مقالات ثقافية منوعة
المشــاركون:
المثقفون و استحقاقات المرحلة
علي النحوي
الفرد وعامل الزمن في فلسفة
التربية المعاصرة
مهدي الرمضان
رفع الوعي.. اسلوب مقاربة
الإسلام للفطرة البشرية
مهدي الرمضان
الفطرة
Innate Behavior :
مهدي الرمضان
المثقفون.. استحقاقات المرحلة
علي النحوي
المطلوب اليوم من المثقفين الواعين الذين كافحوا ونافحوا لتكون للعقل كلمة ولفك دوائر الخوف ونزع القداسات عما أريد له أن يكون مقدسا عليهم أن لايرجعوا بسبب حدث ما إلى الدائرة الضيقة ويقيسوا الأمور بالعاطفة الطائفية ويرمون بمنجزهم وراء ظهورهم ، أظن أن قراءة الداخل مازالت مطلوبة ، حيث إننا لن نتجاوز مآسينا مالم نتجرأ على مراجعة ذاتنا ونتقدم خطوة أخرى إلى الأمام ، إن ما يحدث نتيجة لما حذر منه العقلاء ، وسيحدث ماهو أقسى إن بقينا نصر على المنظومة العقدية التي تحكمنا ، لأنها مؤسسة على الوهم واللامعقول وعلى المنقول المصنع بطرق بدائية والمخزن في علب غير قابلة للتخزين ، مأساتنا اننا وضعنا الأغلال في أعناقنا حينما ربطنا مصائرنا بماض دموي ومؤسسات تدرس شؤون اليوم بعقلية الأمس وتريد أن تصعد القمر على سعفة من جريد النخيل ، ما لم نكف عن تحميل بعض رجالاتنا فوق مايحتملون لن ننتصر في معركة ولا في مباراة كرة قدم ، إذ إننا في المونديال لانحتاج لمباركة رجل دين ولا لدعاء التوسل أو الجوشن الكبير أو الصغير بل نحتاج للاعب ومدرب وكذلك في معركة الحياة ، على الواعين اليوم أن يبينوا للناس أن مانأكله اليوم هو مابذرناه بالأمس وهو نتيجة طبيعية للغباء المذهبي الذي استشرى في مجتمعاتنا التي مازالت تنتظر أن يأتي الحل من السماء ولن يأتي ، ونتصور أن رجل الدين المسكين المتدرع بالفقه والأصول بحلتيه القديمة والجديدة لديه مصباح علاء الدين ، إننا كسوانا واهمون ونحسب أننا نجاهد ونمهد وننتظر ، لكن الجميع للأسف واهمون ، إذ إن مايعشش في العقل السلفي السني هو مايعشعش في العقل السلفي الشيعي لكن بصيغتين غبيتين ، هم أناس لاتحركهم غير فتوى دينية ، إذ يمكن لهذه الفتوى ان تفعل الفعائل ويا للهول ، عقلية كهذه تخلط بين السياسي والديني وتعتمد على الفزعة ولايهمها مايحدث على مستوى المجموع لايمكنها أن تبني مستقبلا مشرقا ، أقول للواعين ارفعوا أصواتكم بالخيارات الإنسانية والثقافية والجمالية ، وافضحوا من كان سببا في تردي أحوالنا كائنا من كان ، وهذه التحولات فرصة للانعتاق من العبودية الدينية والسياسية وتحرير العقل قبل الأرض ، إننا اليوم أمام منعطف موقظ محفز ، وليس أمامنا إلا أن نؤمن بخياراتنا الفكرية العلمية الموضوعية ولابأس ان تكون ضريبة وعينا بعض الجدليات والصدام ، لكن ثقوا بأن العقلاء من كل الفرق والطوائف التي ركبت صهوة الوهم سيجتمعون على الرأي الذي ينقذ والكلمة التي تؤلف ، أظننا اليوم بحاجة أن نقول لكل أولئك الذين باعوا واشتروا وضحوا بعقولنا باسم الطائفة والمذهب والدين كفى ، بربكم ارفعوا عنا وصاياتكم ، شكرا لكم ماقصرتم فهاهم المساكين يدفعون ثمن مازرعتم ،،
الفرد وعامل الزمن في فلسفة التربية المعاصرة
مهدي الرمضان
"اولادكم خلقوا لزمان غير زمانكم فلا تقصروهم على عاداتكم "
"لاعب ابنك سبعاً، وأدبه سبعاً، وصاحبه سبعاً، ثم اترك له الحبل على الغارب"
"نحن لم نرث الارض من آبائنا بل هي وديعة لدينا لأبنائنا"
ثلاث مقولات الأولى و الثانية تنسبان للإمام علي (ع) والثالثة لحكيم لا
يحضرني اسمه.
هذه المقولات الثلاث القديمة تاريخيا يمكن أن تشكل في مجموعها خطوط
استراتيجية لمنظومة تربوية معاصرة لكونها تحمل في مضامينها عنصرين مهمين يتوجب
تواجدهما في صلب أي عملية تربوية معاصرة؛
الفرد و متغيرات الزمن.
تعريفات التربية من بعض الفلاسفة الغربيين:
١/
يعتقد الفيلسوف و المربي الألماني هيربارت Johann Herbart أنَّ علم التربية هو :
"علم يهدف إلى تكوين الفرد من أجل ذاته، وبأن توقظ فيه ميوله الكثيرة "
٢/
أمّا عالم الاجتماع الفرنسي أيمال درخايم Emile Durkheim فيرى فيها " تكوين
الأفراد تكويناً اجتماعياً
"
٣/
أمَّا الفيلسوف الانجليزي النفعي(Utilitarian) جون ستيوارت ميل John Stuart Mill فيرى أنَّ التربية هي
"التي تجعل من الفرد أداة سعادة لنفسه ولغيره".
٤/
ولكن الفيلسوف الأمريكي
John Dewey فيرى أنَّ التربية "تعني مجموعة العمليات التي يستطيع بها مجتمع أو زمرة
اجتماعية ، أن ينقلا سلطاتهما وأهدافهما المكتسبة بغية تأمين وجودها الخاص ونموهما
المستمر. فهي باختصار" تنظيم مستمر للخبرة".
كما نستشف من هذه التعريفات لعملية التربية إنها تستهدف الفرد لتجعله صالحا
ومتوائما مع بيئته الإجتماعية وتكسبه الخبرات المتوارثه وتزوده بحزمة السلوكيات
القيّمية المعيارية للمجتمع.
فلكل مجتمع وربما لكل اسرة في المجتمع توليفة من العمليات السلوكية المتعارف
والمتوافق عليها لتشكل الإطار العام المعياري المقبول والذي تقاس عليه تصرفات
الفرد وبه يحكم عليه و بموجبه يحاكم مسلكيا.
يمكن اعتبار هذه السلوكيات القيّمية هي البنية التحتية لثقافة ذلك المجتمع
وهي أساس منظومته التربوية التي عبرها تنقل الاجيال الراشدة خبراتها وقيمها
وقناعاتها المكتسبة المتراكمة لتغرسها في وعي الأجيال النامية وتهيئها للنسق
السائد للحياة الاجتماعية وبذا تتناقل الاجيال مسلكيات السابقين وتسلمها لمن بأتي
من بعدهم.
لا تبتعد أي منظومة تربوية عن مجال التأثر بثلاث جبهات اساسية هي
المنزل، والمدرسة، و الشارع
ولكل من هذه الجبهات فعاليتها وقوة تأثيرها في النشء.
ففي فترة الطفولة المبكرة يكون للمنزل السيادة التامة في التأثير وصياغة
محددات المسلكيات والقيم التربوية وتنتزع بعد ذلك المدرسة لاحقا من المنزل قسم من
حصته في التأثير ويشاركمها في مرحلة الصبا و مقتبل الشباب الشارع ليستولي على حصة
متنامية على حساب المنزل والمدرسة الذي تنزوي تأثيراتهما حتى لتكاد تنتهي وتفقد مع
بلوغ سن الرشد والشباب المتقدم.
كل جبهة تفرض سياقاتها و تترك بصماتها على حزمة القيم المعيارية لدى الشاب
فهو متلقي نهم من المنزل في بداياته العمرية ومتفاعل بحذر مع المدرسة ايام الصبا
ليعود متفاعلا بقوة وبشغف مع مدخلات الشارع و الصداقات خارج المنزل والمدرسة ايام
المراهقة بعد حيازته على نسبة من استقلاليته وتمتعه بتنامي ثقته في ذاته.
نلاحظ في مقولات الامام علي عليه السلام الاهتمام الواضح والتركيز على كون
الأبن فرد له كينونته واستقلاليته وله حقه في العيش بمقتضى متغيرات ومستجدات زمانه
وليس للآباء المسوغ المنطقي ولا الإجتماعي الذي يخولهم ليقصروا الابناء قسراً على
قبول مبتنياتهم الاجتماعية والفكرية. كما قسٌم عليه السلام في المقولة الثانية
فترة النمو للنشء لمراحل ثلاث كل منها محدد بسبع سنوات. في الأولى يمنح الطفل حرية
اكتساب المعرفة من خلال الاشباع لعباً وهي حقيقة تشير لها العديد من الدراسات
الحديثة و يتبناها التربويون المعاصرون وفي الثانية تبدأ مرحلة تهذيب المسلكية و
غرس القيم و المبادئ المجتمعية في اليافع المتلقي أما في الثالثة وفي فتره
المراهقة الحرجة مسلكيا فتأتي فترة بناء الصداقة بين المربي والشاب اليافع ومن ثم
عند بلوغه تمام الرشد يعطى الحرية التامة في إمتلاك زمام أموره وتسيير حياته مع
المراقبة عن بعد و أسداء النصح له إن لزم. فلسفة الإمام علي عليه السلام هي
واقعا مدرسة إجتماعية وتربوية راقية لا تزال فاعلة في مقوماتها وتنبض بالحياة ترسم
للاهل اسلوب ومنهج تربيتهم للأبناء. على الاهل الإمتتاع عن اعتبار الابناء ملك ذات
اليمين لآبائهم وتحت تصرفهم.
تعزز مقولة "اننا لم نرث الارض من آبائنا بل هي وديعة لدينا لأبنائنا"
مفهوم مرحلية الرعاية والولاية على الأبناء بأن كل ما هو تحت ايدينا من معطيات بما
فيهم ابنائنا هو أمانه مستودعة لدينا تستدعي مسؤليتنا ان نرعاها ونحافظ عليها
وعلينا في نهاية المطاف القبول طواعية بتسليمها للأبناء بعدنا كما تسلمناها نحن
ممن جاء قبلنا.
هكذا هي التربية وهكذا هي سنة الحياة.
رفع الوعي.. اسلوب مقاربة الإسلام للفطرة البشرية
مهدي الرمضان
الفطرة و حزمة غرائزنا تطبع بصماتها مبكرا على سلوكنا و نشيخ ولا نزال في
قبضتها وفي طوعها لا نخلف لها إلا ما ندر أمرا او نرفض لها طلبا. الفطرة و عناصرها
و افراد عائلتها من الدوافع و النزعات هي جبّلتنا التي عليها جبلنا فهي تعمل علينا
بلا هوادة او فتور في الليل و النهار وفي كل آن ونشاطها مرهون بوجودنا في حالة
اللاوعي لتستكمل شروط فعالياتها. من يعي لها منا و يفهم مداخلها و مخارجها و طرق
عملها, قد يجد له متنفس في أيقافها وعصيانها و التمرد على مساوئها و إخضاعها بدل
الإذعان لها.
ولكن الواقع إن الغرائز و الشهوات هي من نعم الخالق علينا و من دونها لكانت
الحياة مملة كئيبة لا طعم لها ولا ذوق بل من غيرها قد لا يبقى للجنس البشري باقية
على ظهر الكوكب. لا تشكل في ذاتها قيمة أخلاقية كفضيلة او كرذيلة ولكن توظيفها هو
ما قد يضيف عليها قيمة اخلاقية أما إيجابية أو سلبية.
جاء الإسلام و من ضمن رسالته ان يعلم المسلم كيفية إشباع غرائزه دون إحداث
أضرار جانبية جسدية أو نفسية أو إقتصادية و قد اعتمد في ذلك المنحى أسلوب إخراج
المسلم من حالة اللاوعي حيث ارض اليباب ومملكة اللاوجود و مكمن عمل و سيطرة
الغرائز على مقدرات المرء لحالة الوعي التام حيث عالم العقل بقدراته التحليلية
ليكون هو المسيطر وتكون الغرائز تحت قيادته. و لنا في ذلك مثلا جليا للاسلوب في
قصة نبي الله يوسف على نبينا وعليه افضل الصلاة وأتم التسليم وما تعرض له من
مغريات جنسية غرائزية طاغية و وقوفه بصلابة و بتمام وعيه متنبها لمخاطر الشهوات ضد
الإنجراف و السقوط ضحية النزوة الجنسية الضاغطة.
و لعلنا نوضح فيما يلي كيفية تعامل الاسلام مع ثلاث تصنيفات لقمم من الغرائز
بحسب مجال عملها وقوة تحكمها و أصاله و مبدئية فعلها مع ما يتفرع منها أو ينضوي
تحتها من عناوين لدوافع و شهوات اقل منها شأنا.
1. الإسلام و تعالميه لحفظ
الحياة.
لعل من اوضع امور تشريعات الإسلام حرصه على الحياة و عدم المساس بها بغير وجه
حق حتى حرم قتل الانسان نفسه فلم يجعل للإنسان ملكية مطلقة لروحه فهي ملك خالقها
سبحانه و هو المتكفل بوقت قبضها. ودلالات نصوص الآيات الكثيرة في هذا الجانب توضح
ايضا هذا المعنى و تتوافق تماما مع غريزة حب البقاء.
ومن الآيات الكريمة : ﴿مَن قَتَلَ نَفْسًا بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي
الأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعًا وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا
أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعًا﴾ (المائدة: 32).
(وَمَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِناً مُتَعَمِّداً فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِداً
فِيهَا وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَاباً عَظِيماً )
(النساء 93).
( وَأَنفِقُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ وَلاَ تُلْقُواْ بِأَيْدِيكُمْ إِلَى
التَّهْلُكَةِ وَأَحْسِنُوَاْ إِنَّ اللّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ ) (البقرة 195(.
(وَإِذَا الْمَوْءُودَةُ سُئِلَتْ * بِأَيِّ ذَنْبٍ قُتِلَتْ) ( التكوير 8,9).
ومن الاحاديث الشريفة:( لأن تهدم الكعبة حجراً حجراً أهون عند الله من أن
يراق دم امرئ مسلم
(
رسول الله صلى الله عليه وآله مخاطبا الكعبة: (لقد شرفك الله وكرمك وعظمك
والمؤمن أعظم حرمة منك)
(لا يزال المرء في فسحة من دينه ما لم يصب دمًا حرامًا)
(أول ما يقضي الله سبحانه وتعالى بين الناس يوم القيامة سيقضي في الدماء).
(من أعان على دم حرام بشطر كلمة لقي الله تعالى يوم القيامة مكتوبًا على جبينه
آيس من رحمة الله).
(ولو أن أهل سماواته وأهل أرضه اشتركوا في دم مؤمن لأدخلهم الله النار)
2. موقف الإسلام من توق
الانسان للتكاثر لإشباع نزعة الخلود و إستدامة البقاء.
نزعة الخلود والإستدامة لدى الانسان تتمثل في قدرته على الإنجاب ويحقق
ذلك بطريق غير مباشر بترك اثر له يخلده في ولده وولد ولده. ففي كل منا خلد الانسان
الأول لما يحمله كل منا من آثار وراثية باقية فينا منه. فليس دافع النشوة و اللذة
الجنسية هي فقط دافع للإنجاب بل ايضا التوق للخلود يلعب دور في هذا الجانب عند
البعض و إلا لما تأثر نفسيا و إجتماعيا من حرم من قدرة الإنجاب لأنه لم يحرم معها
من نشوة و لذة الجنس.
يتماها الإسلام مع غريزة التكاثر و دافع إشباع الشهوة الجنسية لدى المسلم فلم
يعارضها بل نظم تفاصيل معاملاتها بدقة متناهية في تشريعاته تماشيا مع قوة ضغطها
على الانسان. فمن ناحية وعد المسلم المتمسك بإيمانه بالخلود و بالنعيم الدائم في
آخرته و فسح من ناحية أخرى للرجل في دنياه بالتعدد في الزوجات ليرضي رغبة التكاثر
و دافع الخلود.
ومن الآيات الكريمة في هذا الموضوع:
(ومِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجاً لِتَسْكُنُوا
إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لاَيَات
لِقَوْم يَتَفَكَّرُونَ.) ( الروم 21).
(يَاأ َيُّهَا النَّاسُ اتَّقُواْ رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْس
وَاحِدَة وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالا كَثِيراً
وَنِسَآءً وَاتَّقُواْ اللهَ الَّذِي تَسَآءَلُونَ بِهِ وَالاْرْحَامَ إِنَّ اللهَ
كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبا) (النساء 1)
(وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ * إِلاَّ عَلَى أَزْوَاجِهِمْ أوْ
مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ فَإِنَّهُمْ غَيْرُ مَلُومِينَ * فَمَنْ ابْتَغَى
وَرَاءَ ذَلِكَ فَأُوْلَئِكَ هُمْ الْعَادُونَ.) (المؤمنون 7,6,5).
(َو إن خِفتُم ألاّ تُقِسيطوا في اليتامى فانكِحُوا مَا طَابَ لَكُمْ مِنَ
النِّسَاءِ مَثْنَى وَثُلاَثَ وَرُبَاعَ فَإِنْ خِفْتُمْ أَلاَّ تَعْدِلُوا
فَوَاحِدَةً.)(النساء 3).
كما حرم الإسلام بوضوح الشذوذ في ممارسة الجنس أو الزواج المثلي:
(وَلُوطاً إِذْ قَالَ لِقَوْمِهِ أَتَأْتُونَ الْفَاحِشَةَ مَا سَبَقَكُمْ
بِهَا مِنْ أَحَد مِنْ الْعَالَمِينَ * إِنَّكُمْ لَتَأْتُونَ الرِّجَالَ شَهْوَةً
مِنْ دُونِ النِّسَاءِ بَلْ أَنْتُمْ قَوْمٌ مُسْرِفُون. ( الاعراف 80, 81)
ومن الاحاديث الشريفة:
(تناكحوا تناسلوا، تكثروا، فإني أباهي بكم الأمم يوم القيامة، ولو بالسقط)
(خير نسائكم الولود الودود)
(مَا بَالُ أَقْوَامٌ قَالُوا كَذَا وَكَذَا لَكِنِّي أُصَلِّي وَأَنَامُ
وَأَصُومُ وَأُفْطِرُ وَأَتَزَوَّجُ النِّسَاءَ ، فَمَنْ رَغِبَ عَنْ سُنَّتِي
فَلَيْسَ مِنِّي).
3. دور الأسلام في طلب
العلم وبلوغ المعرفة.
لا يناقش اثنان في مدى قوة تركيز الإسلام و حثه بكل الوسائل لطلب العلوم و
المعارف بشتى مناهجها و متابعة مصادرها اينما كانت لرفع قدرات المسلم وبلوغه
المعرفة و انتاجه لها وتذليل صعوبات إعمار الارض كهدف سامي و قيمة عليا للإسلام.
وتشهد آيات القرآن الكريم و الاحاديث النبوية المستفيضة في هذا المعنى. فكل منا
يحمل غريزة الفضول
Curiosity وهي دافع طاغي
للاستزادة من المعرفة و نلمحها بوضوح في اطفالنا في شغفهم للمعرفة وتفحص ما حولهم
ونهمهم للإطلاع بفضول يدفعهم بقوة وثبات و مثابرة للتعلم.
ومن الآيات الكريمة في هدا الجانب:
أول كلمة في أول آية من القرآن الكريم نزلت : (اقرأ باسم ربك الذي خلق. خلق
الإنسان من علق. اقرأ وربك الأكرم. الذي علم بالقلم. علم الإنسان ما لم يعلم)
(العلق/1ـ5
)
( نرفع درجات من نشاء وفوق كل ذي علم عليم ) (يوسف 76)
(قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لاَ يَعْلَمُونَ إِنَّمَا
يَتَذَكَّرُ أُولُو الألْبَابِ) (الزمر 9)
(يَرْفَعِ
اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ)
(المجادلة: 11).
ومن الاحاديث الشريفة:
(من سلك طريقا يلتمس فيه علما سهل الله له به طريقا إلى الجنة)
(طَلَبُ العِلْمِ فَرِيْضَةٌ عَلَىْ كُلِّ مُسْلِمٍ)
(إنّ فضل العلم خير من فضل العبادة، وخير دينكم الورع)
من هذه النصوص نرى أن الإسلام تعامل مع الفطرة بما يستوجب الاستفادة منها
بتوظيفها في وجهتها الصحيحة من خلال رفع وعي المسلم ليتجنب محاذيرها و مخاطرها
ولكنه اعترف بها و بحاجة الإنسان لها لتساعده على تحمل طريق الحياة وجعلها ممتعة
للوجدان ولذة للحواس.
الفطرة Innate Behavior :
مهدي الرمضان
تعرف الفطرة بالسلوك النمطي العام الذي يشمل كل افراد البشر والغير مسبوق
بتعلم او تدرب ويأتي السلوك نتيجة تحفيز أواستثارة حسية محددة داخلية او خارجية.
و يدرج الباحثون السلوكيات التي يمكن تسميتها فطرة عند الاطفال بما يلي :
1. الخوف.
2. الغضب.
3. الفضول.
4. الضحك.
6. لعق الاشياء عند القبض
عليها باليد.
7. الخجل.
8. الاستحواذ والتملك.
9. التنافس.
10. الغيرة و الحسد.
11. اللعب والتحفيز الذهني.
12. التقليد.
ويضيف البعض:
البكاء والابتسام والتثاؤب كسلوكيات فطرية غير مكتسبة.
وعند الكبر تكتسب بعض عناصر الفطرة وتتطور نتيجة عوامل بيئية واجتماعية
ثقافية وتتحول كسلوك ضمن ما يعرف بنظرية التحفيز الغريزي Instinct Theory of Motivation
فنحن كبشر بعد تعدينا مرحلة الطفولة نحمل غريزيا مفهوم "قاتل او اهرب Fight or Flight" عندما نواجه تحدي وخطر يهدد حياتنا.
ويمكن إرجاع كل غرائز الانسان الاساسية المؤثرة على سلوكه وحصرها في ثلاثة
عناوين مهمة:
١/
الحياة والإبقاء عليها.
٢/
التوق للخلود وإستدامة الوجود بالتكاثر.
٣/
الفضول والتعلم.
ومن هذه الغرائز الاساسية تتفرع الشهوات والدوافع والرغبات والنوازع.
امثلة على الشهوات
Desires لدى الانسان:
شهوة إمتلاك القوة
والسيطرة.
شهوة الجنس.
شهوة الطعام.
شهوة الانتقام ورد الاعتداء.
امثلة على الدوافع
Drives
دافع بلوغ مركزية إجتماعية مرموقة.
دافع التواصل والترابط بالغير إجتماعيا.
دافع الفضول وإكتساب للمعرفة والتعلم.
دافع تحقيق التحفيز الحسي لبلوغ اللذات.
دافع التوق للحرية.
امثلة على الرغبات
Cravings:
رغبة الحياة المرتبة المتسقة.
رغبة الانتماء لوطن وارض.
رغبة تحقيق النجاح.
رغبة تحقيق القبول لدى الغير.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق