الجمعة، 12 فبراير 2016

فن الإدارة



المشاركون:
  • ما بين القيادة و الإدارة  (فاخر السلطان )
  •  الإدارات الحكومية  الواقع و المأمول ( عقيل العليوي)
  • سر الإداري الناجح ( أحمد العلي)
  • مهارات إدارية  ( كمال الممتن)
  • مداخلة  ( حسن الحاجي)
  • تاريخ علم الإدارة ( عقيل عبدالله)
  • هندرة فكرية وثقافية ( طارق العزيز)
  • الإدارة هي فن صياغة المستقبل ( مهدي الرمضان )



ما بين القيادة و الإدارة
فاخر السلطان



الإدارة هي أن تدير شأنا من الشؤون بصورة علمية فنية.. بينما القيادة هي أن تهيمن على شأن من الشؤون أو على كل الشؤون، وأن تكون الأمور الفنية جزءا ثانويا من الموضوع..

الإدارة تعبر عن عمل فني تخصصي.. بينما القيادة تعبر عن روح استبدادية..

دلالات الإدارة ترتبط بفك الرموز المعقدة المرتبطة بشؤون الحياة.. بينما دلالات القيادة ترتبط بتعقيد تلك الرموز من خلال هيمنة الرؤى الفردانية عليها..

الايديولوجيا هي التي تخرج القياديين من مدارسها.. بينما الفكر القائم على الحرية الفردية يخرج إداريين من مدارسه..

الإدارة كلمة متداولة في العالم الديمقراطي الحر.. بينما كلمة قيادة متداولة في العالم غير الديمقراطي.. فالمناصب في المجتمعات الديمقراطية تأخذ صفة الإدارة.. بينما في المجتمعات غير الديمقراطية فتأخذ صفة القيادة..

الإداري يتغير اذا فشل في حل المسائل التي تواجهه في مسيرته العملية.. بينما القيادي يتشبث في منصبه، ويحيل أي فشل في معالجة المسائل إلى عوامل خارجية..
...................................................................................................................................................................

الإدارات الحكومية  الواقع و المأمول
عقيل العليوي


الادارات الحكومية تعيش هلع المسؤولية
قليل ممن تجدهم في منصبهم اصحاب رأي قوي وسرعه في التنفيذ
اغلب القرارات تحتاج صاحب الصلاحية وصاحب الصلاحية يحتاج الى مستشارين
والمستشار يريد ان يظهر نفسه امام المسؤول فيقوم بعمل ورشه عمل تمتد الى ايام واسابيع وربما شهور يتشرف معاليه بحضور اول يوم للورشة وبقيه الايام يجلس المستشارين مع النواب  اصحاب الشأن في الموضوع ومن بعد انتهاء ورشه العمل يتم رفع التوصيات لمعاليه لابدا الراي بعد ذلك يتم اصدار القرار ومن بعد اصدار القرار يتم اتخاذ الاليات المناسبة للقرار والاثار المترتبة عليه
بعدها يتم مقياس النجاح والفشل للقرار وطبعا الفشل مستحيل فقط سوف تكون صعوبات في فهم الاليه لتطبيق القرار فنرجع مره اخرى لدور الاستشارات ومن قامت بورش العمل وتكليفها لعمل جوله على المناطق والمحافظات التابعة للوزارة ثم يتم شرحها على اصحاب الموضوع ومن بعد هذه اللفة الطويلة يتم. استبدال الوزير ويجتمع مع كبار الاداريين والنواب في الوزارة ويوقف القرار.
و يا بوزيد ما غزيت

..................................................................................................................................................................
سر الإداري الناجح
أحمد العلي


الإدارة هي علم قيام بالأعمال بواسطة الأخرين، لذا هناك من نجح في أن يكون اداري ناجح عن طريق مقدمات عليه أتباعها، فماهي العوامل التي تجعله ينجح في مهمته؟
سوف أبدأ من الخطوات الأولى التي يسلكها الإداري عند تسلمه إدارة فريق عمل، حيث ينطلق من تقديم ثلاث نقاط أجدها أساسية، وهي
1- الاستقلالية للموظف
2- الأتقيان والاحترافية
3- الهدفية والأهمية

أعني بالاستقلالية هو الشعور الذي يقدمه الإداري للموظف بأنه حر في تقديم نظرته في مجال تخصصه وأنه يمتلك المؤهلات لكي يبدع بدون مخاطر عليه أو رقابة سوف تعاقبه عندما يحاول تقديم الجديد لكنه لم ينجح، والنقطة الثانية وهي يجب على الإداري أن يدرك قدرات الموظفين ويعمل على معرفة المهارات التي يمتلكونها والتي تحتاج تطوير،
وثالتاً لن يتحفز الموظف للعمل إلا عندما يشعر بأهمية العمل الذي يقوم به وكذلك له هو أيضاً وحيث يقوم الإداري بتوضيح اهتمامه بما هم يقومون به وجديته بالاستماع لما يطرح عليه من اقتراحات،

لقد نجح بعض الإداريين في تطوير فريق العمل عن طريق خطوات بسيطة ربما تكون لها أثر كبير في نجاح الإدارة فهي تحتاج لمهارة في زرع الحماسة والتعاون بين الأفراد، حيث كانت هناك أحد الشركات الكبرى تعاني من ضعف الأفكار الجديدة وأصدرت إدارة تلك الشركة بعد دراسة سبب الحالة الذي هو ضعف التواصل بين الموظفين وعدم معرفة القدرات الخاصة لكل موظف، لذا أصدرت قرارها بمنع شرب القهوة في المكتب، وعملت صالة يجتمع فيها الموظفون لاحتساء القهوة وتبادل الأفكار والانفتاح على بعضهم مما أدى لتطوير الإنتاج.

.................................................................................................................................................................

مهارات إدارية
كمال ا لممتن.


1- ما هي المهارات الأساسية للإداري الناجح؟
المقدرة على جمع وتحليل المعلومات المطلوبة لاتخاذ القرار الصائب وليس الصحيح
2- ما هي الفوارق بين القائد والاداري ؟
القائد شخص له القدرة على التأثير في من حوليه
اما الاداري ليه القدرة على اتخاذ القرار الصائب
3- ما هي الية تشكيل وبناء التنظيم الاداري ؟
تشكيل التنظيم الاداري يتطلب تحليل مفصل عن اهداف التنظيم، لتحديد المتطلبات الادارية التي تساهم في بناء هيكل تنظيمي يتوافق ويحقق الاهداف
4- لمن يصدر الاداري قرارات بالتفويض واعطاء الصلاحيات ؟
لمرؤوسيه ، تفويض الصلاحيات تصدر من المسئول من أي درجة ووفق الصلاحيات الممنوحة له من السلطة الاعلى منه لتفويضها للأشخاص اللذين يلونه في الهيكل التنظيمي ( مدير عام الى مدراء الاقسام ، مدراء الاقسام الى مشرفي القطاعات ، مشرفي القطاعات الى الموظفين او الفنين او العمال ) وهكذا
5- الاسس لاختيار فريق العمل ؟
اولا تحليل مفصل للعمل والمهام
ثانيا المهام المطلوبة في كل وظيفة
المهارات المطلوب في شاغل هذه الوظيفة
البحث عن الشخص المناسب الذي يتطابق مع هذه المهارات
6- ما هي الطرق الناجعة لإدارة الوقت والاجتماعات؟
ادارة الوقت، هو تنظيم العمل واهما كتيب المهام " ما يطلق عليه الدايري"
تسجيل المهمة، مدة تنفيذها ، الحد الاعلى للإنجاز ، متابعة ومطابقة ما تم وما هو مفروض ان يتم في هذا التوقيت
الاجتماعات
اهمها يجب تدوين نقاط الاجتماع التي يجب مناقشتها
مناقشة قرارات الاجتماع السابق وما تم تنفيذه وتطور العمل بهذا النقاط
مناقشة نقاط الاجتماع الحالي
تدوين كل ما يتم في الاجتماع وتوزيعه على المجتمعين مع تسجيل المطلب بالمتابعة والتنفيذ عن كل نقطة
7- كيف يتعامل الاداري مع ضعف الاداء واليه رفع كفاءة فريق العمل والتعامل مع الازمات؟
كلام كبير يحتاج مؤلفات
ضعف الاداء : يحتاج الى تحليل المشكلة ومعرفة نقاط الضعف ومعالجتها وفق الطرق المعارف عليها
توفير المتطلبات ، تدريب ، اعادة توزيع العمل ، ..... الخ
رفع الكفاءة: يعتمد على تدوير العمل والتدريب الفعال ، اختيار الشخص المناسب في المكان المناسب
التعامل مع الازمات: قصة كبير ، اهمال
الهدوء ، تحديد المشكلة ، سبب المشكلة، المسببات ، الطرق الممكنة للحل، اختيار الطريقة الممكنة لحل الازمة

..............................................................................................................................................................
((مداخلة))
حسن الحاجي

 عزيزي الأستاذ فاخر

تعريفك للقيادة بأنها استبداد وهيمنة مخالف لعلم الإدارة
وكذلك التعريف بالنسبة للإداري

لو أخذنا التعريف باللغة الإنجليزية حتى يسهل الشرح
الإداري = Manager
القائد = Leader

في جميع الشركات الإثنين مطلوبين ولكل واحد منهم له دور مختلف

المدير هو الشخص الذي ينفذ القوانين والخطط الاستراتيجية للشركة

القائد هو الذي يضع الخطط الاستراتيجية للشركة وهنا تكمن الحاجة للإبداع

الذي تفقده معظم الشركات هو القائد وليس الإداري

مثلا جاك ولش و ستيف جوبز و بل قيتس هؤلاء قادة وليسوا إداريين

للتفريق بين القائد والمدير يضرب ستيڤن كوفي مثال رائع

لنفرض أن شركة تريد عمل مساحة في غابة ما

المدير سوف يدرب العمال ويوفر الأدوات اللازمة ويحدد الأشجار التي سوف تقطع
ثم يبدأ العمال بقطع الأشجار
كل يوم يرسل المدير تقرير للتقدم الذي يقوم به العمال وهو يتوافق مع الجدول و الخطة المطروحة

ولكن عندما جاء القائد ليكشف على مسيرة العمل قال لهم توقفوا حالاً !!!!

صحيح أنهم عملتم تقدم مستمر ونفذتم الخطة بشكل رائع ولكنكم قمتم بهذا العمل في الغابة الخطأ !!

...................................................................................................................................................................

تاريخ علم الإدارة
عقيل عبدالله


One (digit)

اهتم الانسان قديما بالإدارة كونها حاجة مدينة تطورت وزادت اهميتها بتمدن الانسان وبناءه للحضارات والدول..

كان الشائع قديما ان القائد الناجح يولد حاملا كل اسباب ووسائل النجاح، اذا هو يرثها من اسلافه أو تنتقل إليه بحكم انتماءه لطبقة خاصة ومميزة داخل المجتمع كطبقة الاشراف والنبلاء.

كانت الصفات المطلوبة للقائد الناجح تتمركز حول قدراتها الجسدية والنفسية..
فيجب ان يكون قوي البنية مفتول العضلات كما يجب ان يكون فصيحا بليغا قادرا على التأثير في من حوله..
ويجب -كما اشرنا- ان ينتمي لطبقة اجتماعية راقية تسند رغبته في القيادة والسيادة..
ومن الشاذ النادر ان يخرج قائد خارج هذه التوليفة دون ان يكون الفشل حليفه.

في العصر الحديث ومع انطلاقة الثورة الصناعية في أوروبا وانطلاقة العلوم الانسانية الحديثة اصبحت هذه النظريات في طي الماضي..
فالإدارة والقيادة تحول إلى علوم ومعارف ومهارات يمكن ان تكتسب وتتعلم .
ولم يعد امام القائد الناجح او الاداري الفذ سوى رغبته وصبره واصراره للوصول إلى ذروة المجد.
Two (digit)

يعد ماكس فيبر الفيلسوف الالماني الشهير واحدا من ابرز من نظر وقعد في علم الادارة الحديثة..
وقد قدم دراسات وجهود بارزة مازالت ذات اثر في الواقع..
ولعل نظريته البيروقراطية واحدة من اشهر النظريات التي اعتمدت في ادارة الدول والمنظمات لعقد عدة قبل ان يتجاوزها التاريخ..

بعد فبير تعددت النظريات الادارية وتنوعت وبات مدارس ومناهج ..
ومن اهم منظري الادارة في العصر الحديث الراحل الامريكي ستيفن كوفي الذي قدم انجازات في علم الادارة وهو صاحب الكتاب الاكثر انتشارا ومبيعا (العادات السبع للناجحين) قبل ان يضع كتابا آخر بعنوان (العادة الثامنة)
Three (digit)

الادارة في هذا الزمن لم تعد ترفا، إذ أن الحياة تستلزم منا السعي الجاد من أجل تحقيق متطلباتها العديدة والكثيرة..
ومن اجل ذلك تحتاج إلى تعلم أفضل الوسائل للوصول إلى اعلى النجاحات..

تعلم الادارة هو جزء مهم من تعلم جودة الحياة .. وهذا جزء مفقود للأسف في المجتمع بشكل عام.

كم اتمنى أن تلتفت وزارات التعليم لضرورة تعليم مهارات الحياة ومنها المهارات الادارية من اجل ضمان مجتمع ناجح .
وفي ضوء غياب تلك المهارات عن المناهج التعليمية لا يجوز ان نتغافل عن تعلمها وتعليمها لأطفالنا.

كل شيء في حياتنا بحاجة إلى إدارة..
الذات
الوقت
المال
العلاقات الاجتماعية
السفر والرحلات
الاسرة
الاعمال

....

فشلنا في إدارة حياتنا يعني أننا نحكم على حياتنا بالفشل..

Four (digit)









التخطيط
التنظيم
صنع واتخاذ القرار
القيادة
الرقابة

خمس مهارات أساسية للإدارة الناجحة،  يجدر بالجميع تعلمها واتقانها..

التفاصيل كثيرة وبالإجمال..

- فالتخطيط ببساطة هو عملية وضع أهداف وتحديد ما يجب القيام به للوصول إليها(خطة)..
وهناك أساليب كثيرة في عملية التخطيط.
اساس نجاح الادارة هو نجاح التخطيط. فكما يقال .. الفشل في التخطيط... تخطيط للفشل..

- التنظيم
اذا كان التخطيط رأس العملية الادارية فالتنظيم بمثابة اطرافها..
فالإدارة بلا تنظيم كجسد بلا اطراف لا يكاد يستطيع الحركة..
على المستوى الشخصي او المؤسسات والدول قد تبهرك الخطط الرائعة ولكن الفشل في عملية التنظيم يقف خلف عدم انجاز اي شيء.

- لا تكتمل العملية الادارية دون تنظيم عملية اتخاذ القرار ورسم الاساليب الصحيحة لصنع القرارات بكل شفافية ووضوح مما يضمن استمرار العمل دون تأخر أو عدم قدرة على اتخاذ القرار المناسب .. او اتخاذ قرارات خاطئة لا تخدم العملية الادارية

- القيادة
كل مدير يجب ان يتقن قيادة شركاءه والتأثير فيهم بصورة صحيحة.
وهناك خمسة محاور للقيادة السليمة
لكني سأتجاوزها باعتبار الاستاذة رجاء ستغطي هذا المحور.

- يبقى للعملية الادارية أن تمتلك اداة رقابية تسمح باكتشاف الاخطاء وتصويب القرارات والتراجع عنها في حال ثبت فشلها.


هذا بشكل موجز تعريف بسيط بالمهارات الادارية الاساسية

.................................................................................................................................................................

هندرة فكرية وثقافية

طارق العزيز


"الهندرة" مصطلح عربي جديد في عالم الإدارة الحديثة مشتق من هندسة وإدارة ، يرادف أصل المفهوم الإنجليزي (Business Reengineering) ويفسر بأنه إعادة هندسة العمليات الإدارية ..
وتعني الهندرة البدء من نقطة الصفر ، وليس إصلاح وترميم الوضع القائم ولا إجراء تغييرات تجميلية أو تحسينية مع ترك البنية الأساسية ، كما لا تعني ترقيع ثقوب المنظمة أملا بنتائج أفضل !
الهندرة تعني التخلي عن إجراءات العمل القديمة وإعادة التفكير بصورة أساسية وإعادة التصميم الجذري للعمليات الرئيسة ..

وأجد من المناسب استعارة هذا المصطلح الذي يحمل مفهوما ضروريا في مجتمعنا للتعاطي مع منظومتنا الفكرية والثقافية والأخلاقية ، إذ لم يعد مناسبا بتصوري الدعوة إلى التغيير والإصلاح مالم يكن بصورة جذرية يشمل كل الأسس التي بنينا عليها مجتمعاتنا فكرا وثقافة وخُلقا ، لأنها تشكل علة أساسية كبرى في وجه أي تغيير فعلي نحو الأمام ، وغالبا ما يتم الدفاع عن تلك العلة تحت عنوان "خصوصيتنا" أو "هويتنا" ..

ولكن ما لا يستوعبه بعضنا إلى الآن إن تلك الخصوصية أو الهوية التي يدافعون عنها ، ويشترطون تناسب التجارب الحضارية معها ، حتى يقبلوا بتلك التجارب ، هي  من أهم أسباب تخلفنا وعوائق تقدمنا !
نعم هناك مجتمعات لا تتعارض خصوصيتها مع التقدم والتحضر ، لكننا للأسف لسنا منهم !
فالتخلف والجهل من أساسيات منظومتنا الفكرية والثقافية والأخلاقية ، وهما عناصر رئيسة وبنية عقلية وجذرية في صميم وتركيب خصوصيتنا وهويتنا الاجتماعية والثقافية ..
ولا ينبغي لنا الإعلاء من شأنها أو الاستماتة في الدفاع عنها وتكريسها وكأننا عبيد تلك المنظومة أو الخصوصية المعيقة كعائق جذري وأساسي ..
بل علينا مراجعتها والتحرر من كل قيودها والتخلي عن مساوئها وعدم تقديسها أو تبريرها والسعي الفاشل والمجهد في تلميعها ..

لنسأل أنفسنا بكل وضوح وصدق وشفافية : لماذا نتمسك بهذه الفكرة أو المبادئ و ندافع عن تلك الثقافة أو العادات ونسعى لتكريس هذه الهوية والخصوصية !؟ هل ما نظن أنه حقيقة أساسية أو مقدسة هو فعلا كذلك !؟ وما هي الآثار الواقعية التي نجنينها من ذلك كله !؟ هل هي مفيدة حقا كما ندعي أو هل تشكل قيمة أو إضافة في سبيل تحقيق أهدافنا وإثبات ادعاءاتنا !؟
وإذا كان هناك من أجاب بنعم ؛ فليتابع السؤال : هل ما نملكه ونتمسك به وندافع عنه من قيّم وأفكار وهوية وخصوصيات ينتج لنا النموذج الأفضل واقعيا !؟

قد تبدو أسئلتنا أعلاه بسيطة وسهلة ، لكنها مهمة حتى نتمكن من الانطلاق نحو الأمام بدلا من الرجوع إلى الخلف أو مراوحة المكان بأفضل الحالات ..

نحن بحاجة إلى هندرة عقولنا وثقافتنا ومنظوماتنا الفكرية والأخلاقية ، وذلك يتطلب صدقا عالياً مع الذات ، بحثا عن تغيير جذري وأساليب بناء جديدة وبعيدة عن جذورنا البالية و أساسياتنا المهترئة والمعيقة !

...............................................................................................................................................................


الإدارة هي فن صياغة المستقبل

مهدي الرمضان.

الإدارة كما اعرفها هي فن تخصيص و استخدام الموارد المتاحة المحدودة بكفاءة لتحقيق أعلى المردودات لوحدة الزمن. 

يدخل علم الادارة في كل مجالات الحياة ولا يكاد يستغني كائن حي ابتداء من وحيدات الخلية الى الإنسان من اللجوء للإدارة السليمة لتسيير شؤون حياته بكفاءة وتحديد مساراتها.
الفوضى العارمة والعشوائية والتخبط والفشل في أي منظومة اقتصادية او اجتماعية او حتى بيولوجية هي من العلامات الواضحة ونتاج لغياب الإدارة او سوء استخدامها وتوظيفها.
في عالم من المتغيرات والمستجدات المتلاحقة قد يواجه الكائن الحي او المنظومات الكبرى بأشكالها وأهدافها المختلفة كارثة وجودية قد تبلغ حد القضاء على البقاء وإنهاء الحياة بسبب عدم القدرة إداريا على التعامل مع تلك المتغيرات بفاعلية وسرعة.
كلما تعمقت في ممارسات الادارة في مجالات عملي تكشفت لي حقائق عن مدى أهمية الإدارة وقيمتها ليس فقط في تحقيق الأهداف بل عن استحالة نجاح أي عمل تجاري دون إدارة فاعلة وواعية.
اعتقد أن الإدارة في احد أهم جوانبها تتمثل في فنون تصور   المستقبل والعمل على صياغته وبدون قدرات إدارية واعية لن يتمكن المرء او المنظومات الكبرى من وضع خطط لمستقبل أفضل من واقع الحاضر وتنفيذها بحرفية واقتدار. 
في عالم التجارة والاقتصاد تقسم الادارة لمستويين أساسيين تبعا للعمق الذي تلامسه وللمدة التي تتعامل معها فهناك الإدارة الاستراتيجية للمنظومة والتي تعنى بتحديد الأهداف والتصورات والتوجهات المستقبلية التي ترغب المنظومة في بلوغها على المدى المتوسط (بين خمس لعشر سنوات) أو المدى الطويل (عشرون سنة ) وهنالك إدارة قصيرة تعنى بتسيير العمل اليومي او الموسمي الربع سنوي الذي يشكل خطوات تكتيكية تحقق في النهاية استراتيجية المنظومة التجارية.
لوضع استراتيجية، تبدأ المنظومة أولا  بتحديد أين تريد ان تكون مستقبلا وثانيا التعرف على وضع إمكانياتها  الحالية وثالثا من الفرق بين وضعها الحاضر ووضعها في  المستقبل تتعرف على الفجوة التي يحتاج ملأها وبالتالي تخصيص الموارد المطلوبة وتوزيعها لتحقيق الأهداف الاستراتيجية المستقبلية.
لابد لكل منظومة جادة من وضع استراتيجية تبدأ بصياغة رؤية للأفق العام التي تريد وتسعى لبلوغه   ورسالة تمثل الآلية لتحقيق الرؤية    وتكملها بتحديد الأهداف الاستراتيجية العامة والاهداف المرحلية المطلوبة.
تستخدم المنظومات الاقتصادية آليات إدارية حديثة متعارف عليها لتحقيق الخطة الاستراتيجية تسمى المؤشرات المعيارية KPI (Key Performance Indicator) للأداء.
بعدها تضع جداول ومصفوفات لكل هدف وتوزع بموجبها الصلاحيات والمسؤوليات على الإداريين بحسب مستوياتهم ويكلف لكل مستوى عملي  إداري شخص مسؤول لمتابعة تنفيذ الأهداف المرحلية وقياس نسب ما تم تنفيذه من مؤشرات الأداء  KPI على فترات متساوية (عادة ربع سنوية) وتعقد جلسات دورية على مستويات مختلفة لمعرفة ما تم إنجازه من الخطة الاستراتيجية والتعرف على أية معوقات وحل أية إشكاليات.
عادة في مثل هذه الجلسات يعتمد على آلية إدارة الجلسات بالعصف الذهني ومشاركة جميع الحضور بالحوار والنقاش للخروج بتوصيات تحول لإجراءات عملية تنفيذية.
في النهاية يمكن قياس الأداء بقياس  كم نسبة ما تم تنفيذه بحسب المؤشرات المعيارية KPI's. 
تأتي الفروقات بين مستويات الإداريين  بمقدار تمكنهم من تحقيق الأهداف الاستراتيجية في الأوقات المحددة وتحقيق مردودات عالية لوحدة الزمن من خلال توزيع وتوظيف مواردهم المالية والزمنية والبشرية المحدودة.  
في النهاية، فإن علم الإدارة كما أراه هو واقعا وعمليا علم وفن صياغة المستقبل وتحقيق أعلى المردودات للمنظومة عبر كفاءة استخدام مواردها المحدودة في الحاضر.

................................................................................................................................................................