السبت، 6 ديسمبر 2014

تعليم الفلسفة





الفلسفة والعقول الغضة
مهدي الرمضان

بابا، ليش يموت الانسان.؟
بابا، منين احنا جينا؟ بابا، ليش السما زرقا؟
هذه وغيرها هي بعض ما يسأله العقل الغض لصبي او صبية ربما لم يتجاوزوا السابعة من أعمارهم. يحيرهم ويستهويهم كل ما يجري حولهم.

قانون السببية الفطري يعمل بقوة في ادمغتهم ويشغل عقولهم لمعرفة الاسباب.
يسعون للمعرفة بشغف كبير ولهفة ويطرحون اسئلة وجودية بسيطة ولكنها مربكة للكبار عند محاولتهم إيجاد اجوبه صادقة لها. 

قدرتهم على التركيز على ما يشغلهم وما بين ايديهم لا يضاهيهم فيها الكبار ولا حتى يدانونهم في مستواها.
قدرتهم الفائقة على المثابرة وتكرار المحاولات الفاشلة بدون ملل ملفته ومرات مزعجة لنا.
ملكة المغامرة والإقدام في سبيل حب المعرفة والتعلم تشكل علامات فارقة عنا ويسبقوننا بمراحل عما نملكه مقارنة بهم. 

لعقولهم نوافذ زمنية مشرعة تستقبل النور والهواء من كل جانب ولكن هذه النوافذ المفتوحة لعقولهم لن تبقى طويلاً قبل ان نغلقها بصدنا و بجفائنا لطلباتهم الملحة في المعرفة ومرات للحد من إحراجنا حد الإزعاج بأسئلتهم التي نحتار كيف نجيب عليها. 

نبدأ نبني بصدنا لهم وإغفالنا لتوقهم للإجابات حيطان وسدود نضعها امامهم. تبدأ تلك النوافذ المفتوحة تدريجيا في الإنغالاق ويصبحون بعد مضي سنوات صباهم مثلنا وكما نحن عليه مقولبين ذهنيا ومدجنين ثقافيا ويقتربون ليكونوا نسخ مكررة منا بعد ان كادت جذوة الفضول بدواخلهم تقترب من الخمود والإنطفاء. 

حرمناهم بإلباسنا إياهم جلابيبنا العقلية من ان تكون لعقولهم جلابيب تستوعب حجم متطلباتهم واغلقنا تقريبا الطرق امامهم لإنطلاقة الإبداع ومنعناهم بتوهين دور العقل لديهم من إقتحام المجهول وبلوغ آفاق معرفية وثقافية جديدة قصرتا عن وصولها وحكمنا عليهم بالسير على مواقع اقدامنا وتتبع آثار خطواتنا وسلوك خطوط معرفية سلكناه نحن وأجدادهم قبلنا.
هذا المآلات البائسة التي صنعناها لمستقبلهم حرمتهم ونحن معهم من إمكانيات الإبداع والتطور وإرتدت علينا وعليهم بمزيد من التأخر والفقر الحضاري.

الحجر على قدرات عقولهم وإغلاق جل المنافذ أمامهم يبقيهم أسرى للنسق السائد.
تنبهت الدول المزدهرة للقوة الكامنة في الطفولة وجاءت تلك المعرفة نتيجة دراسات مستفيضة عليهم عرفت على اثرها مفاجئة القدرات العقلية الحقيقة التي يمتلكونها والتي لم تكن موجهة وجهتها كما يجب او مستغلة لمصالحم ومصالح مجتمعاتهم للتنمية المستقبلية.

إطلاق العنان لكوامن عقولهم وتدريبهم على فنون المعرفة والدراية بأساليب التفكير السليم تأتي من خلال برامج إدخال الفلسفة في مناهج الصفوف الابتدائية والثانوية وما قبل المرحلة الجامعية.
وتنادى مؤخراً فلاسفة الغرب المعاصرون لاهمية استغلال النوافذ المفتوحة للعقول الغضة  في سن مبكرة لتقديم مناهج فلسفة تفي بمتطلباتهم وتراعي مستوياتهم.

دروس الفلسفة في سن مبكرة تأتي على صيغة قصص للاطفال سهلة الاستيعاب وتحمل في مضامينها مفاهيم فلسفية تسهل عليهم فهم مقاصدها وعلى التلاميذ بعد الاستماع لها مناقشة ما جاء فيها وعليهم أن يطرحوا تساؤلاتهم ويعطوا احكامهم على حيثياتها.
على سبيل المثال قصة "ثلاثة اطفال في صندوق كبير" لتدريس مفهوم وفلسفة الحرية.

تقول القصة ان ثلاثة اطفال تم وضعهم في صندوق كبير ومنعوا من الخروج منه. وضع معهم الكثير من الالعاب الجميلة والممتعة ويزورهم آبائهم مرة كل اسبوع ويجلبوا لهم مزيد من الالعاب المسلية ولكن يمنع عليهم بتاتا الخروج من الصندوق.

وفي النهاية على التلاميذ تقدير ما إذا كانوا يرغبون العيش بدون حرية في مثل هذا الصندوق مع وجود كل ما يحبون من العاب مسلية ومعهم بعض اصدقائهم في الصندوق يلعبون معهم.
هل يعي المربون والقائمون على التعليم في دولنا مقدار الفرص الضائعة والخسائر الحضارية والتنموية الباهضة التي تتكبدها مجتمعتنا جراء إغفالنا إدراج الفلسفة ودروس المنطق في مناهج التعليم لتنمية العقول وتحفيزها على التفكير المنطقي السليم ولن اقول تدريس الفلسفة لما قبل المرحلة الجامعية بل أقلها اثنا الدراسة  الجامعية؟




الفلسفة الضمنية
صلاح الهاجري

من المعلوم ان الفلسفة هي ام لجميع العلوم... فكل علم و بحث عن المعرفة و فهم الظواهر وربطها ببعض و من ثم استنتاج نتائج مؤثرة في الحياة  هو فلسفة ...اذا الجميع يعرف الفلسفة سواء درس الفلسفة في ذاتها او درس علوم اخرى تتضمن الفلسفة بشكل او آخر ...
ان كان هناك تخوف من دراسة الفلسفة عند بعض المدارس الدينية فهذا يعود في تقديري  الى امرين
الأول : المدارس التي تريد تأطير الدين في اطار معين لزمان سابق و التي تريد تمرير بعض الأحداث التاريخية و تحرم الخوض فيها تحريما باتا لكي تحافظ على ذلك الإطار الفكري للدين فهي تمنع دراسة هذا الجانب و الجانب الذي قد يزعزع ذلك التاريخ
الثاني : دراسة الفلسفة بمعزل عن مصادر الدين الثابتة.. فمن المعروف عند اي دراسة يجب ان يكون هناك ثوابت و متغيرات و الا لايمكن اثبات  اي نظرية بدون وجود هذين الجانبين... فالفسفة التي لا تنطلق من ثوابت تضل تائها عائمة ...
اذا الفلسفه هي ام العلوم فعلا لكن يجب ان تبحث عن الثوابت اولا لتنطلق نحو المتغيرات ...ولا ننسى اننا ندرسها في جميع العلوم على شكل امثلة تطبيقية في حياتنا.



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق