الخميس، 19 يونيو 2014

السنه والشيعة وحدة الدين وخلاف التاريخ والسياسة


السنة والشيعة
 وحدة الدين وخلاف التاريخ والسياسة






المشاركون :

علي بن علي الحمد:
موسم الهجرة الفكرية

علي بن علي الحمد:
النقد الداخلي : ضمانة للوسطية

مهدي ياسين الرمضان:
الصور الذهنية ومخاطر الإقتتال المذهبي

يحيى الجاسم:
مبادرة افتراضية للتآخي الإسلامي

علي النحوي:
تغريدات الحرب والمونديال 

صلاح الهاجري:
الحكم... اسم من اسماء الله الحسنى



علي بن محمد الحمد: 
موسم الهجرة الفكرية




من المعلوم أن طائفة الشيعة الإثني عشرية لا تمثل كل الشيعة ولا تحتكر التشيع، فقد مرت بمراحل فرز تاريخية كثيرة، في كل مرحلة منها ابتعدت أكثر قليلاً عن كل الآخرين. فالشيعة المعاصرين لا يحملون أعباءهم فقط بل وأعباء آبائهم وأجدادهم من يومنا هذا إلى يوم السقيفة.


وهذا يشمل الفرقة السلفية من أبناء السنة، والتي لا تمثل كل الطائفة السنية، كما لا تحتكر التسنن. فقد مرت هي أيضاً بمراحل فرز تاريخية كثيرة انقسمت خلالها مرات ومرات.


ففي كل مرحلة فرز تاريخية كالخلافات السياسية أو الفكرية أو العقائدية أو عند موت إمام أو بروز قائد، انقسم الشيعة، ابتداءً من الشيعة الكيسانية مروراً بالزيدية والإسماعيلية والفطحية والبترية والإثني عشرية بقسميها الأصولية والإخبارية وانتهاءً بالعلوية والدروز والبهائية. هذا فضلاً عمّن عاد إلى التسنن أو انقلب إلى الحضيرة الأموية. في كل مرحلة من تلك المراحل ازدادت العزلة الفكرية بين كل فرقة من هذه الفرق وغيرها من الفرق الأخرى. وفي كل واحدة منها ضاقت الدائرة العقائدية والفكرية حول كل فرقة من هذه الفرق وازدادت أعباؤها. وهذا ينطبق على باقي الفرق الإسلامية كما ينطبق أيضاً على باقي الأديان السماوية.


لذلك وإن ظننا أو زعمنا أننا اخترنا مذهبنا وديننا وأفكارنا بأنفسنا، وبحريتنا التامة واستقلال عن التاريخ، إلا أننا في واقع الأمر (ماعدا قلة قليلة) نتبع آباءنا وأجدادنا في مجمل خياراتهم ومعتقداتهم، ونحمل ضغائنهم وأحقادهم ونعيش خلافاتهم كما نحمل موروثهم وخلاصة تجاربهم واجتهاداتهم.


وكما أن كل من يعيش في منطقته التاريخية، يجد نفسه لا إرادياً، في خضم صراع اجتماعي لم يختره بل فُرِض عليه فرضاً. كالصراع بين الأصولية والشيخية في الأحساء، والذي اشترك فيه حتى الأطفال.  والصراع بين الهوتو والتوتسي في رواندا وأدى إلى أسوأ حرب أهلية في عصرنا هذا. والصراع بين الطبقات الاجتماعية في الهند. كذلك حال من يعيش في عقيدته التاريخية.


قد تكون الهجرة هي أحد المحاولات الشائعة للتحرر من الأعباء الإجتماعية الموروثة، خصوصاً عندما تسيطر على أسلوب الحياة في مناطق العيش التاريخية. وكذلك فإن الهجرة الفكرية هي بلا شك أحد المحاولات المشروعة للتحرر من الأعباء الآيديولوجية، خصوصاً عندما تسيطر على أسلوب الحياة لدى أبناء المذاهب التاريخية.


فهل نرى الآن، في ظل الصراع الطائفي المحتدم في البلاد الإسلامية، تباشير موسم الهجرة؟










النقد الداخلي : ضمانة للوسطية



مصطلح المهن التخصصية هو أقرب ترجمة لمصطلح (Profession) الإنجليزي والذي يعبر عن أي وظيفة أو مهنة تتطلب تدريباً أو تعليماً متخصصاً. خصوصاً تلك التي تتطلب تأهيلاً أكاديمياً, كالطب والهندسة والمحاماة وغيرها.

في الدول الحديثة، تمتلك أغلب المهن التخصصية هيئات تنظيمية تحافظ على مستوى تأهيل منسوبيها, وتتأكد من موافقتهم لشروطها, لتضمن كفاءتهم, وتحافظ على سمعة المجتمع المهني الذي تمثله, وتمنع الدخلاء من الإساءة له. هذه الهيئات التنظيمية تتضمن النقابات و الجمعيات المهنية و حتى الكليات المتخصصة, وهذه الهيئات بمجملها تقوم بمهمة الرقابة الداخلية, طبعاً كل في مجاله. في المقابل هناك رقابة المؤسسات القانونية والحكومية من قضاء وشرطة ودوائر رقابية حكومية وغيرها, وهذه تقوم بمهمة الرقابة الخارجية.
في الغالب تكون الرقابة الداخلية أكثر تفهماً لظروف المجتمع المهني وحيثياته, وأكثر فهماً لطبيعة عمله, وأكثر قدرة على تحقيق التوازن بين الجودة والربحية, بسبب اتصالها المباشر بالوسط المهني, وكون أغلبية منسوبيها من المختصين في نفس المجال. كما أن اهتمامها بهذا الدور غالباً ما ينعكس إيجاباً على المجتمع المهني بازدياد الثقة فيه سواء من قبل الناس أو من قبل الهيئات الرقابية الخارجية.
مثلاً عندما تشدد الكليات الصحية شروط القبول لديها, وتحد من تخرج الممارسين غير الأكفاء منها, وتحاول تطبيق أفضل المعايير التعليمية على طلابها. وعندما تقوم الهيئات الصحية بالتدقيق في عملية استقطاب الممارسين الصحيين, والتأكد من تأهيلهم وكفاءتهم. وفي نفس الوقت تراقب الجمعيات الطبية الوسط الطبي المحلي وتعلن عن أي انتهاك للمعايير العالمية من قبل أي ممارس صحي, وتحذر من التعامل معه. وتنشر باستمرار أسماء الممارسين المعتمدين من قبلها وأولئك الغير معترف بهم. بالإضافة إلى مراقبة عملهم والتحقق من التزامهم بالمعايير المتعارف عليها. مع عدم التنصل من المسؤولية عند حدوث أي تجاوزات في أي من القطاعات الصحية, بل تعمل على معرفة أين يكمن الخلل وأين محل التقصير, وعلى التأكد من عدم تكرار هذه التجاوزات, وعلى سن الأنظمة والقوانين الكفيلة بالحد منها. نعم، عندما تحرص كل هذه الجهات على القيام بأعمالها، فإن مستوى الخدمات الصحية في البلاد سيرتفع وستزداد ثقة الناس والأجهزة الرقابية الأخرى بالجهاز الصحي بشكل عام. ويصبح أي خطأ من قبل أي من المحسوبين على هذا الجهاز، في نظر الناس، مجرد خطأ فردي, لا يقلل من شأن البقية الذين عرف عنهم الإخلاص والكفاءة, ولا يسيء إليهم.

أما عندما تهمل الهيئات الرقابية في مثالنا دورها, وتغض النظر عن تجاوزات أفرادها, ولاتهتم بالتأكد من تأهيلهم, أو التحقق من شهاداتهم. ولا تقوم بتوفير إجراءات رقابية مناسبة لحملهم على الالتزام بالمعايير المعتمدة, و تنشغل بالرد على الانتقادات الخارجية لها و إنكار وجود أي تجاوزات, أو نفي مسؤوليتها عن هذه التجاوزات. وتصر على أن قضايا الإهمال والأخطاء الطبية ما هي إلا أخطاء شاذة لا دخل لها بها, وأنها تقوم بدورها على أكمل وجه. أي عندما لا تقوم أجهزة الرقابة الداخلية بعملها، فستتدخل هيئات الرقابة الخارجية، كالصحافة والشرطة والقضاء، لتسد النقص الحاصل, بينما تتفرغ الهيئات الصحية (هيئات الرقابة الداخلية) للرد على الاتهامات وإنكار وجود المشاكل والتقصير من جانبها, وتبرئة نفسها.وستفقد الناس ثقتها بهذا الجهاز, وربما تتجه لطلب العلاج لدى جهات أخرى أو حتى بلاد أخرى. وحتى الهيئات الرقابية الخارجية فإنها ستنظر لهذا المجتمع المهني بعين من الشك. وتشدد القيود الخارجية على أفراده, وتحد من صلاحياتهم.
قد تكون هذه المقدمة مدخلاً غريباً للحديث عن الوسطية, لكن وجه التشابه الذي أراه هنا هو أن وظيفة الهيئات الرقابية بالنسبة لأي مهنة, هي كوظيفة النقد بالنسبة لأي فكر. فكما ان هناك رقابة داخلية وأخرى خارجية, كذلك النقد فهناك نقد ذاتي داخلي, وهناك نقدٌ خارجي. يقوم النقد الداخلي - من قبل الأشخاص المنتمين لهذا الفكر - بإظهار الأفكار المتطرفة أو الأفكار المنحرفة الداخلة في هذا الفكر بشكل مستمر وبيان عيوبها وأوجه قصورها, كما أنه يهيء لإيجاد حوار داخلي مستمر بين أتباع هذا الفكر, لصيانة الفكر باستمرار والمحافظة على خط سيره وتوجهه المطلوبين وضمان عدم انحرافه. أيضاً يضمن النقد الداخلي ازدهار الجو العلمي الذي يعيش فيه هذا الفكر, وإيجاد وسط يسمح بالتبادل الحر للأفكار الجديدة وصيانة الأفكار القديمة خصوصاً عندما يمضي على تداولها وقت طويل. في المقابل يقوم النقد الخارجي ببيان عيوب المبادئ التي يقوم عليها فكر آخر أو مدرسة أو مذهب آخرين, إما للدخول والإنتشار بين أتباع الفكر الآخر, أو لمنع تأثيره على أفكاره أو أتباعه.

  هنا نجد أن الفكر نفسه يقوى وينتشر ويزداد احترامه بين الناس عندما يقوم أفراده بنقده ذاتياً ويقومون بمحاولة تخليصه من كل ما يشوبه ويسيء إليه. وهنا أتحدث خصوصاً عن نقد التطرف في الفكر, من دون التهرب من تبعية هذا التطرف له, لأن من الملاحظ اهتمام العديد من أتباع أي فكر بنقد ما يرونه انحلالاً وانحرافاً عن فكرهم الحالي, في مقابل إهمال نقد حركات التطرف والتشدد فيه. أيضاً يزداد احترام الناس للفكر، عندما لا يقوم أساطين هذا الفكر ورموزه بالتساهل مع أتباعهم المتحمسين, بل يبذلون جهدهم بإبقائهم ضمن المسار المرسوم لهذا الفكر وإن عنى ذلك خسارتهم لبعض هؤلاء الأتباع. كما يزداد احترام الناس وتقديرهم للفكر الذي يبذل أتباعه جهدهم واهتمامهم في النقد الداخلي لأفكارهم ولممارساتهم على حساب النقد الخارجي لأفكار وممارسات الآخرين. وبحيث لا يبقى مجال للنقد الخارجي (وإن بنية حسنة).

في المقابل، عندما يهمل المنتمون إلى فكر معين هذا الدور وينطفئ (أو يُطفأ) صوت النقد الداخلي, و عندما ينظر أصحاب هذا الفكر إلى أي صوت للنقد الداخلي على أنه صوت خيانة وعمالة وانهزام أمام الفكر الآخر, ويقومون بإسقاطه من حساباتهم. وفي نفس الوقت يعتقدون بأن فكرهم لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه ويتبارون في إطلاق التبريرات لكل ما يثار حوله, أو ينشغلون بالنقد الخارجي للآخرين أو بالرد على الانتقادات الخارجية لفكرهم واستنكارها على حساب النقد الذاتي لفكرهم. فإن أتباعه يصابون بالغرور الذي يعميهم عن رؤية أخطائهم, ويبدأ فكرهم بفقدان مصداقيته وتتضح عيوبه ونواقصه وتتزايد إساءات أتباعه. ويتزايد دور النقد الخارجي على حساب دور النقد الداخلي في صيانة الفكر وتزداد قدرته على بيان عيوب هذا الفكر ويستطيع تقديم البديل الذي يبدو أفضل للناس, ويسير هذا الفكر في الطريق المؤدي للإندثار والنسيان.
هذه الثنائية بين النقد الداخلي والخارجي، ظاهرة بوضوح لدى أكبر طائفتين إسلاميتين، وهما السنة والشيعة. حيث ينتقد كل منهما الطرف الآخر، ويغض الطرف عن عيوبه ومصائبه، بل ويحارب كل محاولات النقد الداخلي بشتى الطرق. وهذا لم يفتح المجال، فقط، لكل طرف منهما كي يبحث في عيوب الآخر، بل وكشف سؤاتهما وعيوبهما الفكرية، كأهم ممثلين للفكر الإسلامي، أمام كل الأديان والأفكار الأخرى، والتي أصبحت تلعب دور الرقابة الخارجية أمام تجاوزات المنظومات الإسلامية وتقصيرها.






يحيى الجاسم :

مبادرة افتراضية للتآخي الإسلامي




 بسم الله الرّحمن الرّحيم


       أصبح السلم الأهلي القائم على الثقة المتبادلة و فهم الآخر ضرورة ملحة لكل المجتمعات التي تنشد المحبة و الوئام و السلام ، و لذا كان لزاما على أصحاب الوعي في المجتمع الإسلامي أن يتعرّفوا على بعضهم عن قرب كي تجد المفاهيم القرآنيّة ( وحدة الرب والأمة و الدين ) طريقا سلسا لوحدة صفهم و اجتماع كلمتهم .

       إنّنا هنا ( كشباب مسلمين سنة و شيعة في المملكة العربية السعودية ) نود أن نوصل رسالة واضحة لكل المسلمين في العالم بأنّنا يجب أن ننشغل بما يجمعنا لا بما يفرقنا بعيدا عن التجاذب السياسي أو محاسبة الآخر و تجريمه بذنب تاريخي لا حول لنا و لا قوة فيه ، و لذلك فإننا نضع بين أيديكم مجموعة من المشتركات الإسلامية و الوطنية - على نحو الإجمال- التي نؤمن بها و ندعو إلى تعزيزها و صناعة خطاب إعلامي جديد حولها .

بنود المبادرة :

أ‌-     نعتقد أنّ الله جلّ جلاله هو الإله و لا معبود سواه و أنّ محمدا     هو خاتم النبيين و سيّد المرسلين وأنّ يوم القيامة حق لا ريب فيه  و أن القرآن الكريم هو كتاب الله المنزل على نبيه المرسل و أن الله فرض على المسلمين مجموعة من العبادات (صلاة و صوم و حج و زكاة .. الخ )  تقربهم إليه و تدنيهم من رضاه .

ب‌- نؤمن أننا جميعا مأمورين بمحبة أهل بيت رسول الله وصحابته و نسائه رضوان الله عليهم الذين اهتدوا بهديه و ساروا على نهجه .

ت‌-  نرى أنّ وفاقا و شقاقا حدث في تاريخنا الإسلامي و نؤمن بأن توظيف الأحداث التاريخية في خطابنا الإسلامي يجب أن يكون على الأساس الذي يعزّز إخوتنا و تسامحنا و تعايشنا و وحدتنا الإسلامية .

ث‌- نرى أن تعزيز خطاب المشتركات الإنسانية و الإسلامية و الوطنية أهم و أولى من تكريس الخطاب حول الاختلافات العقدية و التاريخية .

ج‌-  نؤمن أن التفتيش عن عقائد الناس أمر غير مجدي في المجتمعات المتقدمة و أن العلاقة مع الآخر يجب أن تقوم على أساس ما يقوم به و ليست على أساس ما يعتقد به .

ح‌-  نرى أن مصير بلدنا و حركته نحو العالمية مرهونة بتآزرنا على كل الصعد المعرفية و الاقتصادية و الاجتماعية .

خ‌-  نتبنى ضرورة نشر ثقافة قيم العدالة و الحرية المنضبطة و الشراكة المجتمعية بين الناس .

د‌-    نعتقد أن التنوع الثقافي و العقدي ينبغي أن يكون مدعاة للتكامل و ليس أداة للاحتراب الاجتماعي .

ذ‌-    نرى ان الانتماء الوطني أمر متسالم عليه و لا ينبغي الترويج لثقافة التشكيك في انتماء أي طيف لبلده و أن ذلك جريمة تحاسب عليها أنظمة البلد التي تمنع كل ما يمس بثابت الوحدة و اللحمة الوطنية .

وَآخِرُ دَعْوَاهُمْ أَنِ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ ،،،










صلاح الهاجري: 


الحكم... اسم من اسماء الله الحسنى



في الإسلام عدة مذاهب... و في كل مذهب عدة توجهات... نعم علينا ان نختار ما نراه صحيحا....لنرضي الله عز وجل....  لكن ماذا عن الذين اختلفوا معنا سواء من المذاهب الأخرى او في داخل نفس المذهب .

وهل هناك من سبيل لوقف الصراع  او حتى الخلاف الديني بين السنة و الشيعة خاصة.... او بين جميع المذاهب الإسلامية  عامة؟

حل هذه المسألة ابسط مما نتصور.....
فقط نحتاج ان نؤمن فعلا بأن المحاسب على الدين و العقيده هو الله وحده.

عندها لن يتجرأ اي شيعي او اي سني.... ان يقيم او يحاسب الآخر..... فاذا اقتنع الطرفين بأن الله هو رب الناس.... و هو فقط من يحاسب الناس على عبادتهم ...و عقيدتهم... ستنتهي هذه المشكله من جذورها

في الحقيقه ....اذا و ضع الإنسان نفسه في موضع الحكم بفتح الحاء.... على عبادة وعقيدة الناس ....فهو يرتكب قمة الجرأة و الوقاحة  على الله عز وجل....

فهل امنا فعلا بان الحكم هو الله وحده؟؟

ام الشيخ حكم.... وانا حكم... وانت حكم.... و جميعنا نشترك في التعدي على منزله ''الحكم '' و نتجرأ على الله عز وجل







مهدي الرمضان:

الصور الذهنية ومخاطر الإقتتال المذهبي



لعل الآفة الكبرى التي تنخر نسيج مجتمعاتنا و تقض مضاجعنا ليلاً وتقلقنا نهاراً لما تشكله من مخاطر ماثلة  لمآلات قد تطال مستقبلنا ولما اسسته من إنشقاقات وجروح غائرة في جسد أمتنا تاريخيا هي نتاج ما نحمله من صور نمطية و قوالب ذهنية مشوهة صنعها لنا تاريخنا وعممناها بيننا حتى اصبح الرقص على قرع طبولها نوع من الهستيريا الجماعية تجتاحنا في أزمنه تاريخية متكررة تخمد نارها تارة ويرتفع أورها تارات أخرى تفرض علينا نمط تفكيرنا وتقييمنا لمن نختلط بهم ونتعايش معهم وتحدد علينا مسلكياتنا وتخلق في أنفسنا الريبة و النظرة المرتبكة تجاه الآخر المختلف عنا مذهبياً.
تستمد مادتها و وقودها من أحداث دامية من تاريخينا الإسلامي أسست لقهر وظلامات وليس من السهل نسيانها وإستمرت تلك الصور تتناقل بين الأجيال بلا فكاك تعمل على ترسيخها قيادات لها مصلحة فئوية ضيقة بدليل ما نراه و نلمسه حاليا من منهجة وأدلجة للعداء وترسيخ للكراهية بدعم من تحالفات ليست ملائكية aبين بعض السلطات السياسية والمؤسسات الدينية بهدف تحقيق مصالح دنيوية مشتركة البست لباس الدين.
إخترع تاريخيا هذا التحالف توصيف وتصنيف لأتباع المذاهب فسمى بعض اتباع المذاهب السنية الشيعة بالصفوية و الروافض والقبوريون وفي المقابل سمى بعض اتباع المذهب الشيعي السنة بالنواصب والوهابيون و التكفيريون. 
بإنغلاق الأذهان على مثل هذا التوصيفات و التصنيفات لا يعود العقل يسيطر على الغرائز والاهواء بل ينتج إنعدام تام للثقة بين الطرفين و يحل مكانها التوجس و الريبة ولا يعود العقل قادر على الرؤية الواقعية المنصفة والحقيقية الواقعية للطرف الآخر. ولعل اخطر ما تمثله هذه الصور الذهنية من تأثير انها تعمل من دواخلنا وتصبح تلقائية في عملها فهي تبرز كلما واجهنا او ذكرنا ذلك الطرف صاحب المذهب المختلف وتشكل جزء من قناعاتنا وربما من مسلماتنا التي لا تستدعي منا في أي وقت إعادة النظر فنحن نحكم و نحاكم بدون وعي تام منا ذلك المختلف ولدينا الاحكام المسبقة الجاهزة التي عممناها على جميع أفراد اتباع المذهب المختلف ولن نكلف أنفسنا عناء البحث و التمحيص والفهم لحالة كل فرد والحكم عليه بما هو فعلا مستحق. 
تعمل بعض الاطراف مع تفاوت حجم الظاهرة بين كلا المذهبين للاسف على نشر الكراهية وتأجيج مشاعر العداء المتبادل بشحن الغرائز وتسميم الاجواء ومنع أي تقارب وتفاهم بين السنة و الشيعة حتى بلغ الحال القتل على الهوية المذهبية في مجتمعات متصارعة وتفشى ظاهرة التكفير والإرهاب و القتل الجماعي بمفخخات ومتفجرات وتلك هي النتائج المتوقعة والمولود المنتظر لنشر وترسيخ الكراهية المستمر ودفع الاطراف إحائيا للتقاتل. 
معظم المؤشرات الحالية لا تنبئ بتوجة جدي لمنع الاحتراب الطائفي الشامل ويبقى ذلك الخطر قائما. الحل الذي سارت عليه الشعوب الاوروبية بعد إقتال طائفي مرير إمتد لقرابة قرن وربع القرن تمثل في تحويل مجتمعاتهم من كونها دينية لتكون مجتمعات مدنية وجعل الدين و المذهب من شؤون الفرد وحميت الحرايات الفردية في العقيدة و التعبد بقوة القانون. 
فهل ترانا نتعقل ونختصر الطريق و نقفز على مرحلة الاحترابات الاهلية المذهبية ونمنح الفرد حرية العقيدة و التعبد ونحميه بقوة القانون أم لا سمح الله سننساق بجنون لمسارات توردنا المهالك؟ 



  
علي النحوي:
تغريدات الحرب والمونديال 


‏هناك من يسوؤه أن نعيش الحبّ في زمن الحرب ، متناسيا أن أروع قصص الحب قد نمت في ظل بندقية مازالت ترجونا أن نستبدل الحب بالحرب كي تستريح قليلا

‏لست أدري إلى متى سنبقى ننقسم في الأحداث الكبرى لفريقين يشتم بعضنا بعضا ولم نفكرأن نوقظ باسم الله والعقل والحب آدم كي ينهى قابيل عن قتل هابيل !

‏يؤسفني كثيرا أن يعلو صوت البارود في أوطاننا على صوت الزغاريد ، كنا بحاجة لقليل من الفرح وقليل من الخبز ، وكثير من الحب الذي نزعوه عنوة منا !

‏قد يزعم بعضهم إنني أقف على الحياد أو ألوذ بالتلة ، صدقوني لا وألف لا ، نحن بحاجة إلى بلال كي يقف على جدار المسجد فيؤذن فينا باسم الله بالحب .

‏أدري إننا رثينا مدننا عبرالتاريخ كثيرا ، لكن لم يدر بخلدي إننا سننعى ضمائرنا بيوم ما ، وسنقوم بهدم مدائننا نيابة عن أعدائنا وسنكون أعداء بعض .

‏مابين حديث عن الحرب وآخر عن المونديال نختلف ، لكن خلافنا حول الحرب تحكمه العصبيات وضيق الأفق ، وحديثنا عن المونديال يحكمه العقل والفن والحب !

‏من المونديال يمكننا أن نعي بطريقة رياضية رشيقة إننا يمكن أن نجتمع في مكان يحكمه الحب والنظام ونعمل وننجز وإن تعددت واختلفت آراؤنا وعقائدنا !

‏من المونديال يمكننا أن نتعلم أن الصراع على نتائج مباراة قد حدثت بيوم ما لن يحقق لنا إنجازا رياضيا اليوم ولن يتيح لنا فرصة للتفكير كيف ننتصر?

‏إن تفوق الآخر علينا في كل شيء حتى في كرة القدم وحده يكفي كي نوقف المهازل التي تحدث في بلادنا ونضع يدنا على سر هزيمتنا ونعيد ترتيب أولوياتنا .

المونديال الذي تحكمه الفوضى والأهواء والكراهيات ينتهي كما تنتهي حلقات الاتجاه المعاكس أو أقسى/مونديال كهذا لايعرفه سوى العرب !

‏أشعر بحزن حين تمر الكاميرا على المدن الأوروبية ثم تمر على المدن العربية ، هناك عمروا البيوت والعقول ، وهنا خربوا الديار والقلوب وانتصر الوهم .

‏أقترح أن يُقام المونديال القادم في أعرق عاصمتين عربيتين أعني بغداد ودمشق ، هي فرصة ليشاهد العالم منجزاتنا عن قرب ، ويقتبس من تاريخنا المجيد !

‏وأقترح أن ندرب لأربع سنوات قادمة أمراء الحرب على كرةالقدم ، حيث سنستطيع بناء فريق عربي قادر على إحراز كأس العالم اعتمادا على خبرته الميدانية .

‏اقتلوا بعضكم بعضا
لاتبقوا منكم باقية
احرثوا الأرض تحت أقدامكم
ودمروا كل شيء
ربما تتعلمون حين تعودون
وقد تلطخت أيديكم بالدم وأرواحكم بالذل !

‏مازلت أتذكر كلمة هتلر : " أما العرب فدعوهم لأنهم سيقتل بعضهم بعضا" كما أتذكر كلمة موشي ديان : "أشعر بالخطر حين يصطف العرب طابورا أمام الباص"

‏بربكم صفقوا للمذهبين وانتصروا للطائفيين ليقتلوا آخر نبض في عروقنا ويسفكوا آخر قطرة حب بقلوبنا/صفقوا لهم ليعلمونا كيف نقتل على الطريقة الإسلامية .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق