعد بالأفضل ، لا أحد يستطيع ان يقول إن المنطقة اليوم ثقافيا وفكريا ومعرفيا كأمس .
اليوم لم تعد المنطقة تبعا لغيرها بحيث تقول : إيمان الحمد ليست شاعرة لأنها ليست بحجم نازك الملائكة ، أو عبدالعظيم الضامن ليس تشكيليا لأنه ليس بحجم رامبرنت أو بيكاسو ، اليوم المنطقة أصبحت تقدم أسماء في كل المجالات الثقافية ، والبعيد يشهد بذلك قبل القريب ، ومازالت المنطقة تعد بالأفضل ، لا أحد يستطيع ان يقول إن المنطقة اليوم ثقافيا وفكريا ومعرفيا كأمس .
أما مايرتبط بالمثقف والقضايا التي يتدارسها ويتداولها ، فقد يغيب على كثير منا أن المثقفين والمفكرين الكبار كانوا أبناء مشاكلهم وبيئاتهم وقضاياهم ، إذ من الطبعي أن يهتم من هو في روسيا بالشيوعية والاشتراكية والقضايا المتصلة بها ، وطبعي أن يهتم الأمريكي بالرأسمالية والديموقراطية وقضايا السود والبيض ، وطبعي أن يهتم الإيراني بالقومية الفارسية والعمق الصفوي والبهلوي والتحولات التاريخية والفنية المختلفة ، بينما يهتم العربي كأركون والجابري ونصر حامد بنقد العقل العربي والخطاب الديني ، بينما يهتم نادر كاظم والديري بقراءة الحالة البحرينية ، بينما يهتم خزعل الماجدي ورشيد خيون بشؤون الجماعات العراقية والعمق الحضري العراقي وهكذا .
لا يمكن لأحد أن يحدد الدائرة التي يتحرك فيها المثقف ، وهنا لابد أن أذكر نموذجين في الفكر العربي أعني الخليل بن أحمد والمعري إذ لايمكن أن ألزم أحدهما باهتمام الآخر ، ولا ألزمه بأن ينجز ما أنجزه أرسطو أو سواه .
المثقف ما لم يتمتع بقدرة بناء ذات مستقلة لن يكون ، من هنا كان التفاؤل بمثقفينا الجدد ، ثم بتمرحلهم حيث الانتقال من مرحلة التأسيس لمرحلة التطور ثم الطموح في الولوج لحالة الإنتاج ، لو عدنا لقراءة تجارب المفكرين الذين تشيدون بهم سنراهم مروا بذلك وفي وقت متأخر ، وهنا أنصح بقراءة تجربة الدكتور علي الديري في كتابه خارج الطائفة ، لتقفوا على أهمية مانحن فيه .
اليوم أصبح المثقفون شركاء في الساحة وكان ومازال لهم تأثيرهم ، أولئك هم المثقفون اللامجاملون اللامحايدون .
الأسماء المثقفة في المنطقة منتجة ومتنوعة ومتعددة الأصوات وإن اتفقت على ضرورة التغيير ، وفي تفكيك الحالة الراهنة التي يؤمنون أنها تشكل الأزمة ، وهذا عمل عليه كبار المفكرين العرب فيما يرتبط بالحالة الدينية والعقل العربي.
اليوم توجه سلمان عبدالاعلى يختلف عن نذير الماجد ويختلف عن الهميلي أوخديجة النمر أو سلمى الحسن وهكذا .
المثقفون الجدد يمتلكون عمقا معرفيا وفكريا مع تمكن من تخصصاتهم وقدرة على الإنجاز ، وهذا مايثبته الواقع ، وتؤيده شهادات كبار المثقفين ، هذا مع تجاوز الجيل السابق من المبدعين والمثقفين .
حينما دخل وفد على الحجاج وتحدث من بينهم صبي رفض الحجاج ، فما كان منه إلا ان أذهل مجلسه بثقافته وحسن خطابه ، هذا هو واقعنا الثقافي ، ولايمكن لأحد أن يتنكر له ، واثق بأن هذا التحوّل يؤسس لمرحلة آتية تلتقي مع طموحكم ، لكن أرى شخصيا ضرورة الابتداء بإعادة صياغة العقل الشيعي ومراجعة مكوناته ودراسة أهم المعوقات التي شلت هذا العقل عقودا ، مع الاستفادة من التجارب الأخرى دون استنساخها.
ما أعرفه جيدا أن بعض مثقفينا شرعوا في مشاريع تأليفية دون إهمال مشاريعهم الاجتماعية الواقعية ، وهذا ماطالب به معارضوهم في يوم ما أن يكون لهم مشروع على أرض الواقع ، أما وقد دخل صوتهم كل بيت وبدأ تأثيرهم يغير المعادلة صرنا نطالبهم بما هو فوق ذلك ، وهذا المطلب لصالحهم وسيكونون بحجمه ، وأثق بأنهم لن يخذلوكم ابدا .
سبق وأن قلت اجمعوا هؤلاء ومن يختلف معهم وفتشوا عما يملك كل طرف ، ولنجد مالدى كل فريق ، مع إيماني بأن أغلب المثقفين قرؤوا المكتبة الدينية وتجاوزوها بينما سواهم مازال يتلفت ، هنا رهان آتوني بثلاثة من كبار أقطاب الحوزة وآتيكم بثلاثة من مثقفينا الجدد ولنستمع ونرى !
بعودة لسلسلة كتابات جابر عصفور عن طلاب طه حسين في مجلة دبي الثقافية وكيف أصبحوا صوتا حاضرا ومؤثرا تعرفون قيمة المرحلة وأهمية مثقفينا الجدد ، بربكم اقرؤوا مايكتب هذا الرجل ، وبعودة لكتاب حسين المرصفي الوسيلة الأدبية وجيل أحمد شوقي وحافظ إبراهيم وأترابهما وكيف تكونوا وأشعلوا الدنيا نعرف قيمة مانحن فيه .
ما أرجوه أن نتسائل ما الذي حدث في مجتمعنا ، ومن اين تفتقت هذه السنابل ? وكيف فاجأوا وادهشوا الكل ? وضعوا الخطاب التقليدي في حالة من الحرج والقلق ، مما جعلهم يضيقون بهم ذرعا ، ومما جعل بعضنا يزعم أن المثقف ينازع رجل الدين الحضور ، والأمر ليس كذلك أبدا .
لم أقل كل ما لدي بعد لكن أؤكد أن خطوات تحرك المثقفين موفقة وواثقة ، وكان يجب أن يبدؤوا مما هم فيه ، ويمهدوا الطريق للعبور ، ما لم نعالج أزمة خطابنا وتفكيرنا الجمعي لن نخطو .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق