الرصــد والتوثــيق
عقيلة النجيدي
إن حقوق الانسان هي
ضمانات قانونية عالمية تحمي الأفراد والمجموعات من إجراءات الحكومات التي
تتدخل في الحريات الأساسية والكرامة الإنسانية
ويلزم قانون حقوق
الانسان الحكومات بفعل أشياء معينه ويمنعها من فعل أشياء أخرى..
ومن بين سمات حقوق
الانسان التي يستشهد بها أكثر من غيرها :
١- تركز على الفرد
الإنساني
٢- تحظى بالحماية
القانونية
٣- تحمس الأفراد
والمجموعات
٤- تلزم الدول
والعاملين باسم الدولة
٥- لا يمكن التنازل
عنها بانتزاعها
٦- متساوية ومترابطه
٧- عالمية
في مرحله سابقه من هذا
القرن كان تعريف مصطلح حقوق الإنسان يقول بأنها تلك الحقوق التي تضمنتها الشرعة
الدولية لحقوق الانسان
( وتتألف من الإعلان
العالمي لحقوق الانسان والعهد الدولي الخاص بالحقوق الاقتصادية والاجتماعيه
والثقافيه والعهد الدولي الخاص بالحقوق المدنيه والسياسيه بالإضافة للبروتوكولات
الاختياريه )
ولكن بمرور الزمن اخذت
الصكوك الدولية والاقليميه لحقوق الانسان تعلن صراحه أكثر الحقوق المبسوطه في
الشرعه الدولية لحقوق الإنسان
وأصبح تعريف حقوق
الانسان الآن ينطوي على قدر أكبر من التفاصيل ومن التخصيص
ولذلك فإن القانون الدولي
لحقوق الإنسان يعتبر حمايه أكبر إلى الضعفاء من الأفراد والجماعات
ويشمل ذلك الأطفال
والمجموعات الأصلية من السكان والمرأه واللاجئين والمشردين..
وبالنظر الى مصطلح حقوق
الانسان في الوقت الحاضر بوصفه يشمل كل الحقوق المعرفه في الشرعة الدولية لحقوق
الانسان.
بالإضافه لذلك فإن
معايير حقوق الانسان تعتبر قابله للتنفيذ ضد بعض الأطراف من غير الدوله.
أو أنها على الأقل تجعل
الحكومات مسؤوله عن منع بعض المخالفات حقوق الإنسان من جانب الأفراد.
لكن من المهم ملاحظة أن
ولاية كثير من عمليات الأمم المتحده لرصد حقوق الإنسان قد يمكن وينبغي تعريفها
بالإشارة إلى حقوق الإنسان الأكثر أهميه في بلد بعينه
والتي يمكن الى اقصى حد
معالجتها على يد عدد محدود من موظفي حقوق الإنسان.
الرصد: مصطلح واسع يصف العمل
النشط في تجميع المعلومات والتحقق منها واستعمالها فوراً من أجل معالجة مشاكل حقوق
الإنسان
( هو المرحلة الأولى أي
سماع الخبر ومرحلة التحقق قبل التوثيق)
وكما قلنا أن الرصد هو
مرحلة سماع الخبر أي لم يوثق بعد
اذن فأول سلاح
للمناضلين لحقوق الانسان هي ( المعلومة )
وهي أول مرحله من مراحل
الرصد والتوثيق
بعد سماع المعلومة تأتي
مرحله التحقق او كشف الحقيقه
قبل الإنتقال للتوثيق
يتبع سماع المعلومة:
التحقيق
ثم الجمع
والتوثيق
ثم تصنيف وتحليل هذه
المعلومات ( وهذا دور الموسسات الحقوقيه )
ثم مرحلة نشر المعلومات .. وتكون بعدة طرق:
أما مداخلات مباشرة
أو دراسات وأبحاث
أو عن طريق المتابعه
القانونية.
*إن المدافعين عن حقوق
الانسان هم اشخاص يعززون ويناضلون من أجل الحقوق والحريات الأساسيه
ومن أهم واجباتهم:
احترام مبدأ العالميه
واللاعنف
عدم انتهاك حقوق
الأفراد والجماعات
ولابد للموثق ان تكون لديه مواصفات محدده:
١- الموضوعيه والحياديه
( خصوصاً عن الانتماءات السياسيه )
ولابد ان يكون مصدر
المعلومة لديه من اكثر من شخص
٢- المصداقية والدقة
٣- مقتنع ومدرك لأهمية
قضيته
٤- منفتح لتقبل جميع
الحقائق
٥- السرعه ودقة
الملاحظه
٦- التحلي بالحساسية
واحترام خصوصية الغير
٧- مطلع على الوضع
العام في منطقته
٨- ملم بالقوانين
الدولية والمحليه ووضع حكومته
الرصد - التحقيق -
التوثيق
بعد ان عرفنا مواصفات
الموثق.. ننتقل إلى التوثيق
التوثيق: هو مرحلة التسجيل
الدقيق للتفاصيل الوقائع والأحداث والأدلة المخالفة لأحكام وقواعد قانون حقوق
الانسان والقانون الدولي الانساني
وإن أهم أهداف التوثيق هي:
* توفير مساعدة
عاجله
* دعم الجانب القانوني
في حال رفع قضية قضائية
* القيام بحملات لتغيير
سياسات
وأشير هنا الى أمر
هااام جداً
وهو أنه قبل التوثيق
لابد من تحديد الهدف من جمع المعلومات
عناصر عملية التوثيق:
* الراصد الموثق
* موضوع الانتهاك
* طبيعة معطي المعلومات
* طبيعة المعلومات
بالنسبه لموضوع
الانتهاك فلابد ان يكون محدد وواضح وله هدف
ومعطي المعلومات هو
بالطبع أما ان يكون الضحيه أو الشاهد
ولابد ان تكون
المعلومات دقيقه ومتسلسله ومتكامله.
وتعرض لعملية التوثيق عدة مشاكل ومعيقات اهمها:
* صعوبة الوصول الى
مكان الحدث
*المعلومات قد تكون
متناقضه
* مبالغة او اخفاء
النعلومات من قبل معطي المعلومات
* عدم الوعي لمسألة
حقوق الانسان
* نقص في مصادر
المعلومات
* عدم قدرة الشاهد على
التعبير
* طبيعة الاسئله
الموجهه للشاهد
* امن وسلامة الباحث
الميداني
ولضمان سلامة الموثق
قدر الامكان لابد من تفادي المناطق الساخنه
وابلاغ المكتب
بتحركاتك
واتباع تعليمات المؤسسه
بشكل دقيق وايضاً استشارة المسؤولين عن اي مهمه خطيرة وعدم التخفي واظهار الشكوك
حول شخصيتك
فيما يختص بحماية
المعلومات خاصةً عند المؤسسات الحقوقيه وهذا أمر هام للغايه
لابد من حفظ الوثائق في
مكان آمن
واتلاف دفتر
الملاحظات
ويفضل استخدام الرموز
بدل الاسماء والاحتفاظ بقائمة الاسماء في مكان آمن
وبالطبع استخدام
الاقراص المضغوطه بدل ذاكرة الحاسوب
ويتعين علئ الحقوقي ليس
مجرد الحصول على المعلومة الصحيحه
ولكن سلامة
الشاهد ايضاً
لذلك لابد من اعطاء
الشاهد المجال لاختيار مكان اللقاء
وطلب الاذن باستخدام
الاسم
وعدم اجراء لقاءات
عديدة في نفس المكان
لابد ان يعتمد الراصد
اكثر من مصدر للمعلومة
ويدقق في مدى التطابق
من عدمه
ولحدوث ذلك تأتي خطوة
اهم في المقدمة
وهي بناء شبكة من
العلاقات
فالراصد اما ان يحصل
على المعلومة بشكل مباشر في حال تواجده وقت الحدث
او اذا كان في مناطق
مختلفه لابد له من بناء شبكة يضمن من خلالها الحصول على المعلومات
ولبناء هذه الشبكه
لابد من معرفة منطقة
العمل من قبل معطي المعلومة ( يفضل ان يكون ابن المنطقه وعارف بها )
ولابد ايضاً من
المحافظه على مستويات مختلفه من العلاقه مع المؤسسات والأفراد
وعمل قائمة باسماء
وعناوين مع ارقام وهواتف
والاتصال بهم بين الحين
والآخر
وكما قلنا الحصول على
المعلومه هي مرحله اولى يتبعها التحقيق
ووجود الأدله والشهود
فمصادر المعلومات قد
تكون مباشرة من قبل الضحايا والشهود
او غير مباشرة عن طريق
الاعلان والجمهور او الاشاعه
وبكل الاحوال هذه
المعلومات بحاجه للتحقيق والدليل
فالأدله هي اي شئ من
شأنه توفير المعلومات حول الحادثة التي يجري التحقيق فيها بحيث يثبت كل دليل من
الأدله حقيقيه ما بصورة مباشرة او غير مباشرة
وهي بمثابة الماده
الاوليه التي يستخدمها القضاة خلال مساعيهم الهادفه للتثبت من الحقيقه
وهناك انواع للأدله
فقد تكون ماديه ( مثلاً
رصاص او قطن او دم )
او ادله توثيقيه
كالافادات والشهود والرسائل
وتعتمد مصداقيتها على
مصداقية المدلي بها
المقابله:
اولاً ماقبل المقابله
يجب التحضير الجيد (
فهم واستيعاب الموضوع والاستماره)
والتأكد من ملائمة
الوقت للشخص الذي تقابله
وأهمية ان تكون
المقابله فرديه
واثناء المقابله
يتوجب
اولاً بناء الثقه عن
طريق مقدمة مريحه للشخص الذي تقابله
تشرح عن المؤسسه والهدف
من المقابله وكيفيه استخدامها
مثلاً لو كانت المؤسسه
معنيه بمناهضه العنف ضد المرأه
وكانت المقابله مع
امرأه معنفه
لابد من مراعاه الجانب الانساني
وكسب الثقه
واظهار ان المقابله
ليست للفضول وإنما للوصول الى الحقيقه
ومن المهم اثناء
المقابله تجنب الأسئله الايحائيه ( كوصف الناس او الحدث بدون تقرير مسبق )
ايضاً وضوح التوازن
لديك مابين مشاعرك والمعلومة الدقيقه
اذ لابد من
الحياديه
وحقيقه هذا الأمر ليس
هيناً
لذلك في حال لم يكن
بالامكان السيطرة على المشاعر يفضل انهاء المقابله وعدم التوثيق
واجراءها بموعد اخر
و من المهم إدراك أن
المعلومة هي نتاج تجربه فلا ينبغي ان تتوقع تنبؤات ( دورنا هنا فقط اخذ التفاصيل
بدون تحليل وبدون توصيف)
ويجب عدم القفز عن
التفاصيل وإن بدت للوهله الأولى غير مهمه
وايضاً عدم اظهار اي
نوع من الحكم على الجلسه
من الطبيعي والأساسي ان
تكون مستمع جيد وعندك حساسيه وانتباه للاتصال الصامت
و الراصد يجب ان يتجنب
السرعه في انهاء المقابله
لابد ان تشعر الطرف
المقابل بأنه الأهم
حتا وان كنت مرتبط
بمواعيد وما الى ذلك
و استخدام اللغه
العاميه البسيطه في اثناء الحديث
ابتعد عن الغوص في
المصطلحات
لابد ان تكون اللغه
للتواصل بسيطه سهله مفهومة
واخيراً طلب الاذن من
الضحيه او الشاهد باستخدام اسمه
( يفضل توثيق ذلك وجعله
يوقع على الاذن .. ربما يتراجع مثلاً ويتهمك بأنك لم تطلب الاذن .. فأنت هنا تحمي
نفسك قانونياً )
اما مابعد المقابله :
يتعين عليك كتابة
معلومات اساسيه - المكان والزمان واية ملاحظات ترغب في اضافتها حول الشخص الذي
قابلته
وقراءة محتوى المقابله
للتأكد مت دقتها وتسلسلها
وكتابة قائمة من
الوثائق ذكرت اثناء المقابله لجمعها قبل مغادرة المكان
ثم البحث والوصول الى
الأشخاص والأماكن التي تم ذكرها في المقابله للمتابعه
توثيقياً .. هناك
اساليب واشكال للتوثيق منها:
*الاستمارات
*الافاده
*التقارير
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق