السبت، 15 فبراير 2014

ماذا يحدث في المجتمع الخليجي الشيعي ؟



ماذا حدث ويحدث في المجتمع الخليجي الشيعي؟






المشـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــاركون :


محروس الصفاني:
المؤسسات الدينية... وعجلة التطور

عبدالله الهميلي:
اليسار الشيعي اللامنتمي ومابعد اللامنتمي

 مهدي الرمضان:
عنفوان مدرسة أهل البيت يبقيها حية متنامية

رياض بوخمسين:
واقع الثقافة الخليجية و رموزها

علي الحمد:
صراع التيارات الشيعية : نظرة متفائلة

علي الحمد:
التحولات الفكرية لدى الشيعة

كاظم الخليفة :
الفرد الشيعي وعلاقته بمؤسساته الدينية من منظور غربي







محروس الصفاني:

المؤسسات الدينية... وعجلة التطور

إن من المؤسف ما نراه من الوضع الحالي للمؤسسات الدينية والتي كان من المفترض منها مواكبة التطور بفكرها وثقافتها.

لكن ما نراه هو استخدامها للتطور في نشر ثقافتها التقليدية والنشر (من بعض المؤسسات) ﻷفكار هي بعيدة كل البعد عما يحتاجه المجتمع المعاصر من تربية أخلاقية تصنع من أفراد المجتمع جيلا واعيا وفاهما لما يريد منه الدين الإسلامي أن يكون.
ﻻبد من القيادات الدينية ومن بظلها أن يعوا أن التطور ﻻ يقف وﻻ يعرف مجتمعا دون آخر.
ما كان يصنع سابقاً في شرق الأرض ويأخذ شهورا ليصل إلى غربها أصبح سهل المنال خلال بضعة أيام معدودة.
واﻷخبار التي كانت تنقل من خلال الخيول والطيور وتصل لمريديها خلال أيام أصبحت بضغطة زر تصل خلال ثوان قليلة لكل بقاع الأرض.
ﻻ يوجد من ﻻ يستخدم التطور لخدمة مصالحه واحتياجاته سواء كان فرداً أو مجتمعا أو مؤسسات على اختﻻف مذاهبها،
 لكن الأهم هو توجيه الخطابات والاحكام والفتاوى من مختلف المرجعيات للناس بما يوائم ويخدم الحياة التي نعيشها في هذا الزمن.
مثالاً للتطور:  ما كان سابقاً محرماً - كلبس النقاب - أصبح اﻵن مباحا،
 فيجب أن تعي المؤسسات الدينية أن المجتمعات تواكب التطور، وعجلته تسحق كل من يقف في طريقها،
 وﻻبد لها أن تضع خططا لتواكبه مع الحفاظ على أسس وقواعد المذهب وتربية المجتمع على اﻷخﻻقيات التي يحتاجها في هذا الزمن.
فلا إفراط وﻻ تفريط.




عبدالله الهميلي:

اليسار الشيعي اللامنتمي ومابعد اللامنتمي

لاشك أن الخروج على سلطة العقيدة أو القبيلة أو الإيديلوجيا منذ القدم يعتبر مروق عن سلطة الجماعة وما تؤمن به من قيم  تحاول أن تحرسها ضد ماتخافه
في مرحلة من مراحل الفكر الإنساني في طفولته كان يوجد هذا الإنسان  على عادات وقيم تم ترسيخها  وتربى عليها  لكن بعد مراحل معينة وضمن ظروف معينة هناك أفراد يشذون عن تلك القاعدة  ويجددون في تلك القيم ويقدمون رؤى أخرى  هذا ضمن النسق التطوري لكل انسان ولكل حضارة   هناك عوامل تؤدي لذلك او مايسمى الصدمة  كالثقافة  ومسائلة كل القناعات السابقة حول أغلب الأفكار التي وجد عليها   تشمل الدين ،الإنسان نفسه وما إلى ذلك  مما كان يعده  ضمن التابوهات التي يحضر عليه التفكير بها
بالتأكيد كان أول بعد احتضنه الإنسان في بداية وجوده هو البعد الروحاني مايدل على ذلك وجود الحفريات والنقوش التي تدل عليه
 وهذا البعد تطور مع تطور الحضارات موجدا معه الكثير من القيم
من ثم تكونت الديانات ابتداء من الشرق   والعالم أصبح ينقسم كما يشير امبرتو ايكو إلى غنوصية وهرمسية الغنوصية وهي مهد الديانات الشرقية
والهرمسية مهد الديانات الأوربية والغربية  بل أن ديانة البراهما ماهي الا تأويل لديانة النبي ابراهيم عليه السلام

تأتي ديانة وتحل محلها ديانة أخرى  ويأتي مذهب  وينسخه مذهب آخر كل ذلك ضمن عوامل  اجتماعية يلعب فيها العامل الإقتصادي دورا مهما في تكونها وازدهارها أو انهيارها
كما كانت قريش تستقطب العالم اتجاهها لتكون قبلة العالم وعاصمة التجارة العالمية فيها حيث يلعب العامل الإقتصادي دورا مهما في بث القيم الدينية

أول انسان وجد على الأرض كان الإنسان الذي يعيش في الغابات  ولما وجد انسانا شبيها له قضى عليه  وبقى هذا النوع الذي يتحدر منه  البشر

علاقة هذا الكلام بما سأتحدث عنه هو أن المذاهب الإسلامية في تكونها ليست بمنأى عن وجود العامل السياسي الكامن في الإقتصاد والإستحواذ
مضافا لأسباب أخرى يدخل فيها الغنوص  و التداخل مع الديانات والإنفتاح على الثقافات الأخرى ولا يخفى ما للديانة البوذية وغيرها من ثقل على الكثير من التصورات الفلسفية الإسلامية  ربما لقدرة الديانة الإسلامية على استيعاب الأسئلة الكبرى التي تراود الإنسان القديم منذ وجوده.

المذهب الشيعي  كغيره من المذاهب فيه نقاط قوة كامنة في طاقاته العرفانية والفلسفية والكلامية   وهناك نقاط ضعف في العقل الفقهي  الذي يتعامل مع النصوص تعاملا اختزاليا لغويا بحتا .

ليس بدعا أن يوجد هناك مثقفون يعلنون الخروج عن سلطته الإيمانية عليهم  إذا آمنا بحرية التفكير التي لاتصل إلى حدود مصادرة حرية الآخرين الفكرية أيضا  بمعنى التعايش السلمي المدني
المثقف الشيعي خصوصا في منطقة الخليج اللامنتمي للمذهب الشيعي على صنفين :

الأول متصالح مع ذاته وكذلك الآخر ليس من وظيفته الرسولية والتبشير بأفكاره للآخرين   وأقول المثقف الشيعي بالرغم من انه لاينتمي لهذا المذهب بعدما خرج عليه إلا أنه لايزال في تمثلاته بالنسبة للآخر شيعي بينما هو في قرارة ذاته لاينتمي للتشيع   هذا النمط من المثقفين لديه تعالقات اجتماعية وظروف موضوعية وذاتية لاتجعله يستطيع التصريح بأفكاره بعفوية بل بلغة رمزية كما يفعل المتصوفة 

الصنف الثاني من المثقفين الشيعه  من هو بطبيعته صدامي مع الآخر فلا يجد ضررا من اعلان خروجه عن المذهب  حتى لو أدى لخسارته اقربائه واصدقائه يرى أنه نموذج للمثقف العضوي الذي من وظيفته أن يصدع بأفكاره ويتحمل كل النتائج الإجتماعية  التي ستودي بها أفكاره  وهو أيضا بالنسبة لي على قسمين :
1  مثقف شجاع ويتحمل كامل المسؤولية لأفكاره وما ستؤدي من نتائج
2 مثقف استعراضي  يحب الظهور ولفت الإنتباه حتى ولو لم يكن يملك ترسانة معرفية تجعله مستعدا لمواجهة المجهول الذي ينتظره من ردات الفعل

أقول هذا الكلام لأن مجتمعنا غير مستعد للثقافة الحقيقية والإختلاف  لذلك من يحمل هاجس التنوير في هذا المجتمع عليه ان يأخذ بالإعتبار النقاط التي ذكرتها آنفا
وأتفهم أن يكون المثقف واقع تحت تأثير فكرة معينة أوصدمة معرفيه هو لايشعر بها الا بعد تجاوزها فيركن للحالة الإنفعالية

اللامنتمي   ومابعد اللامنتمي)  مصطلحين استخدمهما المفكر العبقري كولن ولسون وأنا لا استخدمهما استخداما أمينا
مابعد اللامنتمي من وجهة نظري هي أرقى المراحل التي يصل لها المثقف   كما مثلها ابن عربي خير تمثيل :
لقد صار قلبي قابلا كل صورة  ** فمرعى لغزلان وديرا لرهبان

أدين بدين الحب أنى توجهت ** ركائبه فالحب ديني وإيماني
هذه المرحلة التي يصل فيها المثقف إلى التآلف مع كل شيء هي مرحلة النيرفانا  الصفرية  التي ينتمي فيها الإنسان للجمال والمطلق الكوني   وحب الحياة





مهدي الرمضان:

عنفوان مدرسة أهل البيت يبقيها حية متنامية


الانظمة النابضة بالحياة والبيئات الثقافية المنفتحة قادرة على إصلاح ذاتها عند حدوث أي خلل يمسها او مواجهتها لتحدي مصيري. مثل هذه الانظمة لديها مناعة تامة بقدرة التأقلم ذو الوقع السريع ضد الصدمات والازمات المفاجئة وبالتكّيف الأبطأ وقعا ضد التحولات التاريخية المتأنية.
 تتكئ مدرسة أهل البيت كمنظومة مذهبية و ثقافية على التمسك بمبادئ قيمية تستمدها من روح الإسلام وصريح نصوصه وتعّرف نفسها بأنها تحمل مفهوم "العدل" وتضعه في موقع القطب من الرحى والقلب من الجسد والتجافي في المقابل عن الظلم حتى اضحت المظلومية صفة ملتصقة بها لفرط تضحياتها وقبولها بقسوة تحمل الظلم الواقع عليها بدلا من تخلي أقطابها عن العدل في ممارساتهم لا فرق بين ان يكون احد اقطابها حاكما كعلي بن ابي طالب (ع) او محكوما كبقية الاقطاب الإحدى عشر.
 تميزت هذه المدرسة بقلة ما تدّعيه مما يتعارف عليه بالثوابت والمسلمات ولديها نوعا من التسامح والمناعة للنقد الذاتي بدون وجل او رهاب مقانة بمثيلاتها من المدارس الفقهية الإسلامة الأخرى.
ارست هذه المدرسة مناهجها بتتالي تصدي اقطابها لوضع اسسها وإضافة كل منهم تراكميا لتراثها المنهجي بحسب ما سمحت له الظروف السياسية حينها وتميزت عن غيرها من المدارس الفقهية بأنها تنبهت مبكرا لاهمية إبقاء باب الاجتهاد التشريعي في الفقة مفتوح على مصراعيه مما اكسبها ميزة نسبية على المدارس الفقهية الإسلامية الأخرى واعطاها قوة دفع ذاتية لتكون ديناميكية في مواجهة المستجدات وتجاري حركة التاريخ في تحولاته الدائمة.
فهي مع تعاملها مع يواجهها من مستجدات ذات ثقافة اصيلة متماسكة قائمة بذاتها تستمد زخمها واندفاعاتها تلقائيا بلا مؤثر خارجي يدعمها سياسيا او ماديا عدى عن تناغم منطقها مع متطلبات فطرة الإنسان بحسب عصره الحياتي.
لعل احد اهم عناصر قوتها انها تتدتر برداء الإنسانية فلم يعرف عن أقطاب هذه المدرسة على مدى تاريخ ان لجأ احدهم  للأستيلاء على سلطة بغير وجه حق وان ضحى بالانسان وجعله وقودا وثمنا لها.
ترتكز المدرسة في ادبياتها وممارستها على قوة المنطق وليس منطق القوة وقوتها مستمدة من بنيان تراكمي متين لنسيجها الثقافي نتيجة مساهمات وإضافات متواصلة من عقول واجتهادات مفكربها وفلاسفتها وكتابها ومثقفيها عبر عصور ما بعد غياب اخر اقطابها. 
تعتمد في صميم استراتيحية بقاءها على مصداقية عالية وشفافية كبيرة وتؤطر ذلك كلة بنبذ المكيافلية مهما كانت مغريات تحقيق نصر في منازلاتها مع من يتحداها. لا تفرط في قيمها ومبادئها مقابل اي ثمن.
لا ثوابت فقهية غير قابلة لإعادة النظر في أحكامها مقارنة بمثيلاتها من المدارس الإسلامية الأخرى فهي من المدارس ابقلة التي تتميز بإعلاء دور العقل و الاخذ بأحكامة في مخزونها الثقافي فكل ما لديها مطروح للنقد والتحسين والتطوير والخضوع لمنطق العقل.  
ولكن عبر مسيرتها حدثت انشقاقات فكرية انحازت بفرق خرجت عن خط سيرها ولكن وايضا برزت نتوئات وتشوهات بسبب تصرفات بعض اتباعها فطفحت على اجزاء من جسدها تحول بعضها لدمامل تنضح صديدا مقززا للاسف كما رأينا في السنوات القليلة الماضية وقد يراها البعض فيصدر حكما قاطعاعاما على المدرسة بأكملها لفرط قبح تلك التشوهات ولا يحكم بنظرة اشمل ويرى أن المدرسة بحيويتها قادرة على إحتواء و استئصال تلك التشوهات وان جسدها لا يزال سليم ناهيك عن قوة قلبها و فعالية عقلها في الاستمرار في أداء وظائفه.
اكثر ما يشكل مخاطر حقيقية على بقاء اي منظومة فكرية او مدرسة ثقافية حية وقابلة للنمو، أن تتحول كل مرتكزاتها مهما صغرت وتضائل تأثير التخلي عنها لثوابت ومسلمات تهرق دونها الدماء ويضحى في سبيل عدم المساس بها الارواح.
تمر المدرسة حاليا في منعطف تاريخي حضاري بالغ الدقة لما يحيط بأتباعها من مخاطر خارجية سياسية تهدد وجودهم وتمس كيانهم بل إن هذه المرحلة ايضا تتسم بتهديدات داخلية لا يستهان بها يقودها بعض المنتمين لها ممن يسوغون لأنفسهم جهلا بإحداث طقوسية تحول مسار المدرسة الفكري و الثقافي عن مساره ولكن في المقابل ولحيوية هذه المدرسة وفي سياق ما ذكرته اعلاه من قدرات على إصلاح الذات برزت اصوات عاقلة من داخل المؤسسة الدينية تطالب بتنقية تراثها واخذت على عاتقها التخلص من كل الشوائب و من كل التشوهات التي التصقت بها والعودة بها لأصول نقاء المنهج.
مدرسة بمثل هذا العنفوان، لا يُخَاف عليها.
فالزبد يذهب جفاء.


 


رياض بوخمسين:

واقع الثقافة الخليجية و رموزها

سبق لي في مشاركات مختصرة ان قلت انه قد راعني تصفيق طبقة من رجال الدين لشعر مثقف حداثي بعد ان نالهم سبابه يمنة و يسرى و أشرت الى من تجب ان تكون  القدوة في مجتمعنا التي ان سار المجتمع على نهجه وصل الى بر الأمان و حقق نهضته ، ولا اقصد بها الأسماء الواردة وإنما قصدت النموذج المحسوس المعاش في اوساطنا بغض النظر عن الشخوص و من قال ، فالكل له مقامه و احترامه و انما قصدت الصفات التي يجب ان تتحلى بها هذه القدوة
و حجتي في ذلك ان عماد ثقافتنا الخليجية عموما و في منطقتنا الشرقية وفي الأوساط الشيعية خصوصا تقوم في عنصرها البشري على رجل الدين المعمم و بالأخص  المعمم الاخوند ( التقليدي ) الذي يؤمن بالخرافة و الأسطورة و العمود الاخر هوالمثقف الذي يقابل الاخوند في التأثير على المجتمع و ان قل بكثير تأثيرالمثقف الحداثي على المجتمع ، وقد حاولت الإشارة سابقا انه بالرغم من تعارضهما في مشروعهما من حيث الفكر و المعتقد و الأسلوب الا أنهما يشتركان سواء بارادتهما او غصبا عنهما في سلبيات لا يمكن وصفها الا انها هدامه ولا يمكن ان توصل مجتمعاتها الى النهضة المرجوة ، ولا اقصد بذلك التعميم ولا أبرء نفسي من بعضها ، فانا محسوب على كليهما ، وإنما إشارتي هذه لإثراء الحوار و للتنبه مما قد يصدق فيما أقول و الطلب من أحبتي تصحيح ما اخطأ القلم في تصويبه ، وقد تعمدت التصويب على السلبيات في سلوكنا كي يتم التدارك و أوجز بعض منها على النحو التالي :
فكل من الاخوند و الحداثي يشتركان في صفات سلبية واحدة فكلاهما يحبان ان  يتصدرا المجالس و يتسابقان على صدر المجلس ، يحبان الظهور على منابر المساجد و الحسينيات و المنتديات و وسائل الاعلام الصحفية و ان أمكن التلفزيونية و يحبان التصفيق و المدح و الثناء من قبل جمهورهما
هما اصحاب كرش ، يحبان ان يدعيا الى ولائم الأغنياء و من اكثر الناس فسادا في المجتمع ، و لا يدعون و اذا حدث ذلك وهو نادر الحدوث فالمدعوين اما من الطبقة الغنية الفاسدة او من اصحاب صنعة المدعو و بطانته ، ويكرهان و يعاديان من لا يدعوهما للولائم
لا يحاولان ان يعاديا السلطة و نادر ان يسجن احدهما بسبب معارضته او بسبب نشاطه الإصلاحي ، بل هما نشطان في إعطاء الشرعية للسلطة عبر المشاركة في وفود او عبر الكتابة في الصحافة او البرامج الثقافية
كلاهما يتاجر في الاراضي المسروقة من قبل " المشبك " ويصاحبان اكثر رجال الاعمال فسادا و نهبا
هذا يدعو في المسجد ذاك يدعو في الصحافة و التلفزيون وعبر ذلك
كلاهما يمدحون أصدقاء سلطانهم الجائر و يعاديان أعدائه من الجيران و الحكام
كلاهما يعيشان في رغد من العيش و يهمهم كثيرا ديكور البيت و الأثاث الفاخر و موديل السيارة و نوعها
كلاهما يحب الألقاب الاخوند يسبغ على نفسه الألقاب ذات القدسية بان يصف نفسه بالفضل و العلم و الحداثي يتسابق على الشهادات الأكاديمية كي يبرز من خلالها وان لم يحصل عليها سعى الى لقب من هنا و هناك
الأخوند يحب ان يجمع الزوجات و الحداثي يحب ان يجمع الصديقات و العشيقات
يختلف الاخوند و الحداثي في الأسلوب لكن يؤسفني ان أقول ان النتيجة واحدة ، فعلى السبيل :

الاخوند يقدس الموروث ويقول قال الكليني في الكافي و قال المجلسي في بحار الأنوار و الحداثي يقدس ما وصل اليه الفكر الغربي و يقول قال سارتر و قال دارون و قال فرويد ، هذا الاخوند يستغل المقدس و خصوصا قضية الامام الحسين عليه السلام و مائدة ام البنين في استلاب عقل المجتمع و الظهور من خلال دروشات و خزعبلات ، و الحداثي من خلال استغلال هذه الظواهر الشاذة بان ينفي عظمة حركة اهل البيت 
كلاهما انتقائي في تحصيله المعرفي ، فكلاهما يراعي جمهوره في طلبه للمعرفة ( ما يطلبه المشاهدون ) فالاخوند لا يقرأ لنتاج الفكر الإنساني و بالأخص الغربي كي لا يتهم انه متأثر بها و يتهم بالعلمانية او الليبرالية و الحداثي يحاول عدم الإشارة الى القرآن او الى نهج البلاغة كي لا يتهم بالتخلف

إشاراتي أعلاه لم يقصد منها التعميم و أكرر ولا أشخاص بعينهم ولكن هي سلبيات قاتلة لن تقودنا الا المراوحة في مكاننا ، ان لم ننتبه لها ، فخلق القدوة في السلوك هو الهدف الأسمى للفكر .




