الثلاثاء، 11 مارس 2014

الليبرالية

الليـــبرالية



المشـــــاركـــون:

مهدي الرمضان
إغفالنا التجارب البشرية مكلف حضاريا- الليبرالية مثلا
ماذا بعد الليبرالية؟

عبدالله علي الهميلي
الليبرالية أزمة المصطلح (1)
هل توجد ليبرالية أوعلمانية في العالم العربي (2 )

فاخر السلطان
حدود الليبرالية

عقيل عبدالله
الليبرالية.. محاولة للفهم 

عبدالله محمد بوخمسين
المفهوم الليبرالي بين التطبيق والواقع

عصام البقشي
الليبرالية 

عبدالكــريم الممتــن
الليبرالية .. بين الخوف والواقع




إغفالنا التجارب البشرية مكلف حضاريا- الليبرالية مثلا


لا يشذ عن اليقين بالقول بان الدين الإسلامي يصلح لكل زمان ومكان أي من المذاهب الإسلامية الحية حاليا.
يستبطن هذا القول بالضرورة الإيمان بأن الإسلام يحمل بداخله بذرة التنامي والقدرة على التطور والتعامل مع عامل الزمن و مستجداته بديناميكية فاعلة لكي يكون فعلا يصلح لكل زمان ومكان وحتى بافتراض وجود ثوابت تعد أصوله كالإيمان بوحدانية الله و بالنبوة والمعاد (والعدل و الإمامة). تلك ثوابت لدى المذاهب الإسلامية بتفاوت إجتهاداتها لا يطرأ عليها تبديل أو نقص او إضافة فهي عابرة للازمان ولا يعتريها تغيير بحكم المتغير الزمني. 
ومن ناحية أخرى يعالج الدين شؤون حياة المؤمنين من منظورين الأول عبادي في طبيعته ينظم العلاقة بين المخلوق وخالقه و الثاني معاملاتي في طبيعته يؤطر حدود المقبول و المرفوض في أساليب التعامل في مستوياته المتعددة بين الافراد في المجتمع وينظم علاقة الافراد كي يسود الوئام و التعاون و السلم بينهم.
المنظور العبادي - بثوابت أصوله-  يعتني الدين بصفاء روح الفرد وتسامي أخلاقه أما في المنظور المعاملاتي بطبيعته الديناميكية فيعتني الدين بخلق بيئة صالحة للفرد للتعاون مع غيره في مسار تكاملي "لإعمار الأرض" و الاستخلاف فيها و الاستنفاع بخيراتها وإستخراج كنوزها. 

في المقابل جاء المنهج الليبرالي نتيجة تطور الفكر البشري تاريخيا وإسهامات العديد من المفكرين و الفلاسفة ليضع للإنسان قيمة عليا و أهمية بارزة لتأمين حريته و الحفاظ على حقوقه. و ارتكزت الليبرالية في منهجها على خلق بيئة و نسيج لارضية قوامها:
حرية الاعتقاد. 
حرية الفكر.
حرية التعبير.
حق الإنسان في الحياة.
احترام كرامة الإنسان.
العدالة و التسامح.
سيادة القانون.
المساواة بين الجميع امام القانون.
 
و لعل أهم اسباب نجاحات الليبرالية في تحقيق نتائج باهرة في التنمية الحضارية للشعوب و الدول التي تبنت فكرها يندرج تحت ما يلي:
١/ الثقة التامة في رشد الإنسان و قدرته منفردا بدون وصاية أبوية عليه لإختيار ما يناسبه من ديانة و عقيدة وفكر فتركت ذلك له وحولت المجتمعات من كون الدين محوري فيها لتكون مجتمعات مدنية صرفة. فهي حيّدت العامل الديني و نزعته من قواميسها و تركت ذلك لحرية إختيار و رأي الفرد ضمن حزمة الحريات الشخصية التي تحميها له.
٢/ بتحول المجتمعات الليبرالية لمجتمعات مدنية، نزعت الليبرالية فتيل أي اختلاف عقدي او تصادمات طائفية و عرقية بين أفراد المجتمع و وضعت أرضية صلبه لتعاونهم في مشاريع مدنية فردية و وطنية يشعرون أنها تمسهم وتحقق مصالحهم المشتركة.
٣/ عززت الليبرالية تأسيس و ترسيخ هوية مدنية وطنية جامعة بدلا  من تعدد الهويات الفرعية المتنافسة و المتنازعة المرتبطة بالعقيدة.
٤/ تجمعت الطاقات وتركزت الجهود في المجتمعات الليبرالية نحو تحقيق اهداف مدنية وإقتصادية وسياسية و إجتماعية فكان ان ارتفعت حصة الفرد من مردود اي مشروع و ارتفعت نسبة البحبوحة في المجتمع.
19:42 2 مارس - مهدي الرمضان: ٥/ ولعل من أوضح الفروقات على المستوى التطبيقي العملي هو تفاوت معنى وعدد المرجعيات و صلاحياتها و قوتها في التشريع والحكم في كلا المنظومتين ويتلخص فيما يلي: 
ففي المجتمعات الليبرالية فإن المرجعيات كثيرة ومتعددة وهي مدنية ذات صلاحيات محددة و نطاق عمل مرسوم بدقة وتعتمد على كون الجماهير هي المرجعية النهائية في نظام اساسه الديموقراطية و التبادل السلمي للسلطة من خلال دساتير و صناديق اقتراع ونظام مؤسسي رقابي برلماني صارم ممثل للأفراد يسهر على تحقيق و تطبيق و يضمن الحقوق المدنية بفصل السلطات لمنع تركز القرار في يد او ايدي قليلة.
بينما في المجتمعات الدينية فأن المرجعيات الفاعلة قليلة العدد وهي أما دينية بمفردها أو مستندة لسلطة سياسية. فإن كانت دينية او بمساندة سياسية فهي ذاتها المشرعة و المفسرة والمطبقة لنصوص الدين و المتحكمة في مصائر و مسلكيات الجماهير و هي بيد قلة قليلة من الأفراد الذين لهم من صلاحيات الإفتاء الملزم ما لا حدود له و لا إطار متفق عليه إلا ما يحمله المفتي من معرفة دينية و ورع وتقى وسلامة فكر وهو معين غالبا أما من سلطة سياسية غالبا لا مشاركة للجماهير في قراراتها او بأختيار عدد قليل من اصحاب الحل و العقد من رجال الدين المقربين منه. للمرجع الديني المفتي من القوة المعنوية و الروحية في إلزام التابعين بفتواه أقصاها بما لا يمكن لأحد نقضه او نقده.




و لكن في الواقع "النظري" فإن المنهجين الليبرالي و الديني وبلحاظ مقاصدهما وروحيتهما فإنهما يعليان قيمة الإنسان و ينشدان خدمته و رفاهيته.  
 
ولعل أهم سؤال يتبادر للذهن عند مقارنة المنهج الديني بالليبرالية هو في محورية و مركزية الإنسان كقيمة عليا من المنظور الديني وما يعنيه ذلك الإنسان للمنهج الديني.

فقد خلق الله الإنسان وكرمه وارسل أنبيائه ورسله لهدايته وليكونوا له علامات إرشاد و يقدموا له مسالك تدله على الطريق الرباني ينظم حياته ويمنحه السعادة في الدنيا والخلود في النعيم في الآخرة.
فالله لكرمه و لحكمته انزل الدين ليخدم الإنسان فهو -أي الإنسان-  قَبِلَ ان يحمل الأمانه التي عرضت عليه في إعمار الأرض مع ما بها من مسؤولية عظيمة وهو بالتالي من أختار لتحمل المخاطر المصاحبة لتحمله الأمانه. 
ولإن تناط به مهمة تنمية وأعمار الإرض فيستدعي ذلك ان يحفه الله سبحانه بعناية مقابل تكليفه وحمله الامانة. وبنفس المنطق لابد لمن يُكَلَف بإعمار الأرض من أن يُمْنَح الحرية التي يحتاجها لإدارة الموارد الاقتصادية. فالحرية هنا هي جزء اصلي من المنهج الديني الذي بدونها لا يستقيم مفهوم التكيف بإعمار الارض ولا يعود لقبول و إختيار حمل الانسان للأمانة معنى عملي بدون تمتعه بالحرية.
ومن هذا المنحى جاءت الحرية للإنسان المكلف ليكون هو المسؤول عن نتائج أعماله ولكن لهذه الحرية كأي حرية تُمنَح ضمن أي منهج وضعي  لابد من حدود لحمايتها و الحماية منها.

الليبرالية كونها تنادي بالتحرر للانسان وتقف لجانبه وتحمي حقوقه و تساوي بينه و بين غيره وتجّرم وتعاقب على الكراهية و نشرها وتمنع تعدي الأخرين عليه بقوة القانون، فقد نزعت مخاوفه و ساوت بينه و بين غيره في الفرص فحفزته للإبداع و لكفاءة الإنتاج.
الليبرالية وضعت قيمة عليا للإنسان و هيئت له بيئة مؤسساتية تضمن حريته بمنظومة من التشريعات و اللوائح وحولت المجتمعات لتكون مدنية،  لذا جاءت نتائجها على المستويين الفردي والمستوى الجماعي مثمرة  فهي بمساهماتها في التنمية الاجتماعية و الاقتصادية و السياسية عالميا طبقت بنجاح باهر منظومة كاملة من حريات و حقوق الافراد و حققت مكاسب إقتصادية و سياسية كبرى وحققت بأمانه كل متطلبات الدين في "إعمار الارض" و هو المبدأ الإسلامي الأصيل.
الليبرالية تجربة إنسانية رائدة طبقت بنجاح في مجتمعات مختلفة منها غربية و شرقية و هي ليست نمط واحد مكرر يمكن استنساخه و إنما هي حزمة من القواعد و المبادئ الفكرية التي يمكن الاستفادة منها و تطويعها بما يتلائم مع المجتمعات المختلفة كي لا تتعارض مع القيم الاخلاقية و الدينية لذلك المجتمع.
وقوف المسلمين ضد التجارب البشرية موقف الضد مكلف حضاريا فلا يجب ان نقف كمسلمين ضد التجارب البشرية المفيدة لنا خاصة إذا كانت في جوانب عديدة منها تتناغم و لا تتصادم مع الثوابت من ضرورات الدين في نواحية العبادية و قد يكون بما في الجانب المعاملاتي من الدين من الفسحة والمرونة ما يمكّن اصحاب الشأن و القرار الديني من البحث لتوظيف ما هو مناسب من تجربة الليبرالية البشرية وبما يسمح بمواكبة المسلمين للعصر و التطور الزمني كي يتحقق أحد أهم مقاصد الدين الإسلامي الرباني وشرعته بإعمار الأرض.
 ولكن من ومتي سيبدأ هذا البحث؟ 

مهدي الرمضان


*******************************

ماذا بعد الليبرالية؟


شدني مقال الدكتور توفيق السيف.
عن الليبرالية وتوق الإنسان للتحرر.
وسطرت على عجالة هذه الخاطرة.

كما إن الإنسان قيمة عليا على هذا  الكوكب فكذلك هي الحرية قيمة عليا لحياة هذا الإنسان.
فعند استعراض تاريخ مسار الإنسان ومنذ فجر التاريخ و بمجرد ان خرج من الكهوف وبدأ يتلمس حياة الاستقرار وينتج غذائه بالزراعة ويشكل تجمعات بشرية ويستوطن بقاع جغرافية بعينها، بدأ رحلته العظمى نحو المدنية و والسعي نحو الانعتاق من كل المخاوف والقيود.
خلال تاريخه وبعد ان شكل مجتمعات بشرية مع غيره من ابناء جنسه وقع في مراحل من تاريخه ضحية للاستعباد الجسدي وبيع في اسواق النخاسة و سقط تحت عناء السخره على ايدي الجبابرة لينجز أعمالهم بلا أجر وفوق ذيك بلهب ظهره بضربات اسواطهم ومن ثم بعد تكوين مقاطعات زراعية كبرى وقع ضحية لنوع آخر من الاستعباد والاستملاك تحت نير الإقطاع فعمل فقط مقابل قوت يومه وبعد ان كون كيانات كبرى وانتظم في دول ضمن حدود وقع ضحية لإحتلال المستعمرين بلاده ونهب ثروات ارضه وجاء لاحقا في مرحل متأخرة من تاريخه ليقع ضحية   لحرمانه من حرياته و حقوقه تحت حكم الاستبداد المحلي.
وفي كل مرحلة وعند كل منعطف تاريخي في مسيرته كان التحرر من المخاوف و الانعتاق من الاستعباد هو العنوان الاكبر لأحلامه وتطلعات حياته جاهد وكافح وتعلم فتحرر وانعتق من مخاوفه من الانواء الطبيعية كالرعد والبرق والعواصف ومن الكوارث كالبراكين والزلازل والفيضانات وقام بثورات للتحرر من استعباد أخيه الإنسان فتخلص من ذل الاقطاع و ظلم الاستعمار قسوة الاستبداد. في كل هذه الحالات لم يكن بمفرده بل كان يعمل برفقه مجاميع كبيرة غيره من أمثاله ممن يعانون من الحرمان من الحريات والحقوق.
حصل على في عهود التنوير على متنفس وقسط من الحريات النسبية ولكنه كان في امس الحاجة لتشكيل منظومة تسنده وتحمي ظهره من العودة للوقوع ضحية مرة أخرى لمن يستغله ويحرمه من حرياته وحقوقه.
فوجد في أراء وأفكار كتّاب ومفكرون وفلاسفة من اصحاب الضمير الإنساني الحي من صاغ له قواعد ووضع تحت قدميه ارضية صلبة ونظام يحميه ويمنع عنه كل مخاطر الإستغال والظلم والعبودية الجسدية والإرهاب الفكري.
زالت مخاوفه فأخرج افضل مكنونات طاقاته وتعاون بسعادة مع غيرة لإحتضان هذه المنظومة الجديدة المسماة ليبرالية لانها تلبي طلباته في الحرية و العدل والمساواة وتحفظ حقوقه وتؤمن مستقبله ومستقبل أجياله.
فاصبح له قيمة لا تبخس وصوت لا يكتم وحركة في الحياة لا ترتهن وحق لا يضيع وحرية لا تقمع وفكر لا يمنع وأمان لا يهدد وكرامة مصانه ورفاه عيش مضمون ومساواة بغيره في الفرص متاحة.
جلس هذا الإنسان بعد رحلة عناء وكفاح طويلة وبعد أن نال ما كان يحلم به في دنياه من حياة كريمة واطرق متأملا يفكر بعمق بينه و بين ذاته متسائلا:
ماذا بعد الليبرالية؟

مهدي الرمضان


*******************************

 



الليبرالية أزمة المصطلح (1)


الليبرالية كغيرها من المصطلحات له سياقه التاريخي الذي وجد معه في الغرب  لو استطعنا فهم الأزمة التي كان يعاني منها الغرب في القرون الوسطى لأمكننا فهم سبب وجود المصطلح 
بغض النظر عن اسقاطه على واقعنا العربي والإسلامي كلام علي شريعتي كلام صحيح و  لكنه مزدوج في هذا السياق فعلي شريعتي استخدم في كتاباته المنهج الماركسي    خصوصا منهج ماكس فيبر في علم الإجتماع فالأولى به أن يتناول ذاته ايضا بالنقد لأنه استفاد منهما و ﻷنها مناهج انسانية لا يمكن أن يحتكرها أحد دون آخر هي خلاصة ماتوصلت له الإنسانية  دون النظر لها نظرة دوغمائية ضمن اطارها الزمني 
 الليبرالية مفهوم ملتبس  فالحروب التي خاضها الإنسان هي نتاج العقلانية الغربية  النازية والفاشية والشيوعية والرأسمالية    من نابليون والحرب العالمية الأولى واحتلال العالم العربي  والخ من المآسي التي لا يمكن أن ننسبها للفكر الغربي بعيدا عن الإنسان نفسه في تفاصليه وبؤسه وسلوكه الذاتي وبعيدا برمجة الشعوب والجماهير كما يقول المتنبي : 
الظلم من شيم النغوس وان تجد 
ذا عفة فلعلة لايظلم 
يقول جان جاك روسو (الحرية الحقة هي أن نطيع القوانين التي اشترعناها نحن لأنفسنا)
المؤسسون لليبرالية1/ السياسية  ابرزهم جون لوك (1632/1704)

2/ الإقتصادية أبرزهم هو آدم سميث (1723/1790)
3/ الإجتماعية  ابرزهم جان جاك روسو (1712/1778)
وجون ستيوارت ميل (1800/1873)

يجب أن نعرف أن الليبرالية هي احدى حسنات العلمانية والعكس غير صحيح و هي نتيجة طبيعية لفصل الدين عن الدولة أو سلطة الكنيسة عن سلطة المجتمع وجعل الحكم دنيويا لا علاقة للكهنوت الديني به   والعلمانية  كما تعلمون  هي على مصطلحين مختلفين تحدث عنهما المفكر محمد أركون ( العلمية ) و(العولمية) بمعنى فصل الدين عن الدولة   وفصل العلوم الدينية عن العلوم الدنيوية وهكذا تطور الغرب على ضوء ذلك  بالتالي هناك مشروعية حول مسائلة العلمانية كرؤية كونية انسانية تشمل جميع نواحي الحياة المختلفة من دين ودولة واقتصاد ايضا  ومنجزاتها في الغرب   لاشك أن كل نظام يولد نقيضه أو صورته المشوهة    وهي الأنظمة الديكتاتورية الشمولية  التي لايمكن أن أنسب لها العلمانية بالمعنى الفلسفي والأنثروبولوجي للمصطلح   ولايمكن أن نتحدث عن مصطلح الليبرالية بعيدا عن مصطلحه الشقيق العلمانية   وهما مصطلحان لا يمكن أن أطلقهما على مجتمعاتنا بالمعنى اللغوي  لهما 
بل لابد من تبيئتهما أولا ضمن شرعية وجودهما التاريخي في تاريخنا العربي والإسلامي كما فعل المفكر الكبير حسين مروة في أطروحته العظيمة النزعات المادية في التاريخ العربي  ووظف المنهج التاريخي في قراءة رائعة ومهمة للتاريخ العربي والإسلامي ومحاولة مسائلته وتفسيره

حاجة الإنسان الغربي واضطهاد العقل الذي عاناه 
ولد لديه الحاجة لهذه المفاهيم   لاتوجد ليبرالية من دون علمانية تدير جسد الدولة التي تؤسس على نبذ الخرافة وحب العلم  الشيوعية والرأسمالية هما نتاج العلمانية بامتياز بعدما خاض العقل معاركه  مع الإيديلوجيات العمياء  

لا نستطيع أن نتسائل هنا عن لماذا نشأت المصطلحات بل نتتبع مبررات وجودها التاريخي ونحاول تفسيره  لايوجد في وقائع التاريخ علة ومعلول وأخواتهما من المنطق الأرسطي الذي لازال يتحكم في طريقة تفكيرنا لهذا اليوم ونترك الحدث التاريخي نفسه الذي نريد تفسيرا له
وبما أن أحداث التاريخ هي صيرورة حتمية لايمكن أن نمنع حدوثها   إذا سنتعامل مع المصطلحات  بمفاهيمها والذي احدثته في واقعنا الحالي الذي لايمكن انكاره 
كحسنات الرأسمالية والشيوعية  والتي عبر المخاض التاريخي للمصطلح تموضع لنا بصورته الأجمل حتى ولو كان بشكل غير مباشر  كأنظمة العمل مثلا وحقوق الموظف التي من حسنات الشيوعية مثلا التأمين الإجتماعي  وإجازة الموظف وصرف راتب الإجازة 
أو حسنات الرأسمالية من حرية التملك الفرد والخصوصية  ربما سيقول لي أحدهم أن هذه القوانين موجود من قديم الزمان قبل أن تأتي هذه المصطلحات   أقول موجودة لكن ليست على صعيد مجتمع بأسره  وليست كأنظمة وقوانين تحكم المجتمع وليست بهذه التضحيات والصورة المثلى التي صار لها العالم الغربي ومن ثم اتت كرؤية شمولية للحياة  
أليس هذا التطور الذي نعيشه في المستشفيات والمصانع والشركات الكبرى في العالم الثالث  ومفاصل المجتمع هو نتيجة حتمية لفصل العلوم الدينية عن العلوم الدنيوية  وبالتالي الرؤى الدينية 
كما يشير المفكر عبدالكريم سروش في نظريته المهمة القبض والبسط في الشريعة  وهو أن أي تطور أو اكتشاف في العلوم المختلفة سيؤدي يشكل مباشر وغير مباشر إلى تطور في شامل مرافق الحياة بما فيها الدين نفسه والقيم نفسها  وانا هنا أفصل الأخلاق عن الدين ﻷنها فطرة انسانية وجد الإنسان عليها كجبلة لاعلاقة للدين بها

********************
 2 )هل توجد ليبرالية أوعلمانية في العالم العربي

و اكمالا لتساؤل الصديق الرائع كاظم خليفة حول كلام الرسول    اعتقد يدل على الجانب الإنساني من رسالته  وهو كما قال عن ذاته (انما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق)
هو لم يأت بجديد على الديانات السماوية  ولكن اتى ليلغي الفروق الطبقية والنزاعات الجاهلية في المجتمع العربي آنذاك وليس بدعا أن يقول فولتير عن رسولنا الكريم (لقد كان محمدا رجلا عظيما جدا وقد قام بالدور الأعظم الذي يمكن للإنسان أن يؤمن به )
ماينبغي ان نتسائل عنه هو الجانب الإنساني من رسالة النبي والدين 

هل توجد ليبرالية أو علمانية في مجتمعنا   اعتقد ان هناك حنين لها في مجتمعاتنا  ونحن نقطف ثمارها من الحضارة الغربية وما انتجته معرفيا  وتكنولوجيا 
ﻷنها سياق مجتمع له سوابقه التاريخية لكن المفارقة /هل تبني الليبرالية على المستوى الشخصي سيلغي الهوية الجماعية والطائفية  بمجرد  تبني أفكارها؟ ﻷني اعتقد ان مجتمعاتنا 
ليست ليبرالية ولا علمانية هي مجتمعات توفيقية براجماتية يمارس فيها المثقف التقية والتورية على أفكاره حتى لايتهم بها في مجتمع قروسطي يقتات على تكنولوجيا الحداثة ومابعد الحداثة الغربية   وتكمن المفارقة في من يعيش في المجتمعات الغربية   فإنه سيندمج ضمن علمانيتها  سواء كان أصوليا  أرثوذكسيا  لادينيا الخ 
نجد الفرد في تلك المجتمعات يعيش العلمانية والليبرالية في سائر شؤون حياته ﻷنها مجتمعات منتجة ومؤسسة  على ذلك وقدمت التضحيات من أجل ذلك 

وعلى النقيض من ذلك الفرد الغربي حينما يعيش في مجتمعات دينية كالسعودية مثلا نجده يتقيد بالضوابط الإجتماعية وحتى الأنثى نجدها ترتدي العباءة والزي الرسمي للبلد لاتستطيع خرق هذه القواعد  ﻷنها ستكون لافتتة للإنتباه وحفيظة ذلك المجتمع  بل وصلتني قصة عن امرأة امريكية تزوجت من فرد ينتمي للطائفة الشيعية وعاشت معه في الأحساء بل وتحولت إلى (ملاية)   هذه الأنثى اندمجت في المجتمع الديني  وتخلت عن طقوسها وعلمانيتها التي كانت موجودة في أمريكا

وأذكر أيضا كيف أن حتى الفرد العربي غير السعودي الذي يعيش في السعودية سيتأثر بالجو المناطقي والقبائلي والطائفي الموجود في المنطقة  حيث كنت قبل سبع سنوات اعمل في مستشفى خاص  وكان رئيسي المباشر مصري الجنسية بعد فترة من العمل فاجأني بالسؤال /
أنت شيعي والا سني ؟ 
فأجبته بمفاجأة  أنا ليبرالي  وشعر بصدمة الجواب المفاجئ الذي لم يتوقعه مني  بعيدا عن تقييمي لجوابي له آنذاك هل كان صحيحا أم لا .
وعلى هذا فقس كيف يتبرمج الفرد الذي يأتي من مجتمعات منفتحة إلى مجتمعات منغلقة  مايدل على أن البيئة الجغرافية لها دور كبير أيضا 

نحتاج لتحييد الدين عن الأخلاق ربما ،  وهناك من يتعامل مع  مصطلحات الليبرالية والعلمانية تعاملا دوغمائيا وكأنه خرج من وصايا النص الديني إلى وصايا الفكر الغربي وتصنيمه  ولم يخرج من تأثيرها عليه لإستيعابها ضمن تركيبة المجتمع العربي التوفيقية 
كل المجتمعات تحن للحرية بغض النظر عن مسماها  لكن ليست أي حرية بل الحرية المسؤولة كما أشار لها جان جاك روسو   أو مقولة أخرى (ليست الحرية أن تغير الواقع على هواك بل الحرية أن لايغيرك الواقع على حسب هواه )
وكما قلت سابقا انا ضد الرسولية والتمرد الفكري هو شأن شخصي  يعود على الفرد ذاته سيما نحن نعيش في مجتمعات مغلقة ومهددة بالإنقراض التاريخي 
وإذا كان الغرب في تعامله مع الحداثة وما بعد الحداثة  على موقفين منهم من يرى أن الحداثة هي صيرورة مستمرة لاتتوقف ولاتتجاوز  أبرزهم الفيلسوف الألماني الكبير  يورغن هابرماس 
ومنهم من يرى أنها قطيعة مستمرة كالفيلسوف الفرنسي غاستون باشلار 
أرى أننا لم نخطو أصلا خطوة نحو التنوير  فكيف بالمفاهيم التي أتت بعده

عبدالله علي الهميلي
*******************



حدود الليبرالية

من يتهم الليبرالية في محدودية مساحة الحرية التي تملكها، لا يستطيع أن يعي حجم تلك المساحة، ولا يمكن أن يؤشر إلى نقطة مهمة جدا، وهي أنها الانتاج البشري الفريد من نوعه في المجال والمدى المتعلق بالحقوق والحريات

تعيش الليبرالية في إطار دائرة فكرية مستندة إلى محورية الإنسان الفرد، حيث تضع إصبعها على عنوان "حقوق" الإنسان. وهذه الدائرة تعتبر الدائرة الفكرية الأكبر والأوسع والأشمل عبر التاريخ في مساعي التحرك من أجل ضمان نيل الإنسان المزيد من الحقوق والحريات، إذ تسعى الليبرالية - ضمن أهدافها الكثيرة - إلى الدفاع عن حق الإنسان في العيش بصورة كريمة بعيدة عن كل صنوف القهر، وترحب وتستوعب وتدافع عن حق الجميع في التعبير عن الآراء المختلفة والمغايرة وغير المنتهية، خاصة إذا ما قارنّا ذلك بالترحيب الضيق والاستيعاب المحدود عند جميع المدارس الفكرية الراهنة الأخرى أو التي ظهرت عبر التاريخ.

والسؤال هو: لماذا تدافع الليبرالية عن "حق الإنسان"؟

في تقديري إن اختيار الليبرالية لمحور "حق الإنسان"، هو الذي يجعلها تتبنى ذلك الدفاع، فيما المدارس الأخرى لم تستند على هذا المحور الكبير والشامل والواسع. وهذا لا يعني عدم إمكانية توسيع المحور الليبرالي بين فترة وأخرى أو في المستقبل حسب تطور الحياة وتغيرها.

فالليبرالية، دون غيرها، تدافع - على سبيل المثال - عن أولية الإنسان في التعبير عن رأيه انطلاقا من حق الإنسان في ذلك وليس إنطلاقا من مصلحة معينة أو ترف خاص. وهذه الدائرة الواسعة والكبيرة والشاملة قد تشمل كل ما يرتبط بالحقوق الإنسانية وضماناتها الواقعية والحديثة.

وفي داخل هذه الدائرة الليبرالية الكبيرة، لابد من وجود دوائر أصغر تتنفس في إطار الدائرة الكبيرة، حتى لو كان هناك اختلاف بين تلك الدوائر في وجهات النظر حول المواضيع، أو اختلاف في التفسير حول مفهوم الليبرالية. فهناك مدارس فكرية خرجت من رحم الليبرالية، وهناك من تختلف فكريا مع الليبرالية، لكن على جميعها، وفق ما تسعى إليه الليبرالية، أن تعيش في إطار نفس الدائرة، بل لا يمكن لليبرالية إلا أن تقبل بوجودها وأن تعترف بحقها في التنفس الفكري، ولا خروج من هذه الدائرة الكبيرة إلا لمن ينفي الليبرالية ويلغي محورية "حق الإنسان".

فمن "يقبل" بمحورية "حق الإنسان" سوف يبقى في إطار الدائرة الكبيرة، ومن "يختلف" في فهم معنى تلك المحورية سيبقى في الدوائر الأصغر المنتمية إلى الدائرة الكبيرة، ومن "ينفي" الليبرالية ويرفض محورية "حق الإنسان" سوف يخرج من الدائرة.

إن أي اختلاف في وجهات النظر في مسألة الدفاع عن محورية "حق الإنسان" هو نزول من الدائرة الكبيرة إلى الدوائر الأصغر، في حين أن أي إلغاء للمحورية هو إلغاء لفكرة الليبرالية برمتها. فقد يكون الإنسان غير ليبرالي في إطار الدائرة الليبرالية الكبيرة، لكن ذلك لا يلغي وجود هذا الإنسان في الدائرة، إنما يؤكد انتماءه إلى الدوائر الأصغر التي هي دوائر غير ليبرالية.

على هذا الأساس، يتوضح معنى التعددية الفكرية والمعرفية المتبناة داخل الليبرالية، وهذا المعنى يتسمى بمسميات مختلفة. فالانتماء إلى دوائر أصغر هو سعي لاستيعاب التعددية في فهم وتفسير الحياة، وعلى الليبرالية أن تعترف بحق المنتمين إلى الدوائر الأصغر في تفسير الحياة من دون أي شرط لتبني أحد تلك التفسيرات.

في الليبرالية، لا يملك أحد  صلاحية إدخال أو إخراج شخص من إطار الليبرالية الواسع والشامل من الناحية المعرفية والاخلاقية، بل جل ما يستطيع أن يقوم به هو تحديد انتمائه إلى الدائرة الكبيرة أو إلى الدوائر الأصغر.

بالتالي، من شأن الليبرالية أن تستوعب الجميع، تستوعب حتى الآخرين الذين يختلفون معها. لذا، لابد أن تدافع الليبرالية عن حق الآخرين - الذين يختلفون معها - في تفسير معنى الحياة في إطار محورية "حق الإنسان".

ولا يستطيع الليبرالي أن يصف زميله الليبرالي - زميله المنتمي إلى نفس المدرسة والدائرة الكبيرة - بأنه غير ليبرالي لمجرد أنه اختلف معه في وجهات النظر. بمعنى أنه لا يستطيع إلا أن يجعله منتميا إلى الدائرة الفكرية الكبيرة في ظل اختلاف وجهات النظر في الموضوعات الفرعية، كذلك قد يجعله منتميا إلى دوائر أصغر إذا اختلف معه في تفسير أصل محورية "حق الإنسان".

ولو اختلف ليبراليان في موقف معين بناء على اختلاف مفهوم حقوق الإنسان بينهما، كأن يقول الأول أن منع التجمع مقبول بالنظر إلى سيادة القانون والمصلحة العامة، ويقول الآخر بحق التجمع استنادا إلى الحق في التعبير، في هذه الحالة لا يحق لأحدهما إخراج الثاني من إطار الليبرالية الواسع والشامل والكبير، ولا يحق أيضا أن يجعله منتميا إلى الدوائر الأصغر، لأن المسألة هنا فنية وليست خلافا حول مبدأ، أما إذا اعتبرت خلافا حول المبدأ، فلابد أن نعي بأن المحور يحتضن المبادئ بشكل واضح وصريح.

لذلك، لا توجد تفسيرات نهائية في الليبرالية، إنما توجد تفاسير نسبية مختلفة تعيش جميعها في إطار محورية الإنسان وحقوقه. أي يوجد محور شامل هو محور "حق الإنسان" الذي في تقديري هو المحور الذي توفرت من خلاله قاعدة التعددية الفكرية والدفاع عن حقوق الإنسان بما لم تصل إلى ذلك المستوى من الشمولية والتوسع أي مدرسة فكرية أخرى.

هذا المقال كتبته قبل 3 سنوات وهو إعادة ترتيب لنص مرتبط بنقاش فكري ومستند إلى أسئلة حول الليبرالية، جرى بيني وبين أحد الأخوة من رجال الدين الشيعة..   

فاخر السلطان



الليبرالية.. محاولة للفهم 


<1>

ﻣﻘﺪﻣﺔ : 
 ﺇﺷﻜﺎﻟﻴﺔ ﺍﻟﻤﻔﻬﻮﻡ  ﻣﻔﻬﻮﻡ ﺍﻟﻠﻴﺒﺮﺍﻟﻴﺔ ﻛﺒﻘﻴﺔ ﻣﻔﺎﻫﻴﻢ ﺍﻟﻨﻬﻀﺔ ﻭ ﺍﻟﻔﻜﺮ ﺍﻟﺤﺪﻳﺚ ﺗﺸﻐﻠﻨﺎ ﻛﺜﻴﺮﺍ ﻭ ﺗﻄﺮﺡ ﻓﻲ ﺍﺫﻫﺎﻧﻨﺎ ﺍﻟﻜﺜﻴﺮ ﻣﻦ ﺍﻟﺘﺴﺎﺅﻻ‌ﺕ ، ﻏﻴﺮ ﺍﻥ ﺍﻟﻮﺻﻮﻝ ﺍﻟﻰ ﺗﺼﻮﺭ ﺷﺎﻣﻞ ﻭ ﻛﺎﻣﻞ ﺃﻭ ﺗﻌﺮﻳﻒ ﺟﺎﻣﻊ ﻣﺎﻧﻊ ﻟﻬﺎ ﻳﻜﺎﺩ ﻳﻜﻮﻥ ﺿﺮﺑﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺴﺘﺤﻴﻞ ﻭ ﻟﻬﺬﺍ ﺍﻻ‌ﻣﺮ ﺍﺳﺒﺎﺏ ﻋﺪﻳﺪﺓ ، ﻏﻴﺮ ﺍﻧﻲ ﺍﻗﻒ ﻋﻠﻰ ﺳﺒﺒﻴﻦ ﺭﺋﻴﺴﻴﻴﻦ :             
ﺃ‌- ﺍﻥ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﻔﺎﻫﻴﻢ ﻫﻲ ﻣﻔﺎﻫﻴﻢ ﻣﺘﺤﺮﻛﺔ ﻭ ﺣﻴﺔ ﻭ ﻣﺘﻔﺎﻋﻠﺔ ﻣﻊ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﻭ ﻣﻊ ﺍﻟﻮﺟﻮﺩ ﺍﻟﻔﻜﺮﻱ ﻭ ﺍﻟﺜﻘﺎﻓﻲ ﻭﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻲ ﻭ ﻟﻴﺴﺖ ﻣﺬﺍﻫﺐ ﺗﺎﺭﻳﺨﻴﺔ ﻗﺪﻳﻤﺔ ﻧﺪﺭﺳﻬﺎ ﻛﻤﺎ ﻧﺪﺭﺱ ﺍﻟﺘﺎﺭﻳﺦ ،  ﺑﻞ ﺍﻥ ﻣﻔﻜﺮﻳﻬﺎ ﻭ ﺩﻋﺎﺗﻬﺎ ﻣﺎﺯﺍﻟﻮﺍ ﻓﻲ ﻃﻮﺭ ﺍﻟﺘﺤﺪﻳﺚ ﻭ ﺍﻟﺘﻄﻮﻳﺮ ﻣﻤﺎ ﻳﺠﻌﻠﻬﺎ ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ ﺗﺤﻮﻝ ﺩﺍﺋﻢ .           
ﺏ‌- ﺍﻥ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﻔﺎﻫﻴﻢ ﻭ ﻟﺪﺕ ﻭ ﻧﺸﺄﺕ ﻓﻲ ﻇﻞ ﺛﻘﺎﻓﺔ ﻏﺮﻳﺒﺔ ﻣﺨﺘﻠﻔﺔ ﻋﻤﺎ ﻳﻘﺮ ﻓﻲ ﺍﺫﻫﺎﻧﻨﺎ ﻭ ﻋﻘﻠﻴﺎﺗﻨﺎ ﻣﻤﺎ ﻳﺠﻌﻞ ﻫﻨﺎﻙ ﺻﻌﻮﺑﺔ ﻃﺒﻴﻌﻴﺔ ﻓﻲ ﻓﻬﻢ ﺍﻟﻤﺮﺍﺩ ﻣﻦ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﺼﻄﻠﺤﺎﺕ ﻭ ﺍﻟﻤﻔﺎﻫﻴﻢ ، ﺍﺿﻒ ﺍﻟﻰ ﺫﻟﻚ ﺣﺎﺟﺰ ﺍﻟﻠﻐﺔ ﻓﻴﻤﺎ ﺗﻜﻮﻥ ﺍﻟﻜﺜﻴﺮ ﻣﻦ ﺍﻟﺘﺮﺟﻤﺎﺕ ﺃﻭ ﺍﻟﻜﺘﺐ ﺍﻟﻤﺆﻟﻔﺔ ﻓﻲ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻤﺠﺎﻝ ﻣﻔﺘﻘﺮﺓ ﺍﻟﻰ ﺍﻻ‌ﺻﺎﻟﺔ ﻭ ﺍﻟﺪﻗﺔ .


<2>

ﻣﻔﻬﻮﻡ ﺍﻟﻠﻴﺒﺮﺍﻟﻴﺔ :-
ﻫﻮ ﺍﺣﺪ ﺍﻛﺜﺮ ﻣﻔﺎﻫﻴﻢ ﺍﻟﺤﺪﺍﺛﺔ ﺩﻳﻨﺎﻣﻜﻴﺔ , ﻭﺭﺑﻤﺎ ﺍﻛﺜﺮﻫﺎ ﺣﻴﺎﺓ ﻭ ﻓﺎﻋﻠﻴﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻐﺮﺏ , ﻭﻫﻮ ﺫﻭ ﺍﻭﺟﻪ ﺍﻗﺘﺤﻤﺖ ﻋﺎﻟﻢ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﺔ ﻛﻤﺎ ﺍﻗﺘﺤﻢ ﻋﺎﻟﻢ ﺍﻻ‌ﻗﺘﺼﺎﺩ ﻭ ﻛﺬﻟﻚ ﻋﺎﻟﻢ ﺍﻻ‌ﺧﻼ‌ﻕ ﻭ ﺍﻟﻔﻠﺴﻔﺔ .

ﻭ ﻳﺮﺗﻜﺰ ﻋﻠﻰ ﺭﻛﻴﺰﺗﻴﻦ ﺃﺳﺎﺳﻴﺘﻴﻦ
أ- ﺍﻟﺤﺮﻳﺔ 
ب- الفردية

ﻭ ﻫﻨﺎﻙ ﻣﻦ ﻳﻀﻴﻒ ﺭﻛﻴﺰﺓ ﺛﺎﻟﺜﺔ ﻫﻲ ﺍﻟﻤﺴﺎﻭﺍﺓ

ﻣﻦ "līberālis" (ﻟﻴﺒِﺮَﺍﻟِﺲ) ﺍﻟﻼ‌ﺗﻴﻨﻴﺔ ﻭﺗﻌﻨﻲ "ﺣﺮ"- 

ﺗﻌﺎﺭﻳﻒ ﻣﺨﺘﻠﻔﺔ : 

1- ﻫﻲ ﻣﺬﻫﺐ ﺳﻴﺎﺳﻲ ﺃﻭ ﺣﺮﻛﺔ ﻭﻋﻲ ﺍﺟﺘﻤﺎﻋﻲ، ﺗﻘﻮﻡ ﻋﻠﻰ ﻗﻴﻤﺘﻲ ﺍﻟﺤﺮﻳﺔ  ﻭ  ﺍﻟﻔﺮﺩﻳﺔ

2- ﺟﺎﺀ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻮﺳﻮﻋﺔ ﺍﻟﻤﻴﺴﺮﺓ:"ﺍﻟﻠﻴﺒﺮﺍﻟﻴﺔ: ﻣﺬﻫﺐ ﺭﺃﺳﻤﺎﻟﻲ ﻳﻨﺎﺩﻱ ﺑﺎﻟﺤﺮﻳﺔ ﺍﻟﻤﻄﻠﻘﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻴﺪﺍﻧﻴﻦ ﺍﻻ‌ﻗﺘﺼﺎﺩﻱ ﻭﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻲ".ﻭﻟﻬﺎ ﺗﻌﺮﻳﻔﺎﺕ ﻣﺮﺗﻜﺰﻫﺎ: ﺍﻻ‌ﺳﺘﻘﻼ‌ﻟﻴﺔ، ﻭﻣﻌﻨﺎﻫﺎ: ﺍﻟﺘﺤﺮﺭ ﺍﻟﺘﺎﻡ ﻣﻦ ﻛﻞ ﺃﻧﻮﺍﻉ ﺍﻹ‌ﻛﺮﺍﻩ ﺍﻟﺨﺎﺭﺟﻲ، ﺳﻮﺍﺀ ﻛﺎﻥ ﺩﻭﻟﺔ ﺃﻡ ﺟﻤﺎﻋﺔ ﺃﻡ ﻓﺮﺩﺍ، ﺛﻢ ﺍﻟﺘﺼﺮﻑ ﻭﻓﻖ ﻣﺎ ﻳﻤﻠﻴﻪ ﻗﺎﻧﻮﻥ ﺍﻟﻨﻔﺲ ﻭﺭﻏﺒﺎﺗﻬﺎ، ﻭﺍﻻ‌ﻧﻄﻼ‌ﻕ ﻭﺍﻻ‌ﻧﻔﻼ‌ﺕ ﻧﺤﻮ ﺍﻟﺤﺮﻳﺎﺕ ﺑﻜﻞ ﺻﻮﺭﻫﺎ:ﻣﺎﺩﻳﺔ، ﺳﻴﺎﺳﻴﺔ، ﻧﻔﺴﻴﺔ، ﻣﻴﺘﺎﻓﻴﺰﻳﻘﻴﺔ (ﻋَﻘَﺪِﻳّﺔ).

3- ﻭﻗﺪ ﻋﺮﻑ (ﺟﺎﻥ ﺟﺎﻙ ﺭﻭﺳﻮ) ﺍﻟﺤﺮﻳﺔ ﺍﻟﺨُﻠﻘﻴﺔ ـ ﻛﻤﺎ ﻳﺴﻤﻴﻬﺎ ـ ﻓﻘﺎﻝ:"ﺍﻟﺤﺮﻳﺔ ﺍﻟﺤﻘﺔ ﻫﻲ ﺃﻥ ﻧﻄﻴﻊ ﺍﻟﻘﻮﺍﻧﻴﻦ ﺍﻟﺘﻲ ﺍﺷﺘﺮﻋﻨﺎﻫﺎ ﻧﺤﻦ ﻷ‌ﻧﻔﺴﻨﺎ".

4- ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻮﺳﻮﻋﺔ ﺍﻟﻔﻠﺴﻔﻴﺔ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﺗﺤﺖ ﻣﺎﺩﺓ (ﺍﻟﻠﻴﺒﺮﺍﻟﻴﺔ) ﻣﺎ ﻳﻠﻲ: "ﺟﻮﻫﺮ ﺍﻟﻠﻴﺒﺮﺍﻟﻴﺔ ﺍﻟﺘﺮﻛﻴﺰ ﻋﻠﻰ ﺃﻫﻤﻴﺔ ﺍﻟﻔﺮﺩ، ﻭﺿﺮﻭﺭﺓ ﺗﺤﺮﺭﻩ ﻣﻦ ﻛﻞ ﺃﻧﻮﺍﻉ ﺍﻟﺴﻴﻄﺮﺓ ﻭﺍﻻ‌ﺳﺘﺒﺪﺍﺩ".ﺟﻮﻫﺮ ﺍﻟﻠﻴﺒﺮﺍﻟﻴﺔ = ﺍﻟﺘﺮﻛﻴﺰ ﻋﻠﻰ ﺃﻫﻤﻴﺔ ﺍﻟﻔﺮﺩ + ﺍﻟﺘﺤﺮﺭ ﻣﻦ ﻛﻞ ﺳﻠﻄﺔ ﺧﺎﺭﺟﻴﺔ"ﺍﻟﻠﻴﺒﺮﺍﻟﻲ ﻳﺼﺒﻮ ﻋﻠﻰ ﻧﺤﻮ ﺧﺎﺹ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺘﺤﺮﺭ ﻣﻦ ﺍﻟﺘﺴﻠﻂ ﺑﻨﻮﻋﻴﻪ: ﺗﺴﻠﻂ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ(ﺍﻻ‌ﺳﺘﺒﺪﺍﺩ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻲ)، ﻭﺗﺴﻠﻂ ﺍﻟﺠﻤﺎﻋﺔ(ﺍﻻ‌ﺳﺘﺒﺪﺍﺩ ﺍﻻ‌ﺟﺘﻤﺎﻋﻲ)".



<3>

 5- ﻳﻘﻮﻝ ﻣﻮﺭﻳﺲ ﻛﺮﺍﻧﺴﺘﻮﻥ (ﺕ 1967): ﺍﻟﺒﺮﻭﻓﺴﻮﺭ ﺍﻟﺒﺮﻳﻄﺎﻧﻲ ﺃﺳﺘﺎﺫ ﺍﻟﻌﻠﻮﻡ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ، ﻭﻣﻦ ﺃﻫﻢ ﻣﻦ ﻛﺘﺐ ﻋﻦ ﺍﻟﻤﻔﻜﺮﻳﻦ ﺍﻟﻠﻴﺒﺮﺍﻟﻴﻴﻦ ﺍﻷ‌ﻭﺍﺋﻞ (ﺟﻮﻥ ﻟﻮﻙ، ﻭﺭﻭﺳﻮ) «ﺍﻟﻠﻴﺒﺮﺍﻟﻲ ﻫﻮ ﺍﻟﻤﺆﻣﻦ ﺑﺎﻟﺤﺮﻳﺔ». ﻭﺇﺫﺍ ﺍﺣﺘﺠﻨﺎ ﻟﺘﻌﺮﻳﻒ ﻣﺎ ﻫﻲ ﺍﻟﺤﺮﻳﺔ ﺳﻨﺠﺪ ﺃﻫﻢ ﻓﻼ‌ﺳﻔﺔ ﺍﻟﻠﻴﺒﺮﺍﻟﻴﺔ ﻟﻠﻨﺼﻒ ﺍﻟﺜﺎﻧﻲ ﻣﻦ ﺍﻟﻘﺮﻥ ﺍﻟﻌﺸﺮﻳﻦ ﺍﻟﻔﻴﻠﺴﻮﻑ ﺍﻟﺒﺮﻳﻄﺎﻧﻲ "ﺃﺷﻴﻌﺎ ﺑﺮﻟﻴﻦ" (( ﻳﺤﺪﺩ ﺍﻟﺤﺮﻳﺔ ﺑﺎﻻ‌ﺳﺘﻘﻼ‌ﻟﻴﺔ ﻭﻏﻴﺎﺏ ﺍﻹ‌ﻛﺮﺍﻩ))

6- ﻓﻲ ﺍﻟﻘﺎﻣﻮﺱ ﺍﻟﺤﺮ (The Free Dictionary) ﻳُﻌﺮَّﻑ ﺍﻟﻠﻴﺒﺮﺍﻟﻲ ﺑﺄﻧﻪ ﺍﻟﺸﺨﺺ ﺫﻭ ﺍﻷ‌ﻓﻜﺎﺭ ﺃﻭ ﺍﻵ‌ﺭﺍﺀ ﺍﻟﻠﻴﺒﺮﺍﻟﻴﺔ، ﻭﻧﻔﺲ ﺍﻟﻤﻌﻨﻰ ﻓﻲ ﻗﺎﻣﻮﺱ ﻟﻮﻧﺠﻤﺎﻥ.

7- ﻭﻓﻲ ﺍﻟﻘﺎﻣﻮﺱ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻲ ﻟﻠﻤﻮﺳﻮﻋﺔ ﺍﻟﺤﺮﺓ، ﺍﻟﻠﻴﺒﺮﺍﻟﻲ ﻫﻮ ﺍﻟﺸﺨﺺ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺆﻳﺪ ﺍﻟﻔﻠﺴﻔﺔ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ﺍﻟﺘﻘﺪﻣﻴﺔ ﻭﺍﻹ‌ﺻﻼ‌ﺣﻴﺔ ﻭﺣﻤﺎﻳﺔ ﺍﻟﺤﺮﻳﺎﺕ ﺍﻟﻤﺪﻧﻴﺔ.

8- ﻗﺎﻣﻮﺱ ﺃﻛﺴﻔﻮﺭﺩ ﻓﻨﺠﺪ ﺃﻥ ﺍﻟﻠﻴﺒﺮﺍﻟﻴﺔ ﻛﺼﻔﺔ ﻫﻲ ﺍﺣﺘﺮﺍﻡ ﺃﻭ ﻗﺒﻮﻝ ﺍﻟﺴﻠﻮﻛﻴﺎﺕ ﺃﻭ ﺍﻷ‌ﻓﻜﺎﺭ ﺍﻟﻤﺨﺘﻠﻔﺔ.. ﻭﻛﺬﻟﻚ ﺍﻻ‌ﻧﻔﺘﺎﺡ ﻋﻠﻰ ﺍﻷ‌ﻓﻜﺎﺭ ﺍﻟﺠﺪﻳﺪﺓ. ﻭﻟﻤﺰﻳﺪ ﻣﻦ ﺍﻟﺘﻔﺼﻴﻞ ﻳﺸﻴﺮ ﺍﻟﻘﺎﻣﻮﺱ (ﻃﺒﻌﺔ 1989) ﺃﻧﻪ ﺣﺘﻰ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺆﺳﺴﺎﺕ ﺍﻟﺪﻳﻨﻴﺔ ﺗﻄﻠﻖ ﺻﻔﺔ ﻟﻴﺒﺮﺍﻟﻲ ﻋﻠﻰ ﺍﻷ‌ﻋﻀﺎﺀ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺤﻤﻠﻮﻥ ﺃﻓﻜﺎﺭﺍً «ﺃﻭﺳﻊ» ﻭﺃﻛﺜﺮ «ﺗﻘﺪﻣﻴﺔ» ﻣﻦ ﺃﻭﻟﺌﻚ ﺍﻟﻤﺘﻤﺴﻜﻴﻦ ﺑﺎﻟﻘﻮﺍﻋﺪ ﺍﻟﺘﻘﻠﻴﺪﻳﺔ.. ﺑﻤﻌﻨﻰ ﺃﻥ ﻫﻨﺎﻙ ﺷﻴﺨﺎً ﻟﻴﺒﺮﺍﻟﻴﺎً ﻭﺷﻴﺨﺎً ﺗﻘﻠﻴﺪﻳﺎً..

9- ﻳﻌﺮﻓﻬﺎ  ﺍﻟﺪﻛﺘﻮﺭ ﺍﻟﻄﻴﺐ ﺑﻮﻋﺰﺓ ﻓﻲ ﻛﺘﺎﺑﻪ (ﻧﻘﺪ ﺍﻟﻠﻴﺒﺮﺍﻟﻴﺔ) : ﻫﻲ ﻓﻠﺴﻔﺔ / ﻓﻠﺴﻔﺎﺕ ﺍﻗﺘﺼﺎﺩﻳﺔ ﻭﺳﻴﺎﺳﻴﺔ ﺗﺮﺗﻜﺰ ﻋﻠﻰ ﺃﻭﻟﻮﻳﺔ ﺍﻟﻔﺮﺩ ﺑﻮﺻﻔﻪ ﻛﺎﺋﻨﺎً ﺣﺮﺍً , ﻓﻤﻘﻮﻟﺔ ﺍﻟﺤﺮﻳﺔ ﻫﻲ ﺍﻟﻤﻘﻮﻟﺔ ﺍﻟﻤﺮﻛﺰﻳﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻳﺤﺮﺹ ﺍﻟﻤﺬﻫﺐ ﺍﻟﻠﻴﺒﺮﺍﻟﻲ ﻋﻠﻰ ﺍﺑﺮﺍﺯﻫﺎ ﻓﻲ ﺗﺤﺪﻳﺪ ﺫﺍﺗﻪ ﻭﻧﻘﺪ ﻣﺨﺎﻟﻔﻪ , ﻭﻛﺄﻧﻪ ﻫﻮ ﻭﺣﺪﻩ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻨﺰﻉ ﻧﺤﻮ ﺍﻟﺤﺮﻳﺔ ﻭﻳﺤﻠﻢ ﺑﺘﺠﺴﻴﺪﻫﺎ!


<4>
  
ﺍﻻ‌ﻓﻜﺎﺭ ﺍﻻ‌ﺳﺎﺳﻴﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻠﻴﺒﺮﺍﻟﻴﺔ :

ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺸﻜﻼ‌ﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻮﺍﺟﻪ ﺍﻟﺒﺎﺣﺚ ﻓﻲ ﺍﻟﻔﻜﺮ ﺍﻟﻠﻴﺒﺮﺍﻟﻲ ﻫﻮ ﺃﻧﻬﺎ ﻻ‌ ﺗﺆﻣﻦ ﺑﻤﺮﺟﻌﻴﺔ ﻋﻠﻴﺎ ﻟﻬﺎ ، ﺑﻞ ﺗﻌﺘﻘﺪ ﺃﻥ ﻛﻞ ﻟﻴﺒﺮﺍﻟﻲ ﺑﺈﻣﻜﺎﻧﻪ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﻣﺮﺟﻌﻴﺔ ﻟﻠﻴﺒﺮﺍﻟﻴﺘﻪ ، ﻟﺬﺍ ﺗﺨﺘﻠﻒ ﺍﻟﻠﻴﺒﺮﺍﻟﻴﺔ ﺑﺎﺧﺘﻼ‌ﻑ ﺍﻻ‌ﺷﺨﺎﺹ ﻭ ﺃﻓﻜﺎﺭﻫﻢ ﻭ ﻋﻘﺎﺋﺪﻫﻢ ﻭ ﺛﻘﺎﻓﺘﻬﻢ ،  ﻭ ﻟﻜﻦ ﻳﻤﻜﻦ ﺍﻟﻘﻮﻝ ﺃﻥ ﻣﻌﻈﻢ ﺍﻟﻠﻴﺒﺮﺍﻟﻴﻮﻥ ﻳﺘﻔﻘﻮﻥ ﻋﻠﻰ ﺑﻌﺾ ﺍﻻ‌ﻓﻜﺎﺭ ﻣﺜﻞ :

o       ﺍﻻ‌ﻳﻤﺎﻥ ﺑﺄﻥ ﺍﻟﻔﺮﺩ ﻫﻮ ﻧﻮﺍﺓ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻌﺎﺕ ﻭ ﻟﻴﺲ ﺍﻻ‌ﺳﺮﺓ

o       ﺍﻻ‌ﻳﻤﺎﻥ ﺑﺎﻟﻤﺴﺎﻭﺍﺓ ﺑﻴﻦ ﺍﻻ‌ﺟﻨﺎﺱ ﻭ ﺍﻻ‌ﻋﺮﺍﻕ

o       ﺍﻻ‌ﻳﻤﺎﻥ ﺑﺎﻟﻘﻴﻢ ﺍﻟﻌﻠﻴﺎ ﻟﻠﻔﺮﺩ  ﻭ ﺣﺮﻳﺘﻪ ﻭ ﺣﻘﻮﻗﻪ ﺍﻟﻤﺪﻧﻴﺔ


o       ﺍﻻ‌ﻳﻤﺎﻥ ﺑﺄﻥ ﻟﻠﻔﺮﺩ ﺣﻘﻮﻕ ﻃﺒﻴﻌﻴﺔ ﻣﺴﺘﻘﻠﺔ ﻋﻦ ﺍﻟﺤﻜﻮﻣﺔ ﻭ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ

o       ﺍﻻ‌ﻳﻤﺎﻥ  بﺍﻟﺤﺪ ﻣﻦ ﺳﻠﻄﺎﺕ ﺍﻟﺤﻜﻮﻣﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻔﺮﺩ.


 ﻭ ﻳﺪﻋﻮ ﺍﻟﻠﻴﺒﺮﺍﻟﻴﻴﻦ ﺍﻟﻰ :       

ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺠﺎﻝ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻲ :
ﺩﻭﻟﺔ ﺩﺳﺘﻮﺭﻳﺔ ﺩﻳﻤﻘﺮﺍﻃﻴﺔ ﺗﺮﻋﻰ ﺣﻘﻮﻕ ﺍﻻ‌ﻧﺴﺎﻥ ﻭ ﺣﺮﻳﺔ ﺍﻻ‌ﻋﺘﻘﺎﺩ ﻭ ﺗﺤﻤﻲ ﺳﻠﻮﻛﻪ ﺍﻟﻔﺮﺩﻱ، ﻭ ﻭﻇﻴﻔﺔ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﺣﻤﺎﻳﺔ ﻭ ﺭﻓﺎﻫﻴﺔ ﺍﻟﻔﺮﺩ·        

ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺠﺎﻝ ﺍﻻ‌ﻗﺘﺼﺎﺩﻱ :
 ﺍﻻ‌ﻗﺘﺼﺎﺩ ﺍﻟﺤﺮ ﻫﻮ ﻋﺪﻡ ﺗﺪﺧﻞ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﻓﻲ ﺍﻷ‌ﻧﺸﻄﺔ ﺍﻻ‌ﻗﺘﺼﺎﺩﻳﺔ ﻭﺗﺮﻙ ﺍﻟﺴﻮﻕ ﻳﻀﺒﻂ ﻧﻔﺴﻪ ﺑﻨﻔﺴﻪ، ﻭﻋﻠﻴﻬﺎ ﺍﻥ ﻻ‌ ﺗﻘﻮﻡ ﺑﺄﻱ ﻧﺸﺎﻁ ﺍﻗﺘﺼﺎﺩﻱ ·        

ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺠﺎﻝ ﺍﻻ‌ﺟﺘﻤﺎﻋﻲ ﻭ ﺍﻻ‌ﺧﻼ‌ﻗﻲ :

 ﻓﺈﻥ ﺍﻟﻠﻴﺒﺮﺍﻟﻴﺔ ﻻ‌ ﺗﺄﺑﻪ ﻟﺴﻠﻮﻙ ﺍﻟﻔﺮﺩ ﻣﺎ ﺩﺍﻡ ﻣﺤﺪﻭﺩﺍً ﻓﻲ ﺩﺍﺋﺮﺗﻪ ﺍﻟﺨﺎﺻﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﺤﻘﻮﻕ ﻭﺍﻟﺤﺮﻳﺎﺕ ﻭﻟﻜﻨﻬﺎ ﺻﺎﺭﻣﺔ ﺧﺎﺭﺝ ﺫﻟﻚ ﺍﻹ‌ﻃﺎﺭ..



<5>



 ﺍﻟﻮﻻ‌ﻳﺎﺕ ﺍﻟﻤﺘﺤﺪﺓ ﺍﻻ‌ﻣﻴﺮﻛﻴﺔ (ﻛﻨﻤﻮﺫﺝ)

 ﺑﺎﻟﺮﻏﻢ ﻣﻦ ﺃﻥ ﺍﻟﻮﻻ‌ﻳﺎﺕ ﺍﻟﻤﺘﺤﺪﺓ ﺍﻻ‌ﻣﻴﺮﻳﻜﻴﺔ ﺗﻌﺘﺒﺮ ﺩﻭﻟﺔ ﻟﻴﺒﺮﺍﻟﻴﺔ ﺇﻻ‌ ﺃﻧﻨﺎ ﻧﺠﺪ ﺃﻥ ﻫﻨﺎﻙ ﺗﺒﺎﻳﻦ ﺑﻴﻦ ﺍﻻ‌ﺣﺰﺍﺏ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ﻭﺍﻟﻨﺨﺐ ﻭ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻻ‌ﻣﺮﻳﻜﻲ ﻓﻲ ﺣﺪﻭﺩ ﻭ ﻣﺴﺎﺣﺔ ﺍﻟﺘﻄﺒﻴﻖ ﺍﻟﻠﻴﺒﺮﺍﻟﻲ .
 ﺑﺸﻜﻞ ﺍﺟﻤﺎﻟﻲ ﻳﻌﺘﺒﺮ ﺍﻟﺤﺰﺏ ﺍﻟﺪﻳﻤﻘﺮﺍﻃﻴﻴﻦ ﺃﻛﺜﺮ ﻟﻴﺒﺮﺍﻟﻴﺔ ﻣﻦ ﺣﺰﺏ ﺍﻟﻤﺤﺎﻓﻈﻴﻴﻦ·        

ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﺴﺘﻮﻯ ﺍﻻ‌ﺟﺘﻤﺎﻋﻲ : 
ﺣﺰﺏ ﺍﻟﺪﻳﻤﻘﺮﺍﻃﻴﻴﻦ ﻳﺮﻛﺰ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺤﺮﻳﺎﺕ ﺍﻟﻔﺮﺩﻳﺔ ﻭ ﻳﺪﻋﻢ ﺣﻖ ﺍﻻ‌ﺟﻬﺎﺽ ﻟﻠﻤﺮﺃﺓ ﻭ ﻳﻮﺍﻓﻖ ﻋﻠﻰ ﻣﻨﺢ ﺍﻟﻤﺜﻠﻴﻴﻦ (ﺍﻟﺸﻮﺍﺫ) ﺣﻘﻮﻕ ﻛﺎﻣﻠﺔ ، ﺑﻴﻨﻤﺎ ﻧﺠﺪ ﺍﻟﻤﺤﺎﻓﻈﻴﻦ ﻳﺮﻓﻀﻮﻥ ﺣﻖ ﺍﻻ‌ﺟﻬﺎﺽ ﻭ ﺣﻘﻮﻕ ﺍﻟﻤﺜﻠﻴﻴﻦ ﻭ ﻳﻌﺘﺒﺮﻭﻧﻬﺎ ﺗﻬﺪﺩ ﻗﻴﻢ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻻ‌ﻣﺮﻳﻜﻲ ﻭ ﻓﻲ ﺍﻟﻮﻗﺖ ﻧﻔﺴﻪ ﺳﻤﺢ ﺍﻟﺮﺋﻴﺲ ﺑﻮﺵ ﺑﺎﻟﺘﻨﺼﺖ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﻜﺎﻟﻤﺎﺕ ﻣﻦ ﺃﺟﻞ ﺍﻟﺤﻔﺎﻅ ﻋﻠﻰ ﺍﻻ‌ﻣﻦ ﺍﻟﻘﻮﻣﻲ ﺍﻻ‌ﻣﺮ ﺍﻟﺬﻱ ﺭﻓﻀﻪ ﺍﻟﺪﻳﻤﻘﺮﺍﻃﻴﻴﻦ .·        

ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﺴﺘﻮﻯ ﺍﻻ‌ﻗﺘﺼﺎﺩﻱ

 ﻳﺪﻋﻢ ﺍﻟﻤﺤﺎﻓﻈﻮﻥ ﻟﻴﺒﺮﺍﻟﻴﺔ ﺍﻻ‌ﻗﺘﺼﺎﺩ ﻭ ﻳﺮﻓﻀﻮﻥ ﺗﺪﺧﻞ ﺍﻟﺤﻜﻮﻣﺔ ﻓﻲ ﺍﻻ‌ﻗﺘﺼﺎﺩ ، ﻭ ﻳﻔﻀﻠﻮﻥ ﺗﺨﻔﻴﺾ ﺍﻟﻀﺮﺍﺋﺐ ﻋﻠﻰ ﺍﻻ‌ﻏﻨﻴﺎﺀ ﻣﻦ ﺍﺟﻞ ﺣﻔﺰﻫﻢ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺘﻮﺳﻊ ﻣﻤﺎ ﻳﻌﻨﻲ ﺍﺯﺩﻫﺎﺭ ﺗﺠﺎﺭﻱ ، ﺑﻴﻨﻤﺎ ﺗﺪﺧﻞ ﺍﻟﺮﺋﻴﺲ ﺍﻭﺑﺎﻣﺎ ﻛﺜﻴﺮ ﻹ‌ﻧﻘﺎﺫ ﺷﺮﻛﺎﺕ ﺍﻟﺴﻴﺎﺭﺍﺕ ﻭ ﺍﺷﺘﺮﺕ ﺍﻟﺤﻜﻮﻣﺔ ﺣﺼﺼﺎ ﻛﺒﻴﺮﺓ ﻣﻦ ﺍﺟﻞ ﺍﻟﺘﺪﺧﻞ ﻓﻲ ﺍﺩﺍﺭﺓ ﺍﻟﺸﺮﻛﺎﺕ ﻛﻤﺎ ﺗﺪﺧﻠﺖ ﻹ‌ﻧﻘﺎﺫ ﺍﻟﺸﺮﻛﺎﺕ ﻭ ﺍﻟﺒﻨﻮﻙ ﺍﻟﺘﻲ ﻛﺎﻧﺖ ﻋﻠﻰ ﻭﺷﻚ ﺍﻻ‌ﻓﻼ‌ﺱ ، ﻛﻤﺎ ﺩﻋﻢ ﺍﻻ‌ﺳﺮ ﺍﻻ‌ﻗﻞ ﺩﺧﻼ‌ ﻣﻦ ﺃﺟﻞ ﻣﺴﺎﻋﺪﺗﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﺍﻻ‌ﻧﺘﺎﺝ ﻭ ﺍﻟﻌﻤﻞ...



<6>

ﻧﻘﺪ ﺍﻟﻠﻴﺒﺮﺍﻟﻴﺔ :

ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻧﺮﻳﺪ ﻧﻘﺪ ﻓﻜﺮﺓ ﻣﻌﻴﻨﺔ ﺩﺧﻴﻠﺔ ﺃﻭ ﺟﺪﻳﺪﺓ ﻋﻠﻰ ﺑﻴﺌﺘﻨﺎ ﺍﻟﻤﻌﺮﻓﻴﺔ ﻓﺈﻥ ﺃﻓﻀﻞ ﺑﺪﺍﻳﺔ ﺗﻜﻮﻥ ﺑﺎﻟﻌﻮﺩﺓ ﺍﻟﻰ ﺍﻟﺒﻴﺌﺔ ﺍﻻ‌ﻡ ﻷ‌ﻛﺘﺸﺎﻑ ﺍﻟﻨﻘﺪ ﺍﻻ‌ﻭﻟﻲ ﻫﻨﺎﻙ .ﺍﻥ ﺍﻟﺘﻴﺎﺭ ﺍﻟﻨﺎﻗﺪ ﻟﻠﺘﻴﺎﺭ ﺍﻟﻠﻴﺒﺮﺍﻟﻲ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﻓﻲ ﺍﻟﻐﺮﺏ ﻫﻮ ﺍﻟﺘﻴﺎﺭ ﺍﻟﻤﺤﺎﻓﻆ ﺧﺎﺻﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﺴﺘﻮﻯ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻲ ﻭ ﺍﻻ‌ﺟﺘﻤﺎﻋﻲ , ﻓﻔﻲ ﺣﻴﻦ ﻳﻌﻴﺐ ﺍﻟﻤﺤﺎﻓﻈﻮﻥ ﺍﻻ‌ﻛﺜﺮ ﺗﺪﻳﻨﺎ ﻣﺴﻴﺤﻴﺎ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻠﺒﺮﺍﻟﻴﻴﻦ ﺑﺄﻧﻬﻢ ﺩﻋﺎﺓ ﻓﺤﺶ ﻭ ﺍﻧﺤﻼ‌ﻝ ﻭ ﺩﻣﺎﺭ ﻟﻼ‌ﻧﺴﺎﻧﻴﺔ ﻣﻦ ﺧﻼ‌ﻝ ﺗﺸﺠﻴﻊ ﺍﻟﺘﻤﺮﺩ ﺍﻟﻔﺮﺩﻱ ﻭ ﺍﻟﻐﺎﺀ ﺳﻠﻄﺎﺕ ﺍﻟﺤﻜﻮﻣﺔ ﺍﻟﻤﺮﻛﺰﻳﺔ ﻟﺼﺎﻟﺢ ﺍﻟﻔﺮﺩ , ﻳﺼﺮ ﺍﻟﻠﻴﺒﺮﺍﻟﻴﻴﻦ ﻋﻠﻰ ﺍﻥ ﺍﻟﻤﺤﺎﻓﻈﻴﻦ ﻳﻘﻮﺩﻭﻥ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﻧﺤﻮ ﺍﻟﺴﻠﻄﺔ ﺍﻻ‌ﺑﻮﻳﺔ ﻭ ﺍﻟﺴﻴﻄﺮﺓ ﻭ ﺗﻘﻴﻴﺪ ﺍﻟﺤﺮﻳﺎﺕ ﻭ ﻣﺼﺎﺩﺭﺓ ﺍﻟﺤﻘﻮﻕ .

 ﺃﻫﻢ ﺍﻟﻘﻀﺎﻳﺎ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺸﻬﺪ ﺟﺪﻻ‌ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﻓﻲ ﺍﻟﻐﺮﺏ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﻠﻴﺒﺮﺍﻟﻴﻴﻦ ﻭ ﺍﻟﻤﺤﺎﻓﻈﻴﻦ :-         
·       ﺣﻖ ﺍﻻ‌ﺟﻬﺎﺽ ﻟﻠﻨﺴﺎﺀ-       
·       ﺣﻘﻮﻕ ﺍﻟﻤﺜﻠﻴﻴﻦ-       
·       ﺣﻖ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﺪﺧﻞ ﻓﻲ ﺍﻻ‌ﻗﺘﺼﺎﺩ-         
·       ﺣﻖ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﻨﺼﺖ ﻋﻠﻰ ﺍﻻ‌ﻓﺮﺍﺩ ﻣﻦ ﺍﺟﻞ ﺍﻻ‌ﻣﻦ

ﻭ ﺍﻧﻘﺴﺎﻡ ﺍﻟﻤﺜﻘﻔﻴﻦ ﻭ ﺍﻟﻤﻔﻜﺮﻳﻦ ﺍﻟﻌﺮﺏ ﺣﻮﻝ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﻔﺎﻫﻴﻢ ﺍﻟﻰ ﺗﻴﺎﺭﺍﺕ ﺛﻼ‌ﺙ :

1- ﺍﻟﺘﻴﺎﺭ ﺍﻟﺮﺍﻓﺾ ﺍﻟﻨﺎﻗﻢ

2- ﺍﻟﺘﻴﺎﺭ ﺍﻟﻤﻌﺘﻨﻖ ﻟﻬﺎ ﻛﺎﻓﺔ ﺟﻮﺍﻧﺒﻬﺎ

3- ﺍﻟﺘﻴﺎﺭ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺴﻌﻰ ﺍﻟﻰ ﺍﻟﺘﺄﺻﻴﻞ ﻭ ﺍﻟﺘﻄﻮﻳﻊ

ﻭﻟﻜﻞ ﺗﻴﺎﺭ ﻣﻦ ﺍﻟﺘﻴﺎﺭﺍﺕ ﺍﻟﺜﻼ‌ﺛﺔ ﻋﻼ‌ﺗﻪ ﻭ ﺍﺧﻄﺎﺀﻩ .

 <7



ﺍﻳﺠﺎﺑﻴﺎﺕ ﺍﻟﻠﻴﺮﺍﻟﻴﺔ :

 1-     ﺇﻥ ﺗﻌﺰﻳﺰ ﺍﺣﺴﺎﺱ ﺍﻟﻔﺮﺩ ﺑﺬﺍﺗﻪ ﺧﻠﻖ ﻣﺠﺎﻝ ﻭﺍﺳﻊ ﻟﻠﻌﻤﻞ ﻭ ﺍﻟﺒﺬﻝ ، ﻓﺘﺤﻘﻴﻖ ﺍﻟﺬﺍﺕ ﻻ‌ ﻳﻤﺮ ﺇﻻ‌ ﻣﻦ ﺧﻼ‌ﻝ ﺍﻻ‌ﻧﺠﺎﺯ ﺍﻟﻔﺮﺩ ﺩﻭﻥ ﺍﻻ‌ﺗﻜﺎﺀ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺘﺮﺍﺙ ﻭ ﺍﻻ‌ﻧﺘﻤﺎﺀﺍﺕ ﻟﻠﻘﺒﻴﻠﺔ ﻭ ﺍﻟﺠﻤﺎﻋﺔ ﻭ ﺍﻟﺪﻳﻦ .
2-     ﺗﺤﻴﻴﺪ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﻼ‌ﻗﺔ ﻣﻊ ﺍﻟﻤﻮﺍﻃﻨﻴﻦ ﺟﻌﻠﻬﻢ ﻋﺼﺎﻣﻴﻴﻦ ﻳﺴﻌﻮﻥ ﻟﻠﻌﻤﻞ ﻣﻦ ﺃﺟﻞ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﻓﻤﻦ ﻻ‌ ﻳﻌﻤﻞ ﻻ‌ ﻳﺴﺘﺤﻖ ﺍﻟﻌﻴﺶ

3-    ﺍﻟﺘﺄﻛﻴﺪ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺤﺮﻳﺎﺕ ﺍﻟﻔﺮﺩﻳﺔ ﻣﻨﻊ ﺍﻻ‌ﺯﺩﺍﻭﺟﻴﺔ ﻭ ﺍﻟﻨﻔﺎﻕ ﺍﻻ‌ﺟﺘﻤﺎﻋﻲ ﺇﺫ ﻻ‌ ﺣﺎﺟﺔ ﻟﻪ ﻓﺎﻻ‌ﻧﺴﺎﻥ ﻳﻌﻴﺶ ﻛﻤﺎ ﻫﻮ ﺩﻭﻥ ﺍﻟﺤﺎﺟﺔ ﻟﻠﺘﺼﻨﻊ .

4-    ﺗﻮﺍﻓﺮ ﺍﻟﺤﺮﻳﺎﺕ ﺍﻟﻔﺮﺩﻳﺔ ﺃﻋﻄﻰ ﻟﻸ‌ﻗﻠﻴﺎﺕ ﻗﺪﺭﺓ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻌﻴﺶ ﺩﻭﻥ ﺍﻟﺘﻌﺮﺽ ﻟﻈﻠﻢ ﺍﻻ‌ﻛﺜﺮﻳﺔ


5-     ﺣﻴﺎﺩ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﺗﺠﺎﻩ ﺍﻻ‌ﺩﻳﺎﻥ ﻭ ﺍﻟﺘﻴﺎﺭﺍﺕ ﺍﻟﻔﻜﺮﻳﺔ ﺧﻠﻖ ﺟﻮﺍ ﻭﺍﺳﻌﺎ ﻣﻦ ﺍﻻ‌ﺑﺪﺍﻉ ﻭ ﺍﻟﻌﻄﺎﺀ ﺍﻟﻔﻜﺮﻱ ﻭ ﺍﻟﻌﻠﻤﻲ .


 عقيل عبدالله
******************


المفهوم الليبرالي بين التطبيق والواقع


الليبرالية إذا كانت تهتم بحقوق الإنسان وحريته ومايتصل بكرامته كمفهوم إنساني وبكل الأبعاد المختلفه لقضاياه التي تؤطر وتكرس هذا المفهوم كلغة مشتركة عامة فعليها أن تكون أول لبنة في بناء ماتصبو إليه لتحقيق هذه المفاهيم في البناء الحضاري الإنساني الجديد إذا أريد له الصمود والثبات والإستمرار .وإن أي حضارة تدمر الحرية في مقومات وجودها أو في غير مكان نشوءها سوف تنتكس وتضمحل .ودلائل التاريخ وشواهده على هذا الإضمحلال كثيرة  وهي أكبر دليل .حيث إنتهت وزالت دول وحضارات بسبب الإستحواذ والمصادرة للحريات بل ولإنسانية الإنسان أفرادا وجماعات وعدم تقبل النقد الميال بعقلانية الإصطفاف الإنساني الصادر من المعارض .والذي قتل بسبب ذلك الكثير من الفلاسفة والمفكرين والعلماء والعرفانيين
وما تطور العقل البشري والذي يمثل فكرا إبداعيا لتشكيل مجتمعا وأمة ذات ثقافة تحترم حقوقه وتعمل من أجل وضع وصوغ القوانين التي ترتقي بالإنسان نفسه إجتماعيا وعلميا ومعرفيا.وتزدري السلوكيات المتناقضه مع هذه الأهداف الإنسانية الرائعه 
مما يعني ترسيخ الوعي الحقوقي بفتح آفاق المعرفة والتخلص من الفكر المضاد بل ومحاربته 
وهذا لا يتأتى بغير محاربة الفرق والمفزعه والتي تعشعش في عقول الجهلة والمتخلفين والمستفيدين منه وتعممه بشكل مفزع ومخيف بين أوساط المجتمعات الغارقه في تفسير التراث بل وتعمل على بهرجته وتزويقه وإحلاله لصناعة التسلط وخلق الفكر القامع للحريات بل وللإنسانيه ولتمارس بكل صلف ما يصبون إليه على أنه ضرورة لسيادة القانون لحفظ الأمن وتوطيد الأمان للمواطن من أجل إستقرار الوطن كما هو حاصل الآن في دولنا العربيه
على أن هذا كله لابد إلا أن يلاقي معارضةتكون مهيئة لعنف وعواصف تسبق النظريات المستحدثه والمستجده والتي تركز على معطيات تغيير واقع الإنسان بتغيير بوصلة العقل واتجاهها لهذه النظريات الجديده من أجل التطور والبناء بكل صنوفه الفكري والمادي.وانتشال الإنسان من براثن اللاوعي والإضطهاد إلى نظريات الحرية والعدالة والكفاءه.
قد يكون لهذا المنجز إرهاصات تنشأ في المجتمعات على اختلاف مساربها ومشاربها وقد تقع في براثن الإختلاف العقدي والفكري والإجتماعي وتتخذ من العنف سبيلا لوأد الحركات والنظريات الإصلاحيه وربما تصل هذه المقاومة إلى التضليل والتكفير وإصدار أحكام القتل إتكاءا على نص مقدس كما حصل في العهد الأموي والعباسي والصفوي وكمل حصل في عهد تسلط الكنيسة في أوربا وكما هو حاصل الآن وذلك من أجل قهر الإنسان وغمط حقوقه حتى التي جاء بها نص مقدس 
إن حرية التفكير وإطلاقه من أجل الإبداع تعني أولا محاربة الجهل والتخلف بكل أصنافها ورموزها وفتح جميع الأبواب الموصده أمام عقل وتفكير حر غير منتهك لحرية الآخر ولا منتقص له وذلك من أجل رسم طرق تؤدي لحرية منضبطة لطيفة تنشد الحرية التي ترتقي بهذا الإنسان وتصون كرامته وتتفق مع المختلف بشرط عدم التأثير على القيم الإنسانية سواء جاء بها نص مقدس أو قانون وضعي.


عبد الله محمد بوخمسين
************************



الليبرالية 

وتعني "حر"
و هي عبارة عن فلسفة سياسية أو نظرة عالمية تقوم على قيمتي الحرية والمساواة. تختلف تفسيرات الليبراليين لهذين المفهومين وينعكس ذلك على توجهاتهم، ولكن عموم الليبراليين يدعون في المجمل إلى دستورية الدولة، والديمقراطية، والانتخابات الحرة والنزيهة، وحقوق الإنسان، وحرية الاعتقاد والسوق الحر والملكية الخاصة.

خلال القرن الثامن عشر الميلادي، أو خلال ما يُعرف بعصر التنوير، تجلت الليبرالية كحركة سياسية مستقلة حيث أصبحت شائعة جداً بين الفلاسفة وعلماء الاقتصاد في العالم الغربي. اعترضت الليبرالية على أفكار شائعة في ذاك الزمان كالمزايا الموروثة، تدين الدولة، الملكية المطلقة، وحق الملوك الإلهي. يُعتبر المفكر الإنجليزي جون لوك المؤسس لليبرالية كفلسفة مستقلة، فقد كانت فلسفته تقول بأن للفرد حق طبيعي في الحياة، الحرية، والملكية الخاصة، ووفقاً لنظرية العقد الاجتماعي، فإنه يتوجب على أي حكومة ألا تضطهد أياً من هذه الحقوق الطبيعية للفرد. كان الليبراليون معارضين للفلسفة المحافظة التقليدية وسعوا إلى استبدال الحكومات المطلقة بالديمقراطية، الجمهورية،.

انتهج قادة الثورة الأميركية والثورة الفرنسية المنهج الليبرالي، ورأوا فيه مبرراً للإطاحة بالحكومات الدكتاتورية الطاغوتية -على حد تعبيرهم-. كما أن القرن التاسع عشر الميلادي شهد قيام حكومات ليبرالية على نطاق أوروبا وأميركا الشمالية. في تلك الفترة، كانت الفلسفات المحافظة الكلاسيكية في صراع مع الليبرالية.

في القرن العشرين، انتشرت الأفكار الليبرالية بشكل أوسع، وخصوصاً أن الجانب الليبرالي الديمقراطي كان هو الجانب الرابح في كلا الحربين العالميتين. كما أن الليبرالية ظهرت على فلسفات أخرى متحدية كالفاشية والشيوعية. في أوروبا والولايات المتحدة، أصبحت الليبرالية الكلاسيكية أقل شيوعاً ومهدت الطريق لليبرالية الاشتراكية. حتى مفهوم الليبرالية بدأ بالتغير. وفقاً للموسوعة البريطانية، فإن مصطلح الليبرالية أصبح متوازياً مع الرئاسات الراعية لسياسات الضمان الاجتماعي بداية برئاسة فرانكلين روزفلت، بينما في أوروبا، فإن المصطلح يبدو أكثر استخداماً كمصطلح كلاسيكي يعتقد بمحدودية صلاحيات الحكومة والسوق الحر. ولذلك، فإن الفلسفة الليبرالية الكلاسيكية أصبحت تُعرف بالليبرتارية في الولايات المتحدة.

وبخصوص العلاقة بين الليبرالية والأخلاق، أو الليبرالية والدين، فإن الليبرالية لا تأبه لسلوك الفرد ما دام محدوداً في دائرته الخاصة من الحقوق والحريات، ولكنها صارمة خارج ذلك الإطار؛ فالليبرالية تتيح للشخص أن يمارس حرياته ويتبنى الأخلاق التي يراها مناسبة، ولكن إن أصبحت ممارساته مؤذية للآخرين مثلاً فإنه يحاسب على تلك الممارسات قانونياً. كما تتيح الليبرالية للفرد حرية الفكر والمعتقد.

ترى الليبرالية أن الفرد هو المعبر الحقيقي عن الإنسان، بعيداً عن التجريدات والتنظيرات، ومن هذا الفرد وحوله تدور فلسفة الحياة برمتها، وتنبع القيم التي تحدد الفكر والسلوك معاً. فالإنسان يخرج إلى هذه الحياة فرداً حراً له الحق في الحياة والحرية وحق الفكر والمعتقد والضمير، بمعنى حق الحياة كما يشاء الفرد ووفق قناعاته، لا كما يُشاء له. فالليبرالية لا تعني أكثر من حق الفرد - الإنسان أن يحيا حراً كامل الاختيار وما يستوجبه من تسامح مع غيره لقبول الاختلاف. الحرية والاختيار هما حجر الزاوية في الفلسفة الليبرالية، ولا نجد تناقضاً هنا بين مختلفي منظريةا مهما اختلفت نتائجهم من بعد ذلك.


عصام البقشي



*******************الليبرالية .. بين الخوف والواقع

تقوم العديد من المراجع والكتب، بترجمة الليبرالية ب(الاباحية)، وهي ترجمة تعكس الخوف الكبير من هذه الكلمة، ومحاولة كسب أكبر عدد من الأعداء.وعلى عكس التعريف الحقيقي لها.( التي تعني حق المرء في أن يفعل ما يحب بالشكل الذي تمليه عليه حكمته وضميره )
.عندما تنادي الليبرالية بعالم نظيف خال من الارهاب والعنف والقمع والتعذيب ومصادرة حرية الآخر، وفكره.تكون في طور تأسيس أخلاقية انسانية تنبذ كل ذلك، وتسعى لتحقيق انسانية أعظم وأكثر تمسكا بهذه المبادئ الانسانية الأخلاقية.

وعندما تحارب الليبرالية وتناضل لمنع كل تعدي أو تجاوز لحقوق الانسان ضمن المجتمع ،تكون أيضا في طور تأسيس نظام أخلاقي يعمل على كل هذا.

وعندما تفكر الليبرالية في خلق المجتمع الجديد والقانون وتعمل على تطوير البنى الاقتصادية والثقافية، تضع نصب عينيها نظام أخلاقي يساعد في اكمال هذا الخلق.
وعندما تطالب الليبرالية بمجتمع أفراده مثقفين نشيطين سعداء .فهذا يعني أنه يطالب يسلوكية تتفق مع ما يطلبه من انسانه الليبرالي.وعندما تطالب الليبرالية بمجتمع ينبذ العادات المتخلفة والتي تجر انسانها معها الى الماضي المتخلف، وتجعله عرضة لعشرات من الأمراض النفسية، والأفكار الممرضة البائسة، فهذا يعني أنه يطرح نمطا جديدا من الأخلاق وسلوكية تقضي على كل تلك السوداوية التي ربط الانسان التقليدي نفسه بحبالها زمنا طويلا.

شرائع حمورابي، الوصايا العشر، موعظة الجبل، الآيات القرآنية ، تعاليم بوذا، كريشنا، المانوية، البهائية، الاسماعيلية، المرشدية، الدروز، --------كل هؤلاء يتحدثون عن الأخلاق الحميدة، عن الايمان، عن الصدق، عن المعاملة الجيدة.
وكذلك الليبرالية جعلت ركيزة المشروع الثقافي الخاص بها والسياسي ، هي الأخلاق . ونادت بالايمان بالانسان مخلوق عظيم يحق له العيش بكرامة وسعادة ، بصدق واخلاص بعيدا عن النفاق والكذب. جعلت الايمان بالقانون ركيزتها الأخلاقية الثانية، فالقانون للجميع، لا أحد فوق القانون.وربطت بين صحة القانون وتنفيذه .وآمنت بنبذ النفاق والكذب والاحتيال في عمق فكرها الاجتماعي والسياسي ، وعملت على محاربة كل هذه المفاسد .كما عملت الليبرالية جاهدة على خلق حياة نموذجية في انسان مجتمعها ترتكز على دعم بنائه الأخلاقي من الداخل أولا، وهي في سعيها هذا لم يكن همها السلطة بحد ذاتها، بل العمل على بناء الانسان الجديد المتماسك من داخله وخارجه.وبالتالي تسعى الى تثقيفه، وتحسين سلوكيته من خلال منظومة من الأفكار التي تسند الناحية الأخلاقية فيه، وتجعلها الأهم في عملية بنائه.وتوجهت الليبرالية في سعيها هذا الى جيل المتعلمين والمثقفين حائة اياهم على تنمية معارفهم والابتعاد عن المهاترات التي لا تغني ولا تسمن، وعدم الوقوع في فخ الجدالات العقيمة ، وخاصة الدينية، والتي تعمل على زيادة الحقد والكراهية بين الشخص الللبرالي والآخر.
الايمان بالقانون يجعل الليبرالية من أكبر أعداء الفسادا الاجتماعي والسياسي والاقتصادي، تحارب الليبرالية كل انواع الفساد، والتي تسعى الى هدم البناء الذي شادته على الانسان الليبرالي النظيف.الواضح .

الآخر وحقوقه أمور مقدسة لا يجوز تجاوزها أبدا،وبالتالي لا يملك الليبرالي حق الشخص الفطري في السيطرة على غيره والتحكم به ، ضمير الليبرالي يقف حاجزا منيعا في وجه كل من تسول له نفسه المراوغة أو الانفلات من حس المسؤولية الذاتية.
الليبرالي لا يتجاهل تجارب الآخرين، ولا معارفهم، ولكن تبقى له حرية اختيار ما يصلح لمجتمعه ورفض ما ينافي مجتمعه.هذا التوجه الفكري الذي يقبله الليبرالي بملئ حريته لا يعد منافيا للحرية التي يؤمن بها، بل على العكس ممكن اعتباره أحد أهداف الليبرالية الرئيسة لأنه يتيح لمن لا يملكون المعرفة الحقيقية الاقتداء بالذين يملكونها ،وفي غياب الحرية ، ربما أدى الوضع الى قيادة الجهلة للمتعلمين ،طبعا بعد أن يكبلوهم بجهلهم وتخلفهم.

النظام الأخلاقي لليبرالية، يسمح لا بل يؤكد، على أن يأخذ كل ذي حق حقه، المجتهد يكافئ، والمسيئ يعاقب. عامل أخاك كما تريد أن يعاملك: أحد القوانين الأخلاقية الطبيعية، والتي تستند اليها الليبرالية في بنائها الحضاري لمجتمعها الأخلاقي. حيث ترتكز على الحياد وعدم التحيز ،لا بل عدم تحيز من الليبرالي لذاته ،وهذه هي الحيادية المكافئة لحكم القانون بدلا من الحكم بحسب أهواء السلطة.
النظام الليبرالي الأخلاقي يعتبر الشعور بالمسؤولية نحو الغير من أولى مهامه الأخلاقية، ومن واجباته الأساسية.وذلك عن طريق : كبح الذات الليبرالية، وتحاش التجاوز على حقوق وملكيات الآخرين ، واحترام حقوقهم في الاعتراض والخلاف من دون التسبب بنزاع أو صدام


عبدالكريم الممتن


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق