📗لم ينجح الكمين📗 حكايتي مع جماعة (التأويل)التابعة للسيد أحمد إسماعيل الحسن
https://drive.google.com/file/d/0B_ScHViEZuR2MzFoY01sMmlDblU/view?pli=1
✏بقلم ✏
سلمان عبدالأعلى
تحية طيبة لجميع الأعضاء بملتقى الرأي الآخر
في البداية أتقدم بالشكر الجزيل لجميع الأحبة في
ملتقى الرأي الآخر على هذه الحفاوة وحسن الاستقبال، وأخص بالذكر كل من الأستاذ
عقيل عبدالله والأستاذ عقيل العليوي على هذه الدعوة الكريمة.
قبل البدء في الإجابة عن الأسئلة المطروحة أحب أن
أؤكد على بعض النقاط المهمة فيما يلي:
أولاً: لم يكن هدفي من نشر هذه الحكاية الإساءة للمؤمنين بهذه الدعوة أو التشهير
بهم أو حتى مناقشة أفكارهم، وإنما كتبتها فقط للتوثيق التاريخي.
ثانياً: ليس بيني وبين أتباع هذه الدعوة أية عداوات شخصية، كما أنني لا أسيء الظن
بهم وإن كنت أعتقد بأنهم قد جانبوا الصواب.
ثالثاً: احترم الكثير من المؤمنين بهذه الدعوة، وإن كنت لا أعتقد بصحتها، وبالخصوص
الأستاذ جعفر شبيب.
رابعاً:
أن الحكاية موجهة في الدرجة الأولى لخصوص جماعة التأويل، وليس لعموم أتباع
دعوة السيد أحمد إسماعيل الحسن، وإن تضمن بعضاً منها الإشارة العمومية لهم بأجمعهم
س1/هل هو فعلاً كمين أم أنها دعوة صريحة أن تؤمن بها؟
ج1/بالتأكيد بأن ما حدث
كان عبارة عن كمين، ومقصودي طبعاً هو ما حدث مع جماعة التأويل، وليس ما حصل مع
الأستاذ جعفر شبيب -هدانا الله وإياه- الذي اتسم بالصراحة والوضوح، والسبب في ذلك
أن هؤلاء لم يدعونني للإيمان بدعوتهم بشكل مباشر، وإنما حاولوا استدراجي والتأثير
علي من خلال ما أسموه بمنهج التأويل، وكانوا في الباطن يخططون لكيفية إيصالي في
نهاية المطاف إلى مبايعة السيد أحمد إسماعيل الحسن صاحب الدعوة (المهدوية اليمانية)، وهذا لم يقتصر علي فحسب، وإنما حصل أيضاً
مع الشيخ حسن فرحان المالكي كما جاء في الحكاية، وبالتأكيد بأنهم مارسوا هذا الأمر
مع غيرنا أيضاً، ولذا وصفت ذلك بالكمين
س2/لماذا تم اختيار سلمان دون غيره من الكتاب، أليس من الأجدر
التوجه لإنسان بسيط يؤمن وبالتالي يؤمن الكثير بهذه الدعوة؟
ج2/ هذا السؤال من
المفترض أن تسأل عنه نفس الجماعة (التأويل)، فهم من يمتلكون
الإجابة عنه، ولكن من الممكن أن يكون ذلك بسبب انشغالي بنقد الفكر الديني
التقليدي، وبنقد بعض الشخصيات الدينية البارزة، وإطلاعهم على هذا الأمر، فمن
الممكن أن يكونوا لذلك قد ظنوا بأنني سوف أتبعهم بسهولة، وذلك لرفضي للكثير من
الأطروحات الدينية المطروحة والمتداولة في الساحة، والأمر الآخر أنهم عادةً ما
يحبون الشخصيات الفاعلة التي يكون لها حركة ونشاط واضح وجلي.
وأما بالنسبة للشق
الثاني من السؤال، فلا أعتقد بأنه صحيح، لأن أمثال هذه الحركات تاريخياً اتبعها
الكثير من الشخصيات التي يمكن عدها من فئة النخب، فهي ليست حكراً على فئة البسطاء
فقط كما يظن البعض.
س3/ما هو التأويل والنظرية التي جاء بها أحمد البحراني؟
من الصعب استعراض
فكرة التأويل التي جاء بها الشيخ البحراني بتمامها هنا، ولكن من الممكن أن نعطي
فكرة عامة عن أهم معالمها في الآتي:
- يعتقد الشيخ البحراني
بأن منهج التأويل كان هو المنهج المتبع في زمن النبي الأكرم صلى الله عليه وآله،
لأن المسلمون وقتذاك كانوا يمارسون هذا المنهج ولا يكتفون فقط بسؤاله ومعرفة
الإجابة منه كما يفعل عموم الشيعة الآن مع الفقهاء والمراجع، ولكن هذا المنهج تم
تغييبه عن ثقافة الأمة بسبب الأوضاع السياسية التي مرت على الأمة بعد
وفاته صلى الله عليه وآله.
- كذلك يعتقد الشيخ
البحراني بأنه من خلال منهج التأويل يمكن معرفة كل شيء باستخراجه من القرآن
الكريم، وذلك استناداً إلى الآية القرآنية (فيه تبيان لكل شيء)، وعندما أقول كل شيء
لا يتصور البعض بأني أبالغ في ذلك، لأن الشيخ البحراني يعتقد بذلك بتمام ما تعنيه
هذه المفردة "كل" من معنى.
- يعتقد الشيخ البحراني
بأن نتائج منهج التأويل ليست ظنية كالنتائج التي يتوصل إليها الفقهاء والعلماء،
وإنما يقينية ولا يُحتمل فيها الخطأ أبدا.
- بناءً على ما سبق،
يعتقد الشيخ البحراني ببطلان جميع العلوم الحوزوية كعلم الأصول وعلم الرجال وعلم
المنطق، بل لم يسلم من نقده حتى علوم اللغة العربية، وذلك باعتبار هذه العلوم
متأثرة بمناهج المخالفين المعتمدة على مدرسة الرأي كعلم الأصول مثلاً أو أنها نشأت
وترعرعت في خدمة بلاط السلطة كعلم اللغة.
أتمنى أن يعطي ما ذكرته في هذه النقاط تصوراً كافياً للمتابعين
: س4/عواقب هذه
التجربة والتحذير من كتابتها بل والحذر من الخوض مع هذه الجماعة من حوارات؟
ج4/ لا أخفي عليكم بأن
أغلب من تم استشارتهم قبل نشر الكتاب كانوا قلقين جداً ومحذرين من عواقب ذلك،
وكذلك الأمر عندما تم نشره، فالعديد من الاتصالات والرسائل كانت تحذر من العواقب،
ومنها ما ورد من بعض رجال الدين الذين احترمهم وأقدرهم كثيراً، ولكني اعتقد بأن
هناك مبالغة كبيرة في هذا الأمر، وأن تخوفهم غير مبرر، لأنه لا ينبغي النظر إلى
هذه القضية من زاوية واحدة، وهي زاوية الضرر الشخصي على حساب تجاهل الزوايا الأخرى
المهمة كاحتمال أن يؤدي نشر هذا الكتاب من تحقيق منافع للآخرين رغم كون ذلك احتمال
قوي وقوي جداً.
هذا مع العلم بأنه لا ينبغي السكوت واتخاذ المواقف السلبية بحجة الخوف من
وقوع الضرر، لأن الصمت في هذه الأمور اعتبرها خيانة كبرى للمبادئ الدينية والفكرية
التي أدين بها وأحاول قدر الإمكان أن لا أخالفها
س5/هل شعرت بالتأثير الروحي الذي تستخدمه الجماعة؟
ج5/لا شك بالنسبة لي بأن
هناك تأثيرات وجاذبية تمتلكها هذه الجماعة، سواءً كانت هذه التأثيرات
والجاذبية روحية –(مشروعة/غير مشروعة)- أو غيرها، وأن التنكر لوجود هذا الأمر غير صحيح باعتقادي، وهذا ما يقع فيه
البعض من المتصدين للرد عليهم، إذ يجردهم من أي شيء ويصورهم وكأنهم ليس لديهم أية جاذبية
أو تأثير، وهذا الأمر غير مُتصور أصلاً، لأنهم إذا كانوا يفتقرون لذلك بالفعل،
فكيف يؤمن بهم البعض ممن لا مصلحة له في اتباعهم.
أتمنى أن أكون قد فهمت السؤال جيدا.
س6/هل تدعو غيرك لخوض التجربة معهم؟
ج6/في الحقيقة لا أستطيع
أن أدعو لذلك أو لا أدعو له، لأن هذا متروك لطبيعة شخصية الآخرين وقناعاتهم
س7/هل ستخوض التجارب مع
أتباع القحطاني وجند الإمام؟
ج7/ من الصعب الآن خوض
التجربة مرة أخرى، وإن كنت أتمنى لو أتمكن من ذلك لزيادة المعرفة، علماً بأني
أعتقد بأنه حركة جند السماء انتهت أو
انصهرت في الحركات الأخرى بقتل زعيمها القرعاوي والكثير من أنصاره
س8/السؤال الذي يقفز للذهن ما سبب ظهور وانتشار الحركات الخلاصية
والمهدوية في الآونة الأخيرة؟
ج8/ في الحقيقة بأن سؤال
الأستاذ عقيل عبدالله جميل جداً، لأنه يحاول اكتشاف موارد الخلل لوضع اليد عليها،
وحري بالباحثين أن يقوموا بدراسات علمية جادة للتعرف على الأسباب الحقيقة التي تقف
وراءه، وذلك لأهمية هذا الموضوع وتكرر الابتلاء به بين الفينة والأخرى، ولكن كما
يُقال ما لا يُدرك كله لا يُترك جُله، ولذا سأحاول الإجابة على هذا السؤال المهم
وذكر وجهة نظري بالقدر الذي يتسع له صدر الواتساب.
في اعتقادي لا يمكن أن يكون هناك سبب وحيد أو عامل
واحد وراء انتشار مثل هذه الأفكار والحركات، وإنما هناك مجموعة أسباب وعوامل
مجتمعه، ولا يمكن فصلها عن بعضها البعض، ويمكن استعراض أهمها في الآتي:
-العوامل الدينية:للأسف الشديد أن الكثير من الأطروحات الدينية بشكل
عام والثقافة المنبرية بشكل خاص لها دور سلبي في الأعم الأغلب وتساهم في تهيئة
الإنسان للقبول بمثل هذه الأفكار والحركات، وذلك بسبب تركيزها المبالغ فيه على
الأحلام والرؤى والخرافات، فهذا مما يجعل الكثير من أصحاب هذه الدعوات يستغل مثل
هذه الثغرات ويوظفها في صالح دعوته.
-العوامل النفسية
للفرد: بعض الناس يكون لديه استعداد نفسي لتقبل مثل
هذه الأفكار، وقد يكون ذلك من أسباب ما كرسته الثقافة الدينية الخاطئة، وقد يكون
لأسباب أخرى غيرها كالأمل في التخلص من الظلم والاضطهاد وضغوطات الحياة، وبحسب ما
أكد لي بعض الأصدقاء من الأطباء بأنه زار مشفى الصحة النفسية بالأحساء وكذلك في
غيرها من المناطق ووجد عدة مرضى محور اهتمامهم قضية الإمام المهدي (ع)، وفي هذا دلالة
كبيرة لمن تأمل فيها.
-العوامل السياسية: عادة ما تنشط هذه الحركات في أوقات
الاضطرابات السياسية والأمنية، ففي العراق مثلاً ظهرت هذه الحركات أو نشطت على
العلن بعد سقوط نظام صدام حسين، فالمكان والزمان كان له أثر في تهيئة الأرضية
لانتشار هذه الحركات والأفكار، وهذه العوامل لا يمكن فصلها عن العوامل السابقة
كالعوامل الدينية أو العوامل المرتبطة بنفسية الأفراد، فكل هذه العوامل قد يتم
استغلالها وتوظيفها لتحقيق أجندات سياسية معينة.
وأتذكر بأنه بعد سقوط نظام صدام حسين في العراق،
كان الكثير من الناس في غاية الفرح والسرور بسبب انتشار خبر مفاده أن الامريكان
كانوا يسألون بشدة عن تفاصيل فكرة الإمام المهدي (ع)، فهؤلاء المساكين
كانوا يظنون بأنهم مهتمون بهذا الأمر ويسألون عنه، لأنهم يستشعرون قرب ظهوره
ويستعدون لمواجهته للحرب، ولكنهم في ظني كانوا يسألون عنه لكي يخترعون لنا أكثر من
مهدي ومهدي، والشاهد هو تعدد هذه الحركات خلال هذه الفترة، حيث كانت تقريباً 4 أو خمس حركات مهدوية كلها في نفس الفترة الزمنية أي
بعد السقوط، وحول العامل السياسي يمكن الرجوع إلى كتاب ضخم من جزئيين بعنوان (البهائية والنظام العالمي الجديد) للمحامي أحمد وليد سراج الدين، وكذلك لكتاب التشيع
والاستشراق للدكتور عبدالجبار ناجي حيث يذكر الاهتمام بقضية الإمام المهدي لدى
الغربيين والإسرائيليين.
فكل هذه الأسباب وغيرها أيضاً تساهم بتهيئة الأرضية الخصبة لزراعة مثل هذه
الأفكار، علما بأني لم أذكر جميع العوامل، وإنما نماذج منها فقط
س9/من أين تمول الحركة اليمانية وهل لدى اليماني وكلاء يقبضون
الحقوق الشرعية عن أتباعه وتسلم له؟
ج9/الأستاذ حسن الملاء.. من خلال تواصلي مع
هذه الجماعة عرفت بأنهم حالهم حال بقية أفراد الشيعة الآخرين في مسألة القول بوجوب
أداء الحقوق الشرعية كالخمس، نعم عندما سألت أحد جماعة التأويل عن هذا الموضوع ذكر
لي بأنه من الممكن أن يصرف كل مكلف الخمس في وجوهه الصحيحة بنفسه، ولذا فإن (الخمس) هو بالتأكيد أحد مصادر التمويل لهذه
الجماعة، ولكن لا أعتقد بأنه المصدر الوحيد، وذلك لقلة عددهم من جهة وعدم كثافة
وجود أصحاب الثروات الطائلة معهم من جهة أخرى، وهذا ما يضع علامة استفهام كبرى
س10/هل فعلا توجد خلايا راقدة للدعوة اليمانية في الحسا وهل تعرف
بعض الشخوص منهم إذا كان الجواب لا فلماذا هذه الدعوة وجدت حضنا بالقطيف؟
ج10/الأستاذ صادق
السماعيل.. للأسف الشديد بأن هذه
الدعوة لها تواجد بالأحساء ولكن سراً، ولدي معرفة ببعضهم وعلى اطلاع ببعض آخر،
ولكن هناك غفلة عن ذلك، ويظن البعض أن هذه الحركة بعيدة عن البيئة الأحسائية، وهذا
من الأسباب التي جعلتي أنشر الكتاب. نعم، الفرق بأن هذه الحركة في القطيف أصبح لها وجود إعلامي علني من خلال
ظهور الأستاذ جعفر شبيب، وأما في الأحساء فإلى الآن لا يوجد لها أي ظهور أو تمثيل
معلن.
١٩ ابريل ١٧:٠٦ - عقيل العليوي: في احد طرح استنتاج أن سبب تفجير مقامي
الامام الهادي والعسكري لأخذ الدي أن اي من الامام العسكري للبحث عن الامام المهدي
س11/متى وأين وكيف ولماذا بدأت عند أ. سلمان نقطة التحول في الفكر؟
ج11/الأستاذ العزيز عصام
البقشي (أبو ماهر).. هذا السؤال يحتاج إلى
تفصيل قد يخرجنا عن محور اللقاء وهو كتاب (لم ينجح الكمين)، ولكن سوف أشير له باختصار.. عزيزي كنت في الماضي
أحادي الفكر (تقليدي جداً)، وكحال الكثير من أصحاب هذا التوجه كنت
مهتماً بأمور العقيدة وأدافع عنها بشراسة، ولذا كانت لي صولات وجولات في العديد من
المنتديات والمواقع في الحوار حول أطروحات السيد الراحل محمد حسين فضل الله، ولكن
بدأت ألحظ نسبة ما لا يصح نسبته إليه، وهذا ما شكل لي الصدمة الفكرية الأولى في
حياتي، وبعدها توالت علي الصدمات باكتشاف الكثير من التناقضات في أحد رجال الدين
البارزين من خلال احتكاكي المباشر معه، ومع ازديادها وعدم صمودها أمام التبريرات
حدثت بعض التغيرات الفكرية المهمة التي ساهمت في تغيير نظرتي للحياة بأكملها، وأحمد
الله كثيراً على هذه النعمة التي جعلت حياتي تسير بشكل أفضل
س12/استاذ سلمان لمن لم يقرأ الكتاب هل يمكن ان تضع موجزا مختصر
عنه؟
ج12/الكتاب باختصار عبارة
عن قصة واقعية عايشتها مع جماعة (التأويل الكويتية) التابعة لدعوة السيد أحمد إسماعيل الحسن (اليمانية المهدوية)، ولذلك كتبت تمهيدا لها بالحديث عن كيفية تعرفني على الأستاذ جعفر شبيب
وانطباعي عن ما حصل له ولجماعته مع السيد منير الخباز والشيخ علي آل محسن.
وبعدها تبدأ الأحداث الأساسية لهذه الحكاية بزيارة
بعض أفراد هذه الجماعة (التأويل) لي بالأحساء وإهدائي لكتاب (التأويل.. كبمنهج الاستنباط في الاسلام) للشيخ أحمد البحرين، وتتخللها الكثير من المواقف والأحداث التي شارك فيها
العديد من الأشخاص في العديد من المواقع الجغرافية (الأحساء، القطيف، الكويت، البحرين، الرياض، المدينة
المنورة)، علماً بأن هذه الجماعة لم تكن تصرح في بداية
الأمر بانتمائها لهذه الدعوة، وإنما كانت تعلن بأن أنشطتها قرآنية ومتعلقة بمنهج
التأويل الذي جاء به الشيخ البحراني في كتابه.
وتنتهي فصول هذه الحكاية بدعوتنا من قبل الشيخ
البحراني للإيمان بدعوة السيد أحمد إسماعيل الحسن.
س
13/لماذا لم
يتعظوا ممن سبقهم بهذه الدعوات وفشلوا؟
ج 13/باعتقادي بأنه ليس كل المؤمنين بهذه الدعوة لديهم مصالح شخصية غير نزيهة
يريدون تحقيقها على حساب ما يعتقدون بأنه الحق، ومثل هؤلاء يصعب عليهم الاتعاظ بمن
سبقهم في الدعوات الأخرى من هذه الناحية، لأنهم يعتقدون بصدق دعوتهم، وإن كان من
الغريب أنهم لم يفكروا جيداً في أمر إيمانهم بها، إذ كان عليهم على الأقل أن لا
يستعجلوا في ذلك بسبب وجودة العديد من الدعوات الماضية والحاضرة التي تشترك معها
في الكثير من المشتركات والنقاط.
وأما بالنسبة
للمؤمنين بالدعوة من أصحاب الأهداف غير النزيهة، فإنهم في اعتقادي لا يتعظوا بذلك،
لأنهم عادةً ما يطورون باستمرار أساليبهم وأفكارهم، ولا يعرضونها بنفس الطريقة
والمضمون التي عرضها من سبقهم، إذ يحاولون معالجة نقاط الضعف التي تم اكتشافها
س17/كيف تقرأ دواعي الغيبة الكبرى للإمام (ع) وهل تكون الغيبة الكبرى شبيهة بـ (تيه بني إسرائيل في صحراء سيناء) أي أنها عقوبة إصلاحية، الهدف
منها خروج جيل من هذه الأمة مؤهل لحمل الرسالة الإلهية؟ لماذا نتحمل عبء هذا
الامتحان؟
س18/لماذا لا يوجد شخص مؤهل للسفارة والنيابة الخاصة عن الإمام (ع) كما في الغيبة الصغرى يقوم بنقل الأحكام الشرعية من الإمام (ع) إلى الأمة، كما أنه مع وجود سفير للإمام (ع) لا يجوز لأحد استنباط حكم فقهي برأيه فينتهي الصراع بين الفقهاء
وتتحد الأمة؟
ج17-18/ في الحقيقة اعتذر عن
الإجابة عن هذين السؤالين، لأني لم أبحث في هذه المسألة بنفسي جيداً، مما قد
يضطرني لمجرد نقل وتكرار للإجابات الموجودة في علم الكلام فيما يسمى بـ (فلسفة الغيبة) من دون وعي كاف أو اضطر لخلق وإيجاد إجابات متكلفة دون أن أكون مقتنعاً
بها بالفعل، لأنها قد تكون مبنية على تحديد النتائج مسبقاً، وفي الحقيقة لا أحب أن
أرى نفسي في حالة تكرار أو تكلف ولهذا أعتذر مجددا عن الإجابة.
س19/أطالب الأستاذ العزيز سلمان أن يجعل هذه الجوابات مشروع كتاب أو
ملحقاً لكتابه المنشور لم ينجح الكمين.
ج19/اقتراحك جميل جداً
وسوف يتم العمل به بإذن الله
س20/قلت أن في الأحساء خلايا تغط في النوم تعتقد بدعوة اليماني وليس
لديها الشجاعة أن تنتقل لجهة الشمس قياساً إلى منطقة القطيف التي لها وجه ظاهر
للعيان.. سؤالي هنا أن ما يوجد بالقطيف
والأحساء من أتباع لا يتجاوزون عدد أصابع اليد الواحدة هم مجرد أناس يعتنقون آراء
معينة حالهم حال كل تيار ديني وبالتالي لا يصدق عليهم فرقة أو تكتل أو فصيل.. ما رأيك بهذا أستاذنا العزيز؟
ج20/أستاذ صادق.. في البداية أحب أن أؤكد بأن هذه الجماعة وإن
كانت لا تظهر علناً إلا أنها لا تغط بالنوم، بل نحن من نغط بالنوم، وذلك لأنها
تعمل بجد لنشر وترويج قناعاتها، وأما أنهم لا يتجاوزون عدد أصابع اليد الواحدة
فهذا غير صحيح أيضاً، لأنني مطلع على أكثر من هذا العدد في تكتل واحد فقط، وأما
النقطة الأهم في سؤالكم، وهي قولكم: "بأنهم مجرد أناس يعتنقون آراء معينة حالهم حال كل تيار ديني وبالتالي لا
يصدق عليهم فرقة أو تكتل أو فصيل.." فلا أتفق معك في هذا
الرأي، لأن هذا يعود إلى طبيعة القناعة الموجودة في هذه الجماعة، ومن خلال احتكاكي
معهم لاحظت أن النسخة التي يقدمها الأستاذ جعفر شبيب (للدعوة اليمانية) مختلفة عن النسخة التي يقدمها الشيخ أحمد البحراني، لأن الأول يقدمها بشكل
رومانسي ولطيف جداً، وخالٍ من أي عنف وتشدد، بل يركز على المظلومية والعنف الذي
تتعرض لها الجماعة من الآخرين.
وأما الشيخ أحمد البحراني (صاحب التأويل) فهو يقدمها كما ذكرت في كتاب (لم ينجح الكمين) بشكل صدامي وعنيف جداً، فهو أولاً يرفض
القبول بالأخر، بل وينفي تشيع من لا يؤمن بدعوة السيد أحمد إسماعيل الحسن، بل
يقول بأنه حتى الذي لا يؤمن بهذه الدعوة ولا يعاديها لا ينجو لأنه يُعد خاذلاً
للإمام، ويقول أيضاً بأن من لا يؤمن بهذه الدعوة لن يسلم من القتل، وكما قال لنا
عندما كنا عنده بأنكم:
مقتولين مقتولين إما بسيف داعش (السفياني) أو بسيف أحمد الحسن (اليماني)، علماً بأنه ذكر بأن هناك نية عندهم لتأسيس
دولة اسمها (الدولة الأحمدية) وهي موجودة في الروايات، وكل ما ذكره عن هذه
الدعوة بهذه النسخة خطير جداً، ويشبه جماعة داعش ولكن بنسخة شيعية، ولذا لا يمكن
أن يُقال بأن حالهم كحال كل تيار ديني، لأننا لا نعلم أي النسخ هي النسخ الأصلية
لهذه الدعوة، هل النسخة التي يقدمها الأستاذ جعفر شبيب أو النسخة التي يقدمها
الشيخ أحمد البحراني، ومن هنا تأتي الخطورة
س21/استاذ سلمان ظاهر الدين انه يتكئ على العقل والنصوص والبحث لكن
في حقيقته هو تكئ على العواطف والوعيد.. اظن اننا لو درسنا نفسية اتباع الحسني ستجده مهوس بفكرة اتباع
الحق والبحث عن الحقيقة الذي هو بوابته للجنة ويخاف ان يموت على الباطل، لذلك
يحاول من خلال حفنه من عقلنة النص ان يقنع نفسه انه في طريق الحق.
هي نفس الفكرة التي يعلمني اياها وكيل المرجع، يقول
لك انك يجب ان تبحث عن الحقيقة واذا تجرأت وبحثت واتبعت طريق غير طريقه وطريق
مرجعه،، تراه يقول انك يجب ان تكون في طريقنا وطريق مرجعيتنا فهي الحق والصواب
ويبدأ يداعب فيك حس العاطفة والموت والعقاب والضلال.
ج21/عزيزي أستاذ حيدر.. لا أختلف معكم فيما تفضلتم به بخصوص جماعة (الحسن) وكذلك في الفكر الديني التقليدي السائد الذين يعرضه الكثير من الخطباء
ووكلاء المراجع، بل والكثير من المراجع أنفسهم، ولكن لا أعتقد بأن هذا هو الدين
الذي جاء به النبي الأكرم (صلى الله عليه وآله)، لأن الفكر الديني الذي جاء به النبي الأكرم يعطي
مساحة واسعة للحرية الفكرية، قال تعالى: (لا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ)، وقال تعالى: (فَمَن شَاءَ فَلْيُؤْمِن
وَمَن شَاءَ فَلْيَكْفُرْ)، ولكن هذا لا يعني
بأنه لا يمارس الوعيد والترهيب، لأن الدين له طابع أشبه ما يكون بالقانوني يحاول
ضبط سلوك الإنسان، وليس ذو طابع أدبي يبحث فقط عن الجماليات.
ولذا فإن هذا أمر طبيعي جداً، فلماذا التحسس
منه، فمثلاً الموظف في وظيفته يمارس عليه نوع من الترغيب والترهيب من قبل مديره،
وكذلك الأب والأم في منزلهما مع أبنائهما يمارسون هذا الأمر أيضاً وهكذا، ولا
أعتقد بأن هناك مشكلة في الترهيب إذا كانت ضمن هذه الحدود التي ذكرتها.
س22/أ. سلمان حياك وبياك سؤال: أتفق معك حول نشوء بعض الفرق، وهو ما أذهب إليه. أين دور الحكومات في الحد من بعض
الفرق ذي النشوء الطارئ؟ هل ترى أن بعض الحكومات تحارب من يصطدم مع مصلحتها وتترك
ما يتوافق مع مصلحتها؟ أم أنه يعتمد على حسب قوة الفرقة من عدمها؟
ج22/الأستاذ عبدالله
الرستم وإن كنت لا أحب عادة الخوض في الشؤون السياسية ولكن سأجيب عن هذا السؤال بما يرتبط بالجانب الفكري دون
التعمق في الجوانب السياسية.
أستاذي العزيز إن الحكومات لن تقوم بأي نشاط يحد من
هذه الفرق إلا إذا كانت تمثل خطراً وتهديدا حقيقيا عليها، وهذه الدعوة على الأقل
في الخليج لا تمثل خطراً على هذه الحكومات، بل تصب في مصلحتها، فمثلاً نجد مواقف
أتباع الشيخ أحمد البحراني (صاحب التأويل) في البحرين
من اعتقال الأمين العام لجمعية الوفاق البحرينية لا يشكل أي تهديد، بل على العكس
يصب في مصلحة الحكومة البحرينية، لأنهم يعدون ذلك عقوبة من الله سبحانه وتعالى
نزلت عليه بسبب الموقف السلبي لجمعية الوفاق من الشيخ البحراني وجماعته، ولهذا من
غير المتوقع أن تمارس حكومة مملكة البحرين مثلا أي نشاط للحد من هذه الجماعة.
طبعا كلامي بغض النظر عن الموقف من اعتقال الشيخ علي سلمان إن كان صحيحا
أم لا
س23/من خلال متابعاتي لقصص المؤمنين بالدعوة انهم يركزون في الجملة
على النصوص الواردة عن أحمد ولكن حين الخوض في تفاصيل القضية ودعوة احمد تخرج
التبريرات والتناقض لدى المؤمنين من هنا من يريد أن يتعرف أكثر عليه أن يتطلع الى
تفاصيل القضية وليس في المجمل العام للدعوة.
السؤال هنا: لماذا لا تباع اليماني مكاتب في
العراق ودعوة علنية واما في الخليج تتم بشكل سري ومتكتم عليه؟
ج23/أستاذ عقيل.. كلامك صحيح لأن مجمل استدلالاتهم تتركز أكثر
على المفاهيم وليس على المصاديق، فمثلاً روايات المهديين، والوصية وغيرها حتى وإن
ثبتت، فهي لا تعني انطباقها على السيد أحمد إسماعيل الحسن.
وأما بالنسبة لاختلاف
طبيعة نشاط هذه الجماعة في العراق عنه في الخليج، فهذا صحيح، لأنه في أغلب دول
الخليج لا يسمح لمثل هذه النشاطات بحرية العمل، ولهذا نجدهم أكثر نشاطاً في الكويت
عن طريق جماعة التأويل، لأن طبيعة الكويت من ناحية فسح المجال للحرية تختلف عن
باقي دول الخليج، وهذا ما يجعل نشاطهم هناك مكثف أكثر، بل وأصبح علنياً في الآونة
الأخيرة وإن كان في بداياته بدأ بالسر.
س25/أستاذ سلمان صديقي الحبيب من الأدلة التي يسوقوها النافون
لولادة وجود الغائب عج عند الـ12ـية الضبابية التي تصل حد الأسطورة في سيرة نرجس والدته حسب
الرواية الـ12ـية، مما
يجعل هذه القضية محل سخرية لدى الفرق الأخرى علينا، حيث لاوجود تاريخي لأب تنتمي
له هذه الشخصية، وبعودة لتاريخ القياصرة يتضح لنا ذلك جليا، ألا ترى أن جماعة احمد
الحسن ينطلقون من منطقة فراغ يمكن أن ينطلق منها كثيرون. وحسبك ان تقف على الاثني عشرية
النصيرية التي تتهم السفراء الأربعة بالدجل، أي هم يرون الإثنا عشرية الإمامية
ينتمون للوهم بخاصة إن جميع ما يستندون إليه في هذه القضية يعتبر موضوعيا ادلة نفي
وليس ادلة إثبات، بالنتيجة ما الفرق بين هؤلاء وهؤلاء؟ هذا ما يقدمه الآخرون في
نفينا مقابل نفيهم، ولعل كثير من أدلة نقينا لهم هي اعمق في نفينا. أحييك صديقي.
ج25/ الأستاذ الشاعر السيد
علي النحوي.. اسمح لي سيدي العزيز
أن أجيب على هذا السؤال بشكل مختلف، حيث أنني لا أريد أن أكون مدافعاً عن طرف ضد طرف
آخر، لأني لست معنياً بذلك، فما يهمني هو الجانب العلمي في الموضوع، وهذا الأمر
ألحظ تجاوزه عند الطرفين، وخذ على سبيل المثال ما يلي: بعض من يعتمدون على المباني السندية المتشددة في
التعامل مع الروايات لا يمكن أن يصلوا لاثبات ولادة الإمام المهدي المنتظر (ع) وهم ملتزمون بهذا
المنهج، وذلك لأن الأمور العقائدية لا يصح أن يعتمد لاثباتها على خبر الواحد، ومع
ذلك نجدهم يدعون التواتر ويتجاهلون هذا الأمر، علماً بأنهم يدعون بأن ولادة الإمام
المهدي (ع) كانت سرية حفاظاً على
حياته من السلطة التي قد تستهدفه آنذاك، فهم من جهة يدعون التواتر، والتواتر وفقاً
لعلم الأصول لابد أن تتحقق شروطه في كل طبقة وجيل من الرواة، وليس في الطبقات
المتأخرة فقط، ومن جهة أخرى يدعون بأن ذلك تم سراً.
وفي مقابل هؤلاء هناك
طرف أيضاً ينفي ولادة الإمام المهدي (ع) أو وجوده من دون
مستند علمي متين، فقط لمجرد استبعاد واستحسان للنفي، ولا يتصور أن المشكلة عندي في
النفي، لا وكلا، وإنما في الكيفية التي يتم بها ذلك، لأني أعتقد بأن كل إنسان حر
في معتقده ولكن كما نطالب أولئك بالالتزام بالمنهجية العلمية، نطالب هؤلاء أيضاً
بالقيام بعمل علمي منظم يعرض وجهة نظرهم بالتفصيل، ولذلك احترم أحمد الكاتب، لأنه
قام بمجهود علمي منظم، وإن اختلفت معه في بعض التفاصيل أو في النتائج التي
توصل إليها.
وأما فيما يتعلق بمسألة جماعة السيد أحمد إسماعيل الحسن فأتفق معكم بأنهم
ينطلقون من منطقة شائكة جداً، والفكرة المهدوية فكرة خطيرة، لأنه تم استغلالها
كثيراً في الماضي وأيضاً في الحاضر، وربما يتم استغلالها في المستقبل أيضاً، ولا
يتصور بأن ذلك فقط خاص بفكر المدرسة الشيعية، بل في فكر كل المذاهب الإسلامية، بل
وغير الإسلامية، فقبل فترة قليلة انتشر في بعض الصحف والمواقع الإلكترونية خبر
مفاده بأن إسرائيلي يتم محاكمته أدعى بأنه المهدي المنتظر، ولذا لابد من الاعتماد
على الدراسات العلمية الجادة في هذه القضية ولا يصح أبداً الاستعجال والاعتماد على
كلمة هنا ورأي هناك
س26/لماذا الإصرار على التصدي لجماعة الحسن؟ وهل يحل للآخرين أن
يتصدوا للـ12ـية على اعتبار
عدم ثبات مشروعيتهم لديهم؟ أي ما سر كل هذا الحماس في قطع الطريق عليهم؟ إذ يرون
إنهم يمثلون حقيقة واقعة.
ج26/ ليست المسألة تحمس في
التصدي لهم أو محاولة تجييش الناس وتحريضهم عليهم، أبداً، بل كنت ولا زلت أعتقد
بخطأ طريقة وأسلوب بعض الشخصيات التي تصدت للرد عليهم، ويكون في علمكم بأنه تربطني
بالأستاذ جعفر شبيب علاقة قوية إن لم أقل بأنها علاقة صداقة، ولا يوجد في نيتي
ممارسة القطيعة معه أو مع غيره من أتباع هذه الدعوة، بل ولا أدعو غيري للقطيعة
معهم، ولم تكن هناك مشكلة أو خطر جدي أراه فيهم، ولكن المشكلة هي بعد تعرفي على
جماعة التأويل، وعلى الشيخ أحمد البحراني بالتحديد، حيث لاحظت بأنهم يمارسون
الاساليب الملتوية لاستدراج الناس والتحايل عليهم للإيمان بهذه الدعوة، هذا فضلاً
عن خطورة الفكر المعروض من قبلهم، ولا أدري كما ذكرت في سؤال سابق هل النسخة
الأصلية لدعوة السيد أحمد إسماعيل الحسن هي النسخة التي يقدمها الأستاذ جعفر شبيب
أو النسخة التي يقدمها الشيخ أحمد البحراني، لأنها إذا كانت النسخة الأصلية هي
النسخة المقدمة من الأخير فهي نسخة تصادمية عنيفة ودموية وستؤدي للكثير من المشاكل
والفتن، لأن حالها كحال (داعش) ولكن بنكهة شيعية
س29/سؤالي للباحث اللاهث وراء الحب
الأستاذ سلمان عبدالأعلى سدد الله رميته
سبق وإن
عرضت لنا طبيعة البيئة التي تحتضن مثل هذه الحركات المهدوية وحدثتنا مسهبا عن
عوامل انتشارها وارتداداتها على المجتمع فكرا وسلوكا..
سؤالي.. هل وجود النصوص المفتوحة في
المتون الروائية هي قنابل موقوته.. وهل ما يصطلح عليه بالروايات المهجورة أصبحت حاضرة بقوة بسبب
دفعها للواجهة من قبل هذه الحركات التي تتكاثر كالفئران في كل يوم.. بمعنى أننا سنشهد تناسل الكثير من
الحركات التي تفرزها فهوم خاصة إلى المشهد الديني.. وذلك بضميمة وجود حركات خلاصية سبقتنا بمئات السنين.. تحاياي الخالصة لك
ج29/عزيزي الأستاذ صادق
بالتأكيد أنه يتم الاستناد إلى هذه الروايات على وجه الخصوص، والموروث الروائي
بالعموم في مثل هذه الدعوات، ومن هنا استغرب حقيقة من الذين يدافعون عن كل الموروث
الروائي، ويعتقدون بأنه موروث نقي وصاف، وفي الوقت نفسه يحاربون هذه الدعوات، وهي
تستند إلى نفس هذا الموروث الذي تم الدفاع عنه وتبرئته من الاتهام.
وأما مسألة تناسل هذه الحركات فهو أمر ليس بمستبعد، ولو تم تكاثرها من
خلال حدوث بعض الانقسامات الداخلية في الحركة الأم
س30/أستاذ سلمان في وصفك للشيخ احمد البحراني ذكرت انه يشبه جسمانيا
احمد اسماعيل في نحافته وسمرته وحتى اسمه.. هل تظن الشيخ البحراني واليماني شخص واحد أو انه خليفة مرتقب؟
ج30/شككت في هذا حينها، وذلك عندما عرض علينا الشيخ أحمد
البحراني الإيمان بالدعوة السيد أحمد إسماعيل الحسن، لأن الصفات التي ذكرها في
الروايات ينطبق الكثير منها عليه، كما أن إيحاءاته في الكلام تجعل الشخص يشك بأنه
يقصد نفسه، وليس شخصا آخر، وبالإضافة إلى هذا الأمر، وجدت صورة يروج لها البعض على
بعض المواقع في الانترنت أنها صورة للسيد أحمد الحسن، وهي تشبه صورة الشيخ أحمد
البحراني. وأما الآن فلا أعتقد
بأن الشخصية هي ذاتها، ولكن كتبت ما كتبته لبيان وجهة نظري في تلك اللحظة لأني كنت
بصدد كتابة قصة ومن المهم في القصص بيان وجهة النظر اللحظية إن صح التعبير، علماً
بأن أتباع دعوة الحسن ينكرون وجود أي صورة شخصية له، بل ويعدون ذلك معجزة من
المعاجز!!
س31/ما ردود الأفعال حتى الآن؟
ج31/الصديق الشاعر يحيى
العبداللطيف.. هناك ردود أفعال
كبيرة الآن في أوساط جماعة التأويل بشكل خاص، وجماعة السيد أحمد إسماعيل الحسن
بشكل عام، ولقد أرسلت لكم بعض الصورة التي تبين بعضاً منها، وكذلك سوف أرسل المزيد
استجابة لهذا السؤال.
وأما التفاعل من غير المؤمنين بهذه الدعوة، فهناك أيضاً تفاعل كبيرة من
قبل بعض رجال الدين في أكثر من مكان وبالخصوص في دولة الكويت وفي العراق، وتواصل
معي الكثيرون للاستفسار ولمعرفة المزيد المتعلق بهذا الشأن
س32/هل الحوزة ابدت ارتياحها من الكتاب؟
ج32/ لا وجود للحوزة
بالشكل الذي يوحي به هذا السؤال، فالحوزة ليست كالجامعة التي تصدر بيان موحد أو
يمكن أن تخرج بموقف موحد، لأن كل شخصية دينية لها استقلالها هذا أولاً. وثانياً: بالنسبة لوجهة نظر الشخصيات الدينية، فهناك بالطبع تفاوت بينهم، وإن كان
الكثير منهم مؤيد للكتاب ولمضمونه ولكن بعضهم حذر من عواقب نشره.
وأما المخالفون فهم
فقط بعض الجماعات الذين كانت لي معهم وقفات ونقد سابق، حيث أنهم لم يستطيعوا تجاوز
الماضي، ولذلك أخذوا يهاجمون الكتاب وكاتبه ليس لما تضمنه مضمونه، وإنما نتيجة
لخلفيات ومواقف سلبية سابقة تتعلق بقضايا أخرى لا علاقة لها بهذه القضية
س34/الله يحميك يا سلمان. ما تخاف ينصبون لك كمين حقيقي. أقصد يتعرضون لك؟
ج34/ الصديق الأستاذ حسن
الملاء.. لا توجد لدي أية
مخاوف على الإطلاق، بل على العكس من ذلك أشعر باطمئنان عجيب بعد نشر الكتاب لم
أشعر به منذ فترة طويلة
س35/مساؤكم كل جمال، الاستاذ العزيز سلمان، لماذا مدعي المهدوية مثل
جماعة اليماني وغيره لازالت متواجدة؟ بالرغم من انه تم تعريتهم كثيرا، واعتذر لو
تمت الإجابة على هذا السؤال ولم انتبه له.
ج35/الأستاذ علي اليوسف.. كما تفضل الأستاذ
عقيل العليوي تمت الإجابة على هذا السؤال، ولكن أختصر الإجابة بالقول أن سبب
استمرار هذه الجماعات هي:
لأن المصالح التي تحتم وجودها ما زالت موجودة، ولأن الجهل والثقافة
الدينية السائدة التي تتسبب في تهيئة الأرضية الخصبة لزراعة مثل هذه الأفكار لم
تتغير
س36/توي مخلص مقال فاطمة الصايغ هل تعرفها سلمان؟ يبدو أنها من
جماعة التأويل؟
ج36/ يبدو ذلك ولكني لا
أعرفها، ولدي طلب منكم عزيزي يحيى إذا كانت هناك أسئلة تحتاج إجابة اكتشفتها بعد
قراءة المقال لا تبخل علينا بها.
س37/عدم المناقشة الموضعية في النقاش حسب كلام استاذة فاطمة؟
وقياسها كتابك حول الدعوة اليمانية بكتاباتك الاخرى وانها تفقد العلمية؟
ج37/أستاذ عقيل.. حاولت الأخت فاطمة الصايغ كما جاء أسمها في
المقال محاكمة الكتاب بطريقة غير صحيحة منهجياً، فكانت في مجمل المقال الذي كتبته
بهذا الشأن تحاول المقارنة واثبات الفروق بين ما جاء في هذا الكتاب وبين ما كتبته
سابقاً من مقالات وأبحاث، وذلك لتبين بأن منهجيتي اختلفت في هذا الكتاب عن ما سبق،
لأن المنهجية التي استعملتها فيه بعيدة –بحسب وصفها- عن المنهجية الصحيحة للبحث واستقصاء الحقيقة، وذلك
لأنها احتوت على تفاصيل وجزئيات لا داعي لذكرها، وهذا الكلام فيه من المغالطات
الشيء الكثير، فصحيح أن المنهجية اختلفت في هذا الكتاب نوعاً ما، ولكن هذا أمر
طبيعي لطبيعة المادة المقدمة فيه، فكتابة القصة يختلف في طبيعته المنهجية عن كتابة
البحث والمقال وهذا ما لم تشر له الأخت نهائياً.
علماً بأنني بعد
الانتهاء من القصة كتبت عدة ملحقات وهي عبارة عن وقفات للحوار مع الشيخ أحمد
البحراني في اطروحاته، وهي عبارة عن رسائل وجهتها له ولم يردني أي رد منه عليها،
وهذه الملحقات هي تقريباً بنفس طريقتي السابقة في الكتابة، فلماذا لم يتم الإشارة
إليها؟
س38/كيف يكون كمين وانت تعلم انهم مؤمنين بالدعوة؟
ج39/لم أكن أعلم في بداية
علاقتي بهم بحقيقة أمرهم، ولكن علمت بهذا من الأستاذ جعفر شبيب بشكل غريب جدا ولم
يكن متوقعا، علما بأنه لا علاقة لعلمي بهذا الأمر بأن لا يكون كمين قد نصبوه، ففي
الحروب مثلاً يضع كل طرف من الأطراف المتنازعة كمين للآخر، ولكن ليس شرطاً أن لا
يكون المقابل (من وضع له الكمين) غير متفطن له، فقد يكتشف الكمين الذي أُريد إيقاعه
فيه ولا يقع، ولكن هذا لا يغير من المسمى شيئاً، وعلى فرض أن المسمى الذي أطلقته
على الكتاب خاطئ، فهل هذا كل ما جاء في الكتاب يتلخص في هذا الأمر، بالطبع لا.
ولذلك أعذر أتباع هذه الجماعة لتركيزهم على هذا الأمر، لأن الصدمة كانت
بالنسبة لهم قوية جدا وغير متوقعة
س39/ من نصب الكمين سلمان ام جماعة التأويل؟
ج39/لا أخفيكم بأن الكثير
من أتباع جماعة السيد أحمد إسماعيل الحسن بحسب ما وصلني من ردود الأفعال يعتقدون
بأنني من نصب الكمين لهم، ولكن لو رجعنا لتفاصيل القصة كما جاءت في الكتاب لتضح بشكل جلي بأن جماعة
التأويل التابعة لهم هي من أرادت نصب هذا الكمين لأقع فيه، ولكن الحمد لله أنني لم
أقع.
وللتدليل على صحة كلامي هذا، فإن كل من اطلع على الكتاب يلحظ بأن طريقة
الأستاذ جعفر شبيب في الدعوة تختلف عن طريقة الشيخ أحمد البحراني وجماعة التأويل،
لأن الأخير يعتمد على الغموض وعدم الوضوح، فمثلاً نجد أن أبا يوسف كان في بداية
علاقته معي يظهر تعاطفه الشديد مع السيد كمال الحيدري ويقف معه ضد مخالفوه الذين
قاموا بالرد عليه، مع أنهم (جماعة التأويل) لا يرون لجميع العلماء أي شرعية، بل أكثر من
ذلك، لأن الشيخ البحراني يعبر عنهم بأكملهم دون أي استثناء بـ (الحمير)، ومع ذلك اتخذ معي هذا الأسلوب لاستدراجي،
وهذا يدل على أنه أراد أن نصب لي كمين، ولكنه لم يوفق، لأني لم أقع فيه، وذلك لأني
اكتشف هذا الأمر فيما بعد
س40/أ.سلمان اسعد
الله اوقاتك. انا واقعا
لا افهم في العنعنات ولا تشكل عندي ثقل. احنا في مهدي واحد نرقل يطلعون لنا مهادي هبشة. نضيع. ما علينا في حوار لي مع أ.جعفر شبيب قلت له هالكلام وطلبت
معجزة حالي حال بني اسرائيل. وما عطانا
شي. الان تشوف لو اعطيه نوط بوميه
يقلبه بو خمس؟؟؟ او يقدر يعلمنا السهم المتجه فوق. ويبشر بالخمس. بغير هذا الله يسمح دربنة. دم بود.
ج40/الأستاذ عصام البقشي.. هم مضطربين في هذه القضية تارةً يقولون هناك
معاجز ويؤكدون على ذلك، وإذا طلب منهم معجزة معينة يرفضون الاستجابة لها، وكثيراً
ما يصفون بعض الحوادث بالمعجزة ولكن بعد تحققها، وخذ على سبيل المثال ما ذكره
الشيخ أحمد البحراني من قتل حيدر مشتت والحادث الذي أودعى بحياة الشيخ الشكري، فهل
بشر مثلاً السيد أحمد الحسن بهذ المعاجز قبل وقوعها؟ وهل هي فعلاً معجزة أم عمليات
إغتيال مدبرة؟! وغيرها من الأسئلة
الأخرى.
عموماً، هم طبعا لن
يحتاروا في الإجابة عن ذلك، بل بإمكانهم القول بأن الأنبياء والأئمة (ع) كانوا لا يستجيبون
لكل طلب يوجه إليهم، وهذا معروف في علم الكلام، وقد يستندون إلى هذه الآيات
للتدليل على هذا الأمر، وهي في قوله تعالى: (وَقَالُواْ لَن نُّؤْمِنَ لَكَ حَتَّى تَفْجُرَ لَنَا مِنَ الأَرْضِ
يَنبُوعًا أَوْ تَكُونَ لَكَ جَنَّةٌ مِّن نَّخِيلٍ وَعِنَبٍ فَتُفَجِّرَ
الأَنْهَارَ خِلالَهَا تَفْجِيرًا أَوْ تُسْقِطَ السَّمَاء كَمَا زَعَمْتَ
عَلَيْنَا كِسَفًا أَوْ تَأْتِيَ بِاللَّهِ وَالْمَلائِكَةِ قَبِيلاً أَوْ يَكُونَ
لَكَ بَيْتٌ مِّن زُخْرُفٍ أَوْ تَرْقَى فِي السَّمَاء وَلَن نُّؤْمِنَ
لِرُقِيِّكَ حَتَّى تُنَزِّلَ عَلَيْنَا كِتَابًا نَّقْرَؤُهُ قُلْ سُبْحَانَ رَبِّي
هَلْ كُنتُ إِلاَّ بَشَرًا رَّسُولاً).
س43/جماعة التأويل تتهمك بأنك من كمنت لها وقد بيت النية للهجوم
عليها.. السؤال.. متى بدأت فكرة الكتاب.. وما مدى تأثير الفكرة على خطواتك
في التعامل مع الجماعة؟
ج43/في البداية لم تكن
لدي أية نية لكتابة الكتاب، لأن تعرفي على الأستاذ جعفر شبيب كان بهدف التعرف على
هذه الدعوة عن قرب لفهمها أكثر، ووجدت الفرصة سانحة أكثر عندما علمت بأن أبا يوسف
هو من أتباع هذه الجماعة وقد جاءني بنفسه، فأحببت مواصلة العلاقة معه وعدم كشف
معرفتي بهذا الأمر لمعرفة المزيد عنها، ولم يكن في نيتي كتابة كتاب أو ما شابه،
نعم ربما كنت أفكر في كتابة تقرير ولكن كان ذلك مجرد تفكير دون قرار حاسم، ولكن
بعد ما حدث مع الشيخ البحراني جاءت فكرة كتابة الكتاب للخطورة التي وجدتها في فكره
وطريقته.
علماً بأني أرسلت له عدة رسائل لأفتح المجال
للحوار غير العلني معه، ولكنه للأسف الشديد لم يستجب لذلك، والرسائل مرفقة بالكتاب
في الملحقات.
والغريب أن جماعة التأويل حالياً تعيش الاضطراب من
نشر الكتاب، وهذا ما أفقدهم توازنهم بشكل واضح، والسؤال الذي يطرح الآن: إذا كان أنصار الإمام المهدي قد ظهروا بهذا المستوى
من الضعف فكيف يمكن الوثوق بهم لتصحيح وضع العالم بأكمله؟!
علماً بأن هناك الكثير من الصعوبات والتحديات الحقيقية والكبيرة التي من
الطبيعي أن يواجهونها في هذه المهمة
س44/هل تتفق معي في أن الروايات المهدوية (التي تتحدث عن المهدي) مصدر خصب حول ادعاء أي شخص يمتلك
بعض الكفاءات العلمية أو أي شيء آخر؟
ج44/أتفق معك تماماً،
ولقد أشرت لذلك في إجابات سابقة بأن الثقافة الدينية بشكل عام تهيئ الأرضية
المناسبة لذلك، فهؤلاء لا ينطلقون من فراغ كما يظن البعض، بل يعتمدون على تفسير
نصوص دينية وإن كان بعضها متكلف نوع ما، وما أحب أن أضيفه هو أنه هؤلاء لا يخلوا
كلامهم من حق كما يصور البعض من المتصدين لهم، بل على العكس من ذلك، إذ يوجد في
اطروحاتهم كثير من الأمور الصحيحة، وبالخصوص في نقد المؤسسات الدينية ورجالها.
ولهذا من الخطأ باعتقادي عدم الاعتراف بهذه الحقيقة، لأنهم قد يستغلونها
ويوظفونها لصالحهم في اجتذاب الآخرين والتغرير بهم
س45/قد ترد ملاحظة لماذا تدخل سلمان في بعض خصوصيات الشخصيات
المذكورة مثل ان زوجة فلان تحمل شهادة ماجستير أو تدرس فهذه المعلومة لن تضيف أي
أهمية لدى المتلقي؟
ج45/ عزيزي عقيل يبدو أنك
اطلعت على ما كتبه أحد أنصار هذه الجماعة بهذا الخصوص، ولذلك تسأل هذا السؤال، ومن
الغريب فعلاً أن تُثار هذه المسألة وتضخم بالشكل الذي صوروه، فعندما ذكرت مثلاً أن
زوجة أبا زهراء كانت مسافرة وابنته كانت معه عندما جلسنا معه بالكويت، أو أن أبا
يوسف أخبرني بأنه سوف يستقر في البحرين لإكمال زوجته دراسة الماجستير فيها، فهذا
لا يعد إساءة أو انتهاكاً أخلاقياً لحرماتهم والعياذ بالله.
وأما بالنسبة لسبب
كتابتي لمثل هذه الأمور، فهو لكي أعطي القارئ وهؤلاء المزيد من الثقة فيما أذكره،
لأنهم سيرون بأني أتذكر حتى التفاصيل الصغيرة، وذلك لكي لا يشكك في مصداقية ما جاء
في القصة، علماً بأنه ذكر هذه التفاصيل والجزئيات هي من فنون السرد كما معروف عند
أصحاب هذا الفن
س46 هل تعتقد أنك أحطت بجميع مايمكن الاحتجاج به من قبل جماعة
التأويل وذلك في مقام العرض والدحض لأدلتهم لكي تحاكمهم وتكون قاضيا ثم تصدر حكما
عليهم
ج46/في البداية أشكرك
عزيزي الأستاذ صادق على هذا السؤال الجميل جداً.. نعم بعد خوضي لهذه التجربة أستطيع القول بأني قادر على الرد على ما جاء في
الكتاب، وهذا ما فعلته مع الشيخ البحراني في الرسائل التي أرسلتها له، ولكنه للأسف
الشديد لم يتفاعل معها، وهي بالتأكيد تنقض بعض ما جاء في كتابه، لأنها تثبت خطئه
في بعض الموارد وعدم دقته في موارد أخرى، علماً بأن الشيخ البحراني يدعي بأن
الإمام المهدي (ع) هو من أعطاه هذا العلم، وهذا ما يجعل وقوعه في
الخطأ أو ما شابه وإن كان صغيراً أمر ينقض دعوته، لأن من يستمد من الإمام المعصوم (ع) لا يمكن أن يقع في
ذلك، ومع هذا فإن ما ذكرته يبقى قابلاً للأخذ والرد ولا أدعي بأنه بأجمعه يتسم
بالكمال والتمام.
ولذلك لا أستطيع أن
أدعي بأني أحطت بجميع ما يمكن الاحتجاج به من قبل الجماعة بالكيفية التي ذكرتموها
في السؤال، لأن هذا بحاجة للمرور بتجربة حوارية مباشرة معهم، ومن هذا المنطلق أدعو
الشيخ أحمد البحراني للتفاعل مع الرسائل التي أرسلتها له، وليكن الحوار معه علنياً
أمام الناس، فلينشر ما يكتبه ولأنشر ما أكتب للرد عليه، وليكن الحُكم النهائي
للقارئ الواعي، وبهذه الطريقة يمكن استئناف الحكم أو التخفيف منه كما تفضلتم، وإن
كان لدي بعض التحفظ على مفردة "الحكم"، حيث أني لا أحبذ
استعمالها في هذا المورد
س47/الاستاذ سلمان في قصة لقاءك بالشيخ البحراني.. ذكرت ان احد مرافقيك قد تأثر به
حتى انه اعلن ايمانه واتباعه للجماعة؟ كيف تأثر هذا الشخص واتبع الدعوة وقد وصفت ذلك
بالتأثر وليس الاقتناع؟
ج47/أستاذ عقيل عبدالله.. باعتقادي هناك عدة عوامل أسهمت في حصول هذا
التأثير منها ما يلي:
- الأسلوب الذي أتبعه
الشيخ البحراني للترويج لهذه الدعوة كقوله
بأنه على تواصل مباشر بالإمام المهدي (ع) وهو من أخبره بأن هذه
الدعوة (دعوة أحمد الحسن) حق.
- التأثير الروحي بما
يشبه التنويم المغناطيسي الذي أتبعه الشيخ البحراني بحيث كان الرجل يعيش وضع نفسي
غريب جدا، فلقد كان على يعتقد بأنني قد آمنت بالإمام المهدي (ع) وأنه تأخر في الإيمان
به لأنه رجل غير صالح، وكذلك أخبرني بأنه رأى بعض الأمور بمحضر الشيخ البحراني
التي لم أراها مع أنني كنت معه في نفس الجلسة.
- الرجل متدين جداً
وصادق في تدينه، والثقافة الدينية السائدة
كما قلنا سابقاً تهيئ الأرضية الخصبة لقبول مثل هذه الدعوة.
- كذلك أنه تأثر بما
طرحه الشيخ البحراني في منهجية التأويل واقتنع بصحتها وببطلان المناهج والعلوم
الحوزوية المتبعة من قبل العلماء بالكامل.
قد تكون
هذه هي أهم الأسباب التي قادته للإيمان بالدعوة.
س 48/هل لإيمانه ربط بقضية الفاكهة التي قطع الجزء المتنجس بالدم
منها؟ اقصد له للامر علاقة باساليب شيطانية كالسحر؟
ج48/قد يكون هذا من بعض
الأسباب، ولكني لا أستطيع القطع بأن الأمر فيه شيء من السحر، وإنما أستطيع أن أقول
بأن هناك تأثيرات روحية (بغض النظر عما إذا
كانت مشروعة أو لا)، علماً بأن
التأثيرات الروحية يمتلكها حتى الكثير من الهنود غير المسلمين كما هو مشهور.
وأما قضية قطع الجزء المتنجس بالدم بالكيفية التي
ذكرتها في الكتاب، فالرجل نفسه (أبو فاطمة) كانت له علاقات واسعة مع بعض الروحانيين كما يطلق
عليهم، وكنت دائماً ما أنصحه بالابتعاد عن التعلق بهذا الجو، ولكنه كان يعتقد بأن
هؤلاء يساعدونه في حل مشاكله النفسية، وفي بعض ما يعلق به وبغيره من المس والإصابة
بالعين وغيرها.
ولهذا ذكر لي بأنه لاحظ أن حركات الشيخ البحراني
بقطع الجزء المتنجس من الفاكهة بوجه خاص، وكذلك مجمل حركاته تطابق حركات هؤلاء
الروحانيين كما يسمونهم، علما بأنه أخبرني أيضا بأنه كان يرى أشياء معينة، ونحن
معه في نفس المجلس ولكن لم نراها.
س49/ ما هي الأشياء الغريبة التي شاهدتها في الدمام بعد العودة من
لقاء الشيخ ولم تود ذكرها؟
ج49/أستاذ عقيل عبدالله.. بعض الأمور من غير الصحيح الحديث عنها، لأنه
يصعب تصديقها، ولهذا لم أكتبها في الكتاب، ولا أحب أن أذكرها مشكل مكتوب اطلاقاً،
وذلك لكي لا يستخدمها هؤلاء أو غيرهم لضرب الكتاب بأكمله بالقول بأنه يعتمد على
خرافات وأوهام لا أصل لها، وحقيقة لا أرى حاجة فعلية لذكرها، لأن ما ذكرناه من
أمور يكفي للتعريف بهذه الجماعة وبكيفية عملها، ولكن إذا كنت مصراً على معرفتها،
فإن شاء الله إذا تم اللقاء المباشر بيني وبينك أخبرك عنها.
س50/ ما مصير هذا الشخص.. هل ما زال على الإيمان أم تراجع أم أنه مشكك؟
ج50/الحمد لله رب
العالمين أنه الآن واثق كل الثقة ببطلان هذه الدعوة، وكل يوم يزداد اطمئنانه بذلك
أكثر، وسوف أطلب منه أن يكتب لكم ما يصف به وضعه الحالي وما يراه في هذه الجماعة
للاطلاع إن وافق على ذلك
س50/ ما مصير هذا الشخص.. هل ما زال على الإيمان أم تراجع أم أنه مشكك؟
ج50/الحمد لله رب
العالمين أنه الآن واثق كل الثقة ببطلان هذه الدعوة، وكل يوم يزداد اطمئنانه بذلك
أكثر، وسوف أطلب منه أن يكتب لكم ما يصف به وضعه الحالي وما يراه في هذه الجماعة
للاطلاع إن وافق على ذلك.
٢٣ ابريل ١٤:٠٥ - سلمان عبداﻻعلى: بسم الله الرحمن
الرحيم
الحمد لله رب العالمين الذي أنقذني من هذا المنزلق
الخطير
فلقد أحسنت الظن بهذه الجماعه التي اجزم الان
ببطلان ماهم عليه
فقد كان منهجهم (التأويل) الذي يدعون أنه منهج
الرسول ص وأهل بيته والصحابه عنوان كبير يجعل الانسان يعتقد انه تمسك بالطريق
الموصل لكل حقيقه وماأن يبدأ بتطبيقه يراه سرابا لايروي العطشان ويرى نفسه ينتقل
من تخبط الى تخبط ومنه إلى ضياع
وكما ان من يطلع على كتاب التأويل يرى فيه من علوم
الطبيعه التي يبهر بها لان طريقة الكاتب غريبه تجعل القارئ يتشتت لايستطيع ان يركز
أن مايقال ليس جديد بل مثبت علميا وبديهيا ويجد نفسه كأنه لأول مره يقرأ المعلومه
فأسلوبه الكتابي شبيه بأسلوب الإعلانات التجارية التلفزيونية التي تأت بمنتجات
تسويقيه تعرضها بعدة طرق وبأشكال مختلفه تجعل المتابع مقتنعا أن مايعرض هو الافضل
والأمثل وتشل تفكيره عن غيره ففي هذا الكتاب تغذية عقلية وحشو بأفكار محددة موزعة
بكثرة في جميع مراحل الكتاب ومعروضه بعدة أشكال وفي عدة مواضيع ممايجعل القارىء
يقتنع به دون وعي وهذا المنهج ملاحظ ومتبع في الكتب والمناهج والخطابات التي تتبنى
الطريقة الامريكة في عرض الكتب وهذه نافعه في المناهج الدراسية لتثبيت المعلومات
وتكون منطقية وواضحة ولكنها لاتصلح للمحقق والباحث و(البحراني) استخدمها لتخدير
العقل وشله عن التفكير والتسليم بما موجود فيه من محتوى غيرصحيح وتعقيد المحتوى
الأهم ليصعب فهمه او نقده أو البحث فيه وهذا الأسلوب واضح وجلي حتى في موقع (التأويل)التابع لهم الذي يستخدمونه للترويج لأفكارهم المسمومه .
عموما ما أعرفه الان ومتأكد منه أنهم على ضلال وخطأ
من عدة نواحي
فمن ناحية أسلوبهم في الدعوه عن طريق نصب
الكمائن للناس والغموض والسرية التي يتعاملون بها في دعوتهم
ومن جهة تجاهلهم لكثير من التساؤلات
والإشكالات التي ترد على منهجهم
ومن جهة أخرى الإثبات الذي يدعون أنه دليل على
أحقيتهم من قبل الأحلام والخيره والكرامات الغريبه العجيبه
ومن جهة استغلالهم لموضوع الامام المهدي(ع) وتعلق الناس به
وانتظار ظهوره وهذا مساعد لهم على نشر فكرهم
ويكفي أن أقول لكم إخواني أن منظر أحمد
البحراني وقلة حيلته وضعف منطقه أمام أسئلة الأخ أبو حوراء وكذلك أسئلة وأسلوب
الأخ سلمان الذي بهته وكان يرد عليه بكل ثقة ووضوح مما ترك
( البحراني) يحير ويتيه في أمره ويتصاغر أمام قوة ومنطق الأخ
سلمان وردوده عليه فقد أصبح كالصغير الذي يترجى من سلمان تعاطفا وقبولا وهذا أكبر
دليل لدي على ضعف هذا المنهج الذي يدعي ارتباطه بالامام المعصوم فكيف له ان يكون بهذا الضعف وبهذه الصوره!
أما عن ارتباكي كان نتيجة أثر على نفسي لم أكن أستطيع السيطرة
عليه فلقد رأيت نفسي أتجه لهم رغما عني وقد
اتضح هذا من رسالتي للاخ سلمان في طلبي منه الرد او ابلاغ (السيد الحيدري حفظه الله) ان يرد لثقتي بالسيد .كنت مثل الذي يسبح في بحر وأشعر بالغرق وأريد من
ينقذني ومن يذكرني بالحق فلم اكن في وضعي الطبيعي لقد كان عقلي مشلول ولا أستطيع
التفكير إلا بالطريقة والمنهج الذي وضعه (البحراني) في كتابه حت أني نسيت اشكالاتي عليهم ونسيت أن الاخ العزيز سلمان نبهني
أنهم تابعين للدعوة المشؤومه وأن منهجهم غير قابل للتطبيق والكثير من الامور التي
نبهني عليها ومن شدة الامر نسيت كل ذلك لدرجة أني اتهمته بخداعي كأني لم أسمع منه وكانه لم يوضح لي قبل ذهابنا
لهم .
واستمرت معي الحالة فترة ليست قصيرة وكان فيها الأخ
سلمان يتابعني وينير فكري بكلامه العقلاني وحجته القوية و اطلاعه الواسع على
أفكارهم وأفكار غيرهم من المنحرفين فله مني الشكر الجزيل
والحمد لله أولا وآخرا على نجاتي مما أصابني فلقد
خرجت من شر عظيم
وأدعو إخواني المؤمنين إلى إنقاذ من يعرفون
من المتأثرين بهم فأنا أجزم لكم أنهم ليسوا بوعيهم وأن عليهم تأثير ما لا أعلم
ماهو وإنقاذهم لايحتاج إلى الكثير فقط
يحتاج تنبيهم لتناقضات هؤلاء
واخير
أشكر الجميع على سؤالهم عن حالي
أبوفاطمة-
تعليقا على قصتي بكتاب (لم ينجح الكمين)
س51/عندي سؤال قصير وأريد إجابة أقصر هل يوجد لجماعة التأويل مدونات
ومصنفات مبذولة ومبسوطة بالأسواق وشكرا لسعة صدرك أيها الخنذيذ؟
ج51/لا يوجد لهم ذلك بحسب
علمي، وحتى كتاب التأويل المطبوع لا توجد
عليه أسم لدار النشر كما أتذكر، علماً بأنه تم طبع الكتاب لدى دار الأمير بلبنان
ولكن الدار سحبته بعد اكتشاف أمرهم، وأصدرت بيان لتوضيح ملابسات الأمر وهو موجود
على موقعها.
س52/أود أن أسأل الاستاذ سلمان عن رؤيته لمشروع السيد الحيدري.. كيف يراه ولماذا يدافع عنه؟
ج52/ طبعاً هذا السؤال
كثيرا ما أسأل عنه، ولذلك أجبت عنه كثيراً، ولكن لا بأس بالجواب عنه باختصار فيما
يلي:
في اعتقادي بأن المشروع الفكري للسيد كمال الحيدري
هو مشروع ضخم وسوف يسهم في تحقيق نهضة كبرى للفكر الشيعي بشكل خاص في حال نجاحه،
لأن ما يقوم به السيد الحيدري –كما أرى- ليس مجرد تقديم لقراءة جديدة، وإنما هو إعادة رسم لهيكلة الفكر الشيعي
بالكامل، ويلحظ ذلك بشكل واضح وجلي كل من يتابع دروسه في بحث الخارج في علم الأصول
وعلم الفقه في السنوات القليلة الماضية.
وأما لماذا أدافع
عنه، فأحب أن أؤكد بأني لا أدافع عن شخص السيد الحيدري، وإنما عن منهجية ومبدأ
أعتقده، ولدي الاستعداد التام للوقوف في جانب أي شخصية تحاول معالجة الإشكاليات
العالقة التي سببت ولا تزال تسبب تخلفنا الفكري، علماً بأني لا أدعي بأن كل ما
طرحه السيد الحيدري هو الحق المطلق الذي لا يشوبه خطأ ولا يعتريه باطل، أو أن كل
ما طرح الآخرون المخالفون له هو الباطل الذي يفتقر إلى الحق، فهذا أمر لا أدعيه،
لا للسيد الحيدري ولا لغيره، ولكن أقولها بصراحة بأني لم أجد في الآونة الأخيرة
شخصية تعترف بوجود هذه الإشكاليات بشجاعة
وتسعى لمعالجتها بكل صراحة ووضوح كالسيد الحيدري
س53/وكيف ترى مستقبل حضور مرجعية الحيدري في الخليج؟
ج53/ من الصعب التكهن بذلك
في الوقت الراهن، وذلك لعدة أسباب من أهمها: أن البيئة العامة الغالبة في الخليج تميل للمرجعيات التقليدية والطقوسية
إن صح التعبير هذا أولاً، وثانياً عدم اعتناء السيد الحيدري الاعتناء الكافي بأمر
المرجعية ونشر الوكلاء في الخليج كالمراجع الآخرين، فهو باعتقادي لم يهتم إلا
بالترويج للجانب الفكري فقط ولم يهتم بالجوانب الأخرى كالتي أشرنا إليها.
س54/سؤال للاستاذ سلمان سؤال الختام ما رأي جنابكم في المرجعية في
التقليد في صورته الراهنة (قائد وقطيع
خلفه). والا يمثل هذا الوضع سبب رئيسي
لتأخر الشيعة من الناحيتين فالقطيع يقود القائد بما يملك من سلطة المال والقائد
يقود القطيع بما يملك من سلطة الرب. اليس السوق المفتوح لإنتاج الفتوى دون التقيد بشخوص حلا لهذه
المعضلة. تحياتي
ج54/عزيزي أبا ماهر.. أتفق معكم حول خطورة التأثير السلبي للناس
على القائد (المرجع) بسبب سلطة المال، وهذا ما أشار إليه الدكتور علي
الوردي عندما ذكر بأن العالم السني يتأثر
بالسلطة، وأما العالم الشيعي فإنه يتأثر بالناس لأن تمويله منهم، وكذلك أتفق معكم
حول خطورة طاعة القائد طاعة عمياء وكأن كل ما يقوله وحي من السماء.
وأما ما طرحتموه بما
أسميتموه بـ (السوق المفتوح لإنتاج
الفتوى بدون التقيد بشخوص)، فهو بالتأكيد أمر
له إيجابياته، ولقد تحدث الشيخ محمد مهدي شمس الدين حول هذه المسألة عندما ذكر
بإمكانية تجزئة التقليد، وأن لا يكون التقليد خاصا بشخص واحد فقط، ولكن الإشكالية
في وجهة نظري تبقى ليس في مسألة إنتاج الفتوى، وإنما في مسألة قيادة الأمة، فإذا
كان المرجع يرى بأنه قائد للأمة، ولابد أن يكون له دور قيادي بارز، فهنا يصعب تعدد
القيادات لصعوبة توحيد الآراء والاتجاهات بينهم
س55/ هناك مركزية قوية في التجارة مع الله تتمثل في بناء المساجد و
الحسينيات ، و إهمال المشاريع الاجتماعية أو التنموية التي قد تنضوي في النهاية
تحت مظلة العمل الخيري.
سؤالي : هل تركيز أصحاب الأموال على بناء المساجد و الحسينيات لقناعتهم
واعتقادهم بخيرية هذا العمل و بالثواب المترتب عليه ، و لعدم القناعة بخيرية ما
سواه و ارتيابهم منه ؟
أم أن التركيز على المساجد و الحسينيات
يهبهم شيئاً من الوجاهة الشخصية و
العائلية ، و هذا ما يجعل الكثير من القادرين ينهجون هذا النهج ؟
ج55/الأستاذ العزيز رائد
البغلي.. لا أستطيع أن أعطي
حكما عاما على الجميع، لأن أهدافهم لا أعتقد بأنها واحدة، فهناك من لديه القناعة
في ذلك، وقد يكون هناك من يطلب الشهرة والوجاهة، ولكن من غير الصحيح أن يظن في
الجميع هذا الأمر، فمن المهم أن نسعى لتثقيف الناس وتوعيتهم لكي يتم توسعة أفقهم
في العمل الخيري لعمل المدارس والمستشفيات وغيرها من الأنشطة بدلا من الانشغال
بمهاجمتهم والتشكيك في نواياهم وإن كنا نختلف معهم
: كلمة الختام
أشكر جميع الأحبة بملتقى الرأي الآخر على تفضلهم
بإتاحة الفرصة لي للحديث حول كتاب (لم ينجح الكمين) وتجربتي مع جماعة
التأويل التابعة لدعوة السيد أحمد إسماعيل الحسن، وأخص بالذكر بعض الأساتذة وهم:
-المنسق أ. عقيل عبدالله.
-المحاور الصديق
العزيز أ. عقيل العليوي.
- أ. الفاضل مهدي ياسين الرمضان.
- أ. القدير كاظم الخليفة.
- أ. الأجمل صادق السماعيل.
- أ. عبدالله الرستم.
-أ. محروس الصفاني.
- أ. حيدر العديل.
- أ. علي اليوسف.
-الصديق الشاعر يحيى
العبداللطيف
-أ. المرح عصام البقشي.
-أ. رائد البغلي.
آمل أن يتجدد القاء بكم في فرص ومناسبات قادمة.
أخوكم/سلمان عبدالأعلى