علي الحمد:

صراع التيارات الشيعية : نظرة متفائلة

من الشائع أن ينظر البشر للاختلافات الفكرية والفروقات الدينية والمذهبية التي يرونها من حولهم على أنها وليدة اختلاف برهاني بين الأطراف المختلفة، حيث يحضر لدى بعضها الدليل السليم والبرهان الصحيح على معتقداتها ويغيب ذلك لدى بعضها الآخر. أو بتعبير آخر ينظرون لبعضها ( تلك التي يتبنونها) على أنها وليدة حق بينما ينظرون لسواها على أنها وليدة باطل، وهذا بالخصوص ينطبق على المذاهب والتيارات الفكرية التي لم نعايش ولادتها ولم نشهد ظهورها. فيطغى علينا إحساس داخلي خادع بأن المذاهب الدينية والفكرية المعاصرة  موجودة كما هي عليه الآن منذ نشأتها. ونتعامل مع معتقداتها وممارساتها الحالية على أنها ذاتها المعتقدات والممارسات التي نشأت عليها. وليس ذلك نتيجة خلل أو خطأ ما، بل لأنه من المتعذر دائماً الإحاطة بشكل رجعي بجميع الظروف السياسية والاجتماعية والاقتصادية والمعرفية التي نشأت في ظلها كل فرقة من هذا الفرق وكل فكرة من هذه الأفكار.

عوامل الإنقسام المذهبي:
هنا سأحاول أن أتطرق إلى بعض الظروف والعوامل والمتغيرات والتي تعتبر عاملاً مساعداً للانقسام الفكري والتشتت المذهبي على مر الزمن.

١- النمو العددي:
إن من أهم أسباب الانقسامات الفكرية لأي مذهب أو دين هو تكاثر أتباعه، إذ تزداد دائماً صعوبة الحفاظ على التجانس الفكري الذي كان موجوداً لدى الفئة بعددها القليل في ظل ازدياد عدد أفرادها وازدياد التنوع في خلفياتهم المعرفية والاجتماعية. والشواهد على هذا أكثر من أن تحصى.

٢- تبدل الحاجات المعيشية:
مما لا شك فيه، أن الإنسان يسعى باستمرار لتلبية احتياجاته المعيشية واستغلال موارده بالشكل الأمثل كالغذاء والمسكن والأمن والدواء بل وحتى الوقت. لذلك في اعتقادي، أنه متى ما صار الفكر أو المذهب الذي يعتنقه الأفراد عاجزاً عن الوفاء بالاحتياجات المعيشية الأساسية لهم أو مسايرة تغيرها وتبدلها، سواء من ناحية الكم أو الكيف، نجدهم يبدؤون بالتحول لسواه والذي يوفر لهم ما يحتاجونه منها. هذا العجز المذهبي، والذي قد يكون ناتجاً عن الانتشار الجغرافي للأتباع أو عن التغير والتحول الزمني لظروفهم المعيشية أي (الانتشار الزمني) لهم، يثير دائماً لدى الأتباع حالة من التذمر والتململ من انتمائهم الفكري الحالي وشوقاً وتطلعاً لفكرة بديلة يمكنها أن تحسن أوضاعهم.

٣- التحول المعرفي:
إن أحد أهم التغيرات التي تطرأ على البشر هو ازدياد علومهم وتراكم معارفهم مع مرور الزمن. تزداد مع هذا التراكم المعرفي حاجة كل إنسان للحفاظ على التوازن والتناسق الفكري ومنع التناقضات العقلية بين مختلف أجزاء رؤيته الكونية أو عقيدته الآيديولوجية. لذلك نجد أن الصراع لا يتوقف أبداً بين أفكار الماضي وأفكار الحاضر حيث ينبني كل منهما على مجموعة مختلفة من المعارف والعلوم البشرية.

٤- الخروج من العزلة:
عندما يتقوقع أصحاب أي مذهب أو فكر على أنفسهم، فإنهم يميلون غالباً لسماع نفس الحجج ولتكرار نفس الأفكار وللنظر بريبة إلى أي رأي مختلف لايدخل في سياق تكريس هذا الانكفاء والتقوقع والذي يصبح في ذاته جزءاً من الحالة الفكرية، له من يدافع عنه ويبرره. لذلك فإن أي اختلاط معيشي أو جغرافي وأي انفتاح فكري تجاه من يتبنى مذهباً أو تياراً فكرياً مختلفاً، يحمل معه بالضرورة رياحاً من التغيير، ناتجة عن فتح المجال لاختبار بعض الجوانب من المنظومة الفكرية أو المذهبية والتي لم يكن قد سبق اختبارها ووضعها على المحك.

٥- التحديات الطارئة:
تواجه بعض المذاهب والأفكار بتحديات حياتية أو فكرية أو سياسية أو اقتصادية أو اجتماعية معينة ينتج عنها انقسام بين أتباع هذه المذاهب والأفكار حول كيفية التعامل مع هذه التحديات. فيختار بعضهم الانحناء أمامها وانتظار تجاوزها بينما يصر آخرون على مواجهتها والتصدي لها، وينتج عن ذلك اصطفاف فكري مع كل من هذين الخيارين وتكريسه من خلال الأدبيات مما يصعب من العودة للتجانس حتى بعد انتهاء هذه التحديات والأزمات الطارئة.

هذه الأسباب الخمسة ليست هي كل الأسباب ولكنها أبرزها من وجهة نظري، لذلك سأناقش الصراعات الفكرية الشيعية الحالية على ضوئها.





علي الحمد:

التحولات الفكرية لدى الشيعة

الإنسان عموماً يملك قدرة إجمالية على معرفة ما يضره وما ينفعه، وهو يزن باستمرار المصالح المرجوة من أي تغيير في الفكر الذي يتبناه في مقابل المحاذير الآيديولوجية المتوقعة أو المتوهمة. لذلك لا يمكننا، في اعتقادي، أن نختصر أسباب أي حراك أو حتى صراع فكري بين التيارات المختلفة بواحد فقط من هذه الأسباب بل لابد من اجتماعها بنسب معينة مهما اتفقنا أو اختلفنا مع هذه التيارات الفكرية والمذهبية.

أولاً:
مر المذهب الشيعي على امتداد تاريخه بالعديد من الانشقاقات الفكرية والتي أدت لانقسامه إلى الكثير من التوجهات الفكرية والمذاهب بل وحتى الأديان المختلفة، ابتداءً من الشيعة الكيسانية مروراً بالإثني عشرية والزيدية والإسماعيلية والفطحية والواقفية وصولاً إلى العلوية والبهائية وغيرها. فليس الانقسام الفكري والفقهي المذهبي أمراً جديداً علينا. وإذا نظرنا للسبب الأكثر وضوحاً وهو التكاثر العددي المستمر للشيعة بدءاً من مجموعة قليلة من الأفراد الذين عاصروا الإمام علي بن أبي طالب عليه السلام قبل مايقارب ال١٤٠٠ سنة إلى ما يقارب ال ٢٠٠ مليون حالياً وصعوبة استيعاب كل هذه الأعداد البشرية في نسق فكري وعقائدي واحد يبدو لنا أن الانقسام المذهبي والصراع الفكري هو أمر محتوم ولابد منه، بل ومن العبث محاربته أو حتى الاستغراب منه.

ثانياً:
 أعتقد أن للتغير المعيشي المعاصر وتسارع رتم الحياة العصرية وزيادة متطلباتها في مقابل التوسع الفقهي الكبير لدى الشيعة وكثرة الفتاوى في كل صغيرة وكبيرة وفي كل نواحي الحياة، وبالتالي تضخم المتطلبات والأعباء الحياتية على الأفراد واستهلاك مواردهم من جهد ووقت ومال من أجل الوفاء بهذه المتطلبات، دور كبير في انتشار حالة التذمر والتململ لدى الشيعة على المستويين الفردي والعام. فمن المتوقع أن الفرد الشيعي، وعندما تعجز موارده عن الوفاء بمتطلبات الأمرين معاً، سيضحي بأقلهما فائدة وثبوتاً بالنسبة له. ومن هنا يمكن لنا فهم أسباب انتشار دعوات مراجعة الموروث ونقده، بالإضافة إلى دعوات مراجعة أصول الفقه ومناقشة الاجتهادات الفقهية المختلفة.

ثالثاً:
عندما بدأ التشيع، كان أغلب الشيعة يتبعون المنهج الإخباري التقليدي حيث ترجع كل فئة لإمامها وتنفذ أوامره. بعد ذلك وعند انتهاء عصر النص وبعد ازدياد التحديات العقائدية خصوصاً مع انتشار علم المنطق والفلسفة المترجمة من اليونانية، لجأ بعض علماء الشيعة، ومن أجل مسايرة هذا التطور المعرفي إلى إعادة بناء البنية العقدية والبراهين الاستدلالية للمذهب بما يتوافق مع فلسفة ذلك العصر وعلومه ومعارفه.
عصرنا الحاضر هو عصر العلم التجريبي بلا منازع، لذلك فمن البديهي أن ينقسم أتباع أي مذهب أو دين بنيت عقائده وطقوسه على العلوم والمعارف الفلسفية والعقلية القديمة ومنها المذهب الشيعي، إلى قسمين، أحدهما يطالب باعتبار العلم التجريبي ومنهجيته ونتائجه في محاكمة الموروث، والآخر يطالب ببقاء الوضع على ما هو عليه.

رابعاً:
مما لا شك فيه، أن العالم قد تحول بفضل الشبكة العنكبوتية ووسائل التواصل الاجتماعي  بالإضافة إلى وسائل السفر الحديثة إلى قرية صغيرة، تنتقل الأفكار بين أفرادها بسرعة البرق، بالتالي أصبح من السهل على أي فكرة خصوصاً تلك التي تحقق نجاحاً في مكان ما، أن تنتقل من شخص إلى شخص ومن قارة إلى قارة حتى تجد من يتبناها ويقبلها في مكان آخر، وفي نفس الوقت ازداد عدد العقول الناقدة والمدققة والباحثة وراء كل فكرة، وأصبح من الصعب تغطية أي عيب وستر أي عوار يعتريها. والشيعة لا يعيشون خارج هذا العالم الصغير، بل هم جزء لا يتجزأ منه، والتحديات أمامهم لإثبات معتقداتهم والبرهنة على ممارساتهم أكبر كماً وكيفاً من أي وقت مضى. لذلك أيضاً فمن المتوقع أن يزداد التنوع الفكري ضمن الشيعة أنفسهم ويرتفع مستوى النقد الداخلي والمراجعة الداخلية والذي سيتسبب بلا شك بخلق حالة من الاستقطاب بين الجيل الجديد والجيل القديم، بين الإصلاحيين والمحافظين، بين الذين يرون أنهم مستقبل التشيع والذين يرون أنفسهم حراسه.

خامساً:
من الواضح أن الشيعة يمرون في هذا العصر بتحديات على عدة مستويات، فصعودهم السياسي في إيران والعراق هو تحدٍّ كبير ومحك اختبار للنظريات السياسية الشيعية المختلفة، وظهورهم الإعلامي هو أيضاً تحدٍّ كبير ومحك اختبار لخطابهم التقليدي والحداثي، ولنظرياتهم المتعلقة بالتقيّة وأصول التعايش المذهبي. وأخيراً قد يكون البروز الوهابي كعدو وكتهديد مباشر للوجود الشيعي سواء من ناحية الخطاب والفكر أو من ناحية التنظيمات الحركية والإرهابية التي تقوم باستهدافهم في بعض المناطق، هو التهديد والتحدي الأكبر للشيعة والذي من المتوقع أن يتسبب في انقسام الشيعة أنفسهم حول الطريقة الأمثل للتعامل معه، بين فئة آثرت الاستمرار في الدفاع وعدم التصعيد والانحناء بمرونة أمام هذا التيار العاصف حتى ينهزم ويخمد من تلقاء نفسه. وفئة آثرت التحول للهجوم والتحدي من خلال المبالغة في ممارسة الطقوس والشعائر محل النقد الوهابي وإبرازها وإظهارها إعلامياً، ومن خلال إحياء ذكرى الصراعات القديمة بين رموز المذهبين، بالإضافة إلى تبني أسلوب الهجوم اللفظي على كامل مكونات الحركة الوهابية ابتداءً من رموزها التاريخيين وحتى رموزها المعاصرين.

الخلاصة:
إن اجتماع كل هذه العوامل المختلفة والمتنوعة وغيرها، سيؤدي بلاشك إلى تغير الخارطة الفكرية للشيعة ولغيرهم من التيارات والمذاهب والأفكار، وما الصراعات والانقسامات الفكرية والاجتماعية التي تطفو على السطح بين حين وآخر إلا نتيجة حتمية لهذا التغير، واستجابة ضرورية لهذه العوامل والمتغيرات يجب علينا القبول بها شئنا أم أبينا. فليس الصراع الفكري والانقسام المذهبي والاختلاف في الرأي هو المستغرب والمخيف، بل التجانس والتماثل والتوحد وحالة الرضا الفكري، والذي لا يشير في رأيي إلا إلى القطيعة والانعزال والتقوقع سواءً على المستوى الفكري أو الجغرافي أو الزمني. فالتحولات الفكرية هي دليل نضج ودينامية وحيوية ومرونة ومواكبة سريعة للعوامل المؤثرة. وكلما تأخرت هذه التحولات زادت حدة الصراع من أجلها، وازدادت آثاره لتشمل النسيج الاجتماعي للفكر أو المذهب أو الدين. نعم، يجب ألا تتحول هذه الانقسامات والاختلافات الفكرية المطلوبة والضرورية والحيوية إلى حرب اجتماعية أو سياسية أو جسدية. ولكن لا يبدو لي أنه من الضروري بل ولا حتى من الممكن إيقاف مثل هذه الانقسامات والانشقاقات الفكرية.

 


كاظم الخليفة :

 (الفرد الشيعي وعلاقته بمؤسساته الدينية من منظور غربي)
[١]


المرجعية، الأعلم، تقليد، ملا، سيد.. مفردات استدعت من الآخر الغربي أن يبحث في مدلولاتها من خلال الفهم الشعبي الاجتماعي قبل أن يبدأ في إرجاعها إلى مضامينها الفكرية والعقدية وذلك في أول تماس استشراقي مع المجتمعات الشيعية وكانت البداية من إيران في القرن الثامن عشر الميلادي من خلال مدونات الرحالة الغربيين ومسحهم الاستخباراتي الاستعماري، ولتتطور الحاجة إلى فهم أكثر للعلاقة بين رجل الدين ومجتمعه على اثر تداعيات أحداث مهمة مثل ثورة التنباك في إيران والعشرين في العراق ولتصل إلى ذروتها بعد الثورة الإيرانية.

لعل من أحدث الدراسات الغربية في موضوع المرجعية هو كتاب (الأعلم عند الشيعة، دراسة في مؤسسة مرجعية التقليد) للباحثة لندا. اس. والبرج، وترجمة د. هناء خليف غني، اصدار دار عدنان للطباعة والنشر ٢٠١٣، والذي سوف نستعرض من خلاله طبيعة الفهم الغربي للمؤسسات الدينية الشيعية وعلاقتها بالفرد والمجتمع، وهي كذلك بمثابة مرأة عاكسة تكشف عن الذات في تمظهرها أمام الآخر بشكل تجريدي، لا يأخذ في الاعتبار ما تفترضه النفس من مثاليات وجماليات تستكمل بها بعض الثقوب في ردائنا الروحي والاجتماعي.

مدخل إلى الكتاب:
تستدعي كلمة "تحرير" والموجودة على الغلاف الانتباه إلى أن هذا الكتاب هو مجموعة من دراسات وبحوث قامت الباحثة لندا بانتقاءها لما يخدم موضوع البحث، وهذه الدراسات تمت بأقلام شرقية وغربية تنوعت في زوايا منظورها إلى مؤسسة مرجعية التقليد وقد وزعتها لندا والبرج على ثلاثة أجزاء: التراث، الإصلاح وإحياء التراث وبقاءه، كل ذلك في خمسة عشر فصلاً.

قبل تناول الكتاب وفي المدخل إليه تتدافع الأسئلة في اتجاه مقدار حاجاتنا إلى وعي مغاير لمفردات نتداولها بشكل تلقائي وبسيط عن طبيعة الضروف التاريخية والتي عملت على مأسسة التدين وتنظيمه في الشكل الهرمي الحديث للبناء البيروقراطي كما نظر له ماكس فيبر من تدرج السلطات وتوزيعها على هيكل البناء وضبط العلاقات بين جميع لبنات المؤسسة؛ فهل لذلك علاقة بمشاركة رجال الدين في بناء الدولة الصفوية مثلاً؟، أي الانتقال من شكل العلاقة البسيط والعفوي بين رجل الدين والفرد الشيعي، إلى التنظيم المؤسساتي، وهل للجذور الصوفية للدولة الصفوية يد في ترتيب العلاقة الروحية القوية بين المجتهد والمُقلد وفرضها لنوع من الترابط الشديد بينهما أشبه بعلاقة الشيخ والمريد؟
كل هذه الأسئلة سنضعها جانباً وندخل إلى الكتاب من دون افتراضات مسبقة حتى نمنح الآخر فرصته للحديث عن هذا الموضوع المشوق.. فإلى الكتاب.
 كاظم الخليفة


(الفرد الشيعي وعلاقته بمؤسساته الدينية من منظور غربي)
[2]

المقدمة:
تجزم الباحثة أن قضية خلافة الرسول الكريم (ص) هي من أهم انشغالات العقل الإسلامي والذي تمحور حول رأيين في أهلية الخليفة؛ السياسة أم الوراثة؟ وتنطلق الباحثة من خلال الفهم الشيعي للقيادة الروحية والسياسية ابتداءً بالإمام علي (ع) ومروراً  بالامام الصادق (ع) ودوره في صياغة مستقبل القيادة الدينية والتشريعات القانونية للمذهب الشيعي.. لتصل بعدها إلى الامام المهدي وغيبته عليه السلام والذي تنقل الباحثة رأي لأحد المستشرقين "كول وكدي" أن الخلفاء العباسيون عملوا على تغذية الاعتقاد بغيبته حتى يبعدوا أي منافسة لهم على السلطة، وليتفرغ بعدها القادة الشيعة إلى ترتيب شؤونهم الفقهية والاعتقادية مثل بقية المذاهب الاسلامية في اشتغالاتهم الفكرية، والذي أنتج ضعفاً للطائفة على المستويين السياسي والاقتصادي إلى حين قيام الدولة الصفوية في القرن السادس عشر الميلادي.

يتميز القرن الثامن عشر، كما تلاحظ ليندا، ببروز نخبة دينية عُرفت بالمجتهدين الذين بمقدورهم ممارسة الاجتهاد بعد الصراع الإخباري-الأصولي، والذي نتج عنه بداية نشوء الهرمية التنظيمية ويتربع على قمته المرجع الفقيه بسلطات غير محدودة ومطلقة!!

أما في مسألة شرعية الاجتهاد والتقليد وفي تلازمهما، فهي مسألة غير مؤكدة لدى الباحثة، وإن كانت ترجعها إلى العلامة ابن مطهر الحلي في القرن الثالث عشر الميلادي وتبريره للتقليد مفهوماً وممارسة على أساس ضرورته العلمية نظراً لعدم امتلاك عامة الناس الوقت الكافي لتحصيل العلوم الدينية، وأن محاولتهم القيام بذلك ستمنعهم من كسب أرزاقهم.
لا تكتفي بذلك لندا، بل تذهب في البحث عن جذور التقليد إلى أن العلامة الحلي قد تأثر بتنظيرات الشريف المرتضى.

أما بالنسبة إلى بروز مؤسسة المرجعية ذاتها، فتنقل عن كتاب "السلطة الدينية في الإسلام الشيعي" ولمؤلفه موسوي، أنها ظهرت بوصفها مؤسسة أكثر منها منصب شخصي للمجتهد الأعلى في ظل الشيخ محمد حسن نجفي في مطلع القرن التاسع عشر وأن تأسيس المرجعية استند إلى الاشتغالات العملية أكثر منها التحليلات الفقهية وذلك اثر التحديات التي شكلتها الفرق الإخبارية والشيخية والبابية أواسط القرن التاسع عشر. أما رأي غيره من الباحثين أمثال عباس أمانات و جوان كول وحامد دباشي، فظهور المرجعية تم في القرن الثامن عشر والذي جاء بمثابة استجابة للحاجة الى تنسيق جهود رجال الدين الشيعة وتحديد مسارات السلطة.

ترى الباحثة لندا والبرج، أن بداية كتابة "الرسائل" والتي تمثل خلاصة آراء المرجع الديني وموقفه حيال المسائل المختلفة، لم تصبح تقليداً متعارفاً عليه إلا بعد وفاة السيد محمد كاظم الطباطبائي اليزدي، مؤلف "العروة الوثقى" في عام ١٩١٨، وحتى بعد وفاته لم تجرِ عملية تقليد رسمية لمنصب المرجع الأعلى، فعالم الدين يغدوا مرجعاً بفضل إقرار زملائه له بذلك، وتسلمه لسهم الامام أو الخمس.
للموضوع بقية،،، كاظم الخليفة

(الفرد الشيعي وعلاقته بمؤسساته الدينية من منظور غربي)
[3]

الجزء الأول: التراث
في محاولة  الولوج إلى عالم رجال الدين، توطئ الباحثة لندا، بمقولة للمستشرق أي ج. براون "ليس هناك طبقة في بلاد فارس غير معروفة للأجانب وغير المسلمين وليس هناك سبيل لمعرفتها والإحاطة بتفاصيل حياتها مثل طبقة الملالي"، ويضيف براون أنها ذات طبيعة خاصة وحصرية وعلى نطاق عام ضيقة الأفق.
لذا، تلجأ لندا والبرج إلى الكشف عن خصوصية تلك الحياة من خلال السيرة الذاتية والتي يرويها العالم عن بدايات حياته في تحصيل المعارف الدينية، وتجلب لنا مثالاً كما ورد في قصص العلماء وتتخذ من سيرة السيد نعمة الله الجزائري نموذجاً "صورة نادرة وغير مألوفة للصعوبات والمشاق وحالة العوز والفقر التي خبرها طلاب العلوم الدينية الفقراء".
ولإعطاء صورة تفصيلية عن خطورة منصب رجال الدين بعد تمكنه من أدواته الأصولية والفقهية ومركزيته في العقيدة الشيعية، فهي تلجأ إلى تخصيص فصل كامل عن لون من ألوان العقيدة الشيعية في القرون الوسطى، ومن خلال فرقة المشعشعين والتي ادعى مؤسسها نور بخش بأنه الامام المهدي، والذي قد سيطر على البصرة ونهب قوافل الحجاج ونهب ودمر ضريح الامام علي عليه السلام في النجف، وانقياد جمهور الشيعة الى تفسيراته للدين وإلزامهم بالتقيد بأحكامه  الفقهية، وهو الذي ترعرع في المدارس الشيعية التقليدية لينقلب على فكرة الامامة وليدعي لنفسه صلاحيات الامام كما هي مقررة في الفكر الشيعي.
من جانب آخر تستجلب الباحثة مثالاً معاكساً لمحاولة تنزيه مقام الامامة من التشبيه وذلك لرفض الفيض الكاشاني القيام بصلاة الجمعة لأنها فريضة يختص بها الامام المعصوم ولا مجال للتشبه بصفته، وان كانت الباحثة ترمي إلى جانب آخر من المعنى وهو التجاذبات التي طالت القرب من السلطة أم البعد عنها في بدايات العهد الصفوي وموقف رجال الدين الشيعة من المشاركة في السلطة أو الابتعاد عنها وبداية ظهور منصب مشابه لشيخ الإسلام ودوره في التنظيم العثماني ومجهودات الشيخ الكركي في تشريع المشاركة السياسية، أو معارضتها من قبل الشيخ يوسف البحراني، وتصل الباحثة إلى نتيجة تختصرها بقولها "وفي ما يخص العلاقة بين الدولة ورجال الدين في أثناء الحكم الصفوي، نهضت الدولة على نحو عام بدور الشريك الأكبر، وقد شاب هذه العلاقة التوتر أحيانا وعانت الانتكاسات. وعلى الرغم من ذلك، يبدو واضحاً أن الأسس الفقهية والمؤسساتية لمؤسسة دينية مستقلة على نحوٍ متنامٍ تتخذ من ايران قاعدة لها قد ترسخت في هذه الحقبة".
ومن الجدير الإشارة الى أن هذا الفصل من الكتاب، والذي يتحدث عن الدولة الصفوية وعلاقتها برجل الدين، قد استعارته الباحثة من بحث سابق لزميلها أندرو ج. نيومان، وكذلك الفصل القادم والذي بعنوان "الدور الاقتصادي لرجال الدين في بلاد فارس القاجارية" فهو لزميل آخر هو ولم فلور، والذي سنتحدث عنه لاحقاً.



(الفرد الشيعي وعلاقته بمؤسساته الدينية من منظور غربي)
[4]

الدور الاقتصادي لرجال الدين في بلاد فارس القاجارية:

أعتقد أن هذا الفصل من الكتاب هو الأكثر إثارة حيث يسلط الضوء على قضية شائكة من مسيرة رجال الدين، بل أكثرها حساسية، وسأستعرضه هنا للتدليل على حرفية الباحثين الغربيين وتوظيفهم لمناهج علمية مثل الإحصاء التحليلي ولغة الأرقام عوضاً عن الحديث  المرسل والتخمينات، كما لا أظن أنني بحاجة إلى التنصل عن نتائج البحث، والعمل على النقل وليس التبني.

تتناول دراسة "ولم فلور" الدور الذي نهض به ابناء الطبقة الدينية، لا سيما الأعلى مكانة منهم، في اقتصاد بلاد  فارس في القرن التاسع عشر، وكذلك تصف الدراسة السياقات التي عملت فيها الطبقة الدينية الى جانب تحديد حجمها على نحو تقريبي، وكذلك تناقش الاستقلال المالي لأفرادها وتحديد مصادر دخلها الرئيسي.

"تعد بلاد فارس القاجارية دولة ما قبل صناعية مقسمة وفق خطوط إقليمية وعرقية ولغوية متعددة، وتسيطر عليها صفوة حاكمة قليلة العدد تحرص على توفير معظم القادة السياسيين والإداريين والعسكريين وكذلك الدينيين الازمين لإدارة شؤون البلاد. ولم يقتصر دور رجال الدين على ترسيخ مكانة المذهب الشيعي فقط، بل عملوا على إضفاء الشرعية على النظام السياسي. ونظراً للدور الذي يلعبه الدين في شرعنة السلطة السياسية، فان قيم الدين ومعاييره، لا سيما الاقتصادية منها، تعكس قيم المجتمع ومعاييره"

لخطورة هذا الرأي الذي يقدم به الكاتب لبحثه، أرتأيت اقتباسه كاملاً، وحيث يقول بعد سطور أخرى "فما كان يسمى بالأنشطة المناهضة للحكومة التي يقودها علماء الدين لم تكن سوى مناورات للحصول على حصة أكبر من الكعكة السياسية والاقتصادية". الا انه لا ينفي "والقليل منهم اضطلع بدورٍ وطني بارزٍ "

نحن نقرأ هنا اتهامات خطيرة، وسوف نكتفي بآخر اتهام ومن ثم نمضي في أدلته وشواهده التاريخية والتي انبنى عليها حكمه "وعلى الرغم من سعيهم الى زيادة ثرواتهم ومداخيلهم، لم يكن أفراد هذه الطبقة بحاجة لهذه الموارد لنشر المذهب الشيعي أو حض الناس على طاعة الله.."
فما هي مقدمات هذا الحكم من الباحث يا ترى؟
يجلب الباحث هذا الشاهد: "في تسعينات القرن التاسع عشر، نشبت معركة بين أنصار اثنين من رجال الدين هما آغا سيد جمال وآغا سيد ابراهيم تونكبوني، وقد ربح الأول المعركة بسبب غلبة عدد قواته، وذلك النزاع حدث بسبب القضاء على الخصوم والانفراد بالسلطة، وكذلك يستحضر الباحث دليلاً آخراً في قضية ضريبة التنباك وشرعيتها والتكفير المتبادل بين رجال الدين.

فلندع هذه القضايا جانباً والتي قد تحدث نتيجة للضعف البشري وهي ليست قاعدة ينبني عليها هكذا اتهامات ولنمضي إلى البيانات الإحصائية لطبقة رجال الدين في المجتمع الغاجاري حيث تتألف الطبقة الدينية على نحو رئيس من الأفراد الذين يكسبون رزقهم عبرالعمل في الإرشاد الديني وإقامة الشعائر الدينية، وعلى نحو غريب يقرر الباحث فلور "ومن الخطأ الافتراض ان الكسب المادي لا العقيدة الدينية كان الدافع الرئيس المحرك لرجال الدين".


(الفرد الشيعي وعلاقته بمؤسساته الدينية من منظور غربي)
[5]

بعد مقدمة الباحث الطويلة عن المجتمع الايراني في العهد القاجاري، ينتقل الى الحقائق الإحصائية وهي كالتي:
١- تراوحت نسبة العاملين في الوظائف الدينية من ١٪ الى ٣٪ من المجموع الكلي للسكان في المدن الكبرى.
٢- ترتفع نسبة رجال الدين الى السكان في في المناطق التي تعتمد على المزارات الى ٢٥٪ و ٣٠٪.
٣- في إحصائية أجرتها السلطات في قزوين عام ١٨٨٠، احتلت الطبقة الدينية المرتبة الثانية من حيث عدد السكان (العمال ٨٣٪، رجال الدين ٩٪، ٤٪ الوجهاء والموظفين الإداريين، ٣٪ التجار).
٤- لا تتجاوز نسبة رجال الدين الى السكان في المدن الصغرى ١٪.
٥- بين الأعوام ١٧٧٢ و ١٧٩٧ وبعد انهيار الدولة القاجارية أنقطعت الاعطيات المالية من قبل الدولة واستولى نادر شاه على غالبية الأوقاف الدينية فتحول رجال الدين الى الخمس والقضاء، وأضحى جمع الخمس في هذه الحقبة الحق الحصري للمجتهدين.
٦- شكلت ثروة بعض المجتهدين حداً يساوي ثروة الشاه.
٧- بلغت سعر الفائدة على الديون المقدمة من رجال الدين الى المقترضين نسبة تتراوح بين ٣٠٪ الى ٥٠٪ (حسب الرحالة الأوربي فيرير، وسبس في كتابه بلاد فارس).
٧- عمل بعض رجال الدين متدنيي المستوى في نشاط التجارة الجنسية من خلال المتعة.
٨- سيطر رجال الدين على التجارة في بلاد فارس مما أدى بطبقة التجار الى المسارعة في اعتناق البابية نتيجة للركود الاقتصادي وتدخل رجال الدين.
٩- كان علماء الدين في أصفهان يطالبون المؤمنين ويحصلون بالقوة ان لزم الأمر على ثلث ممتلكات الشخص المتوفي ويغلقون غرف المنزل ويأخرون الجنازة حتى حصولهم على ثلث التركة على اعتبار انه لم يكن يدفع الخمس في حياته.

يمضي الباحث في الحديث عن الأوقاف الدينية ونسبتها الى الأراضي الصالحة للزراعة والتي تبلغ أكثر من عشرة في المائة ذلك غير العقارات الوقفية، وهي في مجملها تمثل قوة اقتصادية هائلة تقع كلها تحت تصرف المرجعية الدينية والى أشخاص المراجع وورثتهم في بعض الأحيان. أما الجانب الآخر من المسألة هو افتقار العاملين في الوظائف الدينية الى استراتيجية واضحة للتعامل مع المشكلات الاقتصادية.
اعتذر عن الإطالة في الموضوع الاقتصادي، وننتقل فيما بعد الى باقي محاور البحث.





(الفرد الشيعي وعلاقته بمؤسساته الدينية من منظور غربي)
[6]

في ختام الجزء الأول من الكتاب "التراث"، تتناول الباحثة لندا نموذجين من الحركات الدينية وطبيعة علاقتها بالسلطة: الشيخية والبابية.
سنتجاوز البابية ونكتفي باستعراض الحركة الشيخية وخصوصاً عن رفضها الارتباط مع الدولة القاجارية.

تفسح الباحثة والبرج المجال لدراسة الباحث "جوان ر. كول" للحديث عن الحركة الشيخية، والذي يبتدأ بحثه "حينما كتب الشيخ احمد الاحسائي، لم تكن المدرسة الشيخية قد تأسست بعد. بل أن تأسيسها تم بعد وفاته.. ويرى الشيخ احمد في نفسه ممثلاً للتيار الشيعي الرئيس لا زعيماً طائفياً".
ولتوضيح الجو السياسي والفكري العام إبان حركة المرحوم الشيخ الاحسائي، قدم الباحث كول شرحاً توصيفياً للاطياف الفكرية المتصارعة في الفضاء الاجتماعي، حيث الصراع الإخباري-الأصولي ، الأصولي مع التيارات الصوفية، وكذلك إرهاصات المدرسة الشيخية. كل ذلك مع التحديات الخارجية للدولة والمتمثلة في النزاع مع الدولة الروسية، وموقف الدولة في احتواء جميع التيارات الدينية وتوظيفها لما يخدم مصالح السلطة.

بشكل واضح، يقرر كول واعتماداً على نصوص مقتبسة من كتب الشيخ أحمد وتلميذه السيد كاظم الرشتي، أن الشيخ أحمد الاحسائي كان ينأى بنفسه عن الاحتكاك بالسلطة، ولعدم الإطالة سأقتبس هذا النص والذي أورده الباحث عن السيد الرشتي "وتحدث السيد كاظم عن دعوة الشاه للشيخ احمد للإقامة في طهران، إذ طلب منه جلب عائلته من البصرة الى ايران. ووافق الشيخ على الاستقرار في ايران. بيد انه رفض الإقامة في طهران معللاً رفضه بالقول: أما بالنسبة للإقامة معك في المدينة ذاتها، فجوابي كلا، لان الشاه هو مركز الاهتمام بشؤون رعاياه وهو محور السيادة، ولا يمكنه الحكم من دون مصادرة الممتلكات واجزال العطايا وقطع الأطراف والأخذ والعطاء. وحينما يرى الناس ترحيبك بي والحفاوة التي خصصتني بها، سيلجأون الى ابتغاء قضاء حاجاتهم وتحقيق غاياتهم. وأني ان رفضت تلبية مطالبهم سيكرهونني ويحقدون علي. وان وافقتهم على ما يريدون وعرضت مطالبهم أمامك، سيكون أمامك خياران: أما ان تقبل وساطتي وتشفعي وتمنحهم ما يريدون أو ان ترفض. وأظن ان الخيار الأول غير محتمل الحدوث لأنك ستعتقد ان ذلك سيقضي على سيادتك ويزعزع النظام الذي أقمته في مملكتك. وأما رفضك قبول وساطتي فسيلحق الضرر بي ويحط من قدري".
ويختتم الباحث دراسته بهذه النتيجة: وهذه السلطة الأخلاقية دفعت الشيخ احمد الى الدخول في خلاف مع الدولة القاجارية التي اعتادت على مصادرة الممتلكات بطرائق غير قانونية وفرض الضرائب غير المشروعة، وهو تناقض حاول الشيخ احمد التعاطي معه لا عن طريق التمرد، وإنما الانسحاب الطوعي عن مركز الحياة السياسية الى المحافظات الأخرى البعيدة.. ويسود الاعتقاد ان عدم رغبة الشيخ احمد في التكيف مع حقائق السلطة وآلياتها في العاصمة وتمسكه بمبادئه قد ألحقت الضرر بقدرته على الوقوف بوجه الأصوليين الأكثر مرونة مع واقع الحياة الدنيوية والذين اصبحوا من المقربين للشاه.

بهذا نختتم الجزء الأول من الكتاب ونغادر التراث الى الجزء الثاني وهو بعنوان الإصلاح ومحاولات السيد الصدر والإمام الخميني ومطهري وبنت الهدى.


(الفرد الشيعي وعلاقته بمؤسساته الدينية من منظور غربي)
[7]

عندما يكون الجزء الثاني بعنوان "الإصلاح" وإسقاطه على مؤسسة مرجعية التقليد، فنحن قد وصلنا إلى مرحلة تنكشف فيها الذات حد العري ولا يبقى سوى بعض أسمال نتدثر بها على شكل نماذج مضيئة قدمت إسهاماتها في انتشال مؤسسة المرجعية من عهود التخلف المطبق على عالمنا الإسلامي والدفع بها إلى آفاق حداثية، بمعنى محاذاتها للعصر المعرفي الحديث ومسايرة تقدم البشرية في علومها الاجتماعية والمعرفية العامة.

الفصل الأول من جزء الإصلاح كان بعنوان "محمد باقر الصدر والبحث عن أسس جديدة" للباحث جون والبرج، ولأهمية مفهوم الباحث والبرج ورؤيته عن الإصلاح في الفكر الإسلامي والشيعي على الخصوص، سأقتبس نص كلامه لأهميته الفائقة:
"حينما هزم نابليون المماليك في معركة الأهرام في ١٧٩٨، يكون قد دشن قرنين من التحدي الغربي للدول والثقافات الاسلامية، ففي المستويين العسكري والسياسي، عانت البلاد الاسلامية سلسلة من الهزائم والانتكاسات الكارثية. إذ شهدت هذه الحقبة، على سبيل المثال لا الحصر، هزيمة نافارين وضياع دول البلقان واحتلال البريطانيين لمصر والهند وسيطرة الفرنسيين على شمال غرب أفريقيا واحتلال روسيا لآسيا الوسطى وانهيار الامبراطورية العثمانية ناهيك عن إقامة دولة إسرائيل وغيرها من الهزائم المحبطة. وعلى الرغم من هذه الهزائم، اتفق الجميع على ان التحدي الأهم والأشد خطورة الذي يواجه الإسلام هو التحدي الفكري".

الباحث هنا لا يقلل من شأن الهزائم السياسية، بل يعتبرها ثانوية أمام التخلف الفكري الإسلامي، ويدلل على قوله ذاك بأجمل ما طرح من آراء، حسب اطلاعي، حيث يشرح:
"فغير المسلمين، كالاتراك والمغول، قد غزوا البلاد المسلمة من قبل. بيد أن المسلمين كانوا على الدوام متفوقين عليهم ثقافياً، وبفضل تفوقهم هذا، تمكنوا من استيعاب الغزاة واستدماجهم في ثقافتهم المحلية. لم يبد لورد كرزن والجنرال بوغيه واتباعهم اهتماماً كثيراً في ان يحذوا حذو الخانات المغوليين لجهة اعتناق الإسلام واحتضان الثقافة الاسلامية. إذ يبدوا واضحاً ان الغرب قد حقق طفرات واسعة ونجح نجاحاً مبهراً في مجالي التطور التكنلوجي وطرائق الإنتاج. والمسلمون بحاجة ماسة الى بلوغ المستوى ذاته من التطور التكنلوجي اذا أرادوا البقاء في هذا العالم، وبالتالي، استرداد ما خسروه".

كل ما تقدم هو مدخل إلى جهود السيد محمد باقر الصدر الإصلاحية، حيث يتحدث الباحث والبرج، عن وعي الشهيد الصدر بمقدار هذا التحدي الحضاري، فكيف وجه السيد محمد باقر جهوده باتجاه انتشال الفكر الإسلامي أولا والشيعي ثانياً من براثن التخلف المعرفي، وذلك من خلال سعيه الى تطور وتقدم المؤسسة المرجعية؟ ذلك ما سوف نتناوله في الحلقة المقبلة.


(الفرد الشيعي وعلاقته بمؤسساته الدينية من منظور غربي)
[8]


مازال "جون والبرج" يستفز العقل الديني بملاحظاته الجديرة بالاهتمام على جذور التخلف الفكري، ففي مجال استعراضه لجهود المرحوم الشهيد السيد محمد باقر الصدر الإصلاحية، فهو يحفر عميقاً في طريقة تعاطي النخب الدينية مع التحدي الحضاري الغربي، حيث تعامل معها ذلك الفكر من خلال اعتباره "ان القضية الجوهرية تتعلق بالفقه الإسلامي وإصلاحه"!!
بينما ذهب الشهيد الصدر إلى الجذر الحقيقي لمسألة التحدي الحضاري وذلك باشتباكه الفكري من خلال الفلسفة ووعيه أن المشكلة تكمن في "تحدي العقيدة المادية للدين"، وملاحظته ان الغربيين بعد فقدانهم الجانب الروحي والذي تزامن مع اكتسابهم قوة هائلة ساعدتهم في فرض قيمهم المادية الجديدة على المجتمعات المنافسة لهم، لم يجدوا أمامهم من يستطيع مجابهة تلك الهجمة المادية سواء من النخب الدينية التقليدية، أم من النخب العلمانية.

لذلك انتهج الشهيد الصدر طريقاً للرد على الماديين الغربيين بلغتهم ومفرداتهم "وإعادة بناء أسس المعتقد الديني بغية السماح للدين بالتعايش مع نتاجات العلم والتكنولوجيا المبهرة والفاعلة. وهذه ليست مشكلة دينية؛ وإنما مشكلة فلسفية، وهذا تحديداً هو جوهر المشروع الفلسفي الذي أخذ الفيلسوف ورجل الدين العراقي محمد باقر الصدر على عاتقه تنفيذه في القرن العشرين".

ما تقدم بين الأقواس هو شهادة باحث غربي على فكر المرحوم الصدر الإصلاحي، وقد أُسهب الباحث والبرج في شرح مجهودات الشهيد الفلسفية وماذا قدمه من اختلاف عن الفلسفة المادية في ثلاثة من كتبه: فلسفتنا، اقتصادنا، والأسس المنطقية للاستقراء".

وحتى لا يطول بنا الحديث، سنكتفي بإشارات بسيطة لمنهج السيد الصدر والذي توسع الباحث جون. والبرج في شرحه باستفاضة:
- تعود جذور الفلسفة بوصفها تراثاً فكرياً للبلاد الإسلامية الشرقية الى ما قبل زمن الفيلسوف ابن سينا.
- في غضون الأربعمائة عاماً الماضية، استمر العمل بإثراء هذا التراث على يد العلماء الشيعة على نحوٍ رئيس.
- بقي العالم الفكري للفلسفة محصوراً على نحو رئيس بالمسائل التي اشتغلت عليها ما يعرف ب"المدرسة الاصفهانية"، والتي تمثل نسخة منقحة ومعدلة للنظام الذي أسسه لأول مرة ابن سينا.
- لم يكن لدى الفلسفة الاسلامية المتأخرة بتأملاتها الرائقة بشأن الوجود وأخلاقياتها وسياساتها غير الفاعلة الكثير لتقوله حول أزمة الإسلام في العالم الحديث المشغول على الدوام بالقضايا السياسية والأيدلوجية والاقتصادية.
- كان مشروع الشهيد الصدر،  وباختصار "وضع أسس لايدلوجية إسلامية بمقدورها الوقوف بوجه الأيدلوجيات الماركسية والرأسمالية.
- عامل الشهيد الصدر المفكرين الغربيين باحترام وثقة كبيرين في مسار تناوله لموضوعه.

بعد تقديمه لمنهج الشهيد الصدر، استعرض الباحث والبرج أهم ملامح فكر الصدر من خلال كتبه، والتي سنستعرضها لاحقاً باختزال شديد.



(الفرد الشيعي وعلاقته بمؤسساته الدينية من منظور غربي)
[9]


(١) اقتصادنا:
- ينتقد الشهيد الصدر في هذا العمل الميتافيزيقيا (علوم ماوراء الطبيعة) والابستملوجيا (نظرية المعرفة) الغربية الحديثة لا سيما الآراء التي يقول بها الماركسيون والتجريبيون.
- بالرغم من منطلقاته الفلسفية والمبنية على تراث ملا صدرا، غير أن الافكار التي تعرض لها كتابه، لا تُطرح وفق ثنائية الأيدلوجيات الاسلامية في مقابل غير الاسلامية. وإنما وفق المقاربات المتناقضة للفلسفة مثل العقلانية إزاء التجريبية، والواقعية إزاء المثالية، والمنطقية إزاء الجدلية، والاهوتية إزاء المادية.
- كانت مناقشته لتلك الفلسفات تستند على أسس عقلانية دون الاستعانة بالمسلمات الدينية.
- السجال بين المثالية والواقعية هو الأهم في كتاب السيد الصدر.
- يعتقد الشهيد الصدر بوجود ضعفاً كبيراً في استعمال الماركسيين للمنطق الجدلي (الديالكتيكي) إذ يؤكد على انه لا يمثل شيئاً خلا سوء فهم متعمد للمنطق والميتافيزيقيا الكلاسيكيين.

(٢) الأسس المنطقية للاستقراء:
- سعى السيد الصدر في هذا الكتاب الى بناء نظام أبستملوجي (معرفي) مبني على الاستقراء.
- يبدو ان الصدر أعاد النظر بالتحدي الذي تشكله التجريبية، وفكر ان واقعية (فلسفتنا) لم تكن استجابة كافية لها.
- أراد ان يقدم دليلاً عظيماً ومقنعاً على وجود الله عز وجل، ولذا حاول في هذا الكتاب تجريب نوع آخر من البراهين: يستند الى ان وجود الله يُعرف بالطريقة ذاتها وبالمستوى الابستملوجي ذاته الذي تعرف به العلوم الحديثة. وبرهان كهذا من شأنه ترسيخ مكانة الدين في عالم الفكر الحديث.
- استعان السيد كثيراً بفلسفة برتراند رسل.
- الحقيقة الأهم في كتابه تتمثل في  وضعه المعرفة العلمية التي ليس هناك شكا إطلاقا في مشروعيتها وفاعليتها، في نفس الفئة التي تقع فيها المعرفة الدينية.

٣- اقتصادنا:
- يدرك الشهيد الصدر بأن الاقتصاد هو فرع معرفي علمي موضوعي غير مرتبط بالدين.. لذا فهو يفرق بين مذهب الاقتصاد وعلم الاقتصاد. فعلم الاقتصاد يخبرنا انه في ظروف اقتصادية معينة تظهر نتائج معينة. أما المذهب الاقتصادي فيضع المبادئ والأهداف والإطار الاخلاقي للنظام الاقتصادي للأمة ككل.
- من خلال المذهب الاقتصادي الإسلامي، والذي يتمثل في التعاليم الأخلاقية والتي تحدد البنية العامة للنظام الاقتصادي الإسلامي، حيث تُستنبط منه الأحكام والقوانين الاسلامية المتعلقة بمسائل محددة مثل مسئولية الأغنياء اتجاه الفقراء وتحريم الربا وتحريم ترك الأراضي بدون استغلال.. فاستناداً الى هذه المبادئ، يأمل السيد في أن يتمكن من وضع الأسس الاسلامية لنظام اقتصادي حديث قابل للتطبيق وهو المشروع الذي تحدث عنه في (اقتصادنا) و (البنك الاربوي).

يختتم الباحث جون والبرج دراسته بهذه الخاتمة والتي اشعر انها يجب أن تقدم كاملة "هناك أسباب عدة تعلل أهمية المنجز الفكري لمحمد باقر الصدر وأثره في الفكر الإسلامي المعاصر. فهو أحد الفلاسفة البارزين في مجتمعه..، وكذلك يتميز موقف الصدر بالفرادة، إذ انه يقارب بثقة كبيرة دونما تأثر بالعصبية الدينية أو الشعور بالدونية..، ومما يثير الانتباه عدم تردد الصدر في تبني أفكار الفلاسفة الغربيين ان رأى ضرورة ذلك".


(الفرد الشيعي وعلاقته بمؤسساته الدينية من منظور غربي)
[10]


بعد استعراضي المفصل نوعا ما، لدراسة جون والبرج عن مفهوم الإصلاح الديني في فكر الشهيد الصدر، كنت أود الإسراع في جلب باقي النماذج الإصلاحية مثل الامام الخميني ومطهري وبنت الهدى، حسب ترتيب مؤلفة الكتاب لندا والبرج، لكن لان مشروع السيد الصدر يتبقى منه جزاءً آخر قد أعده كاتب إسلامي هذه المرة وهو "طالب عزيز" والذي ساهم في الحديث عن الشهيد الصدر بشكل شمولي، فارتأيت أن أقدم استعراضاً سريعاً لأبرز مفاصل الدراسة، عوضاً عن الحديث عن باقي النماذج الإصلاحية الأخرى، وأيضاً سأتجاوز مقدمات الكاتب وأتحدث عن أهم إنجازات السيد للنهوض بالمرجعية:

- تأسيس كلية أصول الدين وفقاً للنموذج المأخوذ من الجامعات الغير دينية (العلمانية).
- عمله على تبسيط الفتاوى الدينية وجعلها في متناول مدارك جمهور القراء بعد تخفيفها من المصطلحات الفقهية وجعلها في لغة سهلة ومباشرة.
- تطوير موضوعات الرسالة العملية، حيث كانت تقسم على بابين رئيسيين (العبادات والمعاملات) وجعلها على أربعة أقسام تراعي حاجات الفرد المؤمن الاجتماعية المعاصرة، والأقسام الاربعة لنظام الفقه الإسلامي هي:
١- العبادات وتشمل العبادات التقليدية التي يؤديها الفرد والتي تستلزم منه النية.
٢- الأموال التي تشتمل على جميع التعاملات الاقتصادية العامة والخاصة.
٣- العلاقات الخاصة والتي تختص بالمسائل المتعلقة بالشؤون العائلية.
٤- العلاقات العامة التي تتضمن العلاقات الاجتماعية وسلطة الدولة.

(ملاحظة مهمة أوردها الباحث طالب عزيز):
ولنظام التصنيف هذا مضامين عدة بالنسبة للشؤون الاجتماعية. فعلى سبيل المثال لا الحصر، تُدرج المسائل المتعلقة بالزواج تحت عنوان فرعي هو "العقود المالية" الذي يؤكد الطبيعة الفقهية والبنائية للزواج وعلاقة الرجل بالمرأة. ومعاملة علاقة الزواج بهذه الطريقة تعكس الاعتقاد السائد حول تمثيل المرأة شريكاً جنسياً فحسب، وان الرجل هو المسؤول المالي. وبقول مختلف، يعطي الرجل المرأة مهراً لقاء الخدمات الجنسية التي  تقدمها له. وعليه تفسير العلاقة أنها "المال من أجل الجنس". وبوضعه المسائل العائلية تحت عنوان مختلف وهو "العلاقات الخاصة أو الشخصية"، شرع الصدر في تفسير المفاهيم الفقهية الدينية المعروفة وتقديم فهم جديد لها.

- يرى الشهيد الصدر في المرجعية الدينية مؤسسة تغيرت وتشكلت ملامحها عبر قرون طوال، ولذا فمحاولات إجراء تغييرات فيها والجهود المبذولة لأجل ذلك لها ما يبررها، وقد قسم الصدر تاريخ المرجعية الى مراحل أربع:
١- "المرجعية الفردية" والتي تبدأ بأصحاب الامام علي (ع) حتى زمن العلامة الحلي (توفي عام ١٢٣٥م)، وفيها اقتصر عمل الامام على كونه مصدراً للأحكام الدينية الضرورية لعامة الناس.
٢- "المرجعية الرسمية" والتي أسسها الشهيد الأول (توفي ١٣٤٧م)، وقد امتازت هذه المرحلة بإرسال ممثلين عن المرجعية الى المناطق كافة لوعظ الناس وإلقاء الخطب وجمع الضريبة الدينية (الخمس).
٣- "المرجعية العظمى" التي تميزت بتعزيز السلطة ضمن مرجعية واحدة. وهذه المرحلة بدأت بمرجعية كاشف الغطاء (توفي ١٨١٣)، وفيها اصبح المرجع الأعظم سلطة تهيمن على ادارة شؤون الشيعة في انحاء العالم كافة.
٤- "المرجعية الشعبية" التي تزامن ظهورها مع الاحتلال الغربي للعالم الإسلامي، وفيها بدأت مرحلة انخراط المرجعية على نحو مباشر في الشؤون السياسية للمسلمين بغية حماية الدين والدفاع عن حقوقهم.


(الفرد الشيعي وعلاقته بمؤسساته الدينية من منظور غربي)
[11]


- اقترح الشهيد الصدر استبدال المرجعية الفردية الى "المرجعية المؤسساتية"، فطبقاً له، ينبغي للمرجعية ان تشرف على مؤسسة عالية التنظيم وواضحة السياسات حتى تمارس تأثيراً اكبر في الأحداث وترشد الناس بفعالية، وهذه الحالة تحولها الى مؤسسة متكاملة واضحة المعالم. هنا يصبح محور الاهتمام هو المرجعية وليس المرجع، ويحقق أهداف عدة منها منع الفقيه من اتخاذ قرارات عشوائية والحد من سلطات الفقهاء عن طريق التنافس الحر على هذا المنصب.
- تنبثق عن هذه المؤسسة ستة لجان تشارك في ادارة شؤون المرجعية المالية منها والتبليغية، وكذلك تشكيل مجلس استشاري من علماء الدين البارزين لوضع السياسات ويقترح مسارات الفعل لها.

يختتم الباحث طالب عزيز موضوعه بهذه النتيجة: "أسهم التركيز على المرجعية الإيرانية واحتدام التنافس بين المجتهدين منذ وفاة آية الله الخميني في التعتيم على أهمية المنجز الفكري لمحمد باقر الصدر وإسهاماته. وبرغم ذلك، اعتقد ان تأثير منجزه الفكري سيبقى فاعلاً في السجالات المتواصلة في الميادين الدينية والأكاديمية والسياسية.

قبل ختام القسم الثاني من الكتاب والمعنون باسم الإصلاح، لا بأس من الإشارة الى جهود المرأة المسلمة في الارتقاء ببنات جنسها معرفياً وثقافيا، وربط ذلك بالسيدة آمنة الصدر (بنت الهدى)، حيث أفردت لها الكاتبة لندا والبرج فصلاً كاملاً كتبه الباحث الغربي "جويس ن. ويلي" ملقية الضوء على جهود بنت الهدى في اختراق المجتمع الذكوري في ستينيات القرن الماضي وتعريفها بحقوقها وفق المنظور الإسلامي بعد تأويله ليتماشى مع المفهوم الانساني العام لحقوق الإنسان، وبعد تشجيع من  أخيها السيد محمد باقر واستشعاره الحاجة الى تغيير "العادات الاسلامية والممارسات الاجتماعية المسؤولة عن تخلف المسلمات".

تختتم الكاتبة جويس دراستها بهذه الكلمات : "ويعد قبول رجال الدين الشيعة وغيرهم من المسلمين الملتزمين المحافظين بمبدأ منح المرأة حقوقها التي طالما حرمت منها أحد أهم إنجازات بنت الهدى وإسهاماتها في الحركة الاسلامية.
بهذا ننهي الجزء الثاني من الكتاب ولننتقل بعده الى الجزء الثالث والأخير، بالرغم من إغراءات عناوين الفصول الباقية مثل: "المشكلة الرئيسة في المؤسسة الدينية-مرتضى مطهري"، وكذلك العنوان الآخر "تحليل الحجج التي ساقها الامام الخميني لدعم ولاية الفقيه".




 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق