الأربعاء، 20 أغسطس 2014

الاساطير و علاقتها بالديانات

الاساطير و علاقتها بالديانات
 
المشــاركون:

الاسطورة الدينية.. قراءة مغايرة
كاظم الخليفة

الأساطير على اختلافها هل كانت سلبية ولاتنفع الناس؟
عقيلة النجيدي

الاسطورة مبنية على فكرة صحيحة
 علي الخرس

الاساطير وازمة العقل الاوربي
رياض السليم

اساطيرهم واساطيرنا
رياض السليم

الاساطير ..والحقيقة عندما تكون اغرب من الخيال
رياض السليم

  





(1)

"الاسطورة الدينية.. قراءة مغايرة"
كاظم الخليفة

لماذا لم تكن مجالس العزاء على الميت (الفواتح)، تفتتح سابقاً يوم السبت ولا تختم به في مجتمعنا الاحسائي، وما علاقة ذلك بمعتقدات الطائفة الإيزيدية؟ ، ولماذا لا ترمى "مشيمة"الطفل سابقاً في القمامة إنما تُلقى في عين ماء جارية في احسائنا الحبيبة، وحقيقة نسبته إلى طائفة الصابئة المندانية؟.. كثيرة هي الأساطير التي رمزت حياة الانسان المعاصر ووجهت حياته وسلوكه إلى نواح قصية وبعيدة عن البرهان العقلي والحقيقة العلمية الواضحة، لكنها متغلغلة في دواخلنا وأصبحت من المسلمات التي لا تستدعي التوقف والمساءلة.
اليوم سأفتتح قراءاتي عن الاساطير بهذه القراءة الموجزة عن رسالة للماجستير قدمتها الباحثة فضيلة لكبير إلى جامعة الحاج لخضر في بانتة، وهي بعنوان "دور الأسطورة الدينية في بناء النظام الاجتماعي":

تقول الباحثة فضيلة لكبير أنه ليس للأسطورة زمن؛ أي انها لا تقص عن حدث جرى في الماضي وانتهى، بل عن حدث ذي حضور دائم؛ فزمانها زمن ماثل على الدوام لا يتحول الى ماض. إن الإله تموز (إله الخصوبة) الذي قتل ثم بعث الى الحياة في الربيع، وكذلك الإله مردوخ، الذي خلق الكون ونظمه في الزمن الغابر الأول، إنما يفعل ذلك في كل عام ومع بداية السنة البابلية الجديدة (أفريل)، حيث يقوم بإعادة خلق الكون وتجديده.
وعندما لا يكون للأسطورة هذا الطابع الدوري المتكرر الواضح، فإن مضمون الاسطورة يعبر عن حقيقة أزلية لا يطاولها تغيير، فاسطورة خلق الإنسان من تربة ممزوجة بدم إله قتيل، هي تأسيس لفكرة الطبيعة المزدوجة للإنسان وتكوينه من عنصر مادي وآخر سماوي مقدس.

النظرية الرمزية أو المجازية:
تفترض ان كل أساطير الأقدمين لم تخرج عن أن تكون في شتى أشكالها الدينية والأخلاقية والفلسفية والتاريخية مجرد مجاز، ولكن بمرور الوقت أستوعبها الناس على أساس ظاهرها الحرفي، وكذلك تم استخدامها كأحد وسائل الضبط الاجتماعي.

- ورد لفظ الأساطير في تسعة موارد موارد متفرقة في القرآن الكريم.
- جاءت ثمان آيات منها في سور مكية، عدا سورة واحدة مدنية هي سورة الأنفال، التي تعتبر سورة انتقالية للعبور من العهد المكي الى المدني.
- لم تأتِ لفظ "الأساطير" لوحدها، بل جاءت في الآيات كلها مضافة الى "الأولين"؛ أساطير الأولين.
- العنصر المشترك في الآيات جاءت على لسان الكافرين بدعوة الاسلام. كما ان الآيات قيلت في مناسبات الاحتجاج والجدل حول قضايا إيمانية عقلية تدعوهم الى النظرة في الدعوة الجديدة، نظرة متجردة ابرزها الدعوة للتوحيد وقبول البعث والحساب، وأمام عجزهم عن رد الحجة يلجؤون الى إغلاق باب الجدل، بنسبة ما يسمعونه الى أساطير الأولين، وفي ذلك إشارة واضحة الى ان هؤلاء كانوا يعلمون أن هناك تراثاً مسطوراً وضعه الأولون، ويبدو أيضا انهم كانوا يحتفظون في أذهانهم ببعض معالمه.

الخلاصة:
نفي الله سبحانه وتعالى عن نبيه الكريم (ص) ما ادعوه عليه انه مجنون، وساحر، وكاهن، وشاعر.. لكنه لم ينف وجود ذلك المضمون ولا مرة واحدة في أساطير الأولين.

يتبع،،،


(2)

"الاسطورة الدينية.. قراءة مغايرة"
كاظم الخليفة


(أحساء يا نسج الأساطير التي
منها غزلت عباءتي وردائي
أهواك ما انتصبت نخيلك هيبة
تجتاح بالتمر الأبي دمائي
أهوى رمالك للطهارة نبعة
منها استقيت طهارتي ونقائي)، الشاعر الكبير جاسم الصحيح.

يمثل المكان أهم مرتكزات الأسطورة، سبقت الخلق الأول للكائن البشري وشكلت "سرة الكون" التي رضع منها الكون في ولادته المبكرة مثل مكة. لذلك تكون دائماً في طهر مستمر ومنها يغتسل المدنس ليصبح مقدسا. فأسطورة الأحساء التي يتغنى بها شاعرنا الجميل ويغتسل من مائها، هي "جرة" كما وردت في الكتابات الإغريقية القديمة وقبل خمسة آلاف عام،  والتي وصفتها بأن أبوابها من ذهب، حيث تجارة البخور ومحطة القوافل. الأحساء القرمطية والاشتراكية العلمية المبكرة.
فالفرار من الأسطورة هو بمثابة أن تفر من قدرك؛ ذاتك التي تشكلت على مهل وخارج رقابة عقلك.

عندما أخبرني الشاب الجميل محروس عن عزمه على طرح موضوع الأساطير على إدارة الملتقى، شددت على يده وأكدت له أنه سيكون موضوعا مثيرا، وبالذات عندما حدثني عن تغلغل الأساطير وحضورها في السينما وبرامج الألعاب الإلكترونية، ووعدته حينها بالمشاركة.
كان تصوري عن مشاركتي أنها ستطال التراث والدين، وبدأت أول حلقة عن كتاب الأستاذة فضيلة لكبير ورؤيتها بشأن أساطير الأولين التي وردت كمفردة وتبني الدين الإسلامي لجزء مهم منها وعدم نفي القرآن الكريم ورود تلك التهمة.
هذا الكتاب قادني وبشكل منطقي للبحث أكثر في كتاب آخر تناول المعجزة في المخيلة الإسلامية وكيف أن مفردة معجزة لم يكن لها حضورا في القرآن الكريم؛ بل كانت مفردة "آية"، والتي تتفق في سياقها ومعناها مع ما يماثلها دينيا في اللغات الشرقية القديمة؛ لغات العهد القديم، والتي وردت فيها أحداث خارقة كقصة نبي الله إبراهيم وموسى.. وباقي قصص بني إسرائيل، والفارق الكبير بين مدلول المعجزة في التوراة من حيث انها استجابة من الطبيعة لرغبة النبي، أو تغيير مؤقت في نواميس الطبيعة بفعل الله كما هي المعجزة في القرآن الكريم.

لكن عندما رأيت التفاعل البسيط مع الموضوع والذي يشوبه التوجس من جميع الأطراف لكونها، أي الأسطورة، منطقة تكثر فيها الألغام المعرفية لأنها تطال الدين والمعتقد، أرتأيت الحديث عن الموضوع من خلال الاساطير المعاصرة.
يتبع،،،



(3)

"الاسطورة الدينية.. قراءة مغايرة"
كاظم الخليفة

يرى السيد القمني أن إلقاء تراثنا القديم في سلة مهملات التاريخ قبل دراسته وتمحيصه وتناوله بالمنهج العلمي يعتبر جريمة. وكذلك الحكم عليه بالامعقول وشطبه من دون حسم مواضيعه هو موقف غير عقلاني ومنطقي. فمواجهة التراث بأساطيره المؤسسة هي من أولويات المثقف، لأننا نعيش وسط حروب تتقدمها الأسطورة، الحكاية تسبق المدفع، مثل حدث فلسطين المعاصر.
فعندما قدم اليهود أساطيرهم كأرض الميعاد، ناوش المثقفون العرب تلك الأسطورة بحجاج أن مسرح التوراة كان جنوب الجزيرة العربية وليس فلسطين كما هو بحث كمال صليبا وفاضل الربيعي. وليس هذا فحسب، فقد أنكر علماء الأزهر العلم وكذلك فعلت السلفية عندما أعتقدوا أنها بفعل الشيطان والجن!؟
وكذلك عندما تسيطر نانسي ريغان حرم الرئيس الامريكي على مواعيد واجندات البيت الأبيض حسب ما تمليه عليها عرافتها، فنحن نعيش الأسطورة بأشد سطوتها، وكذلك فعل فرانسوا ميتران، الرئيس الفرنسي السابق وعلاقته بالعرافة "إليزابيث تيسيه".

فلماذا تأخرنا عن مواجهة تراثنا وإعادة تأويل أساطيره بما يتناسب والمعرفة العلمية الحديثة واحتياجاتنا الروحية؟ لقد تفائل عالم الأسطوريات "كامبل" عندما قال (أن العلم كنس الأسطورة من بيت الدين)، لكن العالم ما زال أسطوريا في تعاملاته اليومية، لذلك يصر رائد البنيوية رولان بارت على أن الأساطير متغلغلة في جزئيات الحياة الأوروبية والخطاب الثقافي المعاصر وأثبتها في كتابه "اسطوريات الحياة اليومية".

أختم بدعوتي لنا جميعاً بضرورة أعادة تأويل أساطيرنا، وليس ذلك باعتبارها خرافة، إنما باعتبارها حاضرة وبقوة في خطابنا الثقافي وجزء كبير من ممارساتنا المعاصرة، وكذلك باعتبارها حكاية دينية بدلالة رمزية. لذلك يرى كامبل أن الأساطير الدينية قد فقدت تأثيرها على الفرد المعاصر ويجب إعادة بنائها.
مودتي،،،





 



الأساطير على اختلافها هل كانت سلبية ولاتنفع الناس؟
عقيلة النجيدي


يحضر في ذهني الآن أساطير الفراعنه وكيف كان لها أثر كبير في صناعة حضارتهم
حيث كانت حياة الفراعنه وملوكهم تتمحور في معرفة ماذا سيحدث في رحلة الموت
وكيفية الرجوع للحياة مرة أخرى
الكثير من الأساطير عند الفراعنة حول الصراع في ذلك العالم السفلي المحفوف بالمخاطر  ومايحدث في ذلك العالم

لذلك وعبر آلاف السنين وبدافع التغلب على تلك العقبات طور المصريون طرقاً دقيقة للتنبؤ برحلة الموتى والمساعدة في ضمان الحصول على حياة أبدية
فكان عليهم ان يبتكروا مايعينهم على التغلب عليها .. على سبيل المثال
في نظرهم للجسم أهمية كبيرة اذا حفظ الجسم جيداً فستعرفه روحه لاحقاً في العالم السفلي.. وسيتحدان مجددا فتوصلوا إلى طريقة تحنيط الجسم بعد الموت
أيضاً الأهرامات والتي تمثل عند الفراعنة السلم إلى السماء...
القبور بالنسبة لهم تعيد خلق الكون وتخدم في الأساس على أنها آلات لإعادة البعث تتمكن من خلالها روح الملك الموجود بالهرم من أن تُحلق من جديد وتندمج مجدداً مع جسده ليحيا إلى الأبد...
فكرتهم عن الموت والآخرة والخلود جعلتهم يصنعون فن عمارة رائع ..

ولاحظت في أساطير الفراعنه أن الملك الفرعوني يمر بعدة بوابات بعد الموت حتى يقابل وجهاً لوجه الحاكم الأعظم بالعالم السفلي –أوزايرس-  اللي يحاكم جميع الموتى..
أوزايرس كان فرعون صالح لما كان على قيد الحياة لكنه انقتل على يد أخوه الحاسد وألقي في نهر النيل.. وبعد أن رجع للحياة في العالم السفلي تحولت بشرته للون الأخضر اللي يرمز لقوته في عودة الحياة من جديد
لما يوصل الميت الى محكمة أوزايرس.. بعد عبوره البوابات لابد يجتاز امتحان واحد يقدمه أوزايرس لجميع من يصل إلى المحكمة،
حيث يتم وزن قلوبهم مع الحقيقة المتمثلة في ريشة و إن توازنت يمكنهم مواصلة الطريق إلى الآخرة بأمان
يمثل القلب مركز الحكمة ويتم وزن القلب أمام أوزايرس، والميزان هو اختبار النقاء للقلب.. فإذا كان وزن القلب أثقل من ريشة الحقيقة يلقى بالميت إلى آميد المفترسة، وهو وحش مخيف مكون من تمساح وفرس النهر وأسد، واذا التهم الميت لاسبيل لرجعته للحياه والخلود
ويحدث هذا اذا كان القلب غير نقي 
أما اذا تجاوز الامتحان يواصل طريقه  الى ان يكون في مواجهة أبوفيس وجيشه وجهاً لوجه ويخوض معه حرب اذا انتصر عليه يعود للحياه

و أبوفيس في اساطير الفراعنه يشبه لحد ما الشيطان الرجيم لكنه في عالم الموت

المحاكمة والبعث والميزان والشيطان او ابوفيس
موجوده بالأساطير
وموجوده بالأديان بشكل او بآخر
  



 




الاسطورة مبنية على فكرة صحيحة

 علي الخرس

إن أهم ما يميز اﻻسطورة أنها منسوجة على فكرة أو حدث حقيقي. إما أنه حدث في الزمان الغابر. أو أنه سيحدث في المستقبل.
اﻻ أن الحضارات صاغت حول الحقيقة أمور غير صحيحة لتكون اﻻسطورة.
فعلى سبيل المثال فالبعث بعد الموت حقيقة أخبر بها المرسلون اﻻ أن كل حضارة تصور اﻻعداد لﻻنتقال بطريقة مختلفة.
وفي الحضارة اﻻشورية ذكرت قصة الطوفان اﻻ أن تفاصيلها تختلف عن ما ذكر في الحضارات أخرى.
وحتى فكرة الشخص المنقذ للبشرية موجودة في الكثير من الحضارات.
وأما إشارة القرآن الكريم إلى أساطير اﻻولين فيقصد به ما سطره أي ما كتبه اﻻولون.
وفي كثير من السور يوضح القرآن الفكرة أو القصة الحقيقية ويفند اﻻسطورة. مثل قصة نبي الله سليمان او موسى أو عيسى عليهم السلام.
كما أن الكثير من الروايات عن أهل البيت (ع).ومحاوراتهم مع علماء اﻻديان اﻻخرى بينت الحقيقة من الخرافة.
*وعليه يتضح ارتباط الكثير من اﻻساطير منذ بدء الخليقة بالمعتقدات الدينية.
*وقد دخلت الكثير من هذه اﻻساطير إلى الفكر اﻻسلامي بعد إتساع رقعة البﻻد اﻻسﻻمية ودخول بﻻد فارس والروم وغيرها.

وبالمناسبة حتى اساطيرنا الشعبية مثل السعلوة مبنية على فكرة صحيحة من وجود حيوان مثل الذئب أو الضبع كان يقوم باختطاف بعض الماشية عن غفلة .ثم حورت القصة إلى حيوان يختطف اﻻطفال وذلك لتخويفهم كي ينصاعوا لتعليمات ذويهم.

  

  
 

الاساطير وازمة العقل الاوربي
رياض السليم


لقد العقل الاوربي في ازمة لغوية جعلته عاجزا في فهم اساطير الاولوين فجعلته يفهم النصوص القديمة بطريقة غير صحيحة من خلال اسقاطات مفاهيم لحضارات على مفاهيم مغايرة نتيجة تغاير الحضارة.
ومنها الخلط بين مفهوم العظيم ومفهوم المقدس ومفهوم الإله و مفهوم الالهي .

والحضارات القديمة لها لغتها العلمية الخاصة المشفرة وكانوا يحفظون العلم عن عامة الناس لان العلم سلطة و هذه السلطة كانت محتكرة  من قبل الكهنة ولما قرأ علماء الغرب هذه النصوص القديمة ترجموها ترجم حرفية افقدتها المعنى الحقيقي
لان القصة الخرافية تخفي تحتها نظرية علمية لا يمكن فهمها الا من خلال الاستاذ ولهذا نجد القدماء يؤكدون على انه لا يمكن الحصول على معرفة دون استاذ لان لغة الكتب الدينية ظاهرها مختلف عن باطنها
ومن العلماء الكبار الذين لاحظوا هذا الخلل واشاروا له الدكتور مصطفى محمود
والآن ظهرت دراسات كثيرة حول هذا الموضوع تقدم قراءات جديدة للحضارات القديمة وتطرح صورة مختلفة تماما عن التي طرحها المستشرقون الغرب

يتبع


 



اساطيرهم واساطيرنا
رياض السليم


تاريخنا اساطير
اساطيرهم تاريخ

اساطير مفردها اسطورة ومادة سطر معناها الصف من كل شي ومنها الكتابة التي هي بمعنى صف الحروف و الكلمات.
واسطورة على وزن افعولة وهذا الوزن يستخدم للتفخيم وزيادة الاهتمام و الاثارة.
مثل اطروحة اعجوبة اطروحة.
واساطير الاولين كما استخدمها القرآن لم تحمل معنى سلبي بل يقصد بها علوم واخبار وقصص الاولين وهي كتب وكتابات تحمل هالة من العظمة و الاحترام و التقديس.
وكلمة اساطير بمادتها وهيئتها تستخدم لدى معظم الحضارات القديمة وهي اللفظة بنفسها موجودة لدى اللغة العبرية اسطوريا بمعنى تاريخ
وحتى في اللغة اليونانية و اللغة الانجليزية لديهم كلمة  ستوري

ولذلك عندما نعود للغة العربية و اللغات القديمة نجد لديها تفسيرات مختلفة اكثر عقلانية و اكثر علمية مما قدمه الغرب.

علم الاساطير والانثربولوجيا و السياسة.

لم يعط الاستكبار هذه الاهمية لعلم الاساطير والانثربولوجيا اعتباطا او لاجل العلم من اجل العلم بل من اجل التوسعية والهيمنة السياسية
وذلك انهم اذا ارادوا احتلال اي بلد قاموا بدراسة كل شيء عن هذا البلد وعن تاريخ شعوبه واساطيرهم وعاداتهم وتقاليدهم
ولم يكتفوا بدراستها فقط بل تزويرها بالطريقة التي تناسبهم وتبرر وجودهم واحتلالهم.
وقد برع البريطانيين في هذه التلاعبات الى درجة ان الحاكم البريطاني في الهند قد استطاع ان يكون إلاها عند بعض القوميات الهندية ومبعوث الآلهة عند قوميات أخرى
وان الآلهة قد ارسلته ليؤدب الحكام و الأمراء الظالمين الذين لم يلتزموا بتعاليم الآلهة.

بينما وظفوا هذا العلم بطريقة أخرى في العالم العربي من خلال التلاعب في.تاريخ الاقوام القديمة التي سكنت المنطقة واثارة نزعة الانتماء لها وليس للامة العربية او الامة الاسلامية.
مثل كلمة سوريا لم تكن معروفة ومتداولة قبل الحرب العالمية الاولى ولكن عندما بدأت الثورات العربية ضد العثمانية بدعم من الغرب طرحت كلمة سوريا اشارة الى انها بلاد السريانيين من اجل تغييب الشعور بالانتماء الى العروبة والاسلام مما دعى،في ذلك الوقت المفكر الكبير دروزة بتاليف كتاب تاريخ،الجنس العربي ويثبت فيه عروبة الشام قبل الاسلام وكذلك عروبة مصر و العراق وهو موسوعة كبيرة في ثمان مجلدات.
يرد فيه محاولات تقسيم الامة العربية و الاسلامية انذاك بان مصر،لم تكن عربية بل،قبطية و فرعونية،و ان لبنان فينيقية،و،العراق،نبطية وكردية والخ.
والبحث التاريخي الحديث وحتى بحوث،الدي ان ايه اثبتت ان معظم هذه الشعوب عربية سامية واصولها،تعود الى الجزيرة العربية وهذا،يوافق الكثير،من النصوص التاريخية و لكن الاستعمار وظفها بالطريقة التي تخدم مصالحه.
فالفينقيين عندما نعود للتاريخ نجد انهم هم الكنعانيين ولكن الترجمة الغبية الجاهلة بالتراث ترجمتها حرفيا من المصادر الغربية دون البحث في التراث لمعرفة من هو الشعب المقصود
والكنعانيين هم سكان جنوب العراق وساحل الخليج العربي ومن الكنعانيين خرج نبي الله ابراهيم في جنوب العراق في منطقة قريبة من الناصرية و البصرة في العراق ومن ساحل شرق الجزيرة العربية هاجر الفينيقيين (الكنعانيين) الى ساحل الشام ومن ساحل الشام الى سواحل اوروبا.
ويأتيك بعض الجهلة اللبنانيين يقول نحن لسنا عرب نحن فينقيين من اصول اوربية .
وهذه الفكرة تحدث بها نابليون بونابرت عندما استقبل وفدا من مسيحيين الشام وقال لهم لبنان هي بوابة الغرب للشرق من قديم الزمان ويعني نحن الفينقيين اسسنا حضارة من اقدم الحضارات وصدرناها للشرق الاوسط و الآن نعيد الاسطورة ونصدر حضارتنا الجديدة للشرق الاوسط عن طريق لبنان مرة اخرى.

ونفس الفكرة في مصر فالدعوة الى ان مصر هي قبطية و فرعونية محاولة اخرى لاستغلال اساطير الماضي في التلاعب بالعقول لان الاقباط و الفراعنة و حتى البربر هم شعوب سامية عربية  اصلية وتعود اصولها الى الجزيرة العربية كانت تعرف في الجزيرة بالعرب البائدة لان العرب البائدة قسمين قسم هاجر خارج الجزيرة و قسم انقرضوا
فالفينيقين و السريانيين و القبط و الفراعنة و النبط شعوب عربية هاجرت من الجزيرة العربية قبل خمس وستة آلاف سنة
والتتبع اللغوي لتلك اللغات يثبت تفرعها من اللغة العربية
ويذكر بعض المؤرخين ان الروم وهم الايطاليين في هذا الزمن هم من اصول سامية بخلاف بقية اكثر الشعوب الاوربية و البحوث اللغوية للغة الرومانية القديمة تثبت انها الاقرب للغة العربية مم غيرها.
والحضارة الاوربية القديمة و الجديدة محطتها الاساسية روما
والى يومنا هذا نجد معظم الاوربيين لديهم حساسية ضد الايطاليين واشكالهم تحتلف ايضا عن بقية الاوربيين
ولا يمكن فهم هذه المعادلات الا من خلال العودة الى الاساطير القديمة.
وحتى اسماء الاصنام و الشخصيات الاسطورية نجدها مسميات متشابه لدى العرب والشعوب التي تفرعت منها.

وقد قرات كتاب يتكلم عن الاصنام في الحضارات القديمة ويخرج بنتيجة ان الشخصيات هي نفسها،ولكن يتغير لدى كل جماعة بسبب اللغة و اللهجة
فمثلا
ابولو،هو نفسه هبلو وهو نفسه هبل
والصفات هي نفسها عند الكل.


 




الاساطير ..والحقيقة عندما تكون اغرب من الخيال
رياض السليم



اجمل ما يقال لوصف القضية هو قوله تعالى وما اوتيتم من العلم الا قليلا.

وذلك ان الانسان ليس هو المخلوق الوحيد الذي يمتلك عقلا ووعيا بل هناك مخلوقات كثيرة تعيش معه بعضا يسكن في الهواء وبعضها في البر وبعضها في البحر ولها اشكال واحجام مختلفة.

وهذه الكائنات تركيبتها المادية تختلف تركيبتها المادية فيزيائيا عن تركيبتنا المادية لهم اجسام حرارية وتتحرك بطريقة موجية وبدرجة منخفضة جدا من نوع الموجات التحت حمراء وهذه الكائنات تعيش في بعد مختلف عن بعدنا الذي نعيش فيه يسميها علماء الفيزياء المعاصرين بالبعد الرابع تبعا للنظرية القائلة بالابعاد العشرة لعالمنا
ويسميه بعض الفلاسفة  بالعالم السفلي

وقد اسماها القرأن بالجن وهو اسم جامع لانواع وفصائل كثيرة تختلف فيما بينها كثيرا والجامع بينها انها مخلوقة من المادة المضطربة او الخفيفة مارج من نار
بينما البشر مخلوقين من مادة ثقيلة مستقرة لذلك هم يروننا ونحن لا نراهم
والبشر اقوى من الجن ويستطيعون القيام بامور لا يستطيع الجن القيام بها وكذلك العكس.

فالعرفيت من الجن قال للنبي سليمان  انه سيحضر عرش بلقيس قبل ان تقوم من مقامك
وقال الانسي الذي عنده علم من الكتاب انا آتيك به قبل ان يرتد اليك طرفك.

وقد استعان البشر بالجن كثيرا واستعان الجن بالبشر في مصالحهم.
فالنبي سليمان كان الجن يقومون بخدمته
ويبنون له مايشاء من محاريب وتماثيل وجواب كالجفان وقدور راسيات
والشياطين كل بناء وغواص.

وكذلك الشيطان يسخر اولياءه من الجن و البشر لخدمته فيعطيهم بعض القوى من خلال توظيف بعض الجن لخدمة الموالي للشيطان.

لذلك اولياء الشيطان بحاجة لاثبات ولائهم له على الدوام فيتقربون له بقرابين الدم والفواحش و المعاصي وكل ما يخالف الفطرة.

وهذه المطالب هي عهد اخذه الشيطان على نفسه بان يضل بني البشر ويريد ان يثبت نظريته انه افضل من البشر وانه قادر على خلق نظام افضل من النظام الالهي.

وهذه الحرب التي بدأها ابليس مع البشر قد تحدثت عنها كل الحضارات وكل الاديان السماوية والكل يرويها بطريقته واسلوبه الخاص ولكن القرآن ابطل كل التحريفات وروى القصة الحقيقة لان اتباع الشيطان يروون القصة بطريقة يكون ابليس فيها هو صاحب الحق ويريد ان يصور نفسه لاتباعه ان إله وانه شريك للخالق وانه يستطيع ان يحقق الاماني لاتباعه ولكنه لا يزيدهم الا رهقا ويوم القيامة يتبرء منهم.

ومن هنا نجد فصلا آخر لحقيقة الاساطير وهي ان عبادة الشيطان هي الاساس لعبادة الاصنام
وذلك ان الاصنام التي كانت تعبد هي ثماثيل لشخصيات حقيقية من شياطين الجن وشكل التمثال يكون قريب عادة من شكل الجني الحقيقي.
وهذا الجني يظهر بعد تقديم الطقوس الشيطانية التي لا تخلو من الفجور و النجاسة وسفك الدم وتقديم القرابين.
وكان الكهنة على اطلاع بحقيقة الامر وعبادة الشيطان ولكن هذه الحقيقة لا يمكن حتى لبسطاء الناس ان يقبلها بسهولة  لذلك كان لا بد من استغلال العلم وتطعيمه بالخرافة لكي،يتمكنوا من تمريره على الناس واقناعهم بهذه الاساطير .

ولذلك الاساطير ليست كلها خرافة و،ليست كلها علم.
ويبقى دور السياسة والحرص على الدنيا  هو الاخطر و الاهم في صياغة الاساطير قديما و دورها هي الاخطر في استرداد تلك الاساطير وتوظيفها .
ونحن المسلمين و العرب لازلنا متأخرين ومتخلفين كثيرا في الخوض في هذا العلم.
فالحرب على افغانستان وبعدها ال حرب على العراق تمت وفق اساطير وتم التمهيد عدة سنوات  لها اسطوريا قبل القيام بالحرب.
وقد استخدم الاعلام الامريكي مصطلحات تاريخية اسطورية كثيرة كنوع في برمجة العقول وتهيئتها لتقبل الحرب.
فجورج بوش الثاني استخدم عبارة لعنة نبوخت نصر في حربه ضد صدام والحرب الصليبية ضد افغانستان وضد الارهاب الذي لم يحدد لونه وجعله كانه حرب مفتوحة ضد الاسلام.
وتزامن مع الحدث صدور عدة روايات و افلام تستحضر هذه الامور والاعلام يلهج بهذه المصطلحات المستمدة من التاريخ الاسطوري.
لتكون هذه الاساطير ساكنة في اللاشعور تحرك الناس نحو اهداف مرسومة مسبقة من حيث لا يشعرون.









ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق