الأحد، 12 يناير 2014

عصـــر العــلم

عصر العلم



المشاركــون:
مهدي الرمضان: في العلم، لا توجد محطات نهاية طريق
مهدي الرمضان: التشابه و الفروقات بين المنهج الديني والعلمي
صـــلاح الهاجري: الموقف العلمي stance
عـــصام البقشي: العلم يتضاعف كل ٨ شهور
عقيـــل عبدالله:  المنهج العلمي كأسلوب حياة



في العلم، لا توجد محطات نهاية طريق
مهدي الرمضان

كان لعالم الفيزياء و الرياضيات الفرنسي الفذ بيير سيمون لا بلاس Pierre Simon La Place والذي يعرف بنيوتن فرنسا في بدايات القرن التاسع عشر اثر كبير على تطوير علوم الفيزياء و الرياضيات. بعد دراساته و تحليلاته المستفيضة لحركة الكوكب في المجموعة الشمسية وصل لقناعة بقانون "الحتمية" ( Determinism) مبنيا ذلك على قانون العليّة والسببية. مقدما سيناريو لطيف ليلخص رؤيته مقررا أنه لو امكن لكائن (سمي في الاوساط العلمية : شيطان لا بلاس) يمتلك قوة خارقة في قدرة الحساب و يعرف موضع كل ذرة في الكون و مقدار قوتها الدافعة (momentum) في اي لحظة من الزمن, سيمكّنه ذلك من معرفة شكل الكون و مواضع اجرامه في اي لحظة أخرى من الزمن سواء في المستقبل او في الماضي فيما ما بات يعّرف بنظرية الحتمية (Determinism) في الفيزياء.
ظل هذا المفهوم قائما بدون دحض حتى بداية القرن العشرين و بروز نظريات جديدة تتعلق بفيزياء الكم Quantum Physics)) عندما وضع العالم فيرنير هزنبيرج Werner  Heisenberg   بعد دراسات و ابحاث فيزيائية أسس قانون عدم اليقين(The uncertainty principle)  و بيّن على سبيل المثال استحاله القياس بدقة موضع جزيئ الالكترون وسرعته في آن معا فكلما زادت دقة تحديد موضعه فقدنا دقة تحديد سرعته و بالعكس. ضرب هذا القانون في الصميم مفهوم الحتمية Determinism الذي استنبطه الفيزيائي لا بلاس.
وكان عالم الفيزياء و الرياضيات الانجليزي اسحاق نيوتن قد انهى وضع قوانين الحركة و الجاذبية في الثلث الاخير من القرن السابع عشر بعد دراسة حركة الكوكب و اثبت دقة قياساته و صحة معادلاته. بقيت هذه المعادلات قائمة و معمول بها ما يربو على ثلاثة قرون من الزمن حتى اتى البرت انشتاين و دحض دقة معادلات نيوتن و اثبت انهيارها عند الوصول بالسرعات لما يقرب من سرعة الضوء.
ووضع انشتاين معادلاته للجاذبية في نظرية النسبية و اعترف بها العالم اجمع و بعد ان اثبت العلماء صحتها بمشاهدات كسوف الشمس واجراء قياسات دقيقة لمسار ضوء نجم اتضح انحناء شعاع الضوء القادم من ذلك النجم تجاه الارض بمروره قرب الشمس بفعل جاذبيتها و ايضا بقياسات كثيرة اخرى للنسبية في المختبرات على جزيئات الذرة عند رفع سرعاتها لتقترب من سرعة الضوء حتى اصبحت النظرية النسبية لانشتاين قوية القواعد و الاسس.
ولكنها بدورها اصطدمت بنظريات الكموم ( Quantum Mechanics ) التي الكتشفها فيزيائيون ووضوعوا اسسها ومعادلاتها بدراسة حركة و تصرفات جزيئات الذرة و ما دونها و اتضح لهم عند التعامل مع عالم المادة في اصغر و ادق جزئيات الذرة ان منطق الاشياء كما نعرفه في عالمنا المرئي و الملموس ينهار و يتهاوى. فقانون العليّة و السببية Cause and effect لا يعود قائما ولا يمكننا من ناحية اخرى التثبت او تحقيق دقة للقياسات المتناهية الصغر كما هي في عالمنا الكبير  و يسقط مبدأ الوضوح ويحل مكانه مبدأ الضبابية والاحتماليات و قوانينها الرياضية ويسود قانون عدم اليقين بسبب تتذبذب جزيئات المادة مثل الفوتون الضوئي و الالكترون و تنقلها بين كونها جزيئات و بين كونها موجات و حقول طاقة.
رفض انشتاين قبول قانون عدم اليقين و اطلق عبارته المشهورة: "ارفض قبول ان يكون الله يلعب بالنرد".
و حاول خلال السنوات الاخيرة من عمره ان يوفق بين النسبية و نظرية الكموم ولكنه فشل في تحقيق أخر احلامه و لا يزال علماء الفزياء في صراع محتدم مع حل لهذه المشكلة الغريبة في عالم المادة التي ثبت صحة نظرية النسبية للسرعات العالية و الاحجام الكبيرة و ثبت صحة نظرية الكموم في عالم جزئيات الذرة وما دونها و لكن هاتين النظريتين على صحتهما منفردتين ترفضان لحد الآن ان تتوافقان او تحتضنان بعضهما معا.
العلم لا يعرف محطة نهائية و لا يعترف بمحط رحال أوالقطع بصحة نظرية و اعتبارها نهاية المطاف وغير قابلة للنقد و الدحض بل كل نظرية إن قبلت علميا ما هي واقعا إلا مقارية لأي نظرية جديدة قد تدحضها او تعدلها أو تضيف لها ابعاد أخرى.
العلم لا يعرف اليقين المطلق و لا يعترف بصحة معلومة أو نظرية ناجزة بل هو يمثل بصدق ما يجب ان تكون علية مسيرة الانسانية من البحث الديناميكي المستديم و المستمر نحو آفاق جديدة ونحو مزيد من المعرفة والحقيقة.  



التشابه و الفروقات بين المنهج الديني والعلمي
مهدي الرمضان

 اظن ان كلا المنهجين الديني و العلمي يتماثلان في كونهما يبحثان عن الحق و الحقيقة افتراضا وتعريفا ولكن باسلوبين مختلفين
الاول يتوسل الوجدان وسيلة والثاني يعانق العقل التحليلي سبيلا
اظن ان المنهجين يتشابهان في اعتبار الحقيقة هي المطلب النهائي ويعتبرانها مفهوم مجرد خارجي لا ترتبط بذات بشريه وكلاهما في سعيهما للوصول للحقيقة لابد ان يسلكا سبيل بذل الجهد و البحث المضني ذهنيا و عمليا
يختلف المنهجين الديني والعلمي في سلوك طريق الوصول لمنتهى مبتغاهما بأن يبدأ المنهج الديني من الاعلى من القمة نزولا طالبا من معتنقيه التصديق الوجداني باعلى مفهوم إيماني بالتسليم بقبول موجود خالق. ان ضمن الدين اقتناع معتنقيه بالاكبر و الاعلى  من المفاهيم، تدرج بعدها نزولا ليقنع معتنقيه بباقي المفاهيم العبادية الاقل شأننا.
بينما ينطلق المنهج العلمي من فرضية القاعدة القائمة على مشاهدة العديد من الجزئيات والمفردات ويحاول ان ينظمها وينسقها بقوة العقل التحليلي و بآليات متوافق عليها معياريا ليستخرج منها الصورة الكبرى و النمط الجامع لكل الجزئيات ويصيغها في نظريات ويحاول ان تكون النظرية في ابسط واشمل صورة ممكنة لتوصل للحقيقة وتحيط بها بدون فجوات.
من الفروقات الواضحة و الجلية بين المنهجين الديني و العلمي ان الاول اذا تمكن من وجدان معتنقه وتغلغل في كينونته يصبح من الصعب ان لم يستحيل ان يهدم بقوة خارجية تعتمد على البراهين العقلية التحليلية
بينما في الحالة العلمية يمكن بسهولة نسبية اسقاط نظرية بعدد قليل من المشاهدات او القياسات المعيارية الغير متوائمة مع توقعات تلك النظرية




الموقف العلمي stance
صــلاح الهاجري

يوميا تصلنا الكثير  من المعلومات حول العديد من المواضيع، السؤال كيف نبني موقفنا منها هل نقبلها ام نرفضها 
لبناء موقفنا من اي اموضوع علينا ان ندرسه من جميع النواحي فنأخذه من مصادره الموثوقه ثم نبداء بدراسته 
و فهم المعلومات التي تحتويه هل هي مبنية على ادله قويه ام لا هل هناك من يتفق معها من الآخرين ام لا هل هناك دراسات تناقضها ام لا ،و لا نكتفي بلأبحاث التي تتبنى الموقف الإيجابي بل يجب ايضا دراسة الأبحاث التي تبنت الموقف السلبي و مقارنه الأدله و البراهين ولا ننسى التسلسل الزمني للأبحاث فبعضها متعارضه بعد مرور الزمن 
فلا يتم اتخاذ الموقف بسهوله كما نلاحظه على ساحتنا الفكريه حيث ان مجرد مقطع فديو قصير تبنى عليه مواقف كبرى و تصدر الأحكام اتجاه اشخاص او اديان او مذاهب 
ثم ان الموقف يجب ان يكون متوازن مع الدراسات ونتائجها بدون تضخيم او تصغير فيكون في نقطة الأتزان المناسبة بين الموقف السلبي و الإيجابي حسب قوة البراهين  لكن  العقليه العربيه يغلب عليها  الموقف  المتطرف فإما ان تأخذ موقف الرفض مئة بالمئه او القبول مئة بالمئه لمعظم المواضيع من حولنا وقليلة تلك التي تأخذ مابين الطرفين فتقبل جزئ و ترفض جزئ آخر.
فهل ممكن ان نبني موقف من دين  او فكر او مذهب او شخص اعتمادا على مقطع فديوا؟ 
او قصاصة من كتاب!؟
لو تم تطبيق المنهحية العلمية في حواراتنا و حياتنا لتخلصنا من معظم مشاكلنا الدينية و المذهبيه و الأجتماعية والعائلية......... انها منهجية الدليل و الأنصاف المقبوله من جميع بني البشر

اهمية البحث العلمي 
من اهم مقومات البحث العلمي هي اهمية البحث 
فلا يتم قبول اجراء بحث قبل معرفة اهميتة، لأن اجراء البحث يكلف مالا و جهدا فيجب دراسة المقترح البحثي جيدا و دراسة فوائده العلمية و الأقتصادية او الصحية..... و إلى ما هنالك من اسباب تدعوا الى جراء هذا البحث بالتحديد 
وعندما نتحدث عن اهمية البحث فنحن لا نتحدث عن النتائج لأن النتائج لا تتأكد من خلال بحث او ثنين، بل نقصد اهمية تسليط الضؤ على الموضوع لأجراء المزيد من الأبحاث حتى تتضخ الصورة جيدا 
و نرجع مرة اخرى لثقافتنا العربيه و التي للأسف  ان ارادت اجراء بحث فلا تنظر الى اهمية البحث وتبذل الطاقات و الأموال بدون فائدة فعلى سبيل المثال 
البحث الذي يتم في هذه الأيام حول نسب الناس في شبه الحزيرة العربيه 
لو سألنا ماهي الفائدة من هكذا بحث؟ 
واذا  عرفنا اصل هذه القبيله او تلك ما هو المردود الأقتصادي و الثقافي و الأجتماعي........ بل ربما يصب في التعصب القبلي و العرقي 
هذا النوع من التقنيات يستعمل لتشخيص الأمراض او تحسين الأنتاج الزراعي و و و وليس لأجل التفاخر بالقبائل و الأنساب، وقد حاول اليهود تطبيق هذا البحث ليثبتوا انهم شعب الله المختار ولكن النتائج كانت صادمة لهم حيث ان سلالتهم لم تختلف عن بقية بني البشر، و جاء المسلمون يعيدون نفس التجربه !!
وهناك شواهد كثيرة لأبحاث تمت ليس لها فائدة سوى اثارة الفتنة بين الناس مثل مسألة دم الإمام!! هل هناك باحث سأل مالفائدة من هذا البحث؟ 
و هناك مسألة خلق القرآن!!! و غيره من المواضيع التي ليس لها تطبيق حي في واقعنا
لذا كان من اساسيات البحث العلمي هي دراسة اهمية البحث 

هل كل بحث يستحق النقاش؟ 
قبل نقاش اي موضوع نقاشا علميا علينا دراسته دراسه مبدأية من ناحية المنهجية العلمية ،فإن كان يلتزم المنهجية العلمية يطرح للنقاش.   و لا ينظر له  من خلا نتائجه ان كانت تصب في مصالحنا ام لا او تتفق مع رؤيتنا ام لإ .
اذا مجرد قبول مناقشة بحث فهذا يعني ان البحث مستوفي للشروط الأساسية للبحث اما البحث الغير مستوفي للشروط العلميه فلا يضيع وقت المختصين في نقاشه مهما كانت نتائجه جيدة او مفيدة او فيها اضافه جديدة 
لكننا للأسف في معظم نقاشاتنا لا ننظر للبحث ان كان مستوفي للشروط فنبذل طاقات كبيرة في الرد على اي بحث يتعارض مع السائد  ، على سبيل المثال اذا جاء شاعر او طبيب و كتب مقال ينتقد فيه الفقه نجد ان هناك كم  هائل من الدفاع من المختصين في الفقه و معظم دفاعهم يركز على ان ذلك الشخص تحدث في موضوع  خارج عن تخصصه و لا يعتمدون في ردهم على النظر في بحثه ان كان  مستوفي لشروط البحث العلمي ام لا  و من ثم يتخذون القرار المناسب هل يستحق الرد ام لا
ان الرد على البحث الذي لا يلتزم المنهجية العلمية ضياع للوقت و صرف للطاقات و اعطاء ذلك البحث منزلة انه يصلح للنقاش العلمي

جوهر البحث العلمي 
الظواهر الكونيه موجودة منذ ان خلق الله الأرض و من عليها و بتقدم العلم يكتشف الأنسان هذه الظواهر فيحاول فهمها و الأستفاده منها في الحياة 
معظم الأكتشافات تمت عن طريق الصدفه او التوفيق اثناء ممارسة البحث العلمي ،و الا هناك باحثين على مستوى عالي في مهارتهم البحثيه الا انهم لم يوفقوا الى اكتشافات غيرت العالم بشكل مباشر بالرغم ان جميع الأبحاث تسهم في تطور العلوم 
معظم الباحثين يرون انفسهم رقم صغير جدا في هذا الكون و في هذه الحياة 
هم ينظرون الى كل العلوم من حولنا على انها قليلة و الحقيقه اكبر مما نتصور 
بالرغم من محاولتهم المستمرة في  تطبيقهم للعلوم و توصياتها في حياتهم اليوميه
اذا عندما نتحدث عن عالم كبير توصل الى نتائج احدثت تغيير فالفضل لله اولا و آخرا 
هو الذي خلق الخلق و هو الذي اودع تلك الخاصية او الظاهرة وهو الذي وفق ذلك العالم الى اكتشافها فله الفضل سبحانه علينا جميعا و على ذلك العالم الذي اظهر  تلك الخاصية. على يديه ،وهذا لا يعني انكار جهد ذلك العالم و بقية العلماء الذين ساهموا في نموا العلوم ،فالعلوم مثل البناء مبنيه على بعضها بعضا و الفضل لله الذي اودع الحياة تلك السنن و خلق العقول التي تسعى لتعي وتفهم خلق الله جل و على. 

على سبيل المثال 
عندما اكتشف الأنسان البلمرة الوراثيه 
وهي عبارة عن تكاثر الحمض النووي DNA اذا تطابق جزئ منه مع جزئ من  عينه اخرى وعرضناه الى درجات حراره متغيره، فهذا يدل على تطابق الحمض النووي مع العينه   فاصبح يستعمل لمطابقة DNA ليصبح  من ادق وسائل تشخيص الأمراض في عصرنا الحالي 

فهذا لا يعني ان هذه الخاصية في الحامض النووي لم تكون موجودة من قبل!! 
هي موجودة منذ ان خلق الله الدنيا لكن تطور العلوم و تراكمها و التوفيق الإلهي او الصدفه كما يسميه البعص  ساعدت كثيرا في اكتشاف هذه الخاصيه و من ثم استعملها الأنسان لكي يستفيد منها ،وهذا حاصل في جميع الأكتشافات و الأختراعات 
السؤال من هو صاحب الفضل الحقيقي على الذي اكتشفها و على البشريه جميعا  و تقدمها؟



العلم يتضاعف كل ٨ شهور
عــصام البقشي

هناك قانون يدعى قانون مور يقول ان التراكم المعرفي للبشرية منذ ما وصل لنا مدونا " تقريبا من ٧٠٠٠-١٠٠٠٠ سنة " حتى ١٩٣٥. اي كمية المعرفة البشرية المتراكمة حتى العام ١٩٣٥ قد تضاعفت مرة واحدة حتى عام ١٩٧٠ م. 
بمعنى ان المعرفة البشرية من
١٩٣٥-١٩٧٠ تضاعفت جميعاً مرة واحدة. 
نجد ايضا انه من  
١٩٧٠-١٩٩٠ تضاعفت كل المعرفة المتراكمة مرة اخرى. 
مرة اخرى نجد انه من 
١٩٩٠-٢٠٠٠ تضاعفت ايضا مرة اخرى. 
اي ان التضاعف الاول كان في خلال ٣٥ سنة ثم مرة اخرى خلال ٢٠ سنة ثم خلال ١٠ سنوات و استمر العلم في التضاعف حتى بلغ اليوم ان " العلوم تتضاعف كل ٨ شهور ". 
من هنا يمكن القول :
( انك إن لم تتضاعف معلوماتيا كل ٨ شهور فسوف يتجاوزك الزمن و تصبح كما يقال خارج التغطية ). 
كنا نشتري الكمبيوتر سابقا ذو ذاكرة 16K
اما اليوم يبلغ سعة الذاكرة ١ تيرا. مع فارق الاسعار بين الماضي و الان.  
كل هذا في فترة قصيرة جدا في عمر الزمن. 
فأنت في تخصصك ان لم تتضاعف كل ٨ شهور معرفيا فأنت حتما خارج الزمن و لن يكون لك القيمة الحقيقية. 
لنأخذ مثلا التربية و التعليم. 
فقد كان ركوب الخيل و السباحة و الرماية و الضيافة و الادب كمهارات و اخلاقيات ، هو كل ما نحتاجه لتربية طفل صالح، نافع لمجتمعه. 
اما اليوم فهذه المعارف تجاوزها الزمن و فقط يمكن تعليمها للطفل كهوايات يمارسها اوقات الفراغ لانها علوم تجاوزها الزمن ولا يمكن اعتبارها من علوم العصر. 
هي فقط مهارات جميلة لقضاء اوقات ممتعة. 
من هنا نجد ان الكثير مما يدرس في جامعاتنا ( ثانوياتنا الكبيرة ) لازال كما هو منذ القرن الماضي لا يمكن اعتباره من العلوم الحديثة. 
سرعة تضاعف العلم يوجب على مؤسساتنا التعليمية ان تضاعف من سرعة تحديث معلوماتها up to date حتى تستطيع اللحاق بركب الحضارة. 
يوجد دراسة تقول ان خريج الجامعة في الدول العربية يقرأ في حدود ١٠ صفحات سنويا !
لذا من الواجب علينا حتى لا نكون خارج التغطية ان نقوم بإحضار ورقة و قلم و كتابة الاتي :
- عدد الكتب التي سوف نقرأها هذا العام. 
- كم مؤتمر سوف نحضر هذا العام. 
- كم برنامج تدريبي سوف ننتسب اليه. 
- كيف نقتطع جزء من وقتنا يوميا للاطلاع على كل جديد و حديث من خلال الشبكة العنكبوتية. 

زيادة الوعي و المعرفة لا تأتي الا من خلال القراءة و القراءة و المزيد من القراءة. 

في النهاية نرجع و نقول:
" العلم يتضاعف كل ٨ شهور " 
لذا يجب عليك انت ان تتضاعف.

للمزيد شاهدوا
د. صلاح الراشد




المنهج العلمي كأسلوب حياة

عقيل عبدالله

تغيرت حياة الانسان منذ اعتماده المنهج العلمي كأساس معرفي في مختلف العلوم و المعارف الانسانية حيث اصبح تعلم المنهجية العلمية ركن اساسي في التعليم العام في الدول الغربية و لكنه مازال محصورا في طي الكتب و عدد من المختبرات العلمية في دول العالم الثالث و هنا يأتي الفرق ، فالتعليم العام عندنا قائم على المعلومة الجاهزة و التلقين ، أما الجامعات فهي لا تختلف كثيرا عن حال التعليم العام ، فبدل ان يتحول الطالب الجامعي الى باحث يتحول الى متلقي للمعلومة الجاهزة  ، و بدل الرجوع الى المصادر العلمية يتحول للاعتماد على ملخصات المحاضر ، لذا من الطبيعي ان تجد الجامعي عندنا لا يختلف في تفكيره عن الامي في تقبّل الخرافة و الايمان بالخزعبلات .
في وضع كهذا حيث التعليم كما الحياة الاجتماعية تكرس التجهيل و تقبل الخرافة و الايمان بالمنقولات دون مناقشة منهجية يأتي دور الانسان الجاد في تعلم المنهج العلمي .
فأهمية المنهج العلمي ليس فقط في استخدمه الفني في المعامل و المختبرات بل بتحويله الى اسلوب حياة للفرد العادي ليتخلص من الاساليب المتخلفة التي تعتمد على الدجل و الخرافة .
فالمنهج العلمي يتعمد على المنطقية و اتباع القواعد للوصول الى الحقيقة و ليس الاعتماد على القوالب الجاهزة و المعلومات المنقولة دون تحقق ، و من أهم القواعد المنهجية كما وردت في كتب المنطق ككتاب (خلاصة علم المنطق للفضلي) التي يجب ان تتحول الى سلوك يومي هي :
-        الشك في كل قضية حتى يثبت صدقها
-        تحليل الموضوع و تجزأته الى اقسام و اجزاء
-        البدء بالبحث بين الاجزاء الاصغر فالاكبر
-        استيعاب كافة اجزاء البحث
-        الا تتناقض اجزاء البحث
و كما أن هناك مناهج عامة فإن هناك مناهج فنية متخصصة في شتى المعارف و العلوم .

عندما تعترض الانسان اي قضية أو يقرأ اي فكرة أو يسمع أي خبر ، فإن المنهج العلمي يحتم عليه ألا يضع ما يتلقاه موضع الثقة و التصديق التلقائي قبل المرور بعدة خطوات ، أولها يضعها موضع الشك و التساؤل و يصيغها في سؤال واضح ، ثم بعد ذلك يضع فرضية تخمينية أولية تفسر أو تعلل الحادثة ، ثم ينتقل الى اختبار هذه الفرضية و التأكد من سلامتها أو خطئها ، ثم رصد نتائج البحث و الاختبار قبل ان يعيد التأكد و الفحص .
و عموما فالمناهج العلمية عديدة كالمنهج الاستدلالي و المنهج الاستقرائي و المنهج الاستردادي و غيرها من مناهج يجدر ان يتعلمها الانسان لتكون جزء من روتين حياته اليومية .
إن اعتماد المنهج العلمي كأسلوب حياة يفتح للانسان آفاق كبيرة للمعرفة و يخلصه من الاوهام و المعتقدات الشعبية الرائجة ، و لكنها في ذات الوقت تجعله يعيش حالة دائمة من القلق و الشك و مطادرة ازلية غير منتهية بحثا عن الحقائق و المعارف .

إن الحياة في قلق البحث عن المعرفة خير من الاستقرار و السكون في جهل الخرافة .


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